الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل تخريج الطلاب الذي أقامه معهد الرسول الأعظم الجامعي في 1/10/2010

المقاومة هي عنوان حامٍ للوطن وصانع للمستقبل ومؤسس لرعاية الأجيال القادمة في جو من المعنويات والعزة والكرامة، والمقاومة اليوم هي قوة لبنان وبالتالي من أراد أن يضرب هذه القوة فهو يضرب لبنان.

المقاومة هي عنوان حامٍ للوطن وصانع للمستقبل ومؤسس لرعاية الأجيال القادمة في جو من المعنويات والعزة والكرامة، والمقاومة اليوم هي قوة لبنان وبالتالي من أراد أن يضرب هذه القوة فهو يضرب لبنان.

هناك في لبنان من يستهدف المقاومة خلف شعارات الحرص على الدولة والحرص على تطبيق القرارات الدولية وهو في الحقيقة يريد رأس المقاومة، لكنه جبان لا يتحدث بالمباشر، أنا أنصح هؤلاء أن يكونوا رجالاً ويقولوا بالفم الملآن أنهم يريدون الانسجام مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي، يتهموننا أننا نخوِّن البعض، ماذا نفعل إذا كانت تصريحات البعض نسخة طبق الأصل عن التصريحات الإسرائيلية؟! هل يمكن أن يكون لبنان قوياً مع عدم وجود اللحمة بين الجيش والمقاومة والشعب. يقول البعض لنسلح الجيش اللبناني وعندها نستغني عن المقاومة، لنبدأ بالتسليح، وعندما يكتفي الجيش في يوم من الأيام ستجدوننا في الموقع الذي يقف خلف الجيش اللبناني وليس أمامه، طالما أنه يستطيع أن يدافع عن البلد بالإمكانات التي تواجه إمكانات إسرائيل أو تفيض عنها.

نحن دعَونا إلى محاكمة شهود الزور، وفي رأينا أن شهود الزور هم مفتاح الحقيقة، من بوابة شهود الزور نكشف التضليل والتزوير والكذب والمجرمين الذين يتسترون خلفهم، من بوابة شهود الزور نفضح الغرفة السوداء التي تعبث بالساحة اللبنانية، وتشل قدرة لبنان وتُحدث فيه الفوضى بين حينٍ وآخر ليكون عاجزاً عن مواجهة التحديات، من بوابة شهود الزور تتضح معالم المصنِّعين والمفبركين الذين يخدمون إسرائيل بأهدافها ويعملون لمصلحتها وليس لمصلحة لبنان، هؤلاء المصنِّعون لشهود الزور خونة بكل ما للكلمة من معنى، وإذا كانوا يتحدثون عن أمر آخر ليكشفوا صورهم أمام الناس، وليقدموا المبررات وليقولوا لماذا فعلوا ما فعلوه؟ شهود الزور ومن وراءهم خرَّبوا لبنان لخمس سنوات، أثَّروا في إيجاد ظلم مستحكم، أوجدوا فتنة عمياء شملت بلدنا، أثاروا نعرات لم تكن موجودة، ظلموا أشخاصاً ودولاً وأحزاباً وشخصيات وقوى بسبب التضليل والأقاويل التي بثوها بين الناس، هؤلاء يجب أن يُحاكموا، هذا هو المسار، ومن الضروري الإسراع والمباشرة بفتح الطريق أمام المعطيات الصحيحة لكشف شهود الزور والمفبركين في الغرفة السوداء، لنعلم من الذي أخذ لبنان إلى الهاوية، ولا يزال يعمل حتى هذه اللحظة لأخذ لبنان إلى الهاوية.

القرائن التي قدمها سماحة الأمين العام في اتهام إسرائيل فتحت الطريق أمم الحقيقة من أجل أن نعرف من الذي اغتال الرئيس الحريري، ومعروف أن إسرائيل لها مصلحة في ذلك، وتبيَّن اليوم أن نتيجة الاغتيال قد أدت إلى ثغرات في ساحتنا اللبنانية لا تستفيد منها إلا إسرائيل وأمريكا. هناك قرائن مقدَّمة فلماذا لا تباشرون بها؟ هم لا يريدون البحث في القرائن ولا دراستها ولا اتهام إسرائيل، أنا أتحدى المحكمة أن تباشر تحقيقها مع إسرائيل وأن تُعلن ذلك أمام الرأي العام على قاعدة الاتهام، ولتدافع إسرائيل عن نفسها بالأدلة والبراهين الموجودة أمام المحكمة، أثبتوا لنا أن إسرائيل موضوعة في دائرة الاتهام لنصدق أنكم تحاولون الوصول إلى الحقيقة.

اليوم في لبنان يوجد توتر سياسي، وهو نتيجة التضليل الإعلامي ومحاولة استخدام لبنان لمصلحة المشروع الإسرائيلي، وفي رأينا يجب إيقاف هذا التضليل، والإيقاف بتصحيح المسار وذلك بأمور ثلاثة: أولاً كشف المفبركين لشهود الزور من خلال محاكمة شهود الزور، ثانياً اتهام إسرائيل بالقرائن التي قُدمت للوصول إلى الحقيقة، ثالثاً اتخاذ الإجراءات العملية في الاتجاهين، يعني شهود الزور واتهام إسرائيل والمباشرة بالتحقيقات في هذا الاتجاه كي نُقفل هذا الملف المتوتر في لبنان.

على كل حال نحن صامدون أمام الأعاصير، والذي صمد لخمس سنوات ماضية كانت قاسية ومعقَّدة وصعبة، ومتوَّجة بعدوان إسرائيلي عالمي في تموز 2006، ومع ذلك فالحمد لله قد قطعنا المراحل بنجاح. إن شاء الله نحن ثابتون، وإن حذَّرنا فإنما نحذِّر من اللاعبين الذين يسيئون للبلد ولشركائنا وأهلنا لا لأننا نخشى ونخاف منهم.