مقالات

العِبَادَةُ والحُبُّ

العِبَادَةُ والحُبُّ
العِبَادَةُ التزامٌ بطاعةِ الله تعالى, وتتحقَّقُ بخطواتٍ عملية بالالتزام بالتَّكاليف الإلهية.

الحُبُّ علاقةٌ فيها تفاعلٌ عاطفي بين الحَبيب والمحبوب.

العِبَادَةُ تثبيتٌ للحُبِّ, والحُبُّ ثَمَرةُ العِبَادَة ونتيجة لها، وكلَّما أحسَنَ المؤمنُ وأتقَنَ عِبَادَتَه، كلَّما زادَ أُنسُه بربِّه وزادَ حُبُّه له.

عن أبي عبد الله(ع): \’قَالَ اللَّه تَبَارَكَ وتَعَالَى: مَا تَحَبَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِأَحَبَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه\’ .

لنأخذ مثالًا تطبيقيًّا عن عِبَادَةِ الصلاة، لنرى علاقَتَها بتوليد الحُبِّ لله تعالى.

\قال النبي(ص) لأبي ذر: \"إنَّ الله تعالى جعَلَ قُرَّةَ عيني في الصَّلاة، وحَبَّبها إليَّ كما حَبَّبَ إلى الجائع الطَّعام، وإلى الظمآن الماء، فإنَّ الجائعَ إذا أكلَ الطَّعام شَبِع، وإذا شَرِبَ الماءَ رُوي، وأنا لا أشْبَعُ مِنَ الصَّلاة\" .\قال الإمام الخميني(قده): \"وليست (قُرَّةُ عَينِه) إلَّا مشاهَدَةَ المحبوب التي تَقَرُّ بها عينُ المُحِبّ, مِنَ الاستقرار فتستقِرُّ العينُ عنْدَ رؤيتِهِ, فلا تنظُرُ معَهُ إلى شيءٍ غَيْرِه في شيء وفي غير شيء\" .\هل يعيشُ المؤمنون هذه الحَالة مِنَ التَّفاعل أثناءَ الصَّلاة؟ \يتراوحُ تفاعُلُ المؤمنين مع الصَّلاة مِنْ أدنَى المستويات وهو: إقامَةُ الصَّلاة بأفعالها صُوَريًّا، بالتَّكبير والقراءة والرُّكوع والسُّجود والذِّكر...من دون تفاعُل, فتكونُ صورةُ الصَّلاة صحيحةً ومطابقةً للتَّكليف، لكنَّها تَفتقرُ إلى التَّفاعل القلبي والروحي. \وأمَّا أعلى المستويات فهو مُطابِقٌ لِمَا قاله النبي(ص): \"إنَّ الله تعالى جعَلَ قُرَّةَ عيني في الصَّلاة\"، لأنَّه يعيشُ الصَّلاةَ المملوءةَ بالرُّوح الإيمانية التي تُقَرِّبُ إلى الله تعالى، والتي تَجعلُهُ يشعرُ بظِلالِه ووجودِه وعظمتِه ورحمتِه في كُلِّ جارحةٍ من جوارحِه, والتي كان يستأنسُ بها ويشعرُ بلذَّة القُرب مِنَ الله معَها، فهو ينتظِرُ وقتَها بسبب الحالة المعنويَّة الكبرى التي كان يعيشها. كان النبيُّ(ص) ينتظرُ وقتَ الصَّلاة، ويشتَدُّ شوقُه إليها، ويقول لبلال مؤذِّنه: \"أرِحْنَا يا بلال، أشارَ بذلك إلى أنَّهُ في تَعَبٍ شديد من عدم اشتغالِه بهذه التَّكليفات وقيامِه بوظائف الصَّلاة\" . \ما بينَ أداءِ الصَّلاة بصُورتها, وبينَ التَّفاعل الأقصى معها, درجاتٌ كثيرة، ومع كُلِّ درجةٍ من الصَّلاة درجةٌ من الحُبِّ، إلى أنْ يَصِلَ المُصلِّي إلى أعلى مستوى مِنَ التَّفاعل معها فَيَصِلُ إلى أعلى مستوياتِ الحُبِّ للمعشوق, وهي حالةُ الذَّوبان التي عاشَها النبيُّ(ص) والأئمة(عم) ومن بعدهم الأولياء الخُلَّص.\كيف يرقَى المؤمنُ بأداءِ صَلاتِه نحو الأفضل, أي باتِّجاه عِبَادَةِ الحُبِّ؟ \يجبُ أنْ يعلَمَ أولًا بأنَّ صُورةَ الصَّلاة ترفَعُ التَّكليفَ الشَّرعي، فيكونُ قد أنجَزَ صلاتَهُ وأقامَهَا، لكنْ توجد معانٍ لهذه الصُّورة بحركاتِها وكلماتِها لا بُدَّ أنْ يتفاعَلَ المؤمنُ معها لتؤدي نتيجَتَها. عليه أنْ يُدرِّبَ نَفْسَهُ ليعيشَ حالةَ الخُضوعِ والخُشوعِ مع الرُّكوع والسُّجود، ويتأمَّلَ في معاني الآيات التي يتلوهَا ليَصِلَ إلى المستوى الَّذي ذكَرَهُ أميرُ المؤمنين علي(ع) عن صفاتِ المُتَّقين: \"فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ, رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعًا, وتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقًا, وظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ. وإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ, أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ, وظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ\" .\فإذا ما خطَرَ له خاطرٌ من الدنيا صرَفَهُ عن المعنى أثناء الصَّلاة، عَمِلَ على طَرْدِه ليستحضِرَ المعنَى مِنْ جديد، ولو تَكرَّرت المُحاولة مرَّاتٍ ومَرَّات، فهو يبني مِنْ خلالِ صلاتِه الدَّعامةَ الكُبرى لإيمانه، ففي الحديث الشريف عن رسول الله(ص): \"أوَّلُ ما يُنْظَرُ في عَمَلِ العَبْد يوم القيامة في صَلاتِه، فإنْ قُبِلَتْ نُظِرَ في غيرِها مِنْ عملِه، وإنْ لَمْ تُقْبَلْ لَمْ يُنْظَرْ في عملِه بشيء\" . فهي تستَحِقُّ مِنَّا المواكبةَ لتَحسينِها وإقامتِها على أفضلِ دَرَجة، ظاهرًا وباطنًا، في الشَّكل والمضمون، لتُصبحَ مُتكاملةً في المَبنَى والمَعنَى.\لاحِظْ معي، كيف أنَّ الصَّلاةَ واحدةٌ في أفعالِها وأوقاتِها وعددِ رَكَعاتِها لجميع المُكلَّفين، مِنْ مُختلَفِ الأعمار، للذُّكور والإناث، ويجبُ تأديتُها بصورتها في كُلِّ حالات الإنسان: أثناءَ صحَّتِه أو مرضِه حتى آخر لحظةٍ مِنْ حياتِه، فإنْ لَمْ يستطِعِ القيامَ ببعضِ حركاتِها بسبب المرض يُمكنُ استبدالُها بقدر الحاجة، فمن لَمْ يستطِعِ القيامَ يُصَلِّي مِنْ جُلُوسٍ مع صورةِ أفعال وحركات الصَّلاة الباقية على حالها.\لاحِظْ معي هذا السِّرَّ العظيم، يُؤدِّي المراهقون والشبابُ والكبارُ صورةَ الصَّلاة بأفعالها على نَمَطٍ واحد، وهي تُؤدِّي أهدافَهَا بصورتِها الواحدة لمختلفِ الأعمار. وقد أثبتت التَّجربة أنَّها تُحقِّقُ نتائجها التَّربوية عند الجميع بقدر تفاعُلِهم معها، علمًا بأنَّ علماءَ التَّربية في الزَّمن المعاصر يتحدثونَ عن برامج تعليميَّة وتربويَّة تختلفُ بحسب الأعمار، فلا يُمكنُ للدَّورة التَّدريبية التَّربوية لِمَنْ كانَ عمرُه عشر سنوات أنْ تكونَ مشابِهةً لِمَنْ كانَ عمرُه خمسة عشر عامًا أو عشرين أو ثلاثين...، بل يجبُ أنْ يَختلِفَ الشكلُ والمضمونُ أيضًا بحسب المُستوى العلمي والبيئة الاجتماعية، لكنَّ الصَّلاة واحدةٌ بصورتِها وأفعالها، لكُلِّ زمانٍ ومكانٍ وإنسان! إنَّها عظمةُ الخَالق أنْ يَختارَ لنا أشكالَ الطَّاعةِ والعِبَادَة، المُيَسَّرَة لكُلِّ الأعمار، والمُوحَّدَة في نَسَقِها وفي سهولةِ تعلُّمِها وأدائها، لكنَّها تختلفُ في نتائجها بحسب روحية التَّفاعل معها، والمعاني التي يَعيشها المُصلُّون، هي القَالبُ الواحد الَّذي يملؤهُ كُلُّ مُصَلٍّ بإيمانه وجُهده وتَفاعُله.