مقالات

الحاجة ام عماد شمس الدين: هي تطبيق عملي لآيات الإسلام

الحاجة ام عماد شمس الدين: هي تطبيق عملي لآيات الإسلام
أحبَّت الثُلَّة العلمائية التي تواجدت في ذاك الوقت ومنهم "الإمام موسى الصدر، آية الله الشيخ محمد شمس الدين، آية الله السيد محمد حسين فضل الله وكل الآخرين" كانت تحرص على أن تسمع كلماتهم وتتابعهم، هي حركة لا تهدأ بحضور الدروس واللقاءات والأسئلة والمساعدات الاجتماعية ثم عملت مع مجموعة قليلة من النساء وهم من خيرة النساء الفاضلات فاشتغلوا في الهيئة النسائية في الجمعية الخيرية الثقافية في الشياح فكانوا يعملون في التبليغ والمساعدات الاجتماعية

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في اسبوع الحاجة أم عماد شمس الدين (إنصاف الأمين) في بيروت 9-6-2024م، ومما جاء فيها: 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ويا عوائل الشهداء ورحمة الله وبركاته. أشكر مواساتكم وحضوركم في هذا الحفل التأبيني للحاجة أم عماد شمس الدين، وهي كانت تعرف أكثركم وتعرفونها، على اختلاف الأعمار والمستويات. أتحدث اليوم بإسم العائلة الكريمة وأتحدث أيضاً بإسمي في هذا اللقاء المبارك علَّنا نوفيها بعض حقها ونستذكر بعض مآثرها لأنَّنا نستفيد من محضر تأبينها بما لديها من عطاءات وخيرات وجهاد وتربية وصلاح واستقامة، إلى روحها وإلى روح زوجها الحاج محمود شمس الدين وولدها الشهيد عادل شمس الدين ولأمواتكم جميعاً وللشهداء الأبرار وإلى روح الإمام الخميني (قده) نقرأ السورة المباركة الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآل محمد.

رأيت من المناسب أن أتحدث عن سيرتها فهي تطبيق عملي لآيات الإسلام ومواقف وتوجيهات النبي والأئمة (ع). الحاجة إنصاف الأمين من بلدة كفررمان، توفي والدها ولها من العمر 5 سنوات وهي واحدة من 4 (بنتان وشابان)، أمها زينب كانت حافظة للقرآن الكريم ونموذجاً للتدين الأصيل، حتى أن والدتها كانت تدرس بنات القرية فيجتمعون لديها وتعطيهم دروس القرآن ومن بينهم الحاجة أم عماد مغنية لأنها كانت من نفس البلدة، لكن حصلت دروس خاصة في أنَّ أخويها كانا ينتميان إلى الحزب الشيوعي في لبنان وكانت لهم الآراء المعروفة، حرصت أمها أن تهيأ الأجواء وهي لا تستطيع في ظل الجو العام، خاصة أن البنت عندما أصبحت في سن الرابعة عشر كانت تنزل إلى المظاهرات في النبطية، فرأت الأم أن أفضل حل يمكن أن تفعله هو تزويجها بأسرع وقت "أي بعمر السادسة عشر" واختارت لها زوجاً من عائلة كريمة من آل شمس الدين لقناعتها أنَّ هذه عائلة مشايخ فيمكن أن تحفظ بنتها، هذه الفكرة التي كانت لديها على الرغم من فارق السن. انتقلت إلى البيت الزوجية إلى منطقة الشياح ولكن لم تكن الأجواء الخاصة مساعدة على التدين بشكل كافٍ إلى أن حصل في سنة 1964 كان عمرها 27 سنة، بدأت ترتاد إلى منزل العلامة المقدس الشيخ عبد الكريم شمس الدين (قده) وبحكم القرابة كان دخولها وخروجها من البيت أمراً سهلاً، وكانت تحرص على أن تتعلم منه وأن تسأله فلا تكتفي بدروس المسجد مثلاً، وفي تلك الحقبة كان آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين قد حضر إلى لبنان وبدأ في أواخر الستينيات أيضاً يعمل بنشاط وأسس الجمعية الخيرية الثقافية. بشكل سريع جداً تعلقت بالإسلام ويبدو أن الجذور للوالدة وأنَّ الأهلية المتوفرة لديها جعلتها بسرعة تنهل من معين الإسلام وتأخذ من القرآن وتتعرف على الأحاديث وعلى السلوكيات الإسلامية فحُسن إسلامها وأصبح متيناً في فترة زمنية قصيرة جداً، كانت تحب النبي والأئمة عليهم السلام إلى درجة العشق، وكانت تلاحق أي عالم تسمع عن وجوده وتذهب إليه وتحضر محاضرته بالإضافة إلى ارتيادها المساجد والحسينيات واللقاءات الخاصة لتنهل من هذا العلم، وكانت أيضاً تطالع الكتب من المكتبة الثقافية. أحبَّت الثُلَّة العلمائية التي تواجدت في ذاك الوقت ومنهم "الإمام موسى الصدر، آية الله الشيخ محمد شمس الدين، آية الله السيد محمد حسين فضل الله وكل الآخرين" كانت تحرص على أن تسمع كلماتهم وتتابعهم، هي حركة لا تهدأ بحضور الدروس واللقاءات والأسئلة والمساعدات الاجتماعية ثم عملت مع مجموعة قليلة من النساء وهم من خيرة النساء الفاضلات فاشتغلوا في الهيئة النسائية في الجمعية الخيرية الثقافية في الشياح فكانوا يعملون في التبليغ والمساعدات الاجتماعية، وهذا انعكس على أولادها وانعكس على أولاد هذه المجموعة أيضاً، يحضرني قوله تعالى "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" لا تنسوا أنَّ حوالي سنة 1964 إمرأة تتحرك بطريقة رسالية وتكون لديها خصوصية أن تدعو إلى الله وتعمل في هذا الاتجاه فهذا أمر مميز.

