نصر تموز هو نصر إلهي، زلزل قدرة الردع عند إسرائيل وجعلها تبرز متهافتة في نظر العالم، وقوَّى المسلمين والعرب والأحرار والمستضعفين في العالم وأشعرهم أن بإمكانهم أن ينتصروا على الظلمة مهما كانت قوتهم واستعداداتهم، هذا الانتصار الذي حصل في تموز غيَّر المعادلة في لبنان وفي المنطقة، بعد نصر تموز لا إمكانية للهزيمة ولا للخضوع ولا للاستسلام، رؤوسنا مرفوعة وستبقى مرفوعة، ومقاومتنا قوية وستقوى أكثر فأكثر، وكلما تجبَّر هذا العدو وجدنا في مقابله سداً منيعاً من المؤمنين المجاهدين الذي لا يخافون إلاَّ الله تعالى.
سمعتم إسرائيل تهدد في الآونة الأخيرة ثم انسحبت من تهديداتها، لماذا؟ لأنها وجدت أن هذه التهديدات لم تؤثر على ساحتنا في لبنان، لقد كانت محاولة يائسة لإبراز القوة والمعنوية، وللتأثير على الحكومة وتشكيلها، ولإبعاد الناس عن حزب الله ، لكن تبيَّن أن النتائج معاكسة لما تريده إسرائيل، فحزب الله سيدخل إلى الحكومة، والشعب اللبناني يلتف اليوم أكثر من الأول حول المقاومة، والمقاومة جاهزة للتصدي لأي عدوان مهما كان إذا فكر العدو الإسرائيلي بذلك، وتهديداته تمر عندنا من دون اهتمام ومن دون أثر، بل بالعكس وجد أن تهديداته أخافت الإسرائيليين، بدأوا في الداخل الإسرائيلي يسألون قياداتهم:"أنتم تهددون، هل تعلمون من تهددون؟ تهددون حزب الله، يعني إذا ردَّ عليكم، وإذا واجه اعتداءاتكم فماذا تفعلون في الجبهة الداخلية في الكيان الإسرائيلي"؟ ولذلك عندما انسحب نتنياهو من تهديداته إنما انسحب لأن آثارها كانت على الإسرائيليين ولم تكن على اللبنانيين، ولذا سحبوا التهديدات من التداول.
بالأمس حصل لقاء بين معاون سماحة الأمين العام ورئيس الحكومة المكلف، وتأكدنا من خلال هذا اللقاء أن الصيغة التي تمَّ التوافق عليها حكومياً لا زالت سارية المفعول، وبالتالي كل التشويش الذي صدر من البعض، وكل محاولات ابتداع صيغ جديدة، وكل المحاولات من أجل جعل الحكومة محل للجوائز لمن لم يتمكن من أن يأخذ موقعه الطبيعي في الصيغة المقترحة قد انتهت وفشلت، وبالتالي الصيغة الحكومية هي الصيغة التي اتفقنا عليها، وانتقلنا الآن إلى توزيع الحقائب وتحديد الأسماء.
لذا نحن أمام الخطوات التالية بعد تثبيت الصيغة الحكومية التي اتفقنا عليها، نحن ندعو إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، لأن كل يوم يربحه لبنان بحكومة وحدة وطنية قوية هذا يعني أنه سيكون لمصلحة الناس، وكل يوم يخسره لبنان هذا يعني أن الأزمات المتراكمة تلقي بالمزيد من أعبائها على هؤلاء الناس، خاصة أن المهمة الأولى والمركزية والأساسية للحكومة القادمة هي المهمة الاقتصادية الاجتماعية، فالناس تئن من الفقر، ومن مشاكل الكهرباء والماء وكلفة المدارس والمستشفيات، ووجود البطالة والوضع الاقتصادي الذي يتطلب معالجة خاصة، إذاً نحن نريد أن تنطلق الحكومة لبداية المعالجة الداخلية.
شبع اللبنانيون من المبارزات السياسية والإعلامية التي يتفنن بها بعض الذين يتصدرون شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، والذي يطلقون شعارات وهمية تبيَّن خطؤها وفشلها، وبالتالي نحن نعتبر أن الوضع اليوم يتطلب العمل وليس كثرة الكلام، انكشف كل شيء، انكشفت الشعارات الوهمية وقد وصلنا إلى الاستحقاقات وإلى العمل