مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه قناة بي بي سي في 2/11/2010

لن نتجاوب مع أي طلب من طلبات المحكمة

س: نرحب بكم سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله ضيفًا في البي بي سي العربية وبدايةً نسأل ماذا بعد إعلان أمين عام الحزب وقف التعامل او مقاطعة فريق التحقيق الدولي، ما هي الخطوة العملية التي ستلي هذه الخطوة؟

ج: عندما اعلن سماحة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مقاطعة أي شكل من أشكال التحقيق إنما أراد بذلك أن يعلن بوضوح بأن هذا النمط من التحقيق يتجاوز كشف الحقيقة لكشف الخصوصيات الموجودة في منطقتنا وبين أهلنا ما يؤدي الى أخطار كبرى ستنعكس بوصول مثل هذه المعلومات الى اسرائيل كما أصبح واضحًا ومعلومًا وبالتالي ليس لدينا الآن شيء جديد في هذا الأمر أما الخطوة التالية فالمطلوب أن يفهم المجتمع الدولي والمسؤولين في لبنان بأن مسار الاتهام الإفترائي والدخول الى المعلومات كافة أمر خطير جدًا، عليهم أن يعالجوه بالطريقة التي تمنع تكراره وأيضًا بالطريقة التي تنهي هذه المهزلة التي سببت التوتر في لبنان كل هذه الفترة.

س: ولكن يعني هل تصل المقاطعة، يعني تتعداكم أنتم تعلنون أن لجنة التحقيق الدولية لا علاقة لها بكم ولن تتعاطوا مع أي طلب من طلباتها؟

ج: نحن أعلنا بوضوح لن نتجاوب مع أي طلب من طلبات المحكمة لأن...

س: المحكمة او فريق التحقيق؟

ج: فريق التحقيق جزء من المحكمة وبالتالي هذه المطالب التي تؤدي الى غتهام إفترائي وتبيّن أنها لا تسير في المسار الصحيح لا يمكن أن نتابع فيه، ولذا نحن كحزب الله غير معنيين بما يريده فريق التحقيق وبما تقوم به المحكمة بسبب النتائج التي برزت من الأداء السابق والتي كانت سلبية ولا تؤدي الى الحقيقة.

س: هل أنتم الآن بوضعية من طلب منه تقديم معلومات أو مقابلة أشخاص ورفضتم؟ يعني هل طلبت لجنة التحقيق منكم مقابلة أشخاص مؤخرًا؟

ج: منذ شهر رمضان المبارك رفضنا لائحة قالوا بأنهم يريدون التحقيق مع أفراد فيها سواء أكانوا مقربين من الحزب او أشخاص في منطقتنا ومنذ ذاك التاريخ ليس هناك بيننا وبين لجنة التحقيق أي طلب من هذا النوع وبدأوا يدخلون على أفراد كما حصل مع العيادة النسائية بطريقة مشبوهة وبآثار سلبية جدًا ولذا كنّا مضطرين أن نعلن أمام الرأي العام برفض التعاون مع لجنة التحقيق.

س: لم يتجدد الطلب، يعني أعلن أن هناك صلة تمت بين ممثل من فريق التحقيق ورئيس لجنة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، هل نقل طلب بتجديد يعني طلبات المحكمة الدولية؟

ج: ليس هناك أي طلب من لجنة التحقيق بشكل رسمي لحزب الله لأننا بلغناهم منذ ثلاثة أشهر بان هذا النوع من التعامل في مسالة الشهود غير ممكن بالنسبة لحزب الله بعد أن أصبح واضحًا أن الأمور متجهة الى إتهام رسمي لأفراد من حزب الله وهذا الاتهام فيه افتراء ونحن نعرف تمامًا كيف تصاغ مثل هذه الأمور.

س: نريد أن ندقق لو سمحت هل صحيح أن لجنة التحقيق الدولية طلبت مقابلة قيادي بارز في حزب الله والآن يقوم مقام القائد في حزب الله عماد مغنية؟

ج: لم يحصل أن طلبت لجنة التحقيق اللقاء مع أي مسؤول من حزب الله.

س: وهل وصلوا الى حد طلب وثائق ما من الحزب؟

ج: أيضًا لم تصل المسألة الى طلب وثائق من الحزب، كل ما حصل من تعاون خلال الفترة السابقة كان في إطار الشهود غير المتهمين وهذا العنوان كان أساسيًا في التعامل لأنهم لو قالوا من اللحظة الأولى أن هؤلاء الشهود يستدعون كمتهمين لرفضنا في وقتها لكنهم قالوا هؤلاء شهود فقط وليسوا متهمين أردنا أن نعطي صورة إيجابية في التعاون ولكن تبيّن أن القرار الاتهامي الظني الجائر جاهز كل ما في المر هناك سيناريو لا بدّ أن يحصل ولو بشكل شكلي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك انتهاز لفكرة التحقيق للوصول الى معلومات تسخّر لخدمة اسرائيل.

