الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل الافطار الذي أقامته جمعية التعليم الديني في مدرسة المصطفى - قصرنبا في 15/8/2010

كل النقاش اليوم يجري في الدوائر العالمية حول احتمال أن تعتدي إسرائيل على لبنان أو غزة أو سوريا أو إيران، ويمر هذا العنوان بشكل طبيعي، لو افترضنا أ أحداً من حزب الله أو سوريا أو إيران أو غزة قال: نحن نهدد إسرائيل بالهجوم عليها، لاجتمع مجلس الأمن وقامت الدنيا ولم تقعد فقط لأن الخبر تهديد بالحرب

كل النقاش اليوم يجري في الدوائر العالمية حول احتمال أن تعتدي إسرائيل على لبنان أو غزة أو سوريا أو إيران، ويمر هذا العنوان بشكل طبيعي، لو افترضنا أ أحداً من حزب الله أو سوريا أو إيران أو غزة قال: نحن نهدد إسرائيل بالهجوم عليها، لاجتمع مجلس الأمن وقامت الدنيا ولم تقعد فقط لأن الخبر تهديد بالحرب، بينما إسرائيل في كل أدبياتها تعلن تهديداً بالحرب يومياً على قوى الممانعة من حركات وتنظيمات ودول في منطقتنا ولا يتحرك العالم ليثني إسرائيل عن تهديداتها المختلفة.

بعد التجربة اكتشفنا أن الحل الوحيد في مواجهة تهديد إسرائيل هو المقاومة، وأن هدف إسرائيل من تهديداتها وهدف أمريكا من دعمها هي إسقاط قوة الممانعة والمقاومة في منطقتنا من أجل أن يتسلطوا علينا ويأخذوا خيراتنا على المستويات المختلفة، ويفرضوا شروطهم التي يريدونها، والآن نلاحظ أن كل القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن هي قرارات منحازة وغير عادلة، تخدم مصالح السرّاق الدوليين أمريكا ومن معها، وتدخل في لعبة الأمم التي بُنيت على سيطرة القوي على الضعيف، وبالتالي لا محل في مجلس الأمن للحقوق المشروعة للشعوب، وإنما مجلس الأمن غطاء استكباري آثم للضغط على الشعوب المستضعفة، وقرارات مجلس الأمن قرارات منحازة لا صلاحية لها لإعطاء الحق الدولي أو العدل الدولي بين الناس وبين الشعوب، وإسرائيل تستفيد من هذا الإطار، بل تعمل من أجل أن تستغل هذا الإطار إلى أقصى حد، الرادع الوحيد لإسرائيل هو المقاومة، والرادع الوحيد للمشروع الإسرائيلي العدواني هو المقاومة، ولا يوجد أي رادع آخر. أولئك الذين يوسطون أمريكا على أساس أنها وسيط نزيه يخدعون أنفسهم والناس كالناعمة التي تخبأ رأسها والناس تراها، لأن أمريكا منحازة لإسرائيل، ولا تقوم إسرائيل بأعمال من دون أمريكا، الحرب في سنة 2006 قرار أمريكي وتنفيذ إسرائيلي، الحروب المختلفة التي قامت بها إسرائيل بتنسيق كامل مع أمريكا، الاغتيالات الكبرى التي حصلت في لبنان من قبل إسرائيل بتنسيق أمريكي كامل وبالتالي لا يمكن الاعتماد على أمريكا كوسيط، بالعكس عندما تدخل أمريكا كوسيط يعني أن الخسارة حتمية للطرف الآخر وكل ذلك لمصلحة إسرائيل.

إذاً إسرائيل هي التي تعلن الحرب، وإسرائيل هي التي تهدد بالحرب، وإسرائيل هي التي تخرب المنطقة، أما المقاومة فهي التي وضعت أول حدٍ رسمي لإسرائيل بالانتصارين الكبيرين عام 2000 عام التحرير وعام 2006 عام الانتصار الإلهي الكبير، بعد هذا الردع أصبحت إسرائيل تحسب حسابات كثيرة قبل أن تفكر بأي خطوة، ولولا نصر المقاومة والجيش والشعب في عام 2006 لرأينا حرباً جديدة في لبنان منذ سنة أو سنتين أو ثلاثة، ولكن لأن إسرائيل تخشى من نتائج الحرب فهي مردوعة بخشيتها من المقاومة، وهي مردوعة بخشيتها من النتائج التي يمكن أن تنعكس عليها سلباً وقد تكون القاضية على إسرائيل.

