6/3/2003
(...) إن النهضة الحسينية قد أكَّدت على الأهداف التي تؤدي إلى إعزاز الأمة، حيث ركَّزت على الصلاح ورفض الظلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكانت هذه الحركة باتجاه الاستشهاد كجزء ضروري لتحقيق هذه الأهداف.
ثم قال: إن المنطقة اليوم تمر في حالة غليان وفي حالة صعبة جداً، فأمريكا اتخذت قرارها لغزو العراق مع كل هذا الاعتراض الدولي الذي يواجهها ومع كل هذا الاستنكار الشعبي الموجود في العالم، فهي لا تراعي هذا الاعتراض لا على المستوى الدولي ولا على المستوى الشعبي لأنها تريد أن تفرض إرادتها بالقوة سواء أعجب ذلك الناس والدول أم لم يعجبهم، لكن اعلموا أن الأصوات إذا بقيت مرتفعة وبقي الاعتراض قائماً فإنه بالحد الأدنى لا يتوفر غطاء سياسي للعدوان الأمريكي على العراق، فإذا لم يتوفر الغطاء السياسي تكون أمريكا قد دخلت عسكرياً وخسرت سياسياً وهذا يؤسس لتكون محتلة لا منقذة في العراق، وهذا يؤسس لمتغيرات على مستوى المنطقة تكون في مواجهة الاحتلال لا للاستسلام للاحتلال فإذا بقينا نصر على رفض الاحتلال والغزو الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وإذا بقينا نقول لا حتى لو لم تنفع في مرحلة معينة إلا كصوت سياسي فهذا الصوت يتراكم مع استعدادت دفاعية في حال توسع الأمر بالنسبة لمناطقنا وعندها لا يتحقق المشروع الأمريكي والإسرائيلي كما يريدون.
أما أن يقول البعض بأن أمريكا قوية ونحن لن نستطع أن ندفعها عن العراق ولا نستطيع ذلك، فكيف ندفعها عن غير العراق ونستسلم للأمر الواقع فهذا يعني أن تأخذ أمريكا كل شيء مجاناً وهذا خطر كبير يفترض أن لا نقع في دائرته وإلا خسرنا خسارة كبرى، علينا أن نبقى حاضرين في الميدان وأن نقول"لا" بقدر إمكاناتنا وطاقاتنا، وأن نجمع كل هذه الأصوات من أجل أن تكون موحدة حتى لا يستفرد البعض مقابل البعض الآخر.
ولا يظن البعض أننا عندما نرفض العدوان الأمريكي بأننا نؤيد النظام العراقي، نحن نقول بأن الشعب العراقي معذب ومتألم ومن حقه أن يكسب حياة عزيزة حرة يختارها بإرادته كما يريد، ولكن لا يكون البديل الدخول الأمريكي الذي سيقتل الشعب العراقي، والذي سيؤدي إلى الدمار والتحكم بالمقدرات الاقتصادية والسياسية ويفرض حكماً عسكرياً وهذه أخطار كبرى يفترض أن نتنبه لها، فالأمر لا يرتبط بمقايضة أو مبادلة أو مفاضلة، وإنما يرتبط بخطر نراه كبيراً على منطقتنا وكي لا تأخذ إسرائيل مكسباً من هذا الربح العسكري بالعدوان على العراق لأن إسرائيل تنتظر أن يُنجز احتلال العراق من أجل أن تأخذ مكاسب سياسية في فلسطين، ومن أجل أن تستثمر نتائج العراق في تهديد المنطقة وإضعافها والاستفادة من حالة الإحباط التي ستصاب به خاصة أن أكثر الأنظمة مصابة سلفاً بالإحباط وبعض الشعوب تحتاج إلى عوامل كثيرة للتعبئة لتحقيق التوازن في مواجهة هذه الأخطار وهذه المخاوف.
نحن نطالب بأن يتحرك مجلس الأمن لنصرة المستضعفين كما يقولون في مناقشة بالحد الأدنى للمجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل، أين هي الدول مما يجري في فلسطين اليوم، وأين هو العالم من المذابح الإسرائيلية المنظمة على الفلسطينيين، وأين هو العالم من تدمير البيوت على رؤوس الأطفال والنساء؟ ألا يستحق الوضع في فلسطين أن يكون نقطة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي! ألا يستحق الوضع في فلسطين أن يكون محل استنكار أوروبي وغربي وعربي وعالمي حتى يسمع هؤلاء صوتاً يستنكر أعمالهم علَّهم يرتدعون! للأسف هناك مصالح سياسية كبرى تغطي على كل الحركة القائمة باتجاه إضعاف المنطقة وإحباطها.