أولادها ثمانية "4 ذكور و4إناث" استشهد منهم عادل في سنة 1978 وكان هو من مواليد 1965، عندما كان عائداً من مسجد الإمام زين العابدين (ع) وكان برفقة صديقه من آل مسلماني وعرفنا فيما بعد من الأخ مسلماني الذي لا يزال حياً، يقول بأنَّه كان يصطحبني إلى المسجد ليعلمني الصلاة وليقربني من دين الله تعالى، وهذا من ثمار الأم، كان هناك قصف يومها بسبب أحداث 1975 وهو عائد إلى البيت أصيب بإصابتين وكانت الثانية قاتلة فاستشهد في وقتها، أرسلوا لي خبراً بأنَّ عادل استشهد فذهبت أنا وزوجتي إلى زوجة عمي لنبلِّغها واتفقنا أن نمهِّد لها قليلاً، فقلت لها بأنَّ عادل وهو عائد تعرض لبعض الإصابات البليغة، فقالت لي "أي مات؟" فقلت لها نعم استشهد في سبيل الله تعالى، وأردت أن اصطحبها لرؤية الجثمان في مسجد الإمام زين العابدين (ع)، ولكن سكتت قليلاً ولاحظتْ أنَّ الآن وقت صلاة فقالت أصلي ومن ثم أذهب، فاستغربت من ذلك الموقف النبيل، ولكن هذا يدل على الرسالية والدقة وهي معروفة أنَّها تصلي على الوقت. أخذناها إلى حيث الجثمان وكانت تردد من التسبيحات ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، وكانت متماسكة وقوية وتهدِّأ من روع من حولها. تقول لي زوجتي أن أول كتاب اعطتها إياه من مكتبة الجمعية الخيرية الثقافية هو "الإسراء والمعراج". هي في عقليتها مهتمة دائماً بعيش الآخر ودائماً تتحدث عن إنكار الدنيا والاهتمام بالآخرة فكانت توصي دوماً على العمل للآخرة، لذلك عندما نسمع الإمام الصادق (ع) ماذا يقول عن الأم: يقول جاء رجل إلى النبي (ص) وقال يا رسول من أبِّر؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال ثم أباك. وفي الرواية الجنة تحت أقدام الأمهات، وإمامنا زين العابدين (ع) يقول: وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء ونفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك. يسأل البعض أنه هل كل الأمهات سيدخلون الجنة؟ نقول هي تحت أرجلهم ولكن قد يكون بعضهم لا يردن أن يدخلن الجنة! فالمشكلة منهن. في الرواية كل بني آدم يدخل الجنة إلا من أبى، من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى، ابتداءً يقول الله تعالى للأمهات أنتن ستدخلون الجنة لأنكن أمهات، ولكن فلتعملوا خيراً على الأقل، لفتني في قول الإمام زين العابدين (ع) "ونفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك"، فاستنتجت أنَّ هذا الوقاء الدنيوي من الحر والبرد جعلها عظيمة فكيف إذا كان الوقاء من حر الآخرة ومن عقابها! الحمد لله كانت الحاجة أم عماد كذلك، يقول الإمام الخامنئي (دام ظله): المجاهدون ثمرةٌ من ثمرات الأمهات المجاهدات. لا نغفل دور الأم وأهميتها خاصة في تلك المرحلة من الزمن، فكان الأمر صعب لأنَّ عدد المتدينات كان قليلاً جداً.

