سماحة الشيخ أريد أولاً أن أتحدث عن أهمية السمع عند الإنسان ؟
معلوم أن السمع هو طريق لتحصيل جملة واسعة من المعاني والمعارف التي يحصل عليها الإنسان ، ونلاحظ أن الذي فقد سمعه منذ الطفولة لا يستطيع أن يتكلم، وبالتالي يخسر قدرة هامة وكبيرة في انتقاء المفردات والمعلومات التي تحصل من خلال الحروف و الأصوات و الوسائل المختلفة التي تلتقطها الأذن.وكما ذكرت في الحلقة السابقة بأن الجوارح عموماً هي مداخل الى المعرفة ومداخل لالتقاط الحالة الخارجية التي يحتك بها الإنسان، وقد قال تعالى في القرآن الكريم :" وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "(1)، أي أنه أعتبر السمع واحداً من طرق المعرفة وواحداً من طرق الإطلالة على الحياة ، فإذا أردنا استخدام هذه النعمة الإلهية علينا أن نستخدمها بطريقة نسمع من خلالها ما ينفعنا ونترك ما يضرنا . وكما نتحدث عادة في كثير من الحالات عن الأمن الاجتماعي و الأمن الغذائي و الأمن الإنساني ، نحن في الواقع بحاجة الى أمن الاستماع حتى نحفظ هذه الأذن ، لنُدخل إليها ما يمكننا من تأثيرات على واقع الإنسان تودي إلى أمن نفسيته وعمله. إن رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) تركز على أهمية الحواس، ونحن بحاجة إلى أمن الاستماع عند الإنسان حتى يستفيد من الحشد الكبير الموجود في المجتمع من المعلومات والأصوات والوقائع التي تنتقل إليه، بدل أن يقع فريسة الاستماع لما يؤذيه ويخرب حياته ويجعله في المتاهات الكبرى .