أول الدعاء:"اللهم صلِّ على محمد وآله". وقد تكرَّرت هذه الصلاة في أول كل فقرة من فقرات هذا الدعاء، كما ختمه الإمام زين العابدين(ع) بها، وهو تأكيد على أهمية الصلاة على محمد وآله، في استجابة الدعاء من ناحية، قال أمير المؤمنين(ع):" كل دعاء محجوب من السماء حتى يُصلَّى على محمد وآله"(14)، وفي تأثير ذكر محمد وآله على صفحة النفس والارتباط الروحي بهم من ناحية أخرى.
إنَّ مكانة النبي عظيمة عند الله تعالى، فهو الأول والأرقى بين البشر، وهو خاتم الأنبياء والرسل وسيدهم جميعاً، وقد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه، قال تعالى:" إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً"(15)، وجعلَ الصلاة عليه وعلى آله جزءاً لا يتجزأ من التشهد والتسليم، في الصلوات اليومية وكل الصلوات الواجبة والمستحبة. فآل البيت خلاصة هذا الوجود، وهم الأوائل في عصمتهم ومكانتهم وكرامتهم، وهم القدوة والقيادة وسفينة النجاة، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.
وقد أوضح الإمام علي(ع) معنى هذه الصلاة بالمقارنة مع غيرها في إجابته عندما سأله أحدهم:ما معنى صلاة الله، وصلاة الملائكة، وصلاة المؤمنين؟ فقال(ع):"صلاة الله رحمةٌ من الله، وصلاة ملائكته تزكيةٌ منهم له، وصلاة المؤمنين دعاءٌ منهم له"(16).
وللمؤمن ثواب لموالاته والتزامه بقيادة النبي والآل، فعن رسول الله(ص):"أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقُلت سيئاته على حسناته، جئت بالصلاة عليَّ حتى أثقِّل بها حسناته"(17). وعن أبي عبد الله(ع):"وجدت في بعض الكتب: من صلَّى على محمد نبيِّه، كتب الله له مائة حسنة، ومن قال:صلَّى الله على محمد وأهل بيته، كتب الله له ألف حسنة"(18).