ومما جاء فيها:
حصل انفجار في مستودع للذخيرة في بلدة النبي شيت في البقاع، وأعلنا بشكل رسمي أن الإنفجار حصل في هذا المكان وأن الشهداء هم شهداء حزب الله في الموقع المقاوم، وشيَّعنا ثلاثة من الشهداء قاموا بواجبهم الجهادي أمام الملأ، ولم نخفِ شهادة أحد، بل كل شهيد لدينا نحتفل به ونتبرَّك بعطاءاته، ونتمنى أن يوفقنا الله تعالى بما وفَّقه إليه. سمعت بعض التعليقات التي قالت بأنهم ضبطونا بالشهادة، وهذا فخر لا نخفيه، واعلموا أنكم لن تضبطونا إلا بالشهادة، لكن للأسف نضبطكم في أماكن أخرى وفي ميتاتٍ لا معنى لها، ولا يمكن أن تساوي حبة تراب على هذه الأرض. مسيرتنا مسيرة الجهاد والشهادة، نحمل فيها السلاح لنقاتل إسرائيل علناً، ونخزِّن السلاح بالأطنان لمواجهة إسرائيل علناً، ونعمل ليل نهار من دون توقف لنكون حاضرين في كل وقت لمواجهة الاستحقاقات في مواجهة إسرائيل، خيارنا شريف ونتائجه مشرِّفة، فخيارنا المقاومة ونتائجه التحرير والشهادة ومنع الاحتلال، إذاً حملتهم ضد المقاومة حملة عبثية، ونحن لا نرد على أراجيفهم وتمثيلياتهم حول المقاومة، ونعلم أن البعض تصدر له الأوامر بمهاجمة المقاومة، فهل يشرِّفكم أن تكونوا ضد السلاح الذي هزم إسرائيل؟ هل يشرِّفكم أنكم تريدون إسقاط القوة التي حرَّرت الأرض؟ هل يشرِّفكم أن تكونوا جزءاً لا يتجزأ من المشروع الأمريكي الإسرائيلي والأهداف الأمريكية الإسرائيلية؟ لم أجد مستوى متدنٍّ كهذا المستوى! على كلٍّ هذا ما رضوه لأنفسهم وللناس أن تحكم بين الشرف وما يقابله، والمقاومة وما يقابلها والأخلاق وما يقابلها.
في لبنان هناك حزب واحد اسمه حزب الله، وليس عندما جناح عسكري وجناح سياسي، وليس عندنا حزب الله وحزب المقاومة، فحزب الله هو حزب السياسة وحزب المقاومة وحزب العمل في سبيل الله تعالى وفي خدمة الإنسان، وباختصار هو حزب الله، لذلك هذه التقسيمات التي يحاول البعض أن يروِّجها أمرٌ مرفوض وغير موجود، فكل ما لدينا في حزب الله من قيادات وعناصر وإمكانيات مختلفة هي في خدمة المقاومة وتحمل المقاومة ولا شيء لدينا غير المقاومة كأولوية، من قيادة الحزب إلى آخر مجاهد فيه. نحن ليس عندنا سلاح للمقاومة وسلاح لغير المقاومة، ليس لدينا سلاح يواجه إسرائيل وسلاح للحرتقات الداخلية. خضنا انتخابات نيابية عدة وقامت تظاهرات عدة، وحصلت اختلافات في الداخل بشكل كبير، وكنا نعبِّر بحناجرنا وبالأوراق التي نضعها في الصناديق، ونقبل بالقوانين المرعية الإجراء، وكان السلاح موجهاً إلى إسرائيل. نعم السلاح في النبي شيت هو جزء من السلاح لمواجهة إسرائيل، والسلاح الموجود في أي مخزن وأي موقع تدريب هو مرتبط بالمقاومة، وليس لدينا سلاحاً مزعزعاً للاستقرار، ومكان السلاح المزعزع للاستقرار معروف وجهاته معروفة، لسنا معنيين بهذا الأمر ولسنا مقصودين، لا الآن ولا غداً ولا في المستقبل.
يوجد منطقان في لبنان في مسألة الانتخابات، منطقة يتحدث عن التمثيل العادل ومنطق يعمل للهيمنة ورفض الآخر. جماعة التمثيل العادل يقولون بالنسبية، والنسبية على القلم والورقة هي أن يُمثَّل الناس بحسب عدد أصواتهم، يعني أن يتمثَّل الجميع، أما جماعة الهيمنة ورفض الآخر يتجهون إلى القوانين الأكثرية، لأن القانون الأكثري يعطي النجاح لمن يحصل على 51 المئة ويلغي 49 بالمئة من الشعب اللبناني، هذا قانون ظالم، وقانون الستين هو شكل من أشكال القوانين الظالمة التي لا تعطي تمثيلاً حقيقياً. نحن لا نخجل بأن نعلن بشكل واضح أن القانون النسبي يعطي حلفاءنا ميزة على غيره، فهل ممنوع أن يكون التمثيل عادلاً، يعني من يُطالب بالإجحاف له الحق أن يُجاهر بأنه يريد قانوناً يُلغي الآخر ويكون مشروعاً له، ولا يحقُّ لنا أن نطالب بالقانون العادل لأن القانون العادل يأتي بأغلبية تمثل هذا الطرف الذي يؤيد المقاومة. قولوا ماذا تريدون: تمثيلاً صحيحاً أم تسلطاً في البلد؟ فإذا كنتم تريدون تمثيلاً صحيحاً فالنسبية، أو تسلطاً في البلد فالأكثري، وطرحهم لقانون الخمسين دائرة مناورة للوصول لقانون الستين، لأنهما من عائلة واحدة هي الهيمنة ورفض الآخر. على كل حال إذا كانوا يقولون بأنهم يمثلون الناس فليقبلوا بأي قانون يأتي بأصوات تمثيلية حقيقية، لا باستغلال القانون بطرق مختلفة.
نحن نؤكد على موقفنا بعدم زج لبنان في الأزمة السورية، وقلنا دائماً بأن لبنان يحتاج لأن يكون بعيداً عن أن يكون منصة ضد سوريا. سياسة حزب المستقبل للأسف تعمل على إيواء المسلحين في لبنان، وتسهيل تهريب السلاح من لبنان إلى سوريا ودفع الأموال للمسلحين هناك، وهذا يزيد من تعقيد الأزمة السورية التي لا تُحلُّ من وجة نظرنا إلا بالحوار والاتفاق السياسي، وكل ما عدا ذلك إطالة لعمر الأزمة.
هل نسي هؤلاء أن إسرائيل هي الشر المطلق، لأنها لا تُذكر لا في تصريحاتهم ولا في بياناتهم، بينما تحضر الفتن والخلافات دائماً. نحن نذكر أن كل مصائبنا في المنطقة من إسرائيل.