أما الملتقى الثالث للأفكار الاستراتيجية فهو في موضوع المرأة والأسرة، ولا يخفى أهمية هذا الموضوع وتأثيره على بُنية المجتمع ومستقبل الأُمَّة، وقد اهتمَّ الإسلام بالمرأة كثيرًا، فأنقذها من النظرة الجاهلية: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ"(20)، وكرَّمها كإنسانة، وجعلها في الموقع المنافس في المجتمع على أساس التقوى، قال تعإلى: "يَا أَيُّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ"(21).
وعن اهتمام الرجل بالمرأة، قال رسول الله(ص): "لا يخدم العيال إلّا صِدِّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة"(22). وعن أمير المؤمنين علي(ع) في طبيعة المرأة قال: "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة"(23).
طرَحَ الملتقى الثالث عن المرأة والأسرة أفكارًا مهمة جدًّا، ووجَّه الإمام القائد هذا الملتقى بتوجيهات وقواعد الإسلام الأساسية التي تحترم المرأة وتستثمر طاقاتها وإمكاناتها، وترعى بناء الأسرة على الصلاح والاستقامة، وله نصٌّ تفصيلي مهم في هذا المجال, استفدنا منه في حديثنا عن نظرة القائد إلى المرأة والأسرة في هذا الكتاب, ونكتفي هنا في تحديد عناوين هذا البحث القيِّم, وهي:
"1- دور المرأة في الثَّورة عند الإمام الخميني(قده).
2- فكر الإمام حصن منيع.
3- أسباب البحث في دور المرأة.
4- أهمّيّة الأسرة في المجتمع.
5- مسؤوليّة المؤسّسات والنُّخب في مجالي المرأة والأسرة.
أ- مجال التنظير.
ب- إنتاج الخطاب.
ج- دراسة النظريّات الرائجة ونقدها.
6- نظرة الغرب للمرأة.
7- المرأة والأسرة في المنظور الإسلامي.
8- دور المرأة في الحياة الزوجيّة.
9- عمل المرأة.
10- ضرورة المحافظة على قداسة الزواج.
11- تقدير دور المرأة
12- التمهيد لمشروعٍ دوليٍّ حول المرأة"(24).
هوامش:
20- سورة النحل, الآيتان: 58 و59.
21- سورة الحجرات, ص: 13.
22- العلامة المجلسي, بحار الأنوار, ج 104, ص: 132.
23- الشيخ الكلّيني, الكافي, ج 5, ص: 510.
24- خطاب الولي 2012, ص 24 - اللقاء الثالث للأفكار الاستراتيجية حول المرأة والأسرة.