الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الرابعة من عاشوراء 1434هـ في قاعة شاهد - طريق المطار في 18/11/2012

لو قال العرب كلمة لا لخضعت إسرائيل غصباً عنها

ومما جاء فيها:

سمعنا كثيراً من المنظرين الذين يتحدثون عن مواجهة إسرائيل، يدعوننا إلى عدم استفزاز إسرائيل كي لا تعتدي علينا، كيف نمنع استفزاز اسرائيل؟ قالوا: إذا أردتم منع استفزازها، عطِّلوا مفعول السلاح بالكامل وسلموه للدولة، وأوقفوا قدرة المواجهة، عندها ننزع ذريعة السلاح من إسرائيل فلا تتجرأ على العدوان. تضحكون على عقول من؟!! ها هي اسرائيل بدأت العدوان على غزة من دون ذريعة، ففي أول يوم كانت تدرس كيف ستثبِّت الهدنة من أجل أن تطمئن الفلسطينيين أنه لا يوجد معركة، ليخرج بعضهم من مخابئه، ثم في اليوم التالي فاجأت الجميع بهذه الحرب الذي تخوضها ضد غزة، لتوقع أكبر خسائر ممكنة من دون أي ذريعة، لأن إسرائيل لا تتحرك بالذرائع، إنما تتحرك بالأهداف، فعندما ترى أن مصلحتها بأن تقوم بمعركة ما ستقوم بها، فكل وجود إسرائيل قائم على العدوان، وكل تاريخها اعتداءات متكررة، وهي تهدد ليل نهار بأنها تريد أن تخوض حروباً ضد عدة بلدان في منطقتنا، منها لبنان وسوريا وإيران وغزة وغيرها. من هنا، إسرائيل لا يمكن مواجهتها إلا بالمقاومة المسلحة القوية، التي تهيئ كل أسباب القوة، وتكون على جهوزية كاملة. لقد فاجأ المقاومون في فلسطين إسرائيل بشجاعتهم وجهوزيتهم وصواريخهم التي وصلت إلى تل أبيب، وقد قالت إسرائيل في اليوم الأول أنها دمرت كل الصواريخ بعيدة المدى، إذاً من أين أتت الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب؟ هذا يعني أنها لم تدمر كل الصواريخ، ويعني أن المبادرة موجودة بيد المقاومة المجاهدة الفلسطينية، وأن أهل غزة الشرفاء مستعدون لمواجهة طويلة من دون الخضوع لإسرائيل، والنصر لهم إن شاء الله تعالى، لأنهم يعملون للحق ويدافعون عن الأرض، ويتحركون بدافع الإيمان، بينما إسرائيل غاصبة، تختبئ خلف آلاتها والدعم الدولي، وهي في حالة رعب في مواجهة المجاهدين، لذا المعركة غير متكافئة بالسلاح، لكنها أيضاً غير متكافئة بالمعنويات والحق، فهي لمصلحة أهل غزة بالحق والصمود والشجاعة، ولذا سينتصرون بإذن الله تعالى.
اجتمع العرب، ولكنهم قدموا القليل القليل الذي لا يكفي، وبإمكانهم أن يقدموا أكثر، ممَّ يخافون؟ّ! لو قال العرب كلمة لا لخضعت إسرائيل غصباً عنها، ولو اجتمعوا على أن ينصروا الفلسطينيين لما استطاعت إسرائيل أن تقوم بعدوان لا على فلسطين ولا على الأماكن الأخرى، لكن للأسف بعض العرب متواطئ، بعضهم ينظِّر لحق إسرائيل بالاعتداء.
اليوم نحن نضع ما يجري في غزة أمام جماعة الداخل هنا في لبنان ليتَّعظوا ويأخذوا العبرة، فإسرائيل لا أمان لها، لذا يجب أن نبقى دائماً في حالة جهوزية، وأن نجمع أقصى قوة يمكن أن تجتمع لدينا، وأن لا نتوقف عن الحصول على كل أنواع السلاح المناسب للمواجهة مع العدو الاسرائيلي، وأن نخبئ له المفاجآت الكبيرة من أجل أن نضمن على الأقل حالة من الردع تمنع إسرائيل من الاعتداء، فإذا اعتدت فتجد عندها الرد المناسب الذي يوقع فيها الهزيمة.
اعلموا أن ما يحصل في غزة هو خطوة من خطوات المواجهة، وإن شاء الله تكون نتيجتها جيدة، أما الشهداء فإلى جنان الخلد، والناس والمجاهدون فهم شرف الأمة، وكل هذه الانتصارات ستتراكم إن شاء الله تعالى لتنقلب نتيجة وخيمة على إسرائيل في نهاية المطاف.