الوليُّ المجدِّد

المقدمة

المقدمة

أحيا الإمام الخميني(قده) الإسلام والثورة، فأسَّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق منهج ونظام الإسلام، وواجه تحديات إقامتها وخاصة تلك المحاولات التي أرادت إسقاطها ومنها الحرب العراقية - الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية لمدة ثماني سنوات(1980-1988)، فكان بحق: قائد الثورة ومؤسس الدولة الإسلامية ومثبِّت قواعدها, كما توجَّه إلى مسلمي العالم في قضاياهم، من موقع قيادته للأمة.
انتُخب الإمام الخامنئي(دام ظله) وليًّا للأمر بعد رحيل الإمام الخميني(قده) عام 1989, وعمل على بناء دعائم الدولة الإسلامية وفق خططٍ استراتيجية ومرحلية، وواجه التحديات الداخلية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فترك بصماته في كلِّ مفاصل نهضة إيران وتقدّمها وثباتها، فكان بحق: حامل الراية وباني الدولة الإسلامية ورافع أعمدتها، كما تابع قيادة الصحوة الإسلامية في العالم بتوجيهاته ورعايته.
تابع الإمام الخامنئي(دام حفظه) مسيرة المؤسِّس، "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ", فحافظ على القواعد والأُسس بما حملته من أصالةٍ وتجديد، وأحدثَ أمورًا لمواكبة متطلبات العصر وحاجات الدولة والأُمَّة، فهو "الوليُّ المجدِّد" الذي نتلمَّس تجديده من خلال الأبحاث والموضوعات التي تمَّ استعراضها في هذا الكتاب.
تناولنا في هذا الكتاب ستة وعشرين موضوعًا، في ستة فصول، غطَّت أغلب القضايا التي برز فيها التجديد والتَّقدُّم، منها: إحياء الدين وركيزته الصحوة الإسلامية، والبصيرة. التخطيط الاستراتيجي الذي جسَّدته الوثائق والملتقيات الاستراتيجية، وتسمية كلِّ عام بموضوع حيوي تعمل عليه كلّ أجهزة الدولة والشعب. التنظير المنهجي لمشروع السيادة الشعبية الدينية المظلَّلة بولاية الفقيه، والمدَّعمة بالتربية العاشورائية تمهيدًا للقيادة العالمية للإمام المهدي(عج). مواجهة الحرب الناعمة، والدفاع بشجاعة وثبات وعزَّةٍ عن حق إيران بالطاقة النووية السلمية، وإدارة التفاوض مع أمريكا والغرب.
كما تناولنا مقومات التنشئة المجتمعية ونظرة الإمام الخامنئي(دام ظله) لها، ومنها: التربية والتعليم، والاهتمام بالقرآن الكريم، والنظرة إلى المرأة والأسرة، والشباب، والثورة بحرسها وتعبئتها، ودور الحج العبادي السياسي في استنهاض الأُمَّة، وأهمية الاستفادة من الفنون لمصلحة الإنسان. ولم تغب القضايا المهمة كالوحدة الإسلامية، وفلسطين القضية المركزية للثورة، وجهاد "حزب الله".
وقد أوردنا في طيّات الموضوعات بعض الأحداث والتواريخ والتوضيحات التي لها علاقة بها.
نسَّقنا الكتاب بطريقة علمية منهجية تسهِّل على القارئ تناول موضوعاته وفقراته كالتالي:
1- رقَّمنا الموضوعات فكانت ستة وعشرين موضوعًا، ورقَّمنا الفقرات التابعة لها بالتسلسل، بحيث يمكن الإشارة إلى أي فقرة من خلال رقمها فيسهل الوصول إليها.
2- وضعنا نصوص وكلّمات الإمام الخامنئي(دام ظله) بين هلالين للاطِّلاع على النَّص كما ورد في المصدر.
3- سوَّدنا بالخط العريض مطالع أجزاء الفقرات، ليسهل على القارئ معرفة مضمون نص القائد مباشرة من دون الاضطرار إلى قراءة كامل الفقرة. كما يمكن جمع كلّمات الخطوط العريضة المسوَّدة للحصول على ملخصٍ للفقرة، فإذا ما جمعناها من كلّ الفقرات فسنحصل على ملخصٍ للكتاب في عدة صفحات. وكذلك يمكن تصفّح مضمون الكتاب سريعًا من خلال العناوين والكلّمات المسوَّدة في دقائق معدودة.
4- كتبنا في الهامش المصدر المعتمد، وعندما اكتفينا بكتابة التاريخ فهذا ما يعني غالبًا أنَّ المصدر هو الموقع الإلكتروني لسماحة القائد الخامنئي(دام ظله), وأحيانًا موقع شبكة المعارف الإسلامية، وقد نظَّمَ هذان الموقعان خطب وكلّمات القائد بحسب التاريخ.
يهيئُ كتاب "الوليُّ المجدِّد" مادةً وفيرة تُغني عن الكثير من الكتب، ويوفِّر جُهدًا كبيرًا من خلال البحث عن مواقف الإمام القائد في موضوعات الكتاب. كما يُقدِّم للقارئ صورة إجمالية متكاملة عن رؤية وإنجازات وليّ أمر المسلمين ما يساعد على فهمٍ واعٍ وعميقٍ لهذه التجربة الرائدة. ويعطي المسؤولين في الحقول السياسية والتربوية والاقتصادية والثقافية معلومات وخطط وبرامج عمل تساعدهم في إنجاح قيادتهم وإدارتهم.
أسأل الله تعإلى أن يتقبَّل هذا العمل، ويحقِّق من خلاله الفوائد المرجوّة: للراغبين في معرفة الثورة الإسلامية وإنجازاتها ودور القيادة الحكيمة فيها، وللباحثين في الاستفادة من المضامين القيِّمة لمواقف ونصوص الإمام القائد في أبحاثهم وأعمالهم، وللخطباء في اختيار ما يساعدهم على تبيان معالم الراية المحمدية الأصيلة لجمهور الناس.

نعيم قاسم

22 جماد الأول 1435هـ
23 آذار 2014م