رأى نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "الفساد ليس له دين ولا طائفة ولا مذهب ولا حزب، الفساد مرض اجتماعي اقتصادي ثقافي اخلاقي، يؤذي جميع المواطنين خاصة في مواقع السلطة ومواقع التأثير والمال العام"، وقال: "سمعنا من كل المسؤولين تقريبا، ومن كل الأحزاب والفئات بعد إعلان سماحة الأمين العام حفظه الله في أثناء الانتخابات نية حزب الله في مكافحة الفساد، إنهم جميعا يريدون مكافحة الفساد، هذا أمر جيد، ولكن العبرة في التطبيق".
وقال الشيخ قاسم: "إذا أردنا مكافحة الفساد يجب الاعتماد أولا على أدلة موثقة ومدققة من أجل أن يكون الاتهام مبنيا على بينات حقيقية، وثانيا أن يكون القضاء مرجعية المحاكمة من أجل أن يقدم المتهم أدلته، إذ يمكن أن لا يكون مدانا، كما يمكن أن يكون مدانا، عندها يصدر الحكم ونضع حدا للفساد والمفسدين".
ودعا القوى السياسية والطائفية إلى "رفع يدها عن أي مرتكب، حتى ولو كان ينتمي إليها"، وقال: "ليكن معلوما أن المرتكب من طائفة أو حزب أو مذهب، لا يدين لا الطائفة ولا الحزب ولا المذهب، وحتى لو كان أحدا في تنظيم من التنظيمات اذا تمت إدانته لا يعني إدانة التنظيم الذي هو فيه، لأن كل واحد يتحمل المسؤولية الفردية، وبالتالي نحن لا نحمل المسؤولية إلى أي جهة حتى ولو انتمى عدد من المرتكبين إليها، وإنما على هذه الجهات أن تقف موقف الشرف وموقف الأخلاق وموقف الجرأة من أجل أن ترفع الغطاء وتتبرأ من أولئك الفاسدين من أجل أن يحاسبوا".
أضاف: "أعلنت بريطانيا بأن حزب الله حزب إرهابي، مع العلم أن بريطانيا غير مؤهلة لتصنيف من هو إرهابي في العالم ممن هو غير إرهابي، لأن بريطانيا منحازة لإسرائيل، ولأنها تدعم الإرهاب التكفيري، ولأنها جزء من التحالف للعدوان على الشعوب، كما حصل في العدوان على اليمن وسوريا. وبريطانيا هذه هي التي تحتاج إلى ورقة حسن سلوك، وهذه الورقة لا يكفي ان تعطيها لأحد تحت أي ذريعة وتحت أي حجة. أما حزب الله فهو مقاومة شريفة بنظر شعبه وبنظر منطقة بأسرها، يكفينا ان نكون عنوانا للتحرير وعنوانا للكرامة والاستقلال، وأن نكون جزءا لا يتجزأ من الشعوب الأبية التي ترفض العدوان وترفض الاحتلال".
وتابع: "ان تصنيف بريطانيا لحزب الله هو إدانة لبريطانيا وتأكيد أنها تستعيد تاريخها المظلم في الاستعمار، وفي إنشاء الكيان الاسرائيلي من خلال وعد بلفور، وهي بعملها الحالي تؤكد بأنها راعية للارهاب، وأنها غير جديرة بأن تكون في موقع دولي من أجل تصنيف التنظيمات والأحزاب والقوى المختلفة".
وأردف: "هذا التصنيف هو وسام إضافي لحزب الله، ودليل أن تأثيره بالغ في إعطاء الصورة النموذجية للأحرار في العالم. هم يريدون تشويه هذه الصورة، لكن خسئوا لن يستطيعوا ذلك، لأن الأرض المحررة بارزة، والعناوين الأخلاقية منيرة في العالم، ولا يمكن للظلام أن يمنع النور، فالنور وجد من أجل أن يبدد الظلام".