\لا تَستهينُوا بآدابِ الصَّلاة المعنويَّة، ولا تكتفُوا بظاهرِها، فإنَّ عدمَ العِناية بالبَاطن والمعنويات قد يؤدِّي إلى بُطلانِ الظَّاهر أيضًا، تَحدَّث الإمام الخميني(قده) عن هذا المعنى فقال: \"إنَّ للصَّلاة غير هذه الصورة لِمَعْنَى، ولها دونَ هذا الظَّاهر لبَاطِنًا. وكما أنَّ لِظَاهِرِها آدابًا يؤدِّي عدمُ رعايتِها إلى بُطلانِ الصَّلاة الصُّوريَّة أو نُقصانِها، فإنَّ لِبَاطِنِها آدابًا قلبيَّةً باطنيَّةً يَلزَمُ مِنْ عَدَمِ رعايتِها إلى بُطلانٍ أو نقصٍ في الصَّلاة المعنويَّة\" . مثالُه: صلَّى أحدُهُم منذُ تكليفه متأثِّرًا ببيئته الإيمانية، وكانَ مُقتنعًا بأنَّ هذا العمل يُقرِّبُه مِنَ الله تعالى، وبعدَ فترةٍ مِنَ الزَّمن تَزلْزَلَ إيمانُه، ولكنَّهُ يَخشى مِنْ انطباعاتِ المؤمنين عنه لو تَرَكَ الصَّلاة، فتابَعَ صلاتَه رياءً ليروه قائمًا بها، وعندما يَغيبُوا عنه لا يؤدِّيها، إنَّ صورة صلاة المرائي موجودة، ولكنَّ نيَّةَ الأداء غيرُ موجودة، فهو يُقيمُها رياءً، ما يؤدِّي إلى بُطلانها مع أداءِ صورتِها تامَّة.\المؤمنون يؤدُّون صلاتَهم بخشوع، \"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ\" . يتحقَّقُ الخُشوعُ من خلال سكون الجوارح أثناء الصلاة، فالمؤمنُ يثبُتُ في موقفه بين يدي الله تعالى، فلا يلتفتُ يمينًا أو شمالًا، ولا يُغيِّرُ من حركات صلاتِه في قيامه وركوعه وسجوده بحسب ما ورد في كيفيتها، ولا يتحدَّثُ مع أحد، ولا ينظرُ إلى ما حوله... وفي تفسير الطبرسي: \"قوله تعالى: \"الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ\", أي خاضعون متواضعون متذلِّلون، لا يرفعون أبصارهُم عن مواقع سجودهم، ولا يلتفتون يمينًا ولا شمالًا، ورُوي أن رسول الله(ص) رأى رجلًا يَعبثُ بلحيته في صلاتِه، فقال: \"أمَّا أنَّه لو خَشَعَ قلبُه لخَشَعَتْ جوارِحُه\"، وفي هذا دلالةً على أنَّ الخشوعَ في الصَّلاة يكونُ بالقَلبِ وبالجوارح، فأمَّا بالقلب فهو أن يُفْرِغَ قلبَهُ بجمع الهمَّةِ لها والإعراضِ عمَّا سواها، فلا يكونُ فيه غير العِبَادَة والمعبود، وأمَّا بالجوارح فهو غضُّ البَصر والإقبالُ عليها وتركُ الالتفاتِ والعَبَث\" . هذا الخُشوعُ هو أحدُ تعابيرِ الحُبِّ لله تعالى والأُنس بلقائه.\إنَّ رقابة الله تعالى تَتمُّ مِنْ خلال الصَّلوات الخمس اليومية، التي شبَّهَها النبيُّ(ص) بنهرٍ جارٍ على باب أحدكم، يغتسلُ مِنْهُ خمسَ مرَّات في اليوم، فلا يبقَى من الأوساخِ شيءٌ عالقٌ على الجسد، والتي يعيشُ المؤمنُ معها الإيمان بالله تعالى، فيَنْمو حُبًّا يدفعُ المؤمن إلى الاستقامة في الخَلوات، فلا يُقْدِمُ على حرامٍ ولو كان لا يراهُ أحد، فالله تعالى رقيبٌ دائم، وهذا ما يحميه من ارتكاب الفحشاء والمنكر فينتهي عنهما، \"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ\" .