الموقف السياسي

إذا كان لقاء بين قادة في دمشق يُحدث هذا التأثير، فما بالكم بما خلف اللقاء وبعد اللقاء / الكلمة التي ألقاها في حفل التكريم الذي أقامته جمعية التعليم الديني لثلَّة من العاملين الذين مضى على عملهم في المؤسسة عشرين عاماً، وذلك في قاعة الجنان في 5/3/2010

إذا كان لقاء بين قادة في دمشق يُحدث هذا التأثير، فما بالكم بما خلف اللقاء وبعد اللقاء

نحن لا نأمل أن تُنتج التسوية الجديدة أي حل، وسيبقى الأمر منوطاً بالشعب الفلسطيني الأبي وبشعوب المنطقة المجاهدة، من أجل استعادة الأرض والكرامة والحرية. إسرائيل لم ترتدع يوماً إلا بالمقاومة، وقد أثبتت التجربة هذا المعنى، ولذلك مهما علا الصراخ في العالم ومهما حاولوا اتهامنا، سنبقى رافعين لراية المقاومة لإسقاط كل ما تريده إسرائيل ضدنا، ولتحرير كل شبر من أرضنا، ولن نهاب لا بتهديد ولا بتسليح، سنقوم بكل الإجراءات التي تساعدنا لنكون أقوى، وسنقف في المواجهة بكل جرأة وشجاعة لا نأبه لكل الإدعاءات والاتهامات، لقد أثبتت المقاومة جدواها وستستمر إن شاء الله حتى تحرير كامل الأرض، وحتى نُبعد عنا كامل التهديدات التي يمكن أن تواجهنا من إسرائيل.

ما الذي يرديه الغرب وأمريكا، يريدون إضعافنا لنكون مجرَّدين من القوة، ويعملون لتقوية إسرائيل وليبقوا أقوياء كي يتحكَّموا بمصيرنا ومستقبلنا في آنٍ معاً، لقد أضعفت المقاومة قدرة الردع عند إسرائيل، وإسرائيل قائمة بوجودها على قدرة الردع، فهذا يعني أنه كلما تناقصت قدرة الردع الإسرائيلية كلما بدأنا نشهد استعادة حقيقية لحقوقنا في المنطقة، وانحدار تدريجي لهذا المشروع الإسرائيلي، من هنا علينا أن نعزِّز قدراتنا الدفاعية إلى أقصى مدى، ولا حل في مواجهة العدوان إلا توازن الردع، وسنعمل ليبقى هذا التوازن موجوداً بالكلمة والسلاح. رأيتم كيف أن رد سماحة الأمين العام على تهديدات إسرائيل أخرسها وأسكتها، وكأنها تختبر سلاحاً جديداً لم تتعرف عليه قبل ذلك، لأن كلمات القلب كانت الصاعقة التي أخرست أفواههم وجعلتهم يعتذرون أمام العالم بأنهم لم يهددوا ولا يريدون مشكلة في هذه المنطقة، ورأيتم مشهد اللقاء الثلاثي في سوريا كيف سرى في العالم، وكأنه أمر عظيم لم يتوقع أحد أن يحصل، وكما قال بعضهم في مجال التعليق أن هذا اللقاء هو اللقاء النووي الأول، فإذا كان لقاء بين قادة يُحدث هذا التأثير، فما بالكم بما خلف اللقاء وبعد اللقاء.

نحن جماعة آمنا بالله تعالى وهو الذي علمنا كيف ننتصر للحق وكيف نكون أقوياء، أما عندنا في الداخل فقد تشكلت حكومة الوحدة الوطنية بعد وقت طويل، وبعد تجارب طويلة من الاستفراد واغتصاب السلطة، وفي رأينا أن حكومة الوحدة الوطنية صالحة لتحقيق إنجازات في لبنان، وإذا كان البعض يضجُّ من ضعف إنجازاتها فإنه بغير الوحدة الوطنية لا توجد إنجازات في الأصل ولا يمكن أن تحصل إنجازات، فخير أن ننجِّح هذه التجربة بالتعاون وتحمُّل بعضنا البعض، وبالتالي نحن أمام حكومة وحدة وطنية تملك القدرة والفرصة لنهوض ما في لبنان، وعلى كل الأطراف أن يقبلوا بلغة التقديمات والتنازلات والتفاهمات، فعندما نجلس معاً للحوار والتفاهم يمكننا أن نصل إلى حل حتى لو بعد حين، أما إذا كنا متفرِّدين لا يسأل بعضنا عن البعض الآخر فهذا يعني أننا لن نصل إلى أي حل. خيار حكومة الوحدة الوطنية خيار متاح وهو الخيار الأفضل لتركيبة كتركيبة لبنان، البعض يقول أنه لا يوجد حكومة وحدة وطنية في كل العالم مثلما هو الحال في لبنان، أو لا يوجد مقاومة بوجود الجيش في كل العالم، وأنا أقول لكم أنه في كل العالم لا يوجد 18 طائفة تتقاسم الحصص في المجلس النيابي ومجلس الوزراء، فكما أن لبنان فريد من نوعه في خلقته ووجوده وتكوينه سيكون فريداً من نوعه في كل معالجاته وفي كل الحلول التي تُقترح له، فإذا لم تقبلوا بحلول على شاكلته فقد تكون الحلول المطروحة هي التي تزيد في مغصه ووجعه وآلامه، نحن لا نريد أدوية مصنوعة لغيرنا، بل نريد أدوية تُعالج مشاكلنا، وأول دواء ناجع هو حكومة الوحدة الوطنية فحافظوا عليها لمصلحة لبنان.