س: ولكن هناك رأي آخر رأي تيار المستقبل المتمسك بالتحقيق والمتمسك بالمحكمة يقول أنكم تستبقون النتائج وكأنكم تتهمون أنفسكم ولم يتهمكم أحد بعد، يعني الاستناد الى معلومات صحافية دفعكم الى تصعيد وصولًا الى طلب إلغاء المحكمة وعدم التعاطي مع التحقيق.

ج: تيار المستقبل و رئيس تيار المستقبل يعلمان تمامًا أن الاتجاه الاتهامي هو لأفراد من حزب الله ونحن تبلغنا هذا المر من مسؤولين عندهم إضافة الى المعطيات المختلفة التي توفرت بطريقة إعلامية أو بطريقة سياسية من خلال علاقاتنا المختلفة.

س: متى بلغتم من مسؤولين في تيار المستقبل أن الاتهام سيتجه الى أفراد من الحزب؟

ج: أعلن سماحة الأمين العام أن الرئيس الحريري هو بلغه بشكل مباشر وبالتالي...

س: ولكن قيل أنه حصل عام 2008

ج: هذا أمر أصبح واضحًا كل الاتجاه للإفتراء على حزب الله وعندما يتمسك البعض بالمحكمة في هذه المرحلة إنما يتمسك وفي ذهنه ان الاتهام موجّه الى حزب الله وإلاّ فليعلنوا وبشكل واضح أنهم يرفضون اتهام حزب الله الجائر وعندها الأمور تتضح أكثر بالنسبة لموقفهم نحن لا نقبل أن تكون هذه المحكمة في إطار التسييس الذي يمارسه الأميركيون وكل العالم يعرف اليوم أن قرائن سماحة السيد حسن التي تدين اسرائيل لم تخطُ خطوة واحدة فعالة من قبل المحكمة، لم يستدعَ شهود من الصهاينة ولم يتهم أحد من الصهاينة، هم بعيدون...

س: طلبت منكم وثائق إضافية في موضوع ما قدمه الأمين العام في المؤتمر الصحافي يعني أعلن دنيال بلمار في بيان رسمي أن ما قدم ليس كافي إذا كان هناك معطيات أكثر، كما قال الأمين العام في مؤتمره الصحافي فليقدمها، ولم تقدموا هذه الوثائق

ج: ما قدمه الأمين العام من وثائق في مؤتمره الصحافي كقرائن تدين اسرائيل وتوجه اليها احتمال الاتهام هذا عمل جبّار وكبير ويصعب أن يُنجز بهذه السهولة لذلك نحن لسنا لجنة تحقيق ولا نمتلك الامكانات للوصول الى النتائج النهائية قدمنا معطيات وهي مهمة وحساسة، على لجنة التحقيق أن تنطلق منها وترى الى أين ممكن ان تصل، هي لم تنطلق منها بل لا تتجرأ لجنة التحقيق بأن تسأل اسرائيل أو تحقق مع شهود أو مسؤولين اسرائيليين، وأنا أتحدّاهم إذا كانوا يستطيعون ذلك وليعلنوا أمام الرأي العام كما يعلنون أنهم يستدعون الشهود من هنا وهناك بأنهم استدعوا شهود اسرائيليين.

س: أعلن الفريق الآخر وهو تيار المستقبل الذي تعتقدونه أنتم معني بصفته ولي الدم أن هناك ضرورة لانتظار القرار الظني لمعرفة ما إذا كان بالفعل استند الى قرائن سياسية ولم يستند الى قرائن فعلية ما تعليقكم؟ يعني التسوية الآن ما قبل القرار أو ما بعد القرار، أنتم تريدونها ما قبل القرار، أنتم تريدون سعد الحريري أن يعلن رفضه للمحكمة وهو يريد انتظار القرار الظني لتتم التسوية بعده.

ج: مسار التحقيق خلال السنوات الخمس الماضية ليس مشجعًا وفي آن معًا هو مسار ظالم أدى الى إعتقال أربعة ضباط لأربع سنوات مع اتهامات وأجواء إعلامية وسياسية اساءت كثيرًا للحقيقة وأبعدتها عن دائرتها الصحيحة بل بينت أن هناك إدارة دولية أميركية لهذا المسار، كيف يمكن أن نقبل بعد تجربة خمس سنوات أن نتابع التجربة ونسلّم رقبتنا لمن نعلم مسبقًا بانهم سيختارون كل ما يلزم لتثبيت الاتهام الافترائي..

