حزب الله ... المنهج.. التجربة.. المستقبل

طاولة الحوار اللبناني

طاولة الحوار اللبناني

في هذه الفترة، تغيَّرت الاصطفافات السياسية بين الأطراف المختلفة في لبنان، فانفرط عقد التحالف الرباعي بحيث أصبح تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في الخندق المقابل لحزب الله وحركة أمل، وتم التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله بعد أن كان التيار يوم اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط 2005 مع القوى التي سُميت لاحقاً قوى 14 آذار نسبة إلى التجمع الشعبي الذي عقدته هذه القوى في ذكرى مرور شهر على اغتيال الرئيس الحريري، وأصبح الخلاف السياسي يُنذر بمزيد من التعقيدات في ساحة مضطربة، فدعا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري إلى عقد طاولة للحوار يجتمع فيها ممثلون عن كل الأطراف الذين لديهم أعضاء في مجلس النواب، فوافق الجميع، وانعقدت طاولة الحوار في المجلس النيابي بحضور أربعة عشر قيادي ومساعدين لهم يمثلون القوى السياسية المختلفة، وذلك في 2 آذار 2006 وعلى جدول أعمالها(10):
1- كشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري.
2- الوضع الفلسطيني في المخيمات وخاصة فيما يتعلق بالسلاح.
3- العلاقات اللبنانية - السورية.
4- لبنانية مزارع شبعا والمطالبة بها.
5- الموقف من رئاسة الجمهورية.
6- المقاومة وسلاحها.
انعقدت اجتماعات عدة للحوار أفضت إلى الاتفاق على الأمور الأربعة الأولى، وبرز اتجاه عند تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي ومسيحيي قرنة شهوان, أي ما اصطلح على تسميتهم لاحقاً جماعة 14 آذار أو جماعة السلطة, بإسقاط رئيس الجمهورية العماد إميل لحود قبل انتهاء ولايته القانونية في 24 تشرين الثاني 2007 , وحجتهم في ذلك القرار الدولي 1559 الذي "يعلن تأييده لعملية ٍ انتخابية حرة ونزيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة", وأنَّ الرئيس لحود أصبح رئيساً ممدداً له لثلاث سنوات تحت الضغط السوري, فلا بدَّ من إلغاء ولايته بانتخاب جديد!. وهذا ما لم تقبل به المعارضة المؤلفة من حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر وأقطابٍ من السنة أمثال الرئيس عمر كرامي, والدكتور فتحي يكن, ومن الدروز أمثال الوزير السابق طلال إرسلان, والوزير السابق وئام وهاب, والنائب السابق فيصل الداوود, وجهات حزبية أخرى علمانية وقومية ووطنية.
لم يتم الاتفاق على موقف موحَّد من رئاسة الجمهورية فاتُفق على تجاوز الموضوع، ووصل النقاش إلى سلاح المقاومة في جلسة 16 أيار 2006, حيث أجمع المتحاورون بأنَّ معالجته تكون بالحوار والاتفاق وليس بالقوة أو التدخل الاجنبي, ومن ضمن إستراتيجية دفاعية يرسمها لبنان لنفسه, لكنَّ النقاش لم يكتمل.