ما أكثر المنافع التي تتحقق في الحج، وما أبلغ الآية القرآنية في التعبير عنها:" وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ"(28).
هذه المنافع تشمل الجوانب الإيمانية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وهي تبرز وحدة المسلمين وعظمة اجتماعهم، وتشعرهم بقوتهم المتنوعة على امتداد العالم، وتزيل غربتهم وتقرب بينهم، وتقيم التفاعل مع بعضهم. هذه المنافع تؤكد على ارتباطهم بالمحور الواحد المرتبط بالله الواحد الأحد، باتجاه الكعبة الشريفة، وبالإقتداء بالقرآن الكريم والنبي الأكرم(ص) . هذه المنافع تزداد وتقوى بمقدار تنظيم أمور المسلمين لها والالتفات لها ورعاية استثمارها، إنها قوة للفرد وقوة للجماعة، إنها فوائد للجسد وفوائد للروح، إنها خطوات دنيوية في عبادة الله تعالى لسُلَّم الارتقاء في الآخرة.