ومما جاء فيها:
اليوم تسمعون الضوضاء الإسرائيلية التي تتحدث عن تسلُّح حزب الله وحماس، وعن المظلومية الاسرائيلية، وتحاول إسرائيل أن تتباكى أمام العالم أن الدنيا تواجهها، تستخدم عبارات السلام لكنها تستخدم العبارات الفتَّاكة والأسلحة ضد الأطفال والنساء والشيوخ كما حصل في فلسطين ولبنان. هذه الضوضاء التي تصنعها إسرائيل تستهدف في هذه المرحلة ثلاثة أمور: أولاً تريد إسرائيل صرف أنظار العالم عن تقرير غولدستون، ولا تستهينوا بهذا التقرير لأنه لأول مرة يصدر عن جهة دولية ما يُدين إسرائيل بأنها ارتكبت جرائم إبادة ضد الانسانية، وهذه فضيحة كبرى حاول أن يغطِّيها الأميركيون والأوروبيون ومجلس الأمن لستين سنة سابقاً، ولم يستطيعوا اليوم إلا أن يقفوا أمام هذه الفضيحة الاسرائيلية التي هي نمط إسرائيل، وكنا نقول أنها تمثل المنهجية الاسرائيلية، لكن لم يكن يعترف العالم بهذا. ثانياً، تريد إسرائيل أن تصرف نظر العالم عن أنها هي التي تعطِّل التسوية، وهي التي تحاول أن تدخل إلى المفاوضات مع الفلسطينيين من دون أن يكون في يد الفلسطينيين شيء، هل تعلمون أن هذه المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية منذ جرت وحتى الآن ما هي؟ هي ليست مفاوضات، هي إملاءات تسمى طاولة مفاوضات، لأن إسرائيل تقول ما تشاء وتفرض ما تشاء، إذاً كي لا تقول إسرائيل أنها عطَّلت التفاوض السياسي في حده الأدنى، وأن المفاوض الفلسطيني لم يستطع أن يجلس معها بهذه الروحية، هي تحاول أن تصرف النظر بالحديث عن التسلح وعن الأخطار التي تواجهها. ثالثاً تريد أن تغطي على المناورات الاسرائيلية الأمريكية المشتركة، لأن أمريكا بدخولها على الخط المباشر ميدانياً، يعني أن إسرائيل تعيش عجزاً في مواجهة التحديات وتريد أن تسد هذا العجز بتوريط أمريكي مباشر، وبدخول مباشر على الخط لمساندة العجز الإسرائيلي، إذاً هذه الضوضاء هي لإخفاء الحقائق. وأقول لكم أنه ما دامت هذه المقاومة موجودة، وواثقة بربها، وتعمل بشكل مكشوف وواضح أمام كل العالم، وتجاهر بقناعاتها أنها تريد تحرير الأرض وطرد المحتل واستعادة الكرامة، فإن إسرائيل لن تستطيع أن تختبئ لا وراء مناوراتها ولا وراء دجلها ولا وراء الدعم الدولي، لأن المجاهدين سيكشفونها إن شاء الله ببنادقهم وصلابتهم وستنكسر في كل معركة ستواجه فيها هؤلاء المقاومين بإذن الله تعالى.
تشكلت في لبنان حكومة الوحدة الوطنية، ومنذ اللحظة الأولى التي نادى فيها حزب الله بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، كان يريد فعلاً وجدِّياً أن تكون هذه الحكومة لأن لبنان لا قدرة له على مواجهة التحديات إلا بحكومة وحدة وطنية، ولا يمكن للاستئثار أن يُنجز مشاريعنا في لبنان في مواجهة التحديات المختلفة. حزب الله أراد حكومة الوحدة الوطنية عنواناً ومضموناً، وبالتالي نحن سنعمل من خلال هذه الحكومة لإنجاحها وإعطائها كامل الفرص، لتكون فاعلة عاملة بالتعاون مع كل الأطراف الموجودين في داخل الحكومة. نقول للجميع: انتهى وقت المناكفات السياسية الإعلامية البهلوانية، لأن أغلب المناكفات كان يُراد منها أن يبرز البعض أمام جمهوره بأنه يحقق شيئاً من خلال الطلاَّت الإعلامية، اليوم انتهى زمن المناكفات وبدأ وقت العمل، سنرى من سيأتي بعد سنة مثلاً ويقول للناس: أنجزت من خلال هذه الحكومة هذه الإنجازات، أو حققت في وزارتي هذه الإنجازات، ونحن نعتبر أن عناوين خمسة هي أبرز ما على الحكومة أن تقوم به في هذه المرحلة: أولاً، النهوض الاقتصادي. ثانياً، المعالجات الاجتماعية وتأمين فرص العمل. ثالثاً، مكافحة الفساد في كل القطاعات من دون استثناء. رابعاً، أن تعمل الوزارات بعقلية الوطن لا بعقلية الطائفة. خامساً، أن تواجه التحديات التي تمثلها إسرائيل بتهديداتها واحتلالها مع كل ما تستلزم مواجهة هذه التحديات من إمكانات وطاقات، منها دعم الجيش اللبناني، ومنها تأكيد هذه الحكومة على المقاومة، وأن تكون صفًّا واحداً في مواجهة التحديات. أقول لكم بكل صراحة، إذا استفدنا من المناخ الإيجابي بعد إنجاز تشكيل الحكومة، وهذا العنوان الوطني الجامع، فإن البيان الوزاري يمكن إنجازه خلال أيام وعندها يكون أسرع بيان وزاري يُكتب، وأسهل بيان وزاري يُقرّ، إذا استفدنا مما تمَّ التأسيس عليه في السابق وابتعدنا عن المناكفات، وحفظنا نجاح إنجاز الحكومة لننجح في مفرداتها التفصيلية، ونحن كحزب الله سنكون من أكبر المساهمين في كل ما يؤدي إلى نجاح هذه الحكومة.