إلى المجاهد والمجاهدة في رحاب الأسرة المقاومة
إلى الزوجين الذين تعاهدا على الالتزام بالإسلام كمرجعية تحدد الحقوق والواجبات لكل منهما.
إلى الملتزمين بولاية محمد (ص) وآل محمد (ع)، والمؤمنين بخط حزب الله ومقاومته الإسلامية.
إلى من يسعى إلى السكن النفسي والجسدي والتربوي والاجتماعي... تظلله المودة والرحمة.
قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون" ـ سورة الروم 21
.1 مهمتكم عظيمة في تكوين أسرة مؤمنة ومجاهدة وصالحة ومستقيمة من هذه الأسرة تتطلق الخيرات ويبرز الطهر والأخلاق وتربية الأجيال الصانعة للمستقبل، والممهدة لصاحب العصر والزمان (أرواحنا التراب مقدمه الفداء).
الزوج قوام بإدارته، وحسن تعامله مع أسرته وخدمتها، قال رسول الله (ص) "لا يخدم العيال إلا صديق، أو شهيد، أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة". والزوجة حافظة لبيت الزوجية بإيمانها وتربيتها وحسن أدائها، عن النبي (ص) "جهاد المرأة حسن التبعل".
2. نقتدي بنموذج الزواج الإسلامي الأرقى للنورين: أمير المؤمنين علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع)، والذي تحقق في الأول من ذي الحجة.
وصف أمير المؤمنين علي (2) حياته الزوجية بقوله: "فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل. ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرًا. ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف علي الهموم والأحزان".
الحياة الزوجية للتورين قدوة لنا، وهدف أسمى يسعى الأزواج للوصول إليه، وهو قابل للتحقق بحسب جهدنا، وحتى لو وصلنا إلى جزء من هذا الهدف، فسنكون سعداء وفائزين. لن تكون عليا. ولن تكوني فاطمة، ولكنكما تستطيعان السير على خطاهما وإليهما، فكل خطوة على طريق علي وفاطمة فيها من الخير الكثير، فأوغلوا في الطريق، وواجهوا همزات الشياطين، تتجاوزوا كل الصعوبات إلى أجمل حياة دنيوية في طاعة الله تعالى، مشفوعة بآخرة فيها رضوان الله تعالى.
3. ما أرقى توزيع الأدوار داخل الأسرة بين النورين عن الإمام الباقر(ع)، إنَّ فاطمة (ع) ضمنت لعلي (ع) عمل البيت والعجين والخبز وقم (تنظيف) البيت. وضمن لها علي (ع) ما كان خلف الباب، نقل الحطب وأن يجيء بالطعام.
بيت النورين ربى سيدي شباب أهل الجنة الحسن (ع) والحسين (ع) والحوراء زينب (ع). وواجة تحديات المجتمع السياسية، فالإمام علي (ع) في مواقع الغزوات والحروب عضدا لرسول الله (ص) والسيدة الزهراء(ع) مواكبة له في تربية الأسرة، وفي إجابة المسلمات عن الاحكام الشرعية، وفي مواجهة التحديات المفصلية بعد وفاة رسول الله(ص) دعما لعلي(ع) ومشروع حماية المشروع الإسلامي.
4. أيها المجاهد إعط أسرتك حقها من الرعاية والاهتمام بها، ومع ابتعادك بسبب جهادك عن المنزل لأيام وأسابيع أحرص ان تكون الأولوية لأسرتك أثناء حضورك بينهم، وكن ودودا مع عائلتك فعن رسول الله(ص) " إذا سقى الرجل أمرأته أجِر".
أيتها المجاهدة: مكانتك عظيمة عند الله تعالى لأنك تتحملين عبء الجهاد في غياب زوجك برعاية الأسرة وتربية الاولاد، وهذا ما يتطلب أن تصبري وتتحملي، مع ضعف الإمكانات المادية لحسن التدبير والتعاون في البحث عن الحلول. قال الإمام الخميني(قده): "المرأة مربية للمجتمع، فمن حضن المرأة ينشأ الإنسان". وقال الإمام الخامنئي (دام ظله): "تربية الأبناء ودعم الأزواج روحيا ليتمكنوا من اقتحام الساحات الكبرى هو من اهم اعمال المرأة".
هذه نصيحة عامة، وتذكير لي ولكم، وأنا اعلم أن الكثير من الأسر المقاومة رايات في الطهر والتضحية، وتقديم الشهداء والجرحى والأسرى، اقتداء بنموذج النورين. إن ما قدمته الأسر المقاومة خلال إسناد طوفان الأقصى ومعركة اولي البأس هو نموذج يحتذى على منهج النورين.
5. تذكروا نحن نعمل تحت راية الإسلام المحمدي الأصيل، ونجاهد في سبيل الله تعالى، ونقاوم لرفع راية الحق ودفع الظلم والاحتلال.
ونتزوج لنلبي متطلبات إنسانيتنا في طاعة الله تعالى، ونربي أولادنا على الاستقامة لننجو وإياهم في الدنيا والآخرة ... كل هذا يتطلب وعيا وفهما لدورنا في الحياة، وصبرًا للنجاح في أداء هذا الدور. قال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض): "هذا الصبر الذي نراه من الناس، من المجاهدين من الأطفال، من النساء، والذي أذهل العالم وجعل الكثيرين في العالم يتساءلون كيف يفكر هؤلاء؟ ما هي ثقافة هؤلاء؟ هي ثقافة القرآن هي ثقافة الصبر والتوكل والاحتساب والثقة بالله سبحانه وتعالى".
أسأل الله تعالى لأسرنا المقاومة دوام الطاعة والمودة وحفظ خط المقاومة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعيم قاسم
1 ذو الحجة 1446 هـ
29 أيار 2025