على هذا الأساس نحن نعتبر أن المقاومة هي الحل وهي الخيار، وهذه المقاومة اليوم تحولت إلى نموذج، نموذج للنهضة العربية، ونموذج للنهضة الإسلامية، هذه المقاومة هي نموذج للأجيال الصاعدة ولأصحاب الحقوق والحريات ولكل من أراد أن يكون مرفوع الرأس عليه أن يكون مقاوماً ومع المقاومين الشرفاء، لكل من أراد أن يهزم إسرائيل عليه أن يسلك درب المقاومة وأن يكون معها، مؤيداً وداعماً ومقاتلاً ومجاهداً ورافعاً لرايتها ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون، وكل من يعمل على إضعاف المقاومة بأي شكل من الأشكال، وبأي سبب من الأسباب، وبأي تبرير من التبريرات يخدم المشروع الإسرائيلي بالكامل أعجبه هذا التوصيف أو لم يعجبه، ما الفرق بين العميل والذي يوصل إلى نتيجة العمالة حتى ولو لم يكن عميلاً بشكل رسمي، فالعمالة ليست بحاجة إلى نفاق هي بحاجة إلى سلوك، السلوك هو الذي يدل ، سيماهم في وجوههم من أثر خدمة إسرائيل عندما يعملون في الاتجاه الخاطئ.

نحن واضحون، إسرائيل لا يمكن أن تواجه إلاَّ بالمقاومة، والمقاومة يجب أن تبقى عزيزة وقوية، ويتبقى إن شاء الله تعالى بسواعد المجاهدين وتضحيات المجاهدات لأننا نؤمن بأن هذا الشعب المترابط والمتماسك مع الجيش والمقاومة هو الذي يحقق الإنجازات والانتصارات، وإن شاء الله تعالى من انتصار إلى انتصار لن يكون انتصار عام 2006 هو الانتصار الوحيد ان شاء الله ، سيكون في كل معركة انتصارات إذا حصلت، وحتى لو لم تحصل المعركة فنحن انتصارات دائمة ما دامت إسرائيل لا تتجرأ أن تتحرك أو أن تفعل شيئاً في مواجهة المقاومة.

النقاش يدور اليوم حول اتهام إسرائيل، القضية المركزية بعد القرائن التي قُدمت من قبل سماحة الأمين العام هي اتهام إسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وضرورة ملاحقة العملاء ومن ورائهم من أجل الوصول إلى الحقيقة، هذه هي القضية المركزية، في الواقع بعد المؤتمر الصحفي لسماحة الأمين العام الأمر يختلف عما قبل المؤتمر، بعد المؤتمر هناك تهمة حصرية لإسرائيل ومكشوفة جداً وقاب قوسين أو أدنى للوصول إلى الحقيقة، أما قبل المؤتمر الصحفي كان هناك تعمية على اتهام إسرائيل بل الإغفال التام لاتهام إسرائيل، وأقول بكل صراحة، ما فعله حزب الله هو معالجة للتقصير الذي وقع فيه المسؤولون في لبنان والمعنيون في المحاكمات سواء أكانوا محليين أو دوليين، وإلاَّ حزب الله ليس معنياً أو مسؤولاً بأن يقدم المعطيات المختلفة من أجل المحكمة، فالمحكمة هي المعنية أن تبحث عن القرائن والمعطيات، المحكمة هي المعنية أن تضع الاحتمالات المختلفة وتحاول إلغاءها وصولاً إلى احتمال واحد، المحكمة هي المعنية للبحث عن الأدلة الحقيقية الجرمية ، المحكمة هي المعنية أن تبحث عن الخطوات التي تضيع مسارها أو تثبت مسارها، أما حزب الله فلن يتدخل في تقديم القرائن إلاَّ عندما وجد استهتاراً حقيقياً بإبعاد إسرائيل عن مسرح الاتهام، فبذل جهداً استثنائياً مضنياً وتوصل إلى قرائن مهمة جداً وبالتالي إذا عملت المحكمة وطاقمها وموازنتها وتحالف الدول معها، وكل الأجهزة الأمنية والقضائية التي تحت تصرفها لوصلت منذ خمس سنوات إلى من اغتال الرئيس الحريري، واستغرب عندما يقول البعض : لماذا حزب الله لم يقدم القرائن؟ نحن لسنا معنيين بهذا الأمر والقرائن التي قدمناها إنما قدمناها بجهد وعمل استثنائي وبمحاولة لسد ثغرة أوجدتها المحكمة الدولية وأوجدها المتابعون لهذا الملف، وهو عمل مضنٍ جداً قام به الأخوة ليتوصلوا إلى هذه القرائن التي رأيتموها جميعاً.

