أولاً الإستقرار الأمني في لبنان الذي نراه مستمراً منذ سنوات مدينٌ للإستقرار السياسي، والإستقرار السياسي مدينٌ لنجاح ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة جنوباً وشرقاً من خلال طرد العدوان الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة ٢٠٠٠ والتصدي له سنة ٢٠٠٦ وإلحاق الهزيمة الكبرى بهذا العدو الإسرائيلي من بواب لبنان الجنوبي، وكذلك النجاح الكبير الذي حصل في الجهة الشرقية من منطقة البقاع وما جاورها في مواجهة الإمارات التكفيرية سنة ٢٠١٧، دعم كبير لثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وهذا بطبيعة الحال أدى إلى استقرار أمني وسياسي في هذا البلد على الرغم من أنَّ إسرائيل والتكفيريين ترعاهما أمريكا وكان لها أهداف مختلفة، لكن لم تتمكن من تحقيق ما تريد بسبب الإرادة اللبنانية القوية التي قالت لا بالفم وفي الميدان، فنجحت بحمد الله تعالى.
ليكن واضحاً أمريكا غير مؤتمنة على مصالح الشعوب وإدارتها لا مصداقية لها، وإذا أردنا أن ندخل أكبر كاذبٍ في العالم إلى موسوعة غينيس يكون أمريكا، وأكبر مجرم عالمي يكون أمريكا، وأكبر مخادع يتكلم شيئاً ويفعل أشياء أخرى هو أمريكا، أمريكا هذه لا مصداقية لها وهي منحازة بالكامل لإسرائيل وهي سبب كل الأزمات في المنطقة، فتِّشوا عن الأزمات واحدة واحدة ستجدوا أنَّ وراءها أمريكا، علينا لن لا نمكِّنها سياسياً في منطقتنا وأن نزيد من هزائم مشاريعها المتلاحقة وأن نعلم أنها ليست مطلقة اليد لتفعل ما تريد، فالمقاومة في منطقتنا يقظة وجاهزة وقادرة على أن تهزم مشاريع أمريكا كما هزمت عدّة مشاريع لأمريكا في منطقتنا.
الأمر الثاني، العالم لا يحترم أصحاب الحق الضعفاء، لا تعذبوا أنفسكم وتقولوا أنكم أصحاب حق، إن لم تكون قوياً لن تحصل على حقك، يجب أن نكون دائماً أقوياء لنحافظ على أرضنا واستقلالنا ولنحمي خياراتنا وأجيالنا، ليست أمريكا ولا إسرائيل من يقرر حجم القوة التي يجب ان نمتلكها لندافع عن حقنا ولا شكل هذه القوة ولا أدوات هذه القوة، سنبني قوتنا إلى الحد الأقصى الذي نستطيعه لندافع عن خياراتنا. نحن لم نحصل على استقلالٍ موصوف وسيادة موصوفة في لبنان لولا القوة، ولو لم نراكم قوتنا لما استطعنا أن نهزم إسرائيل والتكفيريين، وأقول لكم سنراكِمُ قوتنا أكثر فأكثر من غير حدٍّ ولا ضوابط لأننا نعتقد أنَّ قوتنا هي التي تحمي خياراتنا ولا نعتمد لا على أمريكا ولا على الأمم المتحدة ولا على الكذب الموصوف دولياً عندما يأتون بالخيارات التي تسمّى سلمية وهي تُخفي قهرنا وإذلالنا وإذلال منطقتنا.
ثالثاً، صفقة القرن هي قرارٌ بإلغاء فلسطين ومن مؤشراتها نقل القدس إلى إسرائيل ومن مؤشراتها نقل الجولان إلى إسرائيل بحسب الرأي الأمريكي، ومن خفاياها نقل أراضٍ كثيرة من الضفة الغربية إلى الكيان الإسرائيل، صفقة القرن هذه هي صفقة سلب الأراضي الفلسطينية وتشريع الإحتلال الإسرائيلي وهي سوءً أكانت واضحة عند الأمريكيين لأنه يوجد رأي أن الأمريكيين لا يعرفون خطوات صفقة القرن إنما لديهم بعض المؤشرات ويبحثون ما هي التطورات المناسبة حسب ما يرون الخذلان الموجود والتقدم ميدانياً، أو كانت معروفة لديهم، صفقة القرن هي إملاءاتٌ على الفلسطينيين لمصلحة إسرائيل وهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً ولا مكان لها مع وجود الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاومة ونحن نؤمن أن لا حلَّ إلا بالمقاومة المستمرة عسكراً وبكل أشكال المقاومة، وإن شاء الله ستشهد الأيام والسنوات القادمة انتصاراتٍ حقيقية لمصلحة فلسطين وعودة فلسطين.
