الموقف السياسي

نحن مع النسبية في الدوائر الكبرى / الكلمة التي ألقاها في حفل تأبيني في بلدة قصرنبا في البقاع في 28/3/2010

نحن مع النسبية في الدوائر الكبرى

أكد نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم على عدم وجود ناطق رسمي من الآخرين باسم حزب الله وأضاف :" إذا أردنا أن نتكلم عن أمر معين فسنتكلم ونقول الوقائع لأننا تعودنا أن نصارح الناس ، لذلك لا يحمّلنا احد مسؤولية ما يقال "

جاء كلام سماحته في حفل تأبين ببلدة قصرنبا البقاعية ، في معرض انتقاده للتضخيم الإعلامي للمواقف والتصريحات التي يطلقها البعض على رئيس الجمهورية وعن المحكمة الدولية . مشددأ :" أننا كحزب الله لسنا عاجزين ، ولسنا خجلين أن نتحدث عن موقفنا وان نعبر عن رأينا ، ونمتلك الشجاعة الكافية لنقول ما نريد ، وقد عرفنا اللبنانيون كذلك ".

وحول الانتخابات البلدية ،أكد الشيخ قاسم بأن حزب الله مع إجراء الانتخابات البلدية في موعدها بأي قانون ، ولكن إذا كان الهدوء والاستقرار السياسي يحصل بتأجيل هذه الانتخابات لإدخال بعض التعديلات عليها على قاعدة الإصلاح ، فالأفضل تأخيرها .

وتابع :" العبرة عندنا أن يحصل الاستحقاق البلدي من دون توتر سياسي وان يكون إنمائيا بامتياز ، خاصة إن الانتخابات البلدية لا تغير في المعادلة السياسية ".

وأوضح سماحته أسباب طرح حزب الله لمبدأ الانتخاب بالنسبية في البلديات الكبرى ، وبالأكثرية في البلديات الصغرى ،لأن الأعداد الكبيرة في البلديات الكبرى تذيب العائلية ، وتصبح القوى السياسية أكثر حضورا ، وبالتالي يمكن تحقيق توافق بين العائلات والقوى السياسية من دون مشاكل .

أم في البلديات الصغرى ، فالانتخابات تأخذ بعين الاعتبار التركيبة العائلية ، فتصبح النسبية عندها صعبة ومعقدة ، لأن ترتيب الأسماء من الأول إلى الآخر سيحدث إشكالات خاصة ، إذ أن كل مرشح سيسعى أن يكون في رأس اللائحة ، خشية أن يكون من الراسبين إذا كان في أسفلها ، فلذلك " لسنا مضطرين أن ندخل العائلات والقوى السياسية في مشاكل من نوع ترتيب الأسماء على اللائحة ". كاشفا أن حزب الله قرر التعاون مع حركة أمل بكل المناطق اللبنانية ، وأنه سيسعى مع العائلات والقوى الموجودة ، لتجري الانتخابات بأقل توتر ممكن وبحالة من التفاهم والتعاون ، ومحاولة إشراك الجميع بحسب نسب التمثيل الواقعية والحقيقية .

وعن فلسطين ، أثنى سماحته على العملية الأخيرة الشجاعة لحماس والجهاد في غزة ، التي أثبتت حضور المجاهدين في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم ، مستنكرا انتقاد بعض وسائل الإعلام للتصدي البطولي ، في الوقت الذي لا نسمع فيه انتقادات على عشرات الخروقات الإسرائيلية .

وراى سماحته أن المفاوضات الغير مباشرة هي طريق من طرق تشريع الاحتلال الإسرائيلي ، ولا يمكن لهذه التسوية التي يتحدثون عنها أن تعيد للفلسطينيين شبرا واحدا .

متسائلاً : "هل المفاوضات هي لاستعادة الأرض الفلسطينية ؟ أم لتشريع الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية ؟ مؤكداً بأنها تجري برعاية أمريكا لتشريع الاحتلال الإسرائيلي ورسم حدود دولة إسرائيل ، معتبراً الحديث عن دولة فلسطينية قابلة للحياة إهانة بكل ما للكلمة من معنى ، " فهم يريدون مخيما كبيرا يأكل الفلسطينيون فيه ويشربون خشية الموت من الطعام والشراب لكن لا سلاح لهم ولا حدود ولا دفاع ولا سياسة خارجية " وهذه الحياة لا يمكن لشعب أن يقبلها .

وختم سماحته : نحن مطمئنون الى المسار العام والمسار السياسي ، ونعتقد أن المهمة الأساسية اليوم للحكومة اللبنانية ، هي المهمة الاقتصادية -الاجتماعية ، وعليها ان لا تنصرف الى قضايا اخرى ، لأن هذه المهمة هي حاجة الناس الملحة .