\نحنُ الَّذين نُغذِّي عبادتَنا وصلاتَنا بالمعنويات، وبمقدار ما نُتابعُ خطواتِ الأداء الصحيح للصَّلاة، والتوجيهاتِ التي تملؤها بالمعنويات، نتقدَّمُ درجاتٍ في التَّفاعلِ والحُبِّ. بإمكاننا أنْ نعرفَ موقعنا من الحُبِّ لله تعالى من خلال الآثار العملية، فمع استمرار الإنسان بارتكاب المعاصي، يبتعدُ عن الله تعالى، ولا يكونُ صادقًا في حُبِّه المُدَّعى. قال الرسول(ص): \"مَنْ لم تَنْهَهُ صلاتُه عن الفحشاء والمنكر لَمْ يزدَدْ من الله إلَّا بُعدًا\" . ومع تراكُمِ المعاصي مع الزَّمن، يُحاطُ القلبُ بغلافٍ يَحولُ بين الحَبيب وبين المحبوب، \"كَلاَ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ\" .\نستنتجُ التَّلازمَ بينَ العِبَادَةِ وبينَ الحُبِّ، فكلَّما أحْسَنَّا الالتزام بأوامر الله تعالى ونواهيه، وأتْقَنَّا أداءَها، كلَّما نَمَا حُبُّنا لخالِقنا، وانعكسَ هذا الحُبُّ على أنْفُسِنا وحياتِنا العملية.\عِبَادَةُ الله تعالى تتطلَّبُ الالتزامَ بأحكام دين الله تعالى في كُلِّ شؤون الحياة، ولا تقتصرُ على العِبَادَات المنْصوصة والمعروفة كالصَّلاة والصَّوم والحجّ والزَّكاة... عِبَادَةُ الله تعالى هي مسارُ الوَحدانية مقابلِ الجِبْتِ والطَّاغوت والشيطان وكُلِّ مُسَمَّياتِ البَاطلِ وأفكارِه والتزاماتِه، وهذا ما أوضحَهُ الله تعالى في كتابه الكريم: \"وَمَا أُمِرُوا إِلاَ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ\" . فالإخلاصُ للدِّين يُمثِّلُ العِبَادَةَ التي مِنْ مُفرداتِها إقامةُ الصَّلاة وإيتاءُ الزَّكاة. وقد بشَّرَ الله تعالى عِبَادَهُ الَّذين اجتَنَبوا الطَّاغوت، باستماعِهم إلى أوامر الله تعالى التي تُمثِّلُ القولَ الحسن، بأنَّهم مُهتدون، \"وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الألْبَابِ\" .\تُشجِّعُ الرواياتُ على العملِ الصَّالح الناتِجِ عن الإيمان, والَّذي له تطبيقاتٌ واسعة, فكُلُّ عملٍ صالحٍ عِبَادَة, ومِنْهُ ما رُوي عن رسول الله(ص): \"النَّظرُ إلى العَالِم عِبَادَة ، والنَّظرُ إلى الإمام المُقْسِط عِبَادَة ، والنَّظرُ إلى الوالدين برأفةٍ ورحمة عِبَادَة ، والنَّظرُ إلى أخٍ تَوَدُّهُ في الله عزَّ وجلّ عِبَادَة\" . \وعنه (ص): \"نَظَرُ الولدِ إلى والديه حُبًّا لهما عِبَادَة\" .\كما تؤدِّي العِبَادَةُ إلى الحُبِّ لله تعالى، كذلكَ يؤدِّي الحُبُّ إلى العِبَادَة، فحُبُّ أهلِ البيت(عم) عِبَادَة، عن الإمام الصادق(ع): \"إنَّ فوقَ كُلِّ عِبَادَةٍ عِبَادَة، وحُبُّنَا أهل البيت أفضلُ عِبَادَة\" .\حدَّثنا القرآنُ الكريم عن طلبِ النبيِّ(ص) من المؤمنين المودَّةَ في القُربى، \"ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ \" . النبيُّ(ص) لا يُريدُ بدلًا ومُقابلًا لمّا يَسَّرَ للمؤمنين التَّوفيق إلى الهداية، بل يُريدُ لهذه المودَّة أنْ تكونَ سبيلًا لحُبٍّ يؤدِّي إلى الاقتداءِ بهم والسَّيرِ على نهجهم، وفي هذا مصلحة للمؤمنين، فالمودَّةُ حُبٌّ يُوصلُ إلى مصدرِ الخير ونورِ الهداية، فهو متلازمٌ مع العِبَادَةِ التي تُحقِّقُ مرضاة الله تعالى، وتكونُ نجاةً للمؤمنين.\