• naimkassem@naimkassem.com.lb

كلمات الامين العام

  • الرئيسية
  • كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي ‏سماحة الشيخ نبيل قاووق والقائد الجهادي السيد سهيل الحسيني 4-10-2025:‏
...
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي ‏سماحة الشيخ نبيل قاووق والقائد الجهادي السيد سهيل الحسيني 4-10-2025:‏

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي ‏سماحة الشيخ نبيل قاووق والقائد الجهادي السيد سهيل الحسيني 4-10-2025:‏

اليوم نحتفي بالذكرى السنوية الأولى لشهادة القائدين الجهاديين سماحة الشيخ نبيل قاووق، رضوان الله تعالى عليه، والسيد ‏سهيل الحسيني (السيد أحمد)، رضوان الله تعالى عليه، سنتحدث عنهما، وبعد ذلك نتعرض إلى المسائل السياسية على ‏المستويين الإقليمي والمحلي.‏

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد، ‏وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليكم ‏ورحمة الله وبركاته.‏

اليوم نحتفي بالذكرى السنوية الأولى لشهادة القائدين الجهاديين سماحة الشيخ نبيل قاووق، رضوان الله تعالى عليه، والسيد ‏سهيل الحسيني (السيد أحمد)، رضوان الله تعالى عليه، سنتحدث عنهما، وبعد ذلك نتعرض إلى المسائل السياسية على ‏المستويين الإقليمي والمحلي.‏

كلمة عن الشهيد الشيخ قاووق

سماحة الشيخ نبيل قوق هو من مواليد المصيطبة ـ1964، من بلدة عبا الجنوبية. ذهب إلى قم المقدسة سنة 1981، وبقي لعشر ‏سنوات يدرس العلوم الدينية. هو رفيق درب سماحة السيد الهاشمي السيد صفي الدين، رضوان الله تعالى عليه، الذي استُشهد ‏في مثل هذا اليوم في الرابع من تشرين الأول من العام الماضي. وهو في الواقع قد أحيينا الذكرى مع سماحة سيد شهداء الأمة ‏السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، وارتأينا أن تكون هذه الذكرى الخاصة للقائدين الجهاديين الشيخ نبيل والسيد ‏أحمد لخصوصيتهما، ومن أجل أن نتحدث بعض الشيء عنهما.‏

هو شارك في جبهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية مبلّغًا ومجاهدًا، وشارك في عدة عمليات هناك في الفاو ‏وشلمجة وبدر الكبرى وفجر، أي أنه قدّم مساهمته في مواجهة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لقناعته ‏بأن المجال واحد: عندما يكون الأعداء يستهدفون الجمهورية الإسلامية، يستهدفون المقاومة الإسلامية، يستهدفون الحق، ‏يستهدفون فلسطين، هذا كله استهداف واحد، وبالتالي، كل من هو موجود في أي مكان في هذه المنطقة يتحمّل مسؤولية أن يقدم ‏المساهمة التي يستطيعها. هكذا كانت رؤية سماحة الشيخ نبيل، وهي الرؤية نفسها لسماحة السيد هاشم، رضوان الله تعالى ‏عليه، الذي ذهب أيضًا إلى الجبهة وقدّم المشاركة المطلوبة.‏

في سنة 1991 عاد إلى لبنان، واستلم مسؤولية نائب مسؤول منطقة الجنوب إلى سنة 1993 تحت إدارة سماحة السيد هاشم، ‏يعني دائمًا كنا نلاقي أن الشيخ نبيل مع السيد هاشم دائمًا، وبالتالي لم يفترقا في المواقع المختلفة. سنة 1993 إلى 2010 أصبح ‏هو مسؤول منطقة الجنوب. من 2010 إلى 2018 نائب رئيس المجلس التنفيذي، يعني نائب سماحة السيد هاشم. في سنة ‌‏2018 إلى شهادته أصبح مسؤولًا لوحدة الأمن الوقائي. وهنا في لفتة لطيفة: كيف يذهب من نائب رئيس المجلس التنفيذي، ‏والتي تعتبر رتبة عالية، إلى وحدة الأمن الوقائي؟ لسبب واحد فقط: أن سماحة السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، طلب منه ‏ذلك، فقال: سمعًا وطاعة. وكان دائمًا من الذين يلتزمون بأمر الولي ويلتزمون بأمر القائد بلا نقاش، كيف وهذا القائد هو سماحة ‏السيد حسن رضوان الله تعالى عليه.‏

وطبعًا، يومها سماحة السيد كان عنده هدف أن يضع سماحة الشيخ نبيل، لأن الأمن الوقائي يتدخل في خصوصيات الأفراد ‏ويطلع على بعض شؤونهم، وهذا يتطلب دقة شرعية، يعني يجب أن يكون هناك عالم لكي يستطيع أن يقول: هذا يجوز، وهذا ‏لا يجوز، هذا صحيح، هذا خاطئ، هذا انحراف، هذا يعتبر غير شرعي، لأنه في شبهة التجسس أحيانًا. لا يجوز التجسس على ‏الإخوة ولا على خصوصياتهم، لكن أحيانًا في شبهة الدخول إلى خصوصياتهم، وهذا كان محل رعاية سماحة السيد حسن ‏رضوان الله تعالى عليه. فتبين له أن من يستطيع أن ينفّذ هذه المهمة هو سماحة الشيخ نبيل، وهذا يبين عن ورعه وقدرته على ‏هذا الأمر.‏

