معالم للحياة من نهج أمير المؤمنين (ع)

مقدمة

مقدمة

انشغلت لفترة طويلة بدءاً من مطلع السبعينات بالتدريس وإلقاء المحاضرات, وكنت حريصاً على التزود الدائم بالعلم, وفي نفس الوقت إلقاء المحاضرات الثقافية والفكرية والإيمانية, في أماكن مختلفة ومناسبات متعددة, يحدوني في ذلك الرغبة بتحصيل الأجر والقناعة بأهمية هذا العمل, للمساهمة في تربية الجيل المؤمن الواعي•
ثم تطورت الأمور, ونشطت الحالة الاسلامية في لبنان, وأصبح لها وسائل إعلامية مرئية ومسموعة, فطُلب منّي إعداد حلقات إذاعية وتلفزيونية في محاور عدة ولسنوات خلت• ونادراً ما كنت أكتب مقالاً أو موضوعاً لمؤتمر أو صحيفة أو مجلة, فقد اعتدت على أسلوب المحاضرات والخطب حيث كنت أكتفي بكتابة رؤوس المطالب بعد التحضير والإعداد لها - بينما تتطلَّب الكتابة جهداً مختلفاً ووقتاً متاحاً- إلى أن تراكم لديَّ ما يزيد عن الألف شريط مسجّل في موضوعات متفرقة أو محاور تحوي عدة أشرطة•
طالبني الكثير من الأخوة والأخوات بتحويل موضوعات الأشرطة إلى كتب يسهل تناولها, فتردَّدت كثيراً قبل أن أشرع, لضيق الوقت وكثرة المشاغل ومتطلبات الكتابة• لكني خشيت ضياع الفائدة, وطمعت بالأجر والصدقة الجارية بعد مماتي, عندها عقدت النيّة بعد أن ساعدني أخوة أعزاء في تفريغ الأشرطة• فقمت بالتنقيح بما تيسّر لأحوِّل الخطاب المسموع والمشاهَد إلى كلام مكتوب, ولم ألجأ لإعادة التنسيق أو الصياغة الكاملة حتى لا أقع في أزمة إنجاز المطلوب•
وها هو أول عمل مطبوع في مطلع القرن الواحد والعشرين ميلادي, يُستَلهَم من إمام المتقين علي بن أبي طالب بدايات الطريق, وهو عبارة عن عشر حلقات إذاعية مدة كل واحدة منها نصف ساعة, ركَّزت على موضوعات تطرّق لها الأمير في نهج البلاغة, وهي تشكّل رصيداً يحتاجه كل واحد منا، ليحدد مفاهيمه بدقة، وهذا يساعده لتوضيح الرؤية والمسار, انها تتحدث عن: العدل والزهد والعبادة وأصناف الناس والدنيا والشهادة والتوبة لتختتم بصفات المتقين• لن أزيد أكثر لأدعك تبدأ فالكتاب بين يديك• والله هو الموفق وبه المستعان•

الشيخ نعيم قاسم
جمادى الأول 1422هـ
 آب 2001