الأمر الرابع، انعقد مؤتمر البحرين تحت عنوان المسار الإقتصادي هو الطريق إلى السلم وإلى الحل السياسي، المخزي أنَّ الشكل الإقتصادي هزيلٌ جداً فضلاً عن أفكاره ونتائجهِ، تصوَّرا أنَّهم أعلنوا عن ١٥٠ مليار بعنوان فلسطين، ولكن منها للبنان وللأردن ولمصر، يبقى لفلسطين ٢٧ مليار و ٥٠٠ مليون، قسم يصل إلى أكثر من النصف هو قروض وشركات خاصة، وال مليار و ٥٠٠ مليون موزعة على عشر سنوات، حتى الثمن بخس ولا يساوي شيئاً، علماً أنه لو كانت الأموال ٥٠٠ مليار و٥٠٠٠ مليار وبالترليونات لا يمكن أن نبيع فلسطين بأموال الدنيا ولا يمكن أن يكون لمؤتمر البحرين خطوة على طريق بيع فلسطين.
مؤتمر البحرين فاشل من لحظة الإنعقاد لأنه لا يوجد فيه فلسطيني واحد، كل الفلسطينيين على اختلاف قناعاتهم أجمعوا على رفض هذا المؤتمر، فمع الموقف الفلسطيني المشرِّف والموحَّد يكون مؤتمر البحرين مؤتمراً فاشلاً، وسأقول لكم أمراً قد تستغربونه، لقد أرى مؤتمر البحرين الفلسطينيين كل الكذابين من دول الخليج والعرب الذين كانوا يعدونهم بأن يقفوا إلى جانبهم فأصبح الفلسطينيون واثقين بأنَّ هؤلاء لا يمكن أن يكونوا معهم لاستعادة فلسطين، وأصبحوا مقتنعين تماماً أن فلسطين تُحرَّر بمعزلٍ عن هؤلاء، على الأقل لم يعودوا قادرين على أن يلعبوا بالقضية الفلسطينية لأنَّ خيانتهم انكشفت وانفضحت أمام جميع العالم مهما كانت الأدوات التي يستخدمونها والقدرات التي يتحدثون عنها.
الأمر الخامس، يتحدَّثون دائماً عن مشروع التوطين في لبنان، وأقول لكم بأن مشروع التوطين في لبنان انتهى منذ زمن بالضربة القاضية من خلال ثلاثة أمور، انتهى مع التحرير الأول في الجنوب ومع التحرير الثاني في البقاع ومع لبنان القوي بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة لم يعد هناك محل للتوطين في لبنان، لأنَّ جميع اللبنانيين ضد التوطين ولأنَّ لبنان أصبح يمتلك القوة التي يقول من خلالها لا للتوطين، لم تعد لا أمريكا ولا غير أمريكا تستطيع أن تعطي إملاءات سياسية على لبنان فهذا انتهى، ولن تنفع فزاعة الوضع الإقتصادي لتسويق التوطين لأننا سنعمل على الحلول الإقتصادية والمالية الناجحة تحت سقف السياسة غير المنقوصة ولن نقبل بأيِّ حلٍّ أو دعم مشروط بالتوطين أو بمقدماته، انتهى التوطين في لبنان الآن وفي المستقبل، وبالتالي لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل مهما كانت الإغراءات نحنُ قومٌ لا تغرينا أموالهم ولا تخيفنا تهديداتهم، ونحنُ قومٌ قاومنا وفزنا وسنقاوم ونفوز، وعلى الجميع أن يعلم بأنَّ الفلسطينيين لهم أرضٌ في فلسطين من حقهم أن يعودوا إليها وسنساعدهم على العودة وهم يريدون ذلك، ولن يكون هناك بديلٌ عن عودة الفلسطينيين إلى بلدهم من بوابة لبنان والبوابات الأخرى إن شاء الله تعالى.
النقطة الأخيرة، نحن نناقش الموازنة تحت سقف مصلحة الناس لذلك رفضنا الحسم من الرواتب والحمدلله انتهى هذا الأمر، ورفضنا ضريبة ال ٢% على المستوردات وهذا أيضاً انتهى إن شاء الله لمصلحة حلولٍ أخرى، ورفضنا مجموعة من الضرائب التي لا معنى لها وأيضاً انتهت، سنتابع من أجل أن تكون الموازنة معقولة ومناسبة في النهاية، هذه الموازنة محطة وليست هي الحل النهائي. نحن سنعمل كحزب الله لنتعاون مع الآخرين على موازنة الممكن وليس الموازنة المشروطة ولا المفروضة من الآخرين لأنَّ مصلحة شعبنا اللبناني هي أولاً قبل أيِّ مصلحةٍ أخرى.