كان يهتم بالمجاهدين، سواء عندما كان في الجنوب أو حتى عندما أتى إلى بيروت وإلى المركز، بل حتى في عدة مجالات كان ‏يصعد إلى سوريا ويلتقي بالمجاهدين، وأيضًا كان يرعى بعض حفلاتهم، لقاءاتهم، تخرجاتهم، حتى بعض استعداداتهم، يعني ‏كان قريبًا جدًّا منهم. هو لم يترك الدرس ولم يترك التدريس الديني حتى يبقى في الأجواء، وكذلك المباحثة مع عدد من العلماء، ‏وله مؤلفات في السيرة والأخلاق والعقيدة.‏

سماحة الشيخ نموذج من النماذج الجهادية المعطاءة المليئة بالوعي والإيمان والارتباط بالله تعالى، وكان من أهل التهجد في ‏الأسحار، وتلاوة القرآن، والقيام في جوف الليل. التزم ببرنامج عبادي لسنوات طويلة، التزم قراءة زيارة عاشوراء ودعاء العهد ‏يوميًّا، وكان يواظب يوميًّا على تلاوة ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم قيامًا إجلالًا للقرآن الكريم. تميّز بنَظَمه الدقيق وعدم تسويفه ‏للأمور، وقوة إرادته وعزمه، وحسن ظنه بالله تعالى وتفاؤله دائمًا في أحلك الظروف، وكان يهتم بقضاء حوائج الناس بشكل ‏مباشر.‏

نحن اليوم نتحدث عن نماذج قيادية، كل واحد منهم بخصائص مميزة، لكن يجمعهم قاسم مشترك هو هذا الإيمان العظيم ‏والارتباط بالإسلام والارتباط بالولاية والارتباط بالجهاد، وفي آنٍ معًا، هناك تجربة على المستوى الشخصي مضيئة ومشرقة. ‏قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.‏

شهادته كانت من بداية معركة أولي البأس، يعني في 28 أيلول بعد يوم من شهادة سيد شهداء الأمة السيد حسن رضوان الله ‏تعالى عليه. هنا لا بد أن نذكر أن اثني عشر عالمًا من العلماء، يعني اثني عشر واحدًا من المعمَّمين (مشايخ وسادة)، استُشهدوا ‏في معركة أولي البأس، لأننا اليوم نذكر سماحة الشيخ نبيل، نذكر نظراءه من العلماء الذين استُشهدوا في المعركة. هذا دليل أن ‏العالم لدينا هو جزء لا يتجزأ من حركة حياة الأمة الاجتماعية والسياسية والجهادية والعملية، يقاتل كما يقاتلون، ويعيش كما ‏يعيشون، ويعمل في الاتجاه الذي يرضي الله تعالى.‏

إلى روح سماحة الشيخ نبيل، وأرواح الشهداء الأبرار من المشايخ والعلماء، وسيدنا الأقدس، وسماحة السيد هاشم، وكل الشهداء ‏الأبرار، وكل الذين قُتلوا في سبيل الله تعالى من أبناء المقاومة، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل ‏محمد.‏

كلمة عن الشهيد السيد سهيل الحسيني

الشهيد السيد سهيل حسين الحسيني السيد أحمد، القائد الجهادي، رضوان الله تعالى عليه، هو من مواليد برج البراجنة سنة ‌‏1966، تميّز الشهيد السيد أحمد بأنه من البداية كان مع الحاج عماد مغنية (حاج رضوان) رضوان الله تعالى عليه، لازمه من ‏الخطوات الأولى، وكان الحاج رضوان يعتمد عليه ويكلّفه بمهام عدة في العمل الجهادي الأمني بشكل خاص. تسلّم مسؤولية ‏منطقة بيروت على المستوى الأمني سنة 1991، ثم أصبح أمينًا للسر للحاج رضوان سنة 1992، ثم مسؤولًا أركانيًا بين ‌‏1995 و1998، يعني يهيئ الإمكانات والدعم المطلوب للعمل الجهادي، ثم مسؤولًا عن مكافحة التجسس حتى سنة 2000، ‏يعني أدواره مع الحاج عماد كانت أدوارًا مهمة، وكان يتابعه دائمًا.‏

في سنة 2008 استلم المسؤولية الأركانية، وهي عمليات التسلح والتجهيز وتطوير القدرات، وأصبح معاونًا جهاديًّا للأمين العام ‏سماحة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه. وبهذا الوقت كان الحاج عماد، رضوان الله تعالى عليه، قد استُشهد. هو ‏كان يهتم بإعداد الميزانيات والموازنات، وإدارة وتحديث الوحدات المختلفة. اهتم بالجانب الأسري للمجاهدين، ورعى مشروع ‌‏"قرة أعين"، حيث الاهتمام بالمجاهدين وبزوجاتهم وأولادهم. وصفوه بأنه المربي والمثقف والمعلم أيضًا.‏

