بحضور مدير عام جمعية مؤسسة الشهيد السيد جواد نور الدين وحشد من الفعاليات السياسية والنقابية والمهنية والتعليمية، وقد كانت كلمة لمديرة المعهد الحاجة نهى عمار.
ومما جاء في كلمته:
لا بدَّ أن نلتفت وأن يلتفت العالم إلى إسرائيل ماذا تفعل في هذه الأيام، كل يوم لدى إسرائيل جديد في الإجرام، ولا يمرُّ يوم إلا وترى الصحف يتصدَّرها أخبار إسرائيلية تتحدث عن الجرائم الإسرائيلية، ولا أعلم لماذا لا يلتفت الكثيرون من الناس والدول، تارة تتحدث إسرائيل عن مناورات، وتقول بأن المناورات ضد لبنان وسوريا وفلسطين وإيران، وأخرى تتحدث عن وجود تسلُّح تريد أن تتسلَّح ضدَّه لتعتدي، وثالثة تتحدث عن ضغوطات تمارس على الفلسطينيين كي لا يتَّخذوا قراراً لا يُعجب إسرائيل، حيث تُهددهم في طعامهم وشرابهم، ورابعة تهدد أهل غزة ولا زالت تحاصرهم، وتدَّعي أنها تفتح لهم فرصة ليبقوا على قيد الحياة، لكن هي تريد أن تضغط سياسياً حتى تأخذ منهم ما تريد، كل أعمال إسرائيل وتصريحاتها تهديد بالقتل والعدوان، وتهديد بالسيطرة وفرض الآراء، كلها أحاديث قوة ولكنها تغلِّفها بعناوين السلام، يعني لغة إسرائيل اليومية لغة حربية بقالب الدفاع عن السلام العالمي. اليوم إسرائيل تحذر من خطر إيران على السلام العالمي، بينما رأينا أن إيران تعمل لمصلحة السلام العالمي، وأن إسرائيل هي التي خرَّبت منطقتنا وخرَّبت الشرق الأوسط، وكل المصائب التي أصابتنا منذ أكثر من ستين سنة هي من إسرائيل. ليكن واضحاً أن إسرائيل هذه التي تتسلَّح سنوياً برقم معروف مقداره مليارين وأربعمئة مليون دولار كمساعدة أمريكية للتسلُّح، ما عدا الموازنة الإسرائيلية والمساعدات التي لا تسجَّل، إسرائيل هذه خطر وجودي حقيقي علينا أن نواجهه، جرَّبنا كلَّ شيء، ووصلنا إلى نتيجة تقول بأن المقاومة هي الحل الوحيد الذي يحمل أمل التحرير والحماية، لن نعتمد لا على المجتمع الدولي ولا على مجلس الأمن ولا على الدول الكبرى وأمريكا وأوروبا، لن نعتمد على كلامهم المعسول الذي يحاول أن يغطِّي على الحقيقة، مصالح المجتمع الدولي مع العدوان الإسرائيلي وليس مع حقِّ الشعوب، ولو لم تُنجز المقاومة ما أنجزته وزلزلت الأرض تحت أقدام المحتل لكنَّا في وضع مختلف. إن كل ما نراه اليوم من عزة في لبنان، وكل ما نراه من معنويات في المنطقة، وكل ما نراه من أمل مستقبلي يعود إلى المقاومة التي واجهت إسرائيل فانتصرت وحرَّرت، من دون منَّة من أحد لا من شرق ولا من غرب، بندقية المقاومة وحدها هي الرد وهي الحل وهي الإنجاز، وبالتالي لن نعود إلى الوراء مهما حاول المتزلِّفون والمستسلمون والخانعون والذين يعملون لخدمة إسرائيل.
العالم اليوم يعبِّر عن خوفه من المقاومة، لماذا؟ لأن المقاومة اليوم قادرة على تغيير المعادلة، المقاومة غيَّرت المعادلة هنا فسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد، المقاومة غيَّرت المعادلة مع إسرائيل فانسحبت من لبنان من دون قيد أو شرط، المقاومة غيَّرت المعادلة مع إسرائيل فلم تتمكن إسرائيل من فرض شروطها على الفلسطينيين ولم تتمكن من رسم حدودها، وإن شاء الله نرى حدود فلسطين والفلسطينيين ليس فيها إسرائيل أو إسرائيليين. بكل وضوح، لبنان بلا مقاومة مسرح للسياسات الإسرائيلية، علينا الاستفادة من قوة لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، وأن نُنجز الاستراتيجية الدفاعية، وأن نستفيد ونستثمر في هذه الإستراتيجية من إمكانات المقاومة والجيش والشعب، بما يساعدنا في أن نبقى قوة، وأي حديث خارج طاولة الحوار عن الاستراتيجية الدفاعية سيذهب هباءً، وما ينفع هو ما يكون على طاولة الحوار، ونحن حاضرون لهذه الطاولة. هنا نقول بأن الحكومة اليوم هي حكومة للعمل وليست للمناكفات، ونحن مصرُّون على مساعدتها لإنجاز عملها، الحكومة اليوم هي حكومة وحدة وطنية، يعني أنها بعنوانها وصيغتها هي حالة تفاهم بين القوى المختلفة في لبنان، وبالتالي نحن نعتبر أن كل التفاهمات السياسية أُنجزت قبل تشكيل الحكومة، وبالتالي على الحكومة أن تُعالج مسألتين كبيرتين: أولاً مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة، ليبقى لبنان قوياً منيعاً قادراً على التصدِّي، ثانياً النهوض الاقتصادي والاجتماعي ومعالجة قضايا الناس لتكون الحكومة حكومة عملية تخدم وتُنتج، وأما أولئك الذي يريدون الحضور في السياسة اللبنانية لتبقى أصواتهم مرتفعة، نقول لهم: الحكومة ليست منتدى للتباري السياسي، من أراد أن يتبارى سياسياً فهذه وسائل الإعلام موجودة، وهناك الكثير من عشاق وسائل الإعلام، لا يتركونها لا ليلاً ولا نهاراً، وكثرة التصريحات التي تُثير العصبيات لا تُطعم خبزاً ولا تُنجح حكومة، على هذا الأساس سنعمل من داخل الحكومة للنجاح في مواجهة التهديدات والنهوض، فما يهمُّنا هو العمل وهو الذي يبقى.