هي فتحت بيتها للعلماء واللقاءات وإقامة المؤمنين والمجاهدين، لعل بعضكم يعرف أنَّ الحاجة أم عماد فتحت بيتها بوقت كانت المراكز أو المساجد قليلة، وهناك أناس يريدون الاجتماع أو يأخذون درساً، فالحاجة أم عماد تقول لأولادها أنَّ بيتها مفتوح لأي نشاط، كان بيتها صغير نوعاً ما ولكنها وسعته ونظمته بطريقة مميزة، سماحة السيد محمد حسين فضل الله (قده) أعطى محاضرات كثيرة في هذا البيت، سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) أعطى محاضرات كثيرة في هذا البيت، الشيخ محمد جعفر شمس الدين (قده) كذلك أعطى محاضرات في هذا البيت، السيد فيصل أمين السيد (قده) أيضاً أعطى محاضرات في هذا البيت، الشيخ راغب حرب (قده) مرَّ من هناك بعدة زيارات بحكم سكنه بالجنوب، هذا عدا عن اللقاءات والمحاضرات النسائية والاجتماعات التي تنعقد من قبل الشباب مع بعضهم البعض، فالبيت كان مفتوحاً على قاعدة أنَّه بيت الطاعة لله تعالى، والزوج الحاج محمود كان مسروراً بأداء زوجته ولا يمانع شيئاً حتى أنَّ النمط الذي كانوا يعتمدونه في البيت عندما يقبض الراتب من مجلس النواب "كان الحاج محمود موظفاً في المجلس" فكان يعطيها الراتب وهي تتصرف بما تراه مناسباً. هذا الجو كان مهماً جداً في ذاك التاريخ، كان هناك قسم كبير من الشباب الوافدين إلى بيروت لأجل الدراسة أو لأجل عمل معين من الجنوب أو البقاع، بكل بساطة كان يستطيع أن يزور البيت وينام ويأكل وتكون الحاجة أم عماد بخدمته! ذكر لي بعض الأخوة أنَّ مدة إقامتهم "أي هؤلاء الزوَّار" في بيت الحج محمود تتجاوز الأشهر وكانت تتقبل ذلك وإذا فكروا بالرحيل قنعتهم بالبقاء، وكانت تعد لهم الطعام رغم الإمكانات المادية القليلة وكانت تنتج وتطبخ الحلويات على اختلاف أشكالها وهذا كله بركات. من الأمور المهمة أنَّ المعارضة العراقية كانت في لبنان ليس لديها قدرة خاصة مع وجود جماعة البعث العراقي، بعض قيادات المعارضة العراقية بينهم 2 أصبحوا رؤوساء وزراء في العراق أقاموا عندها أياماً وأشهر مع كل الخدمات والمتطلبات ولم تتكن تتأفأف وكانت تتصرف بشكل طبيعي، أيضاً هناك العديد من المجاهدين الذين دخلوا إلى بيتها وخطَّطوا لبعض الأمور العسكرية من داخل هذا البيت المبارك.