كلّفه سماحة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه، بمتابعة موضوع الأزمة الاقتصادية الاجتماعية. أسس مشاريع المصطفى ‏والسجاد، وهذه المشاريع كانت تقدّم المواد التموينية بأسعار متهاودة من أجل مساعدة الناس. كان يحرص دائمًا على أن يبقى ‏جنديًّا مجهولًا، بعيدًا عن الأضواء والشهرة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله عز وجل يباهي بالمتقلّد سيفه في ‏سبيل الله ملائكته، وهم يصلّون عليه ما دام متقلّده». هذا هو النموذج الذي كان عليه السيد أحمد في العمل الجهادي.‏

كما نلاحظ، يعني كل واحد من القادة المجاهدين يتميّز بخصائص شخصية، يعني هو ناجح في عمله، مطور في عمله، وفي آنٍ ‏معًا له إبداعات شخصية، وله حس جهادي واجتماعي وثقافي. يعني عندما نتحدث عن شخصيته نقول: كان حسن الخلق، وكان ‏لديه جدية في أداء المهمات، إضافة إلى روح التضحية الموجودة لديه ونكران الذات. جمع بين الانضباط والسرية والقدرة على ‏إدارة العمليات اللوجستية المعقدة. كان مثالًا في التضحية والصبر والثبات. ترك أثرًا عميقًا في العمل الحزبي. هو هادئ، شديد ‏التواضع، قليل الكلام، يفضل العمل الميداني بعيدًا عن الأضواء.‏

حصل على ماجستير بالفلسفة الإسلامية، وأشرف أحد الدكاترة على رسالة الدكتوراه التي كان يدرسها. تابع الدراسة في العرفان ‏والعقيدة مدة عشر سنوات. استُشهد بغارة جوية في 7-10- 2024 في محلة الكوكودي، وكان في منزل ابنه رضا الذي استُشهد ‏معه، واستُشهدت زوجة رضا، وكذلك استُشهد ابن أخيه وزوجة ابن أخيه، ومن كان أيضًا من المدنيين في المنزل الملاصق ‏بسبب ضخامة الغارة التي حصلت في وقتها.‏

إلى روح السيد أحمد، وكل الشهداء معه، والشهداء جميعًا، وإلى أرواح أمواتكم، نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة ‏على محمد وآل محمد.‏

كلمة في الوضع الاقليمي.. علينا مواجهة مشروع "اسرائيل الكبرى"

سأتحدث عن الوضعين الإقليمي والمحلي، أبدأ بالوضع الإقليمي.‏

يوجد يافطة كبيرة يجب أن تكون واضحة أمامنا كي لا نضيع البوصلة: إسرائيل تعمل لمشروع "إسرائيل الكبرى"، وأمريكا ‏تدعمها بشكل كامل. أي خطوة من الخطوات التي ترونها هي جزء من مشروع إسرائيل الكبرى. أي تعبير يبيّن بأنه يوجد ‏تراجع معين، هو تراجع تكتيكي لأن الظروف لم تساعد، بانتظار ظروف أفضل. كنا نقول دائمًا منذ عشر سنوات وعشرين ‏سنة وثلاثين سنة: إذا وجدتم إسرائيل لا تتوسع في مجال معين، أو لا تزيد من احتلالها في مجال معين، أو أنها انسحبت من ‏سيناء باتفاق كامب ديفيد، أو أنها أقامت اتفاق وادي عربة، هذا كله لأنها لم تتمكن من هضم هذا المستوى من الاحتلال، وأنها ‏كانت بحاجة إلى فترة زمنية إضافية لتستقر على ما احتلته حتى تأتي إلى احتلال إضافي.‏

واليوم الذي نراه في غزة على مدى سنتين هو جزء لا يتجزأ من هذا المشروع الذي أفصح عنه نتنياهو بشكل واضح منذ شهر ‏تقريبًا. إذاً نحن أمام مشروع إسرائيل الكبرى، وكل شيء مترابط في المنطقة، لا تستطيع أن تجزئ ما يحصل في غزة عمّا ‏يحصل في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية وقطر والمنطقة بأسرها وإيران، لا تستطيع أن تفصل الأمور عن بعضها، ‏لأن الهدف واحد، واللاعب الأساسي هو العدو المجرم إسرائيل، يدعمه الطاغوت الأمريكي برئاسة ترامب.‏

علينا جميعًا أن نواجه هذا الخطر، يعني الآن عندما نقول يجب أن نواجه مشروع إسرائيل الكبرى، إذا جاء أحدٌ يقول لي: "لكن ‏ما لنا علاقة، طالما أنهم يقتلون في غزة ويقومون بالإجرام في غزة، وبلدنا بعيد عن الموضوع"، يا أخي، أنت مستهدف في ‏لبنان، مستهدف في كل منطقة. الخطوة الأولى الآن موجودة في غزة، لكن كل الخطوات الأخرى لها تبعية معينة ستحصل في ‏يوم من الأيام بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، أو ستسعى إليها.‏

