* حقوق الأمم المتحدة تلطيف للمادية البغيضة
صــدر لــدى دار المحجة، البيضاﺀ كتاب لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قــاســم، تــحــت عــنــوان "فــي رحاب رسالة الحقوق" وفيه شرح لرسالة الحقوق للإمام زين العابدين، وهو احد ائمة الشيعة الاثــنــي عشر. وفي المناسبة القى الشيخ قاسم كلمة عرض فيها للكتاب بين ظروف كتابته، واهميته.
يقول الشيخ نعيم قاسم عن سبب تأليفه للكتاب، هو انه كان يــرى المجتمع بحاجة إلــى العمل التربوي للتأسيس، فوجد أن تقديم الحقوق للإمام زين العابدين أمر غاية في الأهمية، يومها اقترح احــد الأصــدقــاﺀ أن يــقــدم الشيخ لقاﺀات تلفزيونية على أن يقتصر الأمر على عددٍ من الحلقات، "فبدأنا وقتها نعرض كل حق من الحقوق حسبما يتطلب وانتهينا إلى حوالى عشرين حقاً من أصل الخمسين، فلم نقدر أن نكمل بالفترة الزمنية المتاحة لنا أكثر من هذا العدد، أذكر يومها لفت نظر الأخ العزيز الى أن بعض المتصلين بقناة المنار كانوا من المسيحيين والمسيحيات وبــعــض دكــاتــرة الــجــامــعــة، ففي التعليق المسيحي قالت إحدى المعلقات: لم أشعر أني أستمع إلى قراﺀة دينية إسلامية بل أحسست أنــي استمع إلــى خــطــاب العقل والــروح بصرف النظر عن الدين.
هذا هو الإمام زين العابدين لكل البشرية، فتقديم الفكرة مسألة مهمة جداً.
لذلك كتبت هــذه المجموعة فــجــزﱠأت الحقوق الخمسين إلى سبعة، أجزاﺀ كتبتُ في كل جزﺀ ما ينسجم مع بعضه.
لــــمــــاذا كـــتـــب الإمـــــــام زيـــن العابدين رسالة الحقوق؟ يسأل احــدهــم، فيجيب قاسم "أعتقد أن الإمـــام أراد بشكل مباشر أن يبوﱢب ويُمنهج الفكر الإسلامي ليقدمه فــي مــجــالاتــه التربوية المختلفة خالياً مــن الشوائب، ومنسقاً بطريقة تصل معها إلى كل الأطــراف وسط كل الجماعات الموجودة في المجتمع الإسلامي، لعلﱠنا نفهم من الدعاﺀ اعتراضاً على السلطان بطريقة، الدعاﺀ لكن أنــا لــم أفهم مــن رســالــة الحقوق طريقة اعتراضية، إنما فهمت منها تنسيقاً وتبويباً لتسهيل تناولها من قبل المسلمين ومن يمكن أن يأتي من بعدهم. وفي كل الأحوال تميﱠز الإمام زين العابدين بأدائه التربوي والتوجيهي الذي برز من خلال أدعيته من ناحية ومن خلال رسالة الحقوق الرسالة المميزة من ناحية النقاط. ويضيف قاسم: "1350 سنة أو أكثر تفصلنا عن كتابة رسالة الحقوق للإمام زين العابدين، وقــد لفتني فــي هذه الكتابة الأسلوب المعاصر الذي يتحدثون عنه الــيــوم، ولــم يكن مــن وقـــتٍ طــويــل، عندما انتهت الطريقة في الكتابة أنهم يطبعون فــي مقدمة البحث ملخصاً عنه، ثم يُكتب البحث بكامله، هكذا فعل الإمام فكتب إطلالة سريعة لا تتجاوز الصفحتين، شرح فيها المدخل إلى الحقوق الخمسين التي تحدث عنها وسميتها في الكتاب" إطلالة "، ثم بعد ذلك أخذ يشرح كــل حــق على حـــدة، فــكــان لدينا المجموع خمسين حقاً من الحقوق المختلفة التي تتناول كل جوانب حياة الإنسان تقريباً، بحيث يصعب أن تجد جانباً لم يتعرض الإمام زين العابدين عن حقوقه.
واشــار قاسم الــى ان الإمــام لم يشرح كل الجزئيات فهي موجودة فــي السنة الشريفة، فــي أقــوال وأفعال النبي، وأقوال وأفعال الأئمة ولكنه اختار من كل حق دعائمه الأساسية بحيث لا يستقيم الحق إلاﱠ بهذه الدعائم، كتابة الحق في أربعة أو خمسة أسطر ولكن هي الأســس التي ترتكز عليها كل التفاصيل الأخــرى، إذا فهمناها فــإن كــل التفريعات يمكننا أن نستنتجها عقلياً قبل أن نقرأها
يضم الكتاب في مجلد واحد سبعة، اجــزاﺀ يضم كل منها مجموعة من الحقوق، هي حقوق الجوارح، حقوق الوالدين والولد، حقوق الأفعال، حقوق الزوج والزوجة، حقوق المعلم والمتعلم، الحقوق الثلاثة، وحقوق الناس.