إذا دخلت في الصلاة فعليك أن تحسب ساعة إلى ساعة ونصف، لأنَّها تصلي الواجب والمستحب وتقرأ الأدعية والقرآن وتدعي للناس، فهذا وقت للعلاقة مع الله ولا ترضى أن تنقص منه. يذكر لي أبنها الحاج عماد أنَّه منذ حوالي السنتين رأها تحمل المسبحة وتقرأ القرآن، فسألها ماذا تقرأين؟ قالت له أقرأ سورة الفاتحة، فقال كم مرة تقرأينها؟ قالت 1000 مرة يومياً، وكل فاتحة تقوم بإهدائها إلى شخص! عندما كانت تصلي صلاة الوتيرة "نافلة العشاء" كانت تواظب على قراءة سورة الواقعة وهو أمر مستحب وسورة الإخلاص في الركعة الثانية وواظبت على ذلك بشكل دائم. كانوا يرونها تقضي بعض الصلوات، وكان أولادها يستغربون من ذلك لأنَّه لا قضاء عليها، فقضت حوالي 30 سنة! سنة 1982 ذهبت إلى الحج وينقل بعض الإخوان أنَّها دعت النساء إلى جلسة أول وصولها والمعروف آنذاك أنَّ الحجاج يأخذون معهم الطعام من بلدهم، فقالت لهم إذا كل واحد أكل بمفرده فسنضيِّع وقت ولن نرتاح، فاقترحت عليهم أن يجمعوا كل الطعام ويضعونها في المطبخ ومن يرغب من النساء نجلس مع بعضنا البعض ونهيِّأ الترويقة والغداء والعشاء بنظام جماعي ويأكل الجميع مع بعضهم البعض، واستمر هذا طوال فترة الحج وهي مشرفة على الإعداد ولم تضيِّع شيئاً من مناسكها ومستحباتها خلال كل تلك الفترة. الحاجة أم عماد مدرسة ومعروف عنها كانوا يسمونها "الواعظ" لأنَّها كثيرة الوعظ فكانت توعظ كل من تلتقي به، وكانت عندما تنزل إلى السوق وترى الأشياء الخاطئة كالحجاب مثلاً كانت تتكلم مع الفتيات وترشدهم ولا تهاب شيء، وكان أهم ما تتحدت عنه هو الدنيا الآخرة. عندما يكون عندنا أمثال هذه الأمهات يمكن أن نقول أنها في بيت حضانة ورعاية قسم من الرعيل الأول من المؤمنين والمؤمنات المجاهدين والمجاهدات، هذا الدور كان للحاجة أم عماد، فلها علينا أن نذكرها بالخير ونقرأ لها الفاتحة.

في الشأن السياسي، ارتكب العدو الصهيوني مجزرة كبيرة في النصيرات ذهبَ ضحيتها ألف بين شهيد وجريح، وادَّعت إسرائيل أنَّ هذه المجزرة من أجل الإفراج عن 4 أسرى، وإذا بأميركا وبعض الدول الأوروبية يشيدون بالإفراج عن هؤلاء الأربعة وأعمى الله قلوبهم عن رؤية الألف!! هذا لأنهم منحازون وإلى الآن هم يشكِّلون التغطية لهذا الكيان الغاصب، لكن لا تظنوا أنكم بذلك تعطونه الحياة. في السابق كانت إذا حصلت مجزرة أو مجزرتين في لبنان أو فلسطين بفعل العدو الإسرائيليش كانت المجزرة توقف الحرب، أمَّا اليوم الحرب قائمة على تعداد المجازر يومياً فإذا قلَّت زادوها ليحافظوا على وتيرة معينة ترقى إلى درجة الإبادة، وبظنهم أنَّهم بذلك يقضون على القضية الفلسطينية، لكنهم لا يفهمون ولا يعرفون بأنَّ الأطفال والنساء والرجال في فلسطين تعبَّأوا أكثر فأكثر وستكون منهم القوة والقدرة والمستقبل لاشتعال المقاومة أكثر فأكثر ولتقريب مرحلة التحرير بإذن الله تعالى.

هذا العدوان يزيد الخسائر والتضحيات ولكن لن يحقِّق أهداف الكيان بإبادة حماس والمقاومة وتعطيل أو ضرب القضية الفلسطينية واستعادة الأسرى، وكلما طال الزمن تزلزلت مكانة إسرائيل أكثر وتزلزت قدرتها أكثر. أوسمة الكيان الصهيوني الآن هي: قاتل الأطفال بإشارة من الأمم المتحدة! وهو مدان بالإبادة الجماعية وصورته صورة التوحش البشري. هذا الاحتلال غير قابل للحياة وستنتهي هذه الحقبة وينكشف كل شيء، فهذا الكيان المفتعل لا يمكن أن يستمر، وأصحاب الأرض الفلسطينيون الشرفاء الأبطال وهذا الشعب النبيل المضحي الذي قدم الكثير هو شعب جدير بالحياة وباستعادة الأرض خاصة بعد هذا الحشد الكبير من التضحيات.

بالنسبة إلينا كحزب الله، سنستمر في الميدان مساندين ورادعين حتى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وقناعتنا أنَّ خيار المقاومة هو الخيار الوحيد في فلسطين ويجب أن يستمر، وقد حقَّق شروط الصمود والنصر بحمد الله تعالى وهي ثلاثة، استعَّد هذا الشعب بمقاومته للمقاومة وهو يقاوم، وباع الأنفس لله تعالى إمَّا الشهادة وإمَّا النصر، وأخيراً هم أصحاب حق ويدافعون عن حقهم وصاحب الحق سلطان.

 

والحمد لله رب العالمين