استقبل نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفد الاحزاب الفلسطينية، على رأسهم أسامة حمدان وعلي بركة عن حركة حماس وأبو عماد الرفاعي عن حركة الجهاد الاسلامي .
كان بعد اللقاء مؤتمر صحافي للسيد أسامة حمدان أكد فيه على الوقوف إلى جانب لبنان في حال تعرّضه لعدوان اسرائيلي لا سمح الله ، والوقوف جانباً في ظلّ التجاذبات السياسية اللبنانية الداخلية .
كما تخلّل اللقاء كلمة لسماحة الشيخ قاسم رحب فيها بالوفد الزائر وأكد على أن الموضوع الفلسطيني موضوع قائم بذاته ولا يجب دمجه بالخصوصيات والتفاصيل الموجودة على الساحة اللبنانية .
وقال : نحن كحزب الله نعتبر أن جولة الوفد الفلسطيني على الشخصيات اللبنانية حركة سليمة وصحيحة ، لأنها تنطلق من مبادئ ومن أسس لا بدّ من اعتمادها .
وذكّر سماحته : أننا كحزب الله لدينا مجموعة من القواعد التي نعتبرها أساسية للتحرك ، أولاً يجب فصل قضايا الساحة الفلسطينية عن قضايا الساحة اللبنانية بما لا يجعل قضايا الساحة اللبنانية مطيّة للمسألة الفلسطينية ، ولا قضايا الساحة اللبنانية مطيّة للمسألة الفلسطينية ، إذ يجب أن نحافظ على خصوصية كل من الشأن الفلسطيني ومتطلباته والشأن اللبناني ومتطلباته . الامر الثاني ، يجب أن نركز على نقطة أساسية مفصلية أصبحت من المسلمات ، وهي حق العودة ، وأن تكون كل المشاريع مبنيّة على اساس حق العودة للفلسطينيين إلى بلدهم ، ورفض أي شكل من أشكال التوطين سواء جاء عبر تسوية أو جاء عبر صفقات سياسية أو عبر أي عنوان من العناوين ، فالأساس هو العودة وليس التوطين مهما غُلِّف التوطين بعناوين سياسية ، والامر الثالث هو تحصين الساحة الفلسطينية في داخل المخيمات ، بما لا يؤدي إلى عبث أي مجموعة من المجموعات بشؤون هذه الساحة ، ومعالجة قضاياها بالطرق السلميةوالسياسية التي تؤدي إلى مجموعة من الالتزامات التي لا تحوّل الساحة في داخل المخيمات لا إلى الاستغلال من قِبل البعض ، ولا إلى بؤرة توتّر تبقيها ساحة مستضافة في لبنان ، تعيش حياتها الطبيعية بانتظار أن تُحلّ المشكلة الكبرى التي هي قضية فلسطين ، الامر الرابع ، هناك تحرّكات كثيرة تحصل في المنطقة تحت عنوان تحريك التسوية ، نحن نعتبر أن حقّ المقاومة الفلسطينية في استرداد أرضها هو حق مشروع ، وبالتالي إن أي إغفال لحقوق الفلسطينيين مهما كانت التحركات السياسية ، لا يمكن أن يؤتي ثماره ، وعلى الاقل يجب أن ننتبه إلى خطر التطبيع، وخطر إعطاء أي ذريعة تساعد اسرائيل على أن تأخذ المزيد من فلسطين ، يجب أن نكون صفاً واحداً حول الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم المشروعة بشكل كامل ، وهذا أمر طبيعي . الامر الخامس ، نحن كحزب الله ندعو إلى الاهتمام بمطالب الفلسطينيين في المخيمات ، وخاصة الحقوق المدنية لأنها مسألة انسانية بحتة ومسألة قومية ، ويجب أن نتصرف على اساس الأخوة ، وليس على أساس الحساسيات ولا التنافس طالما أن الالتزام بالقواعد الاربعة هو التزام قائم والحمد لله ، كل الفصائل الموجودة هي في هذا الاتجاه ، إذاً يجب أن نعمل سوياً على أن نحيّد المسألة الانسانية عن الضغوطات السياسية وعن الاستثمارات المختلفة . نحن نؤكد أن قضايانا في لبنان يجب أن تُعالج بمعزل عن الخصوصية الفلسطينية ، كي لا نُدخل الامور في بازار التبادل الذي يضيّع المسألتين اللبنانية والفلسطينية .
وختم بتجديد الشكر للوفد على الزيارة ، وإن شاء الله نحن معهم حتى استعادة الارض الفلسطينية وتحريرها من رجس الصهاينة .