قال أمير المؤمنين علي(ع): "إذا أحبَّ الله عبداً ألهمه حُسن العبادة"(15)، فإذا كانت عبادتك حسنة، تصوم وتصلي، وتتفاعل مع العبادات كما أراد الله تعالى، فهذا يعني أن الله تعالى يحبك، لأنه يَسَّر لك القيام بحسن العبادة، ليسمع صوتك، ويراك في هذا المقام.
ويؤدي الحب الى غفران الذنب، يقول تعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(16).
ويقول الرسول(ص):"قال الله تعالى في الحديث القدسي: ما تحبَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وإنَّه ليتحبَّب إليَّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته"(17). فالعبادة تعبير عن حب العبد لربه لأنه استمع إلى أوامره ونفذها، عندها يبادل الله تعالى عبده الحب، فيعطيه بلا حدود، إلى درجة تكون معها كل أعماله مسدَّدة من الله تعالى، ويعينه عوداً دائماً لا ينقطع.
نخلصُ الى أنَّنا أمام حبين متعارضين، حبِّ الله وحبِّ الدنيا، فعن رسول الله(ص): "حب الدنيا وحب الله لا يجتمعان في قلبٍ أبداً"(18). فلا يمكن للمرء أن يجمع بين مسارين متعارضين، والأولى أن يختار مصلحته وسعادته وراحته، وهو المتحقق بحب الله تعالى، الذي يترتب عليه نتائج عظيمة في الدنيا والآخرة. فليكن مقياسنا أن نحب الله ونبغض لله جلَّ وعلا.