تتكامل المقاومة مع إقامة مجتمع المقاومة، ونعني بمجتمع المقاومة عدة أمور:
أولاً: مجتمع المقاومة هو تكامل بين الناس، بحيث يعطي الجميع، فيمارس كل فردٍ من أفراد المجتمع حياته الطبيعية، في المدرسة أو الجامعة أو المعمل أو المتجر أو ما شابه، وإذا ما تطلبت المواجهة مشاركته فيها يشارك بمقدار ما تتطلب، ثم يعود بعد ذلك إلى عمله بشكل طبيعي، وهنا يصبح المجتمع بأسره مجتمع مقاومة، يقدم ما يُطلب منه، ويتابع حياته بشكل طبيعي، إذ ليس مجتمع المقاومة هو المجتمع الذي يوزع فيه السلاح عشوائياً على كل الناس، إنما مجتمع المقاومة هو الذي ينظم الطاقات والقدرات لتتكامل في عملية المواجهة عندما نحتاج إلى المواجهة. هذا المجتمع كان موجوداً بنموذج معين في عدوان تموز سنة 2006، لقد انتصرنا في لبنان ليس بالمقاومة فقط بل بمجتمع المقاومة أيضاً، لأن المقاومين كانوا يقاتلون بالسلاح، والمهجرين في الأماكن المختلفة يعبرون إعلامياً وسياسياً عن الصمود والصبر والتحمل، وقسم من أفراد الشعب اللبناني يحضن عوائل المقاومين والمهجرين، وقسم آخر مستعد للدفاع الخلفي، هنا تكاملت الصورة مع رأس الحربة التي نفذتها المقاومة، فربحت المقاومة في مواجهة إسرائيل وفي مجتمعها الداخلي، هذا هو مجتمع المقاومة الذي ندعو إليه.
ثانياً: نحن نرفض عسكرة المقاومة بجعلها محصورة في مجموعات ، ونطالب بمجتمع المقاومة لنضيق الخناق على المشروع الإسرائيلي من كل جانب، فهذا المشروع هو الذي يحصِّن لبنان.
ثالثاً: مجتمع المقاومة يحمي الدولة اللبنانية من الضغوطات الخارجية، ويقوي موقعها وموقفها.
رابعاً: مجتمع المقاومة يسد المنافذ الأمنية والسياسية والاقتصادية في وجه إسرائيل، لأنها من أي باب دخلت عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً ستجد سداً منيعاً من الناس، وهذا ما يجعلنا نستطيع الوقوف والمواجهة.
نعم، نحن ندعو إلى مجتمع المقاومة، لأنه لا يوجد حل في لبنان في مواجهة إسرائيل إلاَّ بالمقاومة، لن نجرب مع الآخرين السياسة والدبلوماسية، وليجربوا كما يريدون، لكن لن نجرب قدرتنا وقوتنا لمصلحة فكرة أثبتت فشلها، نريد أن نحافظ على هذه القوة لننقلها إلى مواقع أفضل، ومن أجل أن نستفيد منها في أي واقع مستقبلي قادم.