من هنا، أقول: عندما نواجه إسرائيل، علينا أن نواجهها كلٌّ من موقعه وبحسب قدرته وبحسب خطته، ويكون بذلك، إن لم يكن ‏مقتنعًا ومؤمنًا بأحقية القضية الفلسطينية، على الأقل أنه يكون مقتنعًا بأن يبعد الخطر عنه قبل أن يصل إليه، لأن المشروع ‏سيصل إليه عاجلًا أو آجلًا بحسب التخطيط الإسرائيلي.‏

خطة ترامب مليئة بالأخطار

اليوم، ترامب طرح خطة من أجل الحل في غزة وسماها "خطة سلام". في الحقيقة، هذه الخطة مليئة بالأخطار، يكفي أن جميع ‏الناس فهموا أن الخطة الأمريكية المكونة من 21 نقطة كانت بصيغة عُرضت على بعض الدول العربية، ثم حصلت لقاءات مع ‏نتنياهو من قبل ويتكوف، ومن قبل ترامب، أجريت عليها التعديلات التي تناسب إسرائيل بالكامل، وتغيّرت في عدد من نقاطها ‏بما يؤدي إلى أن تكون مشروع إسرائيل الذي تريد أن تحصل عليه بالسياسة بعد أن عجزت عن الحصول عليه بواسطة العمل ‏العسكري والعدوان والإبادة والمجاعة وكل الفضائع التي ارتكبتها في غزة.‏

إذن نحن أمام خطة مليئة بالملاحظات ومليئة بعلامات الاستفهام، وهذا ما قاله بعض المسؤولين من الدول العربية الذين فوجئوا ‏بهذا الموضوع وطالبوا بتوضيحات وملاحظات. هذه الخطة عندما تكون مبنية على أن تأخذ إسرائيل كل شيء، يعني إسرائيل ‏تأخذ الأرض بأن تبقى مسيطرة عليها أمنيًّا، وتُجرَّد من السلاح بالكامل، وتُخرَج المقاتلون بالكامل، وعندما تكون الإدارة دولية ‏ولا قدرة للفلسطينيين أن يديروا شأنهم، وستأخذ الأسرى من الأيام الأولى، يعني تجريد المقاومة من أوراق القوة الموجودة ‏لديها، ماذا نكون قد حصلنا بعد هذه المعارك الطويلة؟

هذه الخطة التي طرحها ترامب هي في الواقع خطة، كما قال نتنياهو، تتوافق مع المبادئ الخمسة التي حددتها حكومة إسرائيل ‏لإنهاء الحرب، هذا كلام هو، يعني هي خطة إسرائيلية بلبوس أمريكي أو بعرض أمريكي.‏

على كل حال، أنا لن أتدخل في نقاش التفاصيل، بالنهاية، المقاومة الفلسطينية (حماس وكل الفصائل) هم يناقشون وهم يقررون ‏ما يرونه مناسبًا، لكن لماذا طرح ترامب الخطة في هذا التوقيت بالذات؟ يوجد أربعة أسباب أساسية لطرح هذه الخطة:‏

أسباب أساسية لطرح خطة ترامب

أولًا: هذه الخطة تبرّئ إسرائيل أمام الموجة العالمية التي أدانتها، لأن العالم أصبح ينظر إلى إسرائيل كمجرمة ومبيدة للشعوب ‏وغير قابلة للتعايش معها، وارتكبت الجرائم التي لا يمكن أن يتحملها بشر، وهذه صورة ضاغطة، فأراد ترامب أن يقول: لا، ‏تبين أن نتنياهو يمكن أن يوافق على خطة تتبناها أمريكا وتفرضها عليه، حتى يصير الانصراف إلى أن هناك إيقافًا للحرب، ‏وليس هناك مجاعة، وليس هناك مشاكل كبيرة. هذا نوع من إخراج إسرائيل من الورطة التي هي فيها، لأنها لا تريد أن تقبل ‏بأي حل يعطي الفلسطينيين حقوقهم.‏

ثانيًا: أغلب دول العالم، وخاصة من خلال الأمم المتحدة والتصويت، هم مع دولة فلسطينية، هم ضد الإبادة، هم لا يوافقون على ‏ما يحصل، ولو كانت الأمم المتحدة هي المسؤولة عن مجلس الأمن، لكان مفروض أن هذه الأغلبية الساحقة التي تجاوزت ‌‏150 دولة ان تصدر موقفًا يدين إسرائيل ويعطي الفلسطينيين حقوقهم.‏

ثالثًا: هناك تحرك على المستوى الشعبي في أمريكا ودول أوروبا لم نكن نرى هذا التحرك سابقًا، أين اليوم، معاداة السامية لو ‏كان حصل مثل ما حصل اليوم في دول الغرب من تظاهرات، بأقل من هذا بمئة مرة، يعني لو طلع واحد حكى موقفًا تجاه ‏إسرائيل، يتهمونه مباشرة بمعاداة السامية، أما اليوم، أين أصبحت معاداة السامية؟ فقد انمسحت معاداة السامية بالأرض، يعني ‏معناها أن ما قامت به إسرائيل لم يترك مجالًا لأن يدافع عنها أحد، حتى الشباب في الحزب الجمهوري أصبحوا بالأغلبية هم ‏ضد ما تقوم به إسرائيل، إذاً، كيف يعمل ترامب لتلطيف صورتها؟ هذه طريقة من تلطيف الصورة.‏

