نعرض في هذه الفقرة كلمات للإمام الحسين(ع)، قالها في مناسبات مختلفة، وهي تصلح قواعد للحياة، لايجازها وبلاغتها ومدى تأثيرها في شخصية المؤمن روحياً وعملياً، وهي غيضٌ من فيض ما قاله، نكتفي باشعاعاتها المضيئة من دون تعليق:
1. عباد الله, اتقوا الله، وكونوا من الدنيا على حذر, فإنَّ الدنيا لو بقيت لأحد, أو بقي عليها أحد, لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضاء، وأرضى بالقضاء، غير أنَّ الله خلق الدنيا للبلاء, وخلق أهلها للفناء, ، فجديدها بال, ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر, والمنزلة بلغة، والدار قلعة, فتزودوا فإنَّ خير الزاد التقوى(46).
2. كتب رجل إلى الحسين بن علي(ع): يا سيدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة. فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمَّا بعد, فإنَّه من طلب رضا الله بسخط الناس, كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله, وكلَه الله إلى الناس، والسلام(47).
3. جاء رجل الى الحسين(ع), وقال: أنا رجلٌ عاص, ولا أصبر عن المعصية! فعظني بموعظة. فقال(ع): إفعل خمسة أشياء واذنب ما شئت:
فأول ذلك: لا تأكل رزق الله, واذنب ما شئت.
والثاني: أخرج من ولاية الله, واذنب ما شئت.
والثالث: اطلب موضعاً لا يراك الله, واذنب ما شئت.
والرابع: اذا جاء ملك الموت ليقبض روحك, فادفعه عن نفسك, واذنب ما شئت.
والخامس: إذا أدخلك مالك في النار, فلا تدخل في النار, واذنب ما شئت(48).
4. عن أبي عبد الله(ع) قال: كتب رجل إلى الحسين(ع): عظني بحرفين. فكتب إليه: من حاول أمراً بمعصية الله, كان أفوت لما يرجو, وأسرع لمجيء ما يحذر(49).
5. أوصيكم بتقوى الله, فإنَّ الله قد ضَمن لمن اتَّقاه, أن يحوِّله عما يكره إلى ما يحب, ويرزقه من حيث لا يحتسب, فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فإنَّ الله تبارك وتعالى, لا يخدع عن جنته, ولا يُنال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله(50).
6. إياك وما تعتذر منه، فإنَّ المؤمن لا يسيء ولا يعتذر, والمنافق كل يوم يسيء ويعتذر(51).
7. سئل الحسين(ع) فقيل له: كيف أصبحت يا بن رسول الله؟ قال: أصبحتُ ولي ربٌ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدقٌ بي، وأنا مرتهنٌ بعملي، لا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذَّبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني(52).
8. الحلمُ زينة، والوفاء مروءة، والصلةُ نعمة، والاستكثار صلف، والعجلةُ سفه، والسفهُ ضعف، والغُلو ورطة، ومجالسةُ أهل الدنائة شر، ومجالسةُ أهل الفسوق ريبة(53).
9. الصدقُ عز، والكذب عجز، والسِّر أمانة، والجوار قرابة، والمعونة صدقة، والعمل تجربة، والخلق الحسن عبادة، والصمت زين، والشحُ فقر، والسخاء غنى، والرفق لب(54).
10. أيها الناس، من جادَ ساد، ومن بخل رذل, وانَّ أجود الناس من أعطى من لا يرجوه(55).
11. لا تتكلَّف ما لا تطيق، ولا تتعرَّض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت، ولا تفرح الا بما نلت من طاعة الله, ولا تتناول إلا ما رأيت نفسك أهلاً له(56).
12. إنَّ حوائج الناس إليكم, مِنْ نِعَمِ الله عليكم، فلا تملوا النعم(57).