وقد أكد أن "ما فعله "حزب الله" هو معالجة تقصير المحكمة، وأصبحنا الآن في مرحلة قرائن جديدة تتهم إسرائيل وليرنا المعنيون كيفية الاستفادة والوصول الى نتيجة بهذه القرائن".

وقال: "لو كان هناك من عمل جدي للوصول الى نتيجة يتوجب استدعاء الموساد وأعضاء الحكومة الإسرائيلية ومشغلي العملاء وهؤلاء جميعهم يجب أن يحضروا الى المحكمة ويثبتوا أدلتهم وبراءتهم وليقدموا براءاتهم. ونحن لن نستبق الامور سننتظر ونرى اذا كانت اسرائيل ستقدم هؤلاء الى المحكمة".

ورأى أن "هناك من لا يعجبهم أن تتهم اسرائيل ويفسرون التصوير بقضايا قانونية وتقنية وليترك لأصحاب الشأن أن يفصلوا هذه القرائن".

أضاف: "الكل مقتنع بأن إسرائيل متهمة ولا بد من سلوك الطريق القانوني، وعلى هؤلاء أن ينتظروا حتى يروا النتائج معا. والحمد لله أزاح المؤتمر الصحافي هذه الغشاوة والموانع واصبحت اسرائيل متهمة وشهود الزور ومعرفة من وراءهم لأنهم لم يضيعوا الحقيقة بل وجهوا الأمور الى الفتنة والمخاطر. وعلى الحكومة أن تكشف هؤلاء ومن وراءهم من العملاء المشغلين من أجل استكمال التحقيق. ومخطئ من يحاول اقفال هذا الملف، ونحن سنتابع ونتهم اسرائيل وصولا الى الحقيقة".

واشار الى أنه "بعد المؤتمر تهمة حصرية ومكشوفة جدا، وقبل المؤتمر تعمية واغفال تام لاتهام اسرائيل"، موضحاً أن "ما فعله "حزب الله" هو معالجة التقصير الذي وقع فيه المسؤولون والمعنيون بالمحاكمات". ولفت الى "أن "حزب الله" ليس مسؤولاً بالبحث عن المتهم أو تقديم المعطيات للمحكمة وهي المعنية بالبحث عن الأدلة، و"حزب الله" لم يتدخل بتقديم القرائن الا بعد استبعاد اتهام اسرائيل، ولو عملت المحكمة وكل المتحالفين معها ومن هم تحت تصرفها لوصلت منذ سنوات الى الحقيقة" .

واكد ان "هدف إسرائيل اسقاط المقاومة والممانعة لفرض شروطها وكل القرارات الدولية منحازة وتخدم أميركا ومن معها وهي تدخل لعبة الأمم سيطرة القوي على الضعيف ولا محل للشعوب المستضعفة سوى الضغط عليها بقرارات منحازة، والرادع الوحيد لهؤلاء هو المقاومة والذين "يوسطون" أميركا على أنها وسيط نزيه يخدعون أنفسهم كالنعامة".