نحن اليوم ببركة هذه التعاليم الإسلامية استطعنا أن نكون مقاومة عظيمة ناجحة مؤثرةً تستطيع أن تكون منارة للأحرار والمقاومين في العالم، ببركة هذا الإيمان حافظنا على نماذج من المقاومين نفتخر بهم على امتداد الأرض، ولا شبيه لهم في أي مكان في العالم إلاَّ من كان على الخط نفسه، ومن كان على الاتجاه نفسه.
اليوم وببركة الجهاد في سبيل الله حققنا نصراً عظيماً على إسرائيل، لا تستهينوا بما حصل، بعد ستين سنة من الاحتلال الإسرائيلي دخلت الهزيمة ببركة المجاهدين والمجاهدات إلى كل بيت إسرائيلي وإلى كل طفل وعسكري إسرائيلي وإلى كل سياسي إسرائيلي، كلهم باتوا يشعرون بمعنى المقاومة وقدرتها وثباتها، هذه المقاومة ليست قويةً بسلاحها، وليست قوية بالدعم الدولي لها، وليست قوية بأعدادها، هي قوية بإيمانها وإرادة مجاهديها الذين توكلوا على الله تعالى، وقبلوا بقلتهم وقلة عدتهم فواجهوا أعتى قوة عسكرية في منطقتنا وهزموها شر هزيمة إذ لا يقارن السلاح الموجود عندنا بالسلاح الموجود عند إسرائيل، هو قليلٌ قليل أمام سلاح إسرائيل، ولكن اعترف بأنَّ الإرادة الموجودة عند المقاومين هي أكثر بكثير من الإرادة الموجودة عندهم، وأن الإمام الموجود عند المجاهدين هو أعظم بكثير من الإيمان الموجود عندهم، وبالتالي انتصر الإيمان على الانحراف، وانتصر الحق على الباطل، وانتصر الدم على السيف، وهكذا كانت بركة الانتصار في تموز سنة 2006 وشر هزيمة على إسرائيل المعتدية.
واليوم تحلحلت العقد في لبنان والحمد لله واحدة بعد الأخرى، وهذا لمصلحة اللبنانيين جميعاً، أولاً انحلت عقدة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهذا إنجاز جيد، المرحلة الثانية كان في البيان الوزاري فبقيت الخطب الرنانة والتصريحات الإعلامية والتصاوير المسرحية تدور لأيام طويلة حول بند المقاومة، وبعد ذلك والحمد لله ثبَّت البيان الوزاري حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته بأن يواجه إسرائيل بقوة السلاح كتعبيرٍ عن شبه إجماع للبنانيين حول مقاومته في وجه غطرسة إسرائيل واحتلالها وعدوانها، وهذا أيضاً إنجاز مهم جداً. أمَّا المرحلة الثالثة التي أخذت جدلاً طويلاً وهي زيارة رئيس الحكومة إلى سوريا، وفي نهاية المطاف حصلت الزيارة، وتحقَّقت العناوين التي كنا ندعو إليها دائماً : حكومة الوحدة الوطنية، ودعم المقاومة، والعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا حصلت في نهاية المطاف وهي لمصلحة لبنان واللبنانيين، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قراءة واعية تنظر إلى المستقبل وتعمل لمصلحة الناس بخلاف بعض القراءات المتوترة والتي لا تدرك أبعاد وتفاصيل الحياة السياسية وما يصلح للبنان وللبنانيين، ألم نقرأ جميعاً في وثيقة الطائف بأنها تدعو إلى علاقات مميزة بين لبنان وسوريا؟ فوثيقة الطائف أتت بعد 15 سنة حرب من 1975 إلى سنة 1990، ودوَّنت العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، هل نحتاج إلى مصيبة أخرى كالحرب السابقة لندرك أهمية هذه العلاقات المميزة! هذه العلاقات لمصلحة لبنان ولمصلحة سوريا أيضاً، هناك ما يجمعنا مع سوريا: الجغرافية الملتصقة، والواقع السياسي المتشابك، والأعداء المشتركين وعلى رأسهم إسرائيل، واحتلال الأرض في لبنان وفي سوريا، ونحن بحاجة أن نكون معاً في مواجهة التحديات، إذاً لماذا يعمل البعض على الإعاقة وعلى تعطيل الأمور، كل ما حصل شيء عندنا في لبنان بحاجة لمعالجتها زمن طويل مع أنها بحاجة إلى وقت قصير لماذا؟ لأنهم يقولون: من الممكن أن تحدث هذه الزيارة بدعوة مسبقة وببرنامج عمل محدد، وضمن أصول معينة وتوضع شروط ليس لها أول ولا آخر، ولكن الزيارة حدثت من دون كل هذه الأمور والحمد لله لم يعكر صفاءها أحد، نحن ندعو إلى الاستقرار وإلى الاستمرار في هذه المنهجية الصائبة للبنان، ولو ارتفعت بعض الأصوات لأن العمل الإيجابي والبنَّاء يُسكتها ويجعلها خافتة.
كفى البلد هرطقات سياسية واستعراضات إعلامية، يجب العمل لتأمين مصالح الناس، وعلى كل حال الناس يعلمون من يُعطِّل ومن يسهِّل، علينا اليوم أن نلتفت لتأمين حاجات الناس، وبالتالي إننا ندعو الله تعالى أن يعافي لبنان واللبنانيين من الغوغائيين الذين يعطلون ويعرقلون وليس عندهم شيء ليعطوه للبنانيين.