رابعًا: أسطول الصمود العالمي، حوالي خمسين سفينة من شباب يتجمعون من الدول الأوروبية وأمريكا وأمريكا الجنوبية ودول ‏العالم، هؤلاء بالجسد العاري الحي يأتون إلى فلسطين، إلى غزة، من أجل إيقاف المجاعة ومن أجل إيقاف الإبادة. هذا عمل له ‏معنى كثير على مستوى الحاضر وعلى مستوى المستقبل، هذا يبيّن كم وصلت إسرائيل إلى أي مستوى من الانحطاط ‏والانحدار.‏

وأكيد هنا يجب ان نوجه تحيّة خاصة لإسبانيا على مواقفها الشجاعة سواء على مستوى الحكم أو على مستوى الشعب، لأنه ‏حملت هذه القضية بطريقة مميزة عن باقي الدول.‏

إذاً لهذه الأمور الأربعة، يحاول ترامب أن يلطّف صورة نتنياهو والكيان الإسرائيلي، ويحاول أن يقول أنهم ذاهبون باتجاه ‏السلام. على كل حال، سننتظر النتيجة التي سيقولها الفلسطينيون، لأنها خطة وفكرة وليست اتفاقًا، وبالتالي لا يجود شيء ‏يحصل إلا بناءً على الاتفاق.‏

نحن نعلم أن الاستسلام ليس واردًا عند الفلسطينيين، هؤلاء الذين قدّموا 66 ألف شهيد و169 ألف جريح، ما عدا مواجهة ‏الإبادة، مواجهة التجويع، مواجهة التهجير من مكان إلى آخر، لا يمكن أن يستسلم هذا الشعب، لا يمكن أن تستسلم هذه المقاومة. ‏هذا يجب أن يكون واضحًا وحاضرًا.‏

هذا الصمود العظيم للفلسطينيين بالتأكيد له وقت لحصد الثمار، كم ستبقى إسرائيل؟ هي تتراجع دوليًّا، تتراجع حتى بقدرتها ‏على أن تعمل كل محاولاتها بجدعون واحد وجدعون اثنين وجداعين مختلفة. لن تستطيع إسرائيل أن تأخذ من الفلسطينيين ‏بالحرب، ولهم هذه الإرادة ولهم هذا العطاء.‏

يا ليت دول المنطقة، خاصة الدول العربية، تستفيد من موقف إسبانيا وتعمل مثل حكايتها، يا ليت. لكن أنا عندي طلب أقل من ‏هذا: أتمنى على الدول العربية المعنية والتي تتابع القضية الفلسطينية ألا تضغط على المقاومة، إذا لا يريدون ان يدعموا ‏المقاومة، إذا لا يريدون ان يدعموا الشعب الفلسطيني بمقاومته لإسرائيل، على الأقل يا أخي لا تضغطوا عليهم، لا تساعدهم ولا ‏تضغط عليهم، حتى ما يستفيد الإسرائيلي ويكون فيه من يضغط على الفلسطينيين إضافة إلى إسرائيل وأمريكا.‏

أعتقد أن رسالة قطر كانت واضحة بالاعتداء عليها من قبل إسرائيل، تصريحات الرئيس ترامب وتصريحات نتنياهو واضحة ‏على مستوى المنطقة، على الأقل احسبوا حسابا للمستقبل.‏

حديث عن الوضع الداخلي في لبنان

نأتي إلى الحديث عن لبنان، بالنسبة إلى لبنان سأتحدث عن ثلاثة أمور:‏

الأمر الأول: لبنان في قلب العاصفة بسبب العدوان الإسرائيلي والتغول القائم والإجرام الممتد والمدعوم أمريكيًّا بكل الإمكانات ‏العسكرية والسياسية والإعلامية والضغط وبكل الأشكال، لكن يجب أن يكون واضحًا بأن أهداف إسرائيل ليست قدرًا لازمًا، ‏يعني إذا إسرائيل حطّت أهدافًا واشتغلت عليها، وضغطت أمريكا معها، وضغط العالم كله، من قال إنهم يقدرون أن يحققوا ‏المطلوب؟ لا يقدروا.‏

أنتم تعلمون أنهم كانوا يتوقعون في لبنان بعد الاتفاق ومرور الستين يومًا أنه كان يمكن أن يحققوا بعض الأهداف بالسياسة، ‏وصاروا يضغطون من وقتها إلى الآن بالسياسة من خلال أمريكا، وبالضغط العسكري من خلال القتل اليومي، ومن خلال حتى ‏قتل المدنيين، قتل المهندسين، قتل العائلة في بنت جبيل، قتل الأطفال، حتى يضربون الجرافات، يضربون الزرع، يضربون ‏أي بيت، أي شكل من أشكال الحياة، على قاعدة أن يضغطوا على المقاومة وشعب المقاومة ويحققوا أهدافهم بأن يجعلوا لبنان ‏بلا قوة ومجرّد، وبالتالي يسهل أن يدخلوا إليه كيفما أرادوا، وأن يضعوا خطتهم كما يفعلون الآن في سوريا وكما يعبثون بها.‏

