ومما جاء فيها:
برزت إيران برئاسة قمة عدم الانحياز كدولة رائدة لاستقلال الشعوب، ورسمت هدفاً مهماً وحساساً لمصلحة العالم في ضرورة إنتاج نظامٍ عالمي جديد بإدارته وقاضاياه، وتصدَّرت خط المقاومة للاحتلال والعدوان، الممانعة للهيمنة الاستكبارية الغربية، وبيَّنت صورتها المشرقة والإيجابية في حِراكها الإقليمي والدولي، وسبَّبت صدمة قوية للمستسلمين والمتزلفين من الدول التابعة. فهنيئاً لإيران ريادتها، وهنيئاً لنا وللشعوب المستضعفة بهذه القيادة الحكيمة، واليوم إيران متقدمة في موقعها وحضارتها وعلومها ولن يوقفها شيء، ونحن ندعو الدول العربية والإسلامية للتعاون البنَّاء مع إيران لتشكيل قوة الضغط العالمية التي تحمي بلداننا وتحرر فلسطين والقدس.
وأضاف: أذهلت مقاومة لبنان العالم بنجاحها في مواجهة التحدياتن وتحريرها للأرض، وبناء منظومة الدفاع القوية والجاهزة، وإعاقة المخطط الاسرائيلي وزعزعته، وإعطاء الأمل لشعوب المنطقة والفلسطينيين بتحرير القدس وكل الأرض المحتلة، ولذا نجد هذه الهجمة الشرسة على المقاومة من أمريكا وإسرائيل وزبانيتهما، ولكنها هجمة تتكسر أمام الإرادة والتصميم على السيادة والاستقلال.
لولا الأكثرية لغرق لبنان في الفوضى، بسبب أداء جماعة 14 آذار الذين يحاولون استخدام لبنان منصة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي ضد سوريا وشعبها، وما التوترات التي شهدتها منطقة الشمال إلا بسبب تهريبهم للسلاح إلى سوريا وإيواء المسلحين السوريين، ومحاولة زج لبنان في الفتنة، ومع كل ذلك عجزوا عن جر لبنان سبب ثبات الأكثرية لرفض استخدام لبنان ساحة للمشاريع الأجنبية، وعندما فقدوا قدرة التأثير في المعادلة السورية، بدأوا بطرح مشاريع مشبوهة كاستقدام قوات دولية إلى الشمال، لحاجتهم إليها كي تكون داعماً للمنطقة العازلة، واستخدام لبنان منصة، وتطويق لبنان في خياراته السياسية.
يرفض حزب الله تدخل لبنان في الشؤون السورية، ويرفض رفضاً قاطعاً استقدام قوات دولية إلى الحدود الشمالية، وهي مشروع صهيوني بامتياز لتخريب لبنان كما سوريا، وإذا كفَّ جماعة 14 آذار عن تخريب الشمال اللبناني بالسلاح وتهريبه والعمل الميليشياوي، فسيكون الاستقرار هناك سيد الموقف، وهم يتحملون كامل مسؤولية التوترات التي تصيب أهلنا في طرابلس وعكار والشمال عموماً.
ندعو لترك الشعب السوري لخياراته الداخلية بالحوار والتعاون بعيداً عن أي تدخل أجنبي أو عسكرة الحلول أو تصفية الحسابات، كما ندعو للانتباه إلى أن الأخطار المحيطة بلبنان تتطلب موقفاً وطنياً يهتم بمواجهة الخطر الإسرائيلي وكل ما من شأنه أن يعبث بأمن لبنان وسيادته.