سماحة الشيخ لنكمل كلمة الإمام زين العابدين (ع) " و لا تقبضها مما افترض الله عليها ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها ، وبسطها إلى كثير مما ليس عليها"؟
عندما يلتزم الفرد بالأوامر والنواهي الإلهية، فإن عليه أن يلتزم بها جميعاً، وتكون يده طريقاً لأداء وظيفتها فيما افترض الله عليها من دون توان أو تقصير، "ولا تقبضها مما افترض الله عليها" فلا يمنع يده أو يقبضها في تنفيذ الفرائض والواجبات، بل يطلقها في هذا المجال.أما فيما حرّمه الله تعالى فلا بدّ أن يقبضها ويمنعها، فهذا توقير لها ينعكس احتراماً للإنسان الملتزم والمنسجم مع نفسه بسبب أداء يده، لكن الهفوات والأخطاء واردة،وكذلك الوقوع في حبائل الشيطان في بعض المواطن،إذاً على الأقل أن تتم المحافظة على خط الاستقامة بشكل عام بقبض اليد عن كثير من المحرمات، فهذا أمر مقدور، ويبقى القليل الذي يتطلب متابعة، فالامتناع عن الكثير مع وجود المنهجية الصحيحة والقرار بالمتابعة يساعد على التخلص التدريجي من القليل الباقي. ويأتي العامل الثاني المساعد، وهو بسط اليد بتشجيعها على العمل الكثير الإيجابي والمستحب، مما لا يكون واجباً عليها، كالمساهمة في الزراعة مع أهل القرية ونقل الصدقات إلى الفقراء وإعانة الضعيف ... وهذا ما يساعد بتقديم العون للآخرين، وينمي قدرة اليد على أداء الحق.
إن الخطوات المذكورة في موضع السؤال عن كلام الإمام (ع) عن اليد تندرج في ثلاثة عناوين:
1- عدم إمساك اليد عن واجباتها وما فرضه الله عليها،للقيام بكل ما عليها.
2- توقيرها بمنعها عن الكثير من المحرمات، وهذا ما يسبب قدرة ردع والتزام.
3- بسطها وإعطاؤها كامل الفرصة لتعطي خارج دائرة الواجب كنمط فيه إحسان واستحباب وخدمة، ما يعزز تثبيت منهجية الإسلام في انعكاساته الإيجابية والخيّرة على حياة المجتمع.
إن تحقق هذه العناوين يعطي مقاماً وقدراً كبيراً لليد ولصاحبها، "فإذا هي قد عقلت وشرفت في العاجل"،فتصرفات اليد عاقلة لأنها موجهة من خلال عقل الإنسان واختياره السليم، وهي في موقع التشريف في الدنيا، لأن هذا النوع من الأداء يُعبر عن الأداء الحسن، ويترك بصماته الإيجابية على حياة الفرد وجميع الناس. عندها "وجب لها حسن الثواب في الآجل"، لأن حسن العمل في الدنيا له حسن المكافأة في يوم القيامة.