خمسة أمور أفشلت مخطط العدو

دعوني أقول لكم لكي تعرفوا: هناك خمسة أمور فاجأتهم في لبنان وأفشلت مخططهم، أنا أذكرهم هنا لكي تعرفوا أن أهداف ‏إسرائيل ليست قدرًا.‏

الأمر الأول: كانوا يتوقعون أن نبادلهم الخروقات، أي عندما بدأوا بالخروقات الإسرائيلية، كانوا يتوقعون أن نرد بخروقات ‏أيضًا، فتعطيهم مجالًا أنهم يخرقون ونخرق، ويتوحشون أكثر ويستمرون تحت عنوان أننا نحن السبب. نحن اتخذنا قرارًا بأن ‏الدولة هي المسؤولة، وعلينا أن نصبر، وبالتالي أسقطنا هذه الخطوة.‏

الثاني: أرادوا من خلال التدخل الأمريكي المباشر أن يبنوا الدولة اللبنانية بانتخاب الرئيس والحكومة وكل التفاصيل الأخرى ‏على أساس أن الحزب ضعيف، وأننا مشغولون بوضعنا وبظروفنا المعيشية والناس والدمار والحرب وما شابه، وبالتالي يمكن ‏إقصاؤنا، وهم يركبون الدولة كما يريدون، فتشكّل قدرة ضاغطة كبيرة علينا. فوجئوا أننا شاركنا بشكل فعّال في الدولة، ونحن ‏الآن جزء لا يتجزأ من تركيبة الدولة، ولنا نشاط مهم، ونساهم في البناء والنهضة.‏

الثالث: تدخلوا في تركيبة الدولة في تفاصيلها للتحصيل بالسياسة ما عجزوا عنه بالحرب، لكن تبيّن أن المعادلة الداخلية لا ‏تسمح لهم، لأننا نمثل شعبنا بشكل كامل. يعني حزب الله وحركة أمل لديهما تمثيل نيابي 27 من 27. عندما عملوا استفتاء حول ‏موضوع السلاح: هل توافق على نزع السلاح أم لا؟ ظهر ان حوالي 95%، وحتى يمكن 96%، لا يقبلون من الشيعة بنزع ‏السلاح. طبعًا بشكل عام طلع في 58 إلى 60% حسب إحصاءات مركز الاستشاري أو الدولية للمعلومات، في لبنان لدينا 58 ‏إلى 60% لا يقبلون نزع السلاح لاعتبارات لها علاقة بالوضع الوطني وحماية الوطن، طبعًا هذا أيضًا كان مفاجئًا.‏

الأمر الرابع: أرادوا أن تكون هناك فتنة مع الجيش اللبناني، أي أن يقاتل الجيش اللبناني المقاومة وأهل المقاومة وشعب ‏المقاومة تحت شعار حصرية السلاح، لكن تصرف الجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني بحكمة، وهناك عقل يريد أن يبني ‏لبنان، ولذلك، كلانا، يعني الجيش والمقاومة، كانا واضحين بأن الفتنة ملعونة، ويجب أن لا تكون بيننا على الإطلاق، كل شيء ‏عنده قابلية للتفاهم والتعاون.‏

الأمر الخامس: صحيح لا يوجد تكافؤ عسكري بيننا وبين إسرائيل، هم يتفوقون علينا بالقدرة العسكرية، لكن أيضًا لا يوجد ‏تكافؤ بيننا وبين إسرائيل، فنتفوق عليهم في أننا متمسكون بوطننا، مؤمنون بحقنا، مستعدون للتضحية والجهاد، ثابتون على ‏إرادة المقاومة، لدينا شعب عظيم تاريخي لا يمكن أن يُهزم، ولذا استطعنا أن نوجد حالة من التكافؤ التي تساعد على أن نواجه ‏غطرستهم ومشاريعهم، فلا نمكنهم من تحقيقها.‏

هذه الأمور الخمسة فاجأتهم، ولذلك ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام. وأنا أقول لكم الآن: ما قدروا يتقدّموا إلى الأمام لأن عندكم شعبًا ‏قويًّا شجاعًا مؤمنًا لديه إرادة، يعلم أن طريق الاستسلام طريق الإبادة السياسية والاجتماعية والبشرية، وهذا ما لا يمكن أن ‏تُعطاه لا إسرائيل ولا أمريكا ولا الأذناب الذين يسيرون معهم.‏

على الحكومة الاهتمام بقضية استعادة السيادة

النقطة الثانية: على الحكومة أن تهتم بالقضايا المركزية. ما هي القضايا المركزية؟ استعادة السيادة من القضايا المركزية. يجب ‏أن تعرفوا أن الطائف ليس وجهة نظر، الطائف اتفاق وليس مطية لموازين القوى، الطائف يفترض أنه تحول إلى دستور، ‏وقسم منه بعد ما نُفّذ، يجب أن يُنفّذ.‏

