الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في ذكرى أسبوع الشهيد موسى شحيمي في مجمع سيد الأوصياء في برج البراجنة في 16/8/2012

السياسة التي انتهجها جماعة 14 آذار بالتدخل في الشأن السوري ورطت لبنان في مشاكل وتعقيدات كثيرة

ومما جاء فيها:

انتصار المقاومة غيَّر الكثير من المفاهيم، وبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة، وقد ثبت بالدليل أن تضحيات المواجهة أقلُّ من تضحيات الاستسلام، ونحن نتعامل مع تهديدات إسرائيل بحذر واستعداد.
وأضاف:
لطالما قلنا أن لبنان يحتاج إلى أن يكون بعيداً عن أن يكون ساحة أو ممراً ومعبراً لسياسات الآخرين، ولذا عندما رفضنا أن تكون هناك منطقة عازلة في شمال لبنان تُستخدم منصة أو معبراً ضد الشعب والواقع السوري، إنما أردنا أن نطبق هذه القناعة وهذه السياسة أن لا نكون جزءاً من خيارات شعبٍ يجب أن يُترك وحده ليختار ما يريد من دون أي تدخل وتآمر خارجي عليه، وأعلنا مراراً وتكراراً أننا ضد دخول السلاح من لبنان إلى سوريا وضد دخول المسلحين إلى سوريا وإلى لبنان، ويأخذون من خلال حضورهم مواقع آمنة ينطلقون من خلالها لتخريب بلدهم، لكننا لم نكن يوماً ضد استقبال النازحين ومساعدتهم، وقد تصرفنا بطريقة إيجابية من خلال الهيئة العليا للإغاثة، أي بقرارات الحكومة التي ساعدت وتساعد. نحن مع الشعب السوري ومع المواطنين السوريين، نحن مع خيارات سوريا بمعزل عن أي تدخل خارجي، لكننا لسنا مع القتل والرمي من أسطح المباني، والذبح أمام وسائل الإعلام، والأعمال المشينة التي تدمر الداخل السوري، نحن لسنا مع تدخل القوى الأجنبية لتختار النظام في سوريا، دعوا السوريين يختارون ويتحاورون ويتفقون فيما بينهم، واليوم السياسة التي انتهجها جماعة 14 آذار في لبنان ورطت لبنان في مشاكل وتعقيدات كثيرة، فإذا كنتم ترَون حالة من اهتزاز الاستقرار في لبنان فبسبب هذا الأداء الذي فتح ساحة لبنان ليكون مسرحاً لأجندات أجنبية.
وقال:
نحن دعونا مراراً لأن نرسخ المواطنة في لبنان بدل الطائفية، حرام أم نبقى إلى هذا الزمان وكل مجموعة طائفية تحاول أن تُساند أعضاءها ولو كانوا فاسقين فاجرين مرتكبين، يجب أن نخرج من هذا بالمواطنة، فالعميل الإسرائيلي ليس سنياً ولا شيعياً ولا مسيحياً ولا درزياً، فهو خائن لوطنه ويجب أن يُحاسب ويُعاقب، هكذا تكون المواطنة، ولا تكون من خلال محاولة كل فريق أن يجذب إليه حتى لو خرَّب البلد على رؤوس الجميع، وعندما دعونا إلى تأييد قانون النسبية إنما دعونا إلى قانون عادل، لأن قانون الستين قانون طائفي بامتياز، ويعزِّز الحالة الطائفية أكثر فأكثر ويمنع من المحاسبة، بينما النسبية تُعطي كل جماعة بحسبها وبحسب المؤيدين لها.
على كل حال لبنان وضعه صعب، ونحن نعمل بكل جهد، ولكن ستكون الإنجازات قليلة ومحدودة لأننا لسنا وحدنا، فهناك من يعمل ولكن هناك من يخرِّب أيضاً. المهم أن نبقى واثقين من أنفسنا، نواجه الصعوبات بكل شجاعة وجرأة، وكلنا أمل بتحقيق أهدافنا في المستقبل إن شاء الله تعالى مهما كانت الصعوبات والتضحيات.