الموقف الأمريكي من كل قضايا منطقتنا هو موقف ظالم ومستبد وضد مصالح شعوب المنطقة، والدليل على ذلك إذا كنا نعتمد على أمريكا في حل القضية الفلسطينية فترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين عبروا دائماً بأنهم مع إسرائيل وصفقة القرن التي تريد إلغاء فلسطين والفلسطينيين، وإذا كنا ننتظر الحل في سوريا على يد الأمريكي من أجل أن نعالج مشكلة النازحين والمشاكل الأخرى المترتبة على الحرب في سوريا، فلا ننسى أن أساس الحرب في سوريا سببه أمريكا، وأن استقدام التكفيريين من كل أنحاء العالم لتخريب سوريا سببه أمريكا، وأن طول أمد الحرب لسبع سنوات سببه أمريكا، وأن عدم وجود حل الآن وتعطيل الحل الآن الذي قد يطول إلى أشهر وربما لسنوات هو بسبب أمريكا المتقلبة التي لا تعلم كيف تحقق أهدافها، وشعوب المنطقة ترفضها، وهي تنتقل من خسارة إلى أخرى لكنها لا تريد الإعتراف بالخسارة، وتستخدم أبشع الأساليب لتحقيق أهدافها وتمنع عودة الإستقرار إلى سوريا. وإذا كنا نعتمد على بعض دول الخليج تحت عنوان العروبة فهؤلاء هم وراء الحروب التي خرّبت المنطقة من إيران إلى العراق إلى سوريا إلى اليمن، وهم أتباع يستجدون الحماية الأمريكية لعروشهم حتى لو كان الثمن أموال ومستقبل الأجيال وأرواح كل الأحياء في منطقتنا.
لا حلّ إلا أن نكون أقوياء وأن نتوكل على الله ونعتمد على أنفسنا، وأن نقاوم، فمع المقاومة أخرجنا إسرائل من لبنان، ومع المقاومة أوجدنا توازن الردع، ومع المقاومة أصبح للبنان شأن، ومع المقاومة كانت فلسطين شعلة في مواجهة إسرائيل، ومع المقاومة ضربنا الإرهاب التكفيري في المنطقة في سوريا والعراق ولبنان، ومع المقاومة سددنا في مرمى الأمريكي خسائر كثيرة وقعت فيها أمريكا ولم تستطع أن تحقق أهدافها في المنطقة. خيارات الإستقلال والتحرير مغايرة تماماً لما تريده أمريكا، ويجب أن ندرك أن هناك خيارين: خيار مع أمريكا الظالمة، وخيار شعوب المنطقة وحقوقها ومستقبل الأجيال، ولا يمكن لأي أن إنسان أن يكون مع الخيارين، ونحن اخترنا أن نكون مع شعوب المنطقة والاستقلال، وكما حمينا خياراتنا، بإمكاننا أن نحمي إستقلالنا واستقرارنا ومستقبل أجيالنا، ومهما اتهمتنا أمريكا وأقرّت عقوباتٍ ضدّنا، هي تزعجنا ولكنها لا تستطيع أن تغير مواقفنا، وفي النهاية نحن الذين سننتصر لأننا أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب الإستقامة وندافع عن أنفسنا أمام الغزاة المحتلّين المعتدين، وسننتصر كما انتصرنا إن شاء الله تعالى وستنهزم أمريكا هزائم إضافية كما انهزمت والله تعالى هو المسدد.