المواطنة الأصيلة هي التي تحرر لبنان وتحمي لبنان، ومن يكون مواطنًا لبنانيًّا شريفًا وعزيزًا هو الذي يعمل مع شركائه في ‏الوطن لأن يحمي هذا البلد.‏

أنا أريد أن أسألكم: ماذا فعلتم من أجل استعادة السيادة؟ ورأس استعادة السيادة: طرد إسرائيل من لبنان وإيقاف العدوان. ماذا ‏فعلتم لاستعادة السيادة؟ هل تتواصلون مع الدول الكبرى؟ هل تحاولون تعملوا ضغوطات؟ تحركوا أكثر، احكوا أكثر، قدموا ‏لمجلس الأمن، لا تتركوا مجالًا إلا دائمًا يكون على لسانكم وفي مواقفكم ضرورة استعادة السيادة، لأنها هي رأس استعادة ‏الاستقرار وبناء البلد.‏

الحكومة مقصرة في كيفية المتابعة في استعادة السيادة. ماذا يمنع أنه بكل جلسة حكومة تتحدث عن الموضوع الإسرائيلي ‏وتضعه على جدول الأعمال، وتنتقد، وترفع مقترحات، وتناقش، وتشكل لجان؟ اجعلوه خبزكم اليومي: كل من يأتي إليكم ‏زائرًا، بدل ان تقولوا له: "ماذا تعملون لكي ترضوه؟"، قولوا له: "ماذا يجب أن يفعل هو لكي ترضوا أنتم؟" لأنه الأهم في ‏موقعكم في الحكومة أنكم مسؤولون عن هذا الشعب وعن حماية البلد.‏

كذلك القوى السياسية الأخرى: هل بلعت ألسنتها؟ يا أخي، هناك بعض القوى لا تتحدث كلمة عن إسرائيل، لا تنتقد ما يحدث، ‏لا تقول أنه يجب أن تخرج إسرائيل، تقول "نحن من شيء ثلاثة أربعة أشهر حكينا مرة بهذا الموضوع" أه، حكيت مرة؟ ‏تحصل مسألة بقلب شارع بلا طعمة، تجد كل يوم صباحاً وظهراً ومساء، وكل الوسائل تعمل تحريضا، لماذا؟ لأنه فيها فتنة، ‏لأنه فيها محاولة للكسب والنجاح والتسلط على الطرف الآخر، الشريك في الوطن، بينما عندما يكون الموضوع إسرائيل، لا، ‏لأن إسرائيل تريدها أمريكا. بالتالي، كيف واحد بيقدر يلاقي محل بعض الأحيان؟ أنا أقول لكم: اطلعوا من القصة يا جماعة. ‏هذه القوى السياسية التي تراعي أمريكا وإسرائيل حتى لا تنزعج أي دولة من هاتين الدولتين، يوجد مشكلة كبيرة. أنتم عندكم ‏مواطنون ستعيشون معهم إلى ما شاء الله. التلهي بقضايا صغيرة سواء على مستوى الحكومة أو القوى السياسية ليس مناسبًا، ‏وهذه القضايا الصغيرة لا ترفع مسؤولية الحكومة عن هذا العمل. كل القضايا الصغيرة قابلة للحل وللعلاج، نتفاهم عليها ‏وقادرون ان نتفاهم عليها، ما تعملوا منّا قصة كبيرة. ما محرزة والله ما محرزة. كله يحصل عن نقاش. خلينا نحط إيدنا بإيد ‏بعض لنواجه إسرائيل، لنستعيد السيادة، خاصة أنها وردت في الطائف: "باتخاذ كل الإجراءات وبالعمل من أجل إزالة ‏الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة".‏

هذا كلام بالطائف: "العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي ‏إزالة شاملة". أين الإزالة الشاملة؟ عم نشتغل عليها؟ لازم نشتغل عليها.‏

يجب إعادة الإعمار

الأمر الثاني للحكومة: يجب إعادة الإعمار. أنتم ببيانكم الوزاري قلتم إنكم تريدون اعادة الإعمار، وهذا التزام مسؤول وحكيم، ‏ولكن بنفس الوقت يجب أن نضع له برامج، والتفاصيل. الآن يتبين أن البعض طيّروا النصاب بالمجلس النيابي عندما وصل ‏النقاش على 250 مليون دولار التي لها علاقة بموضوع البنك الدولي والقرض من أجل إعمار البنى التحتية وبعض ‏المؤسسات. حسنا لماذا تتصرفون بهذه الطريقة؟ من المفترض أن تفكروا كلنا كحكومة وقوى سياسية أن نعيد الإعمار بأي ‏طريقة.‏

