الموقف السياسي

اسطول الحرية هو صرخة حق في وجه إسرائيل وفي وجه المستكبرين الذين يقفون وراء إسرائيل/ الكلمة التي ألقاها قاسم في مقام السيدة زينب(عها) في دمشق بدعوة من ممثل الولي الفقيه السيد مجتبى الحسيني في الذكرى 21 لرحيل الإمام الخميني(قده) في 31/5/2010

اسطول الحرية هو صرخة حق في وجه إسرائيل وفي وجه المستكبرين الذين يقفون وراء إسرائيل

كان أسطول الحرية في طريقه للقيام بعمل نبيل إنساني، وإذ بإسرائيل تقتل الأبرياء على هذه السفن، أسطول الحرية صرخة حق في وجه المستكبرين الظالمين الداعمين لإسرائيل، هي ليست صرخة بوجه إسرائيل فقط هي صرخة بوجه هؤلاء المستكبرين الذين يقفون وراء إسرائيل، لأنه في الواقع إسرائيل غير موجودة وحدها إنما هي موجودة بسبب هذه الدول الكبرى التي تدعمها على باطلها وعلى جرائمها. ورأينا كيف اعتدوا على أسطول الحرية بدم بارد، وكان المفروض أن يجتمع مجلس الأمن ويقرر أقسى العقوبات على إسرائيل ومنها الحرب على الكيان الإسرائيلي هذا أقل ما يمكن، وإذ بنا نسمع تعليقات خجولة، طلب الاتحاد الأوروبي من إسرائيل أن تجري تحقيقاً فيما حصل، في الوقت الذي يفترض أن تحصل إدانة قاسية جداً مشفوعة بعقوبات وحصار وكل المواقف الدولية القاسية، لكن لأن هؤلاء أشراف وهم مع فلسطين المحتلة يقف العالم بالمقلب الآخر.

ما حصل هو جريمة ضد البشرية لا يكفي الاستنكار فيها بل بإنزال أشد العقوبات، وما حصل يشير بشكل مباشر وواضح بأن كل التوتر الموجود الآن في المنطقة بسبب إسرائيل. اليوم إذا كان هناك أزمة أمنية في المنطقة فبسبب إسرائيل، وإذا كان يوجد أزمة اقتصادية وأخلاقية فبسبب إسرائيل، كل المصائب من إسرائيل، ولكن فليعلموا: إذا كانوا يظنون أنهم وضعوا إسرائيل في قلب منطقتنا لتتحول وبالاً علينا سيكتشفون بعد حينٍ قليل إن شاء الله تعالى أن إسرائيل عبءٌ على الدول الأوروبية والغربية أكثر مما هي عبءٌ علينا بل هي عبءٌ على البشرية جمعاء، وسيأخذون نصيبهم من سيئاتها وظلمها وانحرافها وعدوانها، وقد رأينا كيف أنها استخدمت جوازات مرورهم لتزور من أجل أن تقتل الشهيد المبحوح، وكذلك رأينا كيف أنها تنتهك حرمات الدول الأوروبية المختلفة وأنها لا تأبه بهم ولا بمستقبل أبنائهم، سيكتشف الغرب أن إسرائيل عبءٌ عليه.

نعتبر اليوم أن الحل المجدي هو المقاومة فقط، فالحل مع إسرائيل عسكري فقط ولا يوجد حل دبلوماسي ولا حل سياسي لأن إسرائيل لا تفهم إلاَّ بلغة القوة، هكذا قالت لنا خلال 62 سنة من التجارب، وإذا لم تر الحديد لا يمكن أن ترتدع، فلا يفلُّ الحديد إلاَّ الحديد.

هنا لا يمكن أن ننسى أن المنطقة اليوم مضيئة ببركة دول المقاومة ولا أقول دول الممانعة، لأن الممانعة تصرف سلبي بعدم القيام بأي شيء، أما المقاومة فحركة نحو الجهاد ودعم المجاهدين، يمكننا أن نقول بوضوح أن إيران الإسلام هي دولة مقاومة وأن سوريا الأسد هي دولة مقاومة، ولنا الفخر أن نكون كمقاومة في حزب الله مع إخوتنا في فلسطين ومع دولتي المقاومة في إيران وسوريا ولو كره المنافقون.

أليست إسرائيل دولة نووية منذ عشرات السنين، ألا تمتلك إسرائيل أكثر من مئتي رأس نووي حربي! لماذا لا تُطالب إسرائيل؟ لماذا لا يمنع النووي العسكري عن إسرائيل؟ لأنهم يريدون إبقاء إسرائيل فزاعة بالنسبة لمنطقتنا، أصبحت إسرائيل هي الشرطي والعصا لتطويع كل دول المنطقة وشعوبها، كان هذا سيحصل لولا وجود المقاومين الشرفاء المجاهدين

إنَّ ذريعة الرفض الدولي للنووي السلمي الإيراني مدخل إلى محاصرة وعزل وإسقاط تجربة الجمهورية الإسلامية، هم في الحقيقة يريدون من خلال ذلك إسقاط إيران في الامتحان، ووضع قيود تمنعها من التحرك، المشكلة مع إيران ليست النووي، المشكلة مع إيران أنها دولة تريد أن تكون عزيزة مستقلة تدعم المقاومين والمجاهدين والأحرار وهذا ما لا يريدونه من إيران، ولذا يحتجون بالنووي ولو وجدوا أمراً آخر لاحتجوا به.

أحدث الإمام الخميني(قده) تغييراً تاريخياً في إيران والعالم، وعمل بشعار لا شرقية ولا غربية لتقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستقلة بشعبها وخياراتها، وقد عرَّفنا على الإسلام الأصيل بعيداً عن العصبية والتفسيرات المنحرفة، وهو الذي دعا إلى الوحدة الإسلامية وعمل لها، ووقف إلى جانب القضية الفلسطينية منفذاً أو تطبيق عملي بإغلاق سفارة إسرائيل في إيران وفتح سفارة فلسطين.

ثم قال: إذا راجعنا كل القوانين الدولية التي يتحدثون عنها سواء عن وكالة الطاقة أو في مجلس الأمن أو في أي قانون، نجد كل القوانين الدولية المعتمدة تجيز استخدام الطاقة النووية السلمية، وتسمح بكل الخطوات التي توصل إليها، إلاَّ إيران ممنوع عليها أن تخصب، وممنوع عليها أن تمتلك ذاتياً قدرة إنتاج النووي السلمي، وممنوع عليها أن تأخذ المسار العلمي الطبيعي، وهي تصرح يومياً بأنها لا تريد القنبلة بل يحرم الإمام القائد الخامنئي (حفظه الله ورعاه) إنتاج القنبلة، وليس هناك دليل على انتهاك الخطوات السلمية بالأصل، مع ذلك أمريكا والدول الكبرى ترفض وتحاصر إيران وتلاحقها بالعقوبات المختلفة، لأنها لا تريد لإيران أن تتقدم.