س: ماذا ستفعلون يعني القرار الظني تبيّن أنه لا يمكن وقفه، ما هي الأدوات التي بيد حزب الله للتعاطي مع هذا القرار، هناك سيناريوهات دراماتيكية يجري تداولها منها مثلّا عودتكم الى أسلوب 7 أيار عبر النزول الى الشارع بمسلحي الحزب الى العاصمة والمدن الأساسية منها إسقاط الحكومة، ماذا ستفعلون؟

ج: ليس لدينا ما نقوله عما يمكن أن نفعله إذا صدر القرار الظني متهمًا أفرادًا من حزب الله لأن الاحتمالات كثيرة وهذا مرتبط بطبيعة ظروف المرحلة التي ستكون لكن ما نعلمه أن مثل هذا القرار هو فتيل إنذار وتفجير وخطر على لبنان قد يؤدي الى نتائج سلبية وقد تكون أقل من ذلك هذا أمر لا نستطيع حسمه من الآن لأن الأطراف المعنية بهذا القرار متعددة والمخابرات المنتظرة وكذلك مخابرات اسرائيل كلها موجودة في الساحة وبالتالي لا نعلم كيف سيكون مفعول هذا القرار الظني في الاستفادة منه من قبل هذه الاطراف وما هي ردات الفعل التي ستحصل، الأمر ليس مرتبطًا فقط بما يمكن أن يفعله حزب الله الأمر مرتبط بما يفعله الآخرون وما يمكن أن تكون عليه ردة فعل حزب الله.

س: بأي معنى يعني ما يفعله الآخرون؟ هل تطلبون من سعد الحريري أن يخرج ويقول ان المحكمة مسيسية ولا يريد الاستمرار في التحقيق؟ هل هذا هو المطلوب منه؟

ج: مسؤولية الرئيس سعد الحريري أن يرى هذه الصورة العامة التي حصلت لخمس سنوات وما يمكن أن يكون هناك من تداعيات لاتهام جائر وظالم وبالتالي هو يعلم ما الذي يمكن أن يفعله.

س: ولكن القرار الظني ليس بيده بمعنى أن هناك محمكة دولية وفريق تحقيق دولي، يعني حتى لو خرج بهذا الموقف لا شيء يوقف القرار الظني ويبدو ان هذا بُلغ أيضًا للأطراف المعنية.

ج: فليقم الرئيس الحريري بما هو عليه وعندما يقوم بكل طاقته لمصلحة لبنان عندها نتعاون لمعالجة السلبيات الأخرى التي ممكن أن تكون موجودة بسبب التدخل الدولي بشؤوننا.

س: أنتم تعتبرون أن موقف من هذا النوع من قبل سعد الحريري ينقذ الموقف قبل القرار الظني وسيكون متأخرًا بعد القرار الظني؟

ج: لا أهمية للمواقف بعد القرار الظني لأن التعامل مع النتائج ستكون مختلفة عن التعامل مع قرار قبل أن يصدر، خاصةً أنه قبل أن يصدر هو يحمي الساحة من الفتنة من احتمالات الخطر الموجود من سلبيات كثيرة ممكن أن تكون موجودة أما بعد صدوره نحن أمام مرحلة جديدة لا بدّ من التعامل معها لا أعلم ماذا سيكون وكيف ستتعامل الأطراف.

س: ولكن أنتم تتحدثون عن الفتنة منذ أن حصل هذا الاستنفار من قبلكم، تتحدثون عن الفتنة والطرف الآخر يقول أنها غير واردة لأنه لا يريدها وكأنكم وضعتم في موقف أنكم أنتم تسعون الى الفتنة وتهددون بها لكي يتخذ سعد الحريري موقفًا تريدونه.

ج: يشهد العالم بأسره أن حزب الله هو أبعد جهة من كل الجهات عن الفتنة وقد ضحّى بالكثير من أجل أن يمنعها طوال السنوات السابقة رغم التآمر عليه والتعقيدات التي حصلت والارتكابات التي ارتكبها أطراف كثيرون على هذه الساحة، لكن عندما نتحدث عن الفتنة لا نقصد أن حزب الله سيخوض فيها وإذا كان الطرف الآخر في تيار المستقبل يقول أنه لن يدخل في الفتنة فهذا لا يعني أن الأمر انتهى عند هذا الحد لأن الساحة مفتوحة ولا نعلم من الذي يدخل اليها ليوقع الأخطاء أو الأخطار أو المشاكل هذا أمر مفتوح وبالتالي الفتنة لا تحتاج الى قرار منّا أو من تيار المستقبل، قد تكون بقرارات أخرى من جهات مخابراتية توقع المشكلة التي تسبب الفتنة.

س: ماذا عن العلاقة مع سعد الحريري، هناك انقطاع في التواصل بينه وبين الأمين العام، ليس هناك لقاءات على هذا المستوى، هل من شيء قريب يجري ترتيبه؟ هل من لقاء قريب سيحصل؟

ج: العلاقة مع الرئيس الحريري علاقة عادية وزاره المعاون السياسي للأمين العام منذ أسبوعين تقريبًا وحصل نقاش في المسائل المختلفة والتواصل قائم عندما تكون هناك حاجة لأي نقاش أو أي جلسة، وبالتالي ليس مطروحًا الآن أن يحصل لقاء بين الرئيس الحريري وسماحة الأمين العام وعندما يرى الطرفان أن هناك حