أكرمنا الله تعالى بمواجهة عظيمة، استطعنا من خلالها أن نثبتَ أنَّ قوة المقاومة هي الحل الرادع للإحتلال الإسرائيلي وللإعتداء الإسرائيلي، وثبت بما لا يقبل الشّك أنَّ قوّة إسرائيل بسلاحها وتأييدها الدولي لا يمكن أن يصمد أمام قوَّة إيماننا وتصميمنا وعلاقتنا بالله تعالى، مع قليلٍ من الإمكانات التي تتوفر في أيدينا، كيف انتصرت هذه القلَّة على هذه الكثرى؟ لقد قال الله عز وجل لنا، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، لأنَّ هذه الفئة اجتمعت على حبِّ الله، لأنَّ هذه الفئة القليلة أعدَّت كما أمر الله، لأنَّ هذه الفئة القليلة رأت التَّحرير واجباً، لأنَّ هذه الفئة القليلة لم تدخل في لعبة السياسة، ولم تقبل بأن تكون مستسلمة للمستكبرين مهما كانت قوَّتهم، لأنّ هذه الفئة القليلة أعلنت استعدادها للتضحية لكلِّ شيء من أجل الكرامة والتَّحرير، والحمدلله كرّمنا الله.
اعتدت إسرائيل بقتل شهيدين، حسن وياسر، وهددها حزب الله على لسان أمينه العام، بأنَّ الردَّ سيكون حتميّاً، يعني كل فترة إنتظار الرد كانوا مختبئين، خائفين، أخلوا ثكناتهم، وتوزعوا بين البيوت، حتى يكونوا أفراداً متفرقين فإذا قُتل أحدهم يبقى الآخر على قيد الحياة، والمستوطنون لزموا منازلهم، وتوقفت أعمالهم، وامتنعوا عن إرسالِ أولادهم إلى المدارس سبعة أيام بانتظار الرد، هذا موقف عزّة، ثم حصل الرد، ورأيتم النتيجة، لكن لأنَّهم لا يريدون أن يطوروا الموقف، كذبوا على جماعتهم وقالوا بأنه لم يحصل شيء، وإذ بالصورة تكشفهم بأنهم يكذبون، هذا جزءٌ من الخزي والعار عليهم، لكن هذا يبيّن معنويات المقاومة، وصلابة المقاومة وتأثيرها.
إسرائيل لا ترتدع إلا بالقوّة، ولا تفهم إلا بلغة القوّة، وعندما قاتلنا تحرَّر الجنوب سنة ٢٠٠٠، وعندما قاتلنا منعنا عدوان إسرائيل سنة ٢٠٠٦ من أن يحقق أهدافه، وعندما قاتلنا طردنا التكفيريين من بلدنا ومن جوارنا، وعندما قاتلنا استطعنا أن نوجد توازن الردع مع إسرائيل، ما يجعل الأمن والأمان في بلدنا، ما يساعد على العمل الإقتصادي والعمل الإجتماعي والعمل السياسي.
اليوم معادلة الردع مع إسرائيل، هي التي أعطت الإستقرار السياسي والأمني في لبنان، والآن مسؤولية القوى السياسية أن يعملوا من أجل إنقاذ الوضع الإقتصادي والإجتماعي بسياساتٍ واضحة، تحمّل المنتفعين الضرائب، ولا تحمل الفئات الشعبية ولا ذوي الدخل المحدود أي ضريبة إضافية، لأنهم لا يتحملون مسؤولية ما وصل إليه الإقتصاد، فتشوا عن الكبار الذين أكلوا من أموال الدولة الكثير، وعليهم أن يدفعوا من أجل هذا البلد، لا أن يحمِّلوا الفقراء.
سنة ٢٠٠٦ ثبَّتت قواعد الإشتباك، والآن الرد على اي عدوان حاضرٌ وجاهز، هذا يؤكد أننا نحمي بلدنا، ونعمل من أجل مستقبل أجيالنا، لقد ثبت بالدليل القطعي أنَّ المقاومة ضرورة للبنان، ولا يمكن ردع إسرائيل إلا بمشروع القوة، وكلما راكمنا هذه القوة أكثر فأكثر، كلما ردعنا إسرائيل أكثر فأكثر، وحمينا وطننا ومجتمعنا.