كتبت صحيفة النهار اللبنانية في عددها الصادر في 31 أيار 2007 الصفحة 17 الثقافية عن كتاب "الشباب شعلة تحرق أو تضيء"، لسماحة الشيخ نعيم قاسم، ما يلي:
تسعة فصول ، يدخلنا من خلالها نائب الأمين العام في"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عالم الشباب "المعقد والمليء بالتشعبات والأسرار"، عارضاً خلالها مشكلات المراهقين والمطبات والاختلالات النفسية التي يمرون بها، مقدماً حلولاً واقعية، مستنداً إلى آيات من القرآن وقصص الأنبياء وأحاديث الرسول والصحابة، مستشهداً بوقائع وحقائق، مشاركاً إيانا تجربته الطويلة، كرجل دين وأب ومربٍ.
يبدأ الكتاب في فصله الأول بعرض لخصائص الشباب ومختلف المراحل التي يجتازونها، لينتقل بنا في الفصل الثاني إلى الحديث عن الفرص النادرة التي لا تتكرر والتي يتحمل المراهق الشاب مسؤولية قبولها أو رفضها. ثم ينتقل لحديث في الفصل الثالث عن المراهقة كمرحلة طبيعية بكل مساوئها، مغالطاً اعتبارها مرحلة انحراف، وصولاً إلى الحديث عن علاقة الشباب بالمجتمع المحيط به "الأهل والأصدقاء والمدرسة..." عارضاً حلولاً عملية ومنطقية، ليحملنا بعدها إلى مواضيع أكثر حساسية، متعلقة بالحياة الجنسية للمراهق، مقدماً حلولاً شرعية وعملية، ويعطي الشيخ قاسم في الفصلين السابع والثامن خريطة طريق للحياة المستقبلية عند المراهق متعلقة بمواضيع الزواج والاستقرار، ليفيد منها الشباب. وأخيراً يجيب الكاتب عن أسئلة مختارة من لقاءاته في " منتدى الشباب " في القسم التاسع والأخير من كتابه.
اعتمد قاسم في كتابه جملاً بسيطة وسلسلة، سهلة الاستيعاب مستخدماً تقنية طرح سؤال والإجابة عليه، متوجهاً بطريقة مباشرة إلى القارئ، متقمصاً شخصية الأب الروحي ما يشعرك بالقرب من شخصه وبصدق كلامه ومدى غيرته على مصلحة الشباب والشابات، متطرقاً إلى مشكلات ومواضيع جريئة وحساسة من صلب ما يهتم به المراهقون. وتحدث عن مشكلات الشباب، كالقلق والاستعجال والانفعال والحب، مبدياً رأيه في ذلك، متوجهاً إلى المراهقين قائلاً:" على المراهق أن يلتفت لنفسه، وأن يعلم بأن معرفته القليلة وتجربته المحدودة وخبرته المعدومة تقلل من حسن تقديره للموقف". كما يتوجه إلى الأهل ويعطي إرشادات وأفكاراً في سبل التربية، ويحمل الأهل مسؤولية مباشرة في إخراج الشباب من مشكلاتهم عندما قال:" مع التوجيه والإرشاد وحسن المواكبة، يمكننا التوصل إلى شخصية المراهق الموزون".
أراد قاسم من خلال كتابه الحث على إنتاج جيل من الشباب الواعي والمدرك لما يجري حوله، وكلنا يوافق على أن التغيير والرقي والانفتاح يبدأ من المراحل المبكرة عند الشباب.
كتاب "الشباب شعلة تحرق أو تضيء" ، ليس كغيره من الكتب، فموضوعيته وجرأة الطروح فيه والاتقان في تقسيمه وفهرسته، تجعله أقرب إلى دليل يرافق الشباب والأهل كوصفة ومفتاح للحل.