مقالات

ولاية الفقيه-المباني والتجربة

لم يأخذ النقاش في السابق حيزاً واسعاً، فالمقاربة ركزت على نقاش المسألة بناء على الأدلة الشرعية:لفظية أو علمية أو عقلية، كمفردة من مفردات كثيرة، ولم تتصدر الأولوية ولم تأخذ هذا الاهتمام الكبير. ولعلَّ المانع العملي والظروف الموضوعية جعلتها أقرب إلى النظرية منها إلى التطبيق، خاصة أن معالجة القضايا الرئيسة للناس قد تمت بالمرجعية وتمحورت حولها بشكل كبير لتأخذ دوراً شمولياً في الفتوى وتحديد التكليف الفردي وإدارة الأموال الشرعية ومعالجة الحاجات المباشرة للحوزة والشؤون الاجتماعية للناس والقضايا الحسبية.

13/6/2003
لم يأخذ النقاش في السابق حيزاً واسعاً، فالمقاربة ركزت على نقاش المسألة بناء على الأدلة الشرعية:لفظية أو علمية أو عقلية، كمفردة من مفردات كثيرة، ولم تتصدر الأولوية ولم تأخذ هذا الاهتمام الكبير. ولعلَّ المانع العملي والظروف الموضوعية جعلتها أقرب إلى النظرية منها إلى التطبيق، خاصة أن معالجة القضايا الرئيسة للناس قد تمت بالمرجعية وتمحورت حولها بشكل كبير لتأخذ دوراً شمولياً في الفتوى وتحديد التكليف الفردي وإدارة الأموال الشرعية ومعالجة الحاجات المباشرة للحوزة والشؤون الاجتماعية للناس والقضايا الحسبية.

عندما تتم النظرة إلى الإسلام بطريقة شمولية، كدين للحياة والدولة، كدين كامل وتام(اليوم أكملت لكم...)(ومن لم يحكم بما أنزل الله...).‏

فالرؤية تتعدى حياة الأفراد الشخصية والعلاقاتية إلى حياتهم كأمة وجماعة. ومن المخاطر الكبيرة التي أضرت بالفهم الإسلامي الحقيقي تلك الطريقة التجزيئية التي تعاملت مع التفسير والفقه وغيرهما بطريقة منفصلة أثرت على فهم بعض الأمور وعلى الممارسة العملية وتحديد الأولويات. وقد علت أصوات كثيرة وجرت محاولات للتفسير الموضوعي للقرآن والشمولي وللنظرة الفقهية من ضمن المباني العامة ومقاصد الشريعة، وهي محاولات تضخ المزيد من استكشاف الفهم الأفضل والأداء الأفضل لمواكبة التطورات التي تحتاج إلى أنماط تواكبها في السعة والشمولية والدقة والترابط.‏

لسنا مع العقلية المتحجرة التي تقطع الطريق على أي فهم إسلامي أصيل، ولسنا مع التجزيئية التي تختصر الإسلام ببعض مفاهيمه، نحن مع النظرة الشمولية الكاملة كما هو الإسلام دين الحياة.‏

سلط الإمام الخميني(قده) الضوء مبكراً على موقعية ولاية الفقيه في الفهم الإسلامي وأدلتها الشرعية وموقعها من الواقع الإسلامي.‏

"ما كان ضرورياً في زمان الرسول(ص) وأمير المؤمنين(ع) بحكم العقل والشرع من إقامة الحكومة الإسلامية والسلطة التنفيذية والإدارية فهو ضروري بعدهم في زماننا أيضاً" ص 63.‏

"إن أهم وظيفة للأنبياء في الحقيقة هي إقامة نظام إجتماعي عادل من خلال تطبيق القوانين والأحكام، والذي يتلازم بالطبع مع بيان الأحكام ونشر التعاليم والعقائد الإلهية. كما يظهر هذا المعنى بوضوح من الآية الشريفة:‏

"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ"الآية 25 سورة الحديد.(ص107)‏

"والآن حيث لم يُعين شخص محدد من قبل الله عزَّ وجل للقيام بأمر الحكومة في زمن الغيبة فما هو التكليف؟ هل يجب التخلي عن الإسلام؟" ص85.‏

"عندما نثبِّت نفس الولاية التي كانت للرسول(ص) والأئمة(ع) للفقيه في عصر الغيبة، فلا يتوهمن أحد أن مقام الفقهاء نفس مقام النبي(ص) فالولاية-أي حكومة وإدارة البلاد وتنفيذ أحكام الشرع المقدس- هي وظيفة كبيرة ومهمة، لكنها لا تحدث للإنسان مقاماً وشأناً غير عادي" ص86.‏

الارتباط الوثيق بين ولاية الفقيه والحكومة بما هي إدارة شؤون الأمة، والإدارة ترتبط بكل ما يهم شؤون الأمة، وفيها توسعة تشمل الخصوصيات والأساليب ونقاط الاهتمام.‏

ثلاث ركائز:1-الولاية قيادة والقيادة حاجة فعلية(توحيد القوى في لبنان).‏

الولاية قرار ومسار ووضوح في الأهداف في المحطات الصعبة (مواجهة إسرائيل والدماء).‏

الولاية اطمئنان واستقرار لسلامة الطريق.‏

النصوص من كتاب الحكومة الإسلامية للإمام الخميني(قده) طباعة مركز بقية الله.‏

*الندوة الفكرية في مركز الإمام الخميني-قده-الجمعة 13-6-2003‏