على كل حال، أنا أخاطب الحكومة الآن: من دون إعمار يصعب أن تنطلق عجلة البلد نحو النهوض والاستقرار.‏
‏ "بعدين"، في موضوع الإعمار ما تفكروا أنكم   تعطون منحة لاحد. لا، الإعمار لمصلحتكم، لمصلحة المواطنين، لمصلحة ‏البلد. ‏
تعرفون ماذا يعني إعادة إعمار؟ إعادة إعمار تعني إطلاق دورة اقتصادية من أول البلد إلى آخره. المهندس سوف يعمل، ‏والعامل سوف يعمل، والذي بيبيع مواد سيعمل، وكل الحركة الاقتصادية ستنتعش، ستحصل ثورة اقتصادية بقلب البلد بسبب ‏إعادة الإعمار. يعني إعادة الإعمار فيها حركة اقتصادية، فيها حركة اجتماعية، لأنها تساعد الناس على أن تعود إلى بيوتها، ‏وتساعد الناس على أن تقبض معاشات على قاعدة أنها تعمل في الإعمار. وهذا يخفف من الفقر ومن الإمكانات القليلة في هذا ‏البلد.‏

أيضًا، إعادة الإعمار هو موقف سياسي يعني بأننا متضامنون بمواجهة العدو. مهما عمل هذا العدو، نبقى معًا. أيضًا له نتائج ‏تنموية. أنا أقول أن الحكومة مسؤولة أن تضع إعادة الإعمار في رأس أولوياتها، وأن تضع البرامج العملية، وأن تدخل في ‏الموازنة بندا له علاقة بإعادة الإعمار.‏

كلمة عن قانون الانتخابات

الأمر الثالث: توجد قوانين في البلد يجب أن تنجز حتى تنظم الحياة في البلد. حسنا، لنعمل بهمة أكبر من الهمة الموجودة حاليًّا. ‏أنا أتحدث ليس فقط عن القوانين التي لها علاقة بالإصلاح المالي والاقتصادي، هذا يجب أن ينجز، لكن اليوم هناك قانون ‏يُطرح اسمه قانون الانتخابات. حسنا، يوجد قانون معمول به، تعالوا لنطبقه. لا، يريدون أن يختاروا قانونا على قياسهم، وعلى ‏قاعدة أن يؤدي هذا القانون إلى الربح على الطرف الآخر أو الأطراف الأخرى. لا يجوز أن نسن قانون الانتخابات على مقاس ‏معين، نحن السنا شركاء بالوطن.‏

حسنا، إذا كنا شركاء، من المفروض وأهم أساس موجود حسب مقدمة الدستور: "جيم" يقول: "لبنان جمهورية ديمقراطية ‏برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق ‏والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل". حسنا، أين المساواة دون تمايز أو تفضيل؟ عندما تأتي وتقول إن ‏المغتربين يريدون ان يصوتوا لـ 128، ونحن لا نستطيع أن نعمل كحزب الله وحركة أمل وقوى أخرى، حركة انتخابية في ‏كثير من الدول الأوروبية والعربية وأيضًا في أمريكا، في الوقت الذي أنتم لديكم كل الحرية أن تعملوا حركة انتخابية.  هناك ‏أناس لا ينتخبون لأنهم يخافون أن يحسبوا علينا، وإن يتم تسليط الضوء عليهم وبالتالي تقطع رواتبهم ويتعرضون لمشاكل ‏ويضيق عليهم ويطردون من البلاد التي يقيمون فيها. كيف تقبلون أنتم أن نوافقكم الرأي على هذا الأمر الذي يصوت فيه ‏المغتربون لـ 128 نائبا، ونحن غير قادرين أن نعمل حركة انتخابية، وهناك أناس تؤيدنا ولا تستطيع ان تعطينا لظروف ‏خاصة فيها؟

يوجد قانون يقول بإعطاء ستة مقاعد للمغتربين، ما مشكلة، صحيح نحن غير قادرين ان نتحرك لكن ستة مقاعد محمولة، اما ‌‏128 كيف نستطيع ان نعمل على هذا الأساس؟  ‏

يوجد قانون نافذ حاليا فليطبقوه مع بعض التفاصيل إذا أرادوا. لا يفعلون، والملفت ان واحدة من القوى السياسية، كان رئيسها ‏واضح جدًّا، قال: "نعم، نحن نريد أن يصوت المغتربون لـ 128 نائبا حتى نستطيع ان نضرب حزب الله وحركة أمل وننقص ‏التأييد الشيعي لهم، لو أخدنا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، يعني هذا أمر يكون جيدًا لنا". لكن أنت تضع المقدمات والأسباب الموجبة ‏التي فيها عداء، لماذا؟ أنت قل أنك تريد أن تأخذ حصتك، صحتين على قلبك، حصتك أنت تستطيع أخذها بشكل طبيعي، لماذا ‏تريد أن تعمل حالة التوتر الموجودة؟

على كل حال، نحن مع التمثيل العادل، وإذا كان غيرنا يطالب بالتمثيل حسب ضغوطات الوصاية، نقول له: "إن هذا ما بيمشي ‏لأنه هذا مخالف للمواطنة الصحيحة".‏

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لنكون دائمًا في الخط الصحيح، ونعمل لمصلحة بلدنا ووطننا وكرامتنا.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

العلاقات الاعلامية في حزب الله
السبت 4-10-2025‏
‏11  ربيع الثاني- 1446 هـ