انتصار المقاومة في لبنان انتصار عظيم، وكل الأسهم التي تُوجَّه إليه لأنه شكَّل انتصاراً ثقافياً وأخلاقياً وسياسياً وتربوياً، وهم لا يواجهون السلاح وإنما يواجهون هذا المنهج الفكري الثقافي الذي استطاع أن يرفع معنوياتنا ويُربي شبابنا ويجعلنا أمة قادرة على أن تقول فتفعل، وتقاتل فتُحرر، وترفض الاستكبار وتجعل مستقبلها بيدها. نحن نتصدى بكل جدية وفعالية للحرب الناعمة التي تُشنُّ علينا.
في لبنان هناك اتجاهان: اتجاه يريد بناء الدولة واتجاه آخر يريد هدم الدولة، نحن مع الأكثرية من الاتجاه الذي يريد بناء الدولة، طبعاً بناء الدولة فيه تعقيدات وصعوبات، لكن هناك أربعة عناوين نسعى إليها: أولاً نعمل على حماية الاستقرار السياسي والمجتمعي، ثانياً نسعى لتحقيق بعض الانجازات لمصالح الناس بحسب القدرة، ثالثاً نعمل لعدم استخدام لبنان منصة اطلاق أو عبور للتأثير في الواقع السوري أو التدخل في هذه الأزمة الإقليمية، رابعاً نعزِّز ثلاثي القوة: الجيش والشعب والمقاومة، ليبقى وطننا محصَّناً، وممنوع على إسرائيل أن ترتكب حماقات وإلا سترى رداً قاسياً. أما جماعة 14 آذار يريدون دولة المزرعة، ويدافعون بالهجوم، دفاعهم ليس مجدياً أمام الحقائق التي أصبحت واضحة للجميع، ففسادهم مستشرٍ تاريخياً وحاضراً، وهجومهم كله شتائم وأضاليل وتحريض، فليصرخوا حتى تُبحَّ أصواتهم، سنعمل أثناء صراخهم، فالعمل يثبت والصراخ يضيع في الأثير.
أما فيلتمان الأمريكي جاء يحرِّض ويبرِّر، لا تظنوا أن مجيأه نجاح لأمريكا، كلا هو يحرض ضد مشروع المقاومة والعلاقة مع إيران والوضع السوري، ويبرِّرالفشل تلو الآخر، لأنهم كانوا قد قالوا أن سوريا ستنتهي خلال سنة، فتبيَّن أنها تجاوزت السنة وبقيَت صامدة وصلبة، فجاء ليتحدث معهم بأنه يجب أن نصبر ربما سنوات إضافية، لكن ليكن واضحاً لبنان لن نُساعد على استخدامه لأغراض أمريكية، والحمد لله أرى فيلتمان يائساً يبحث عن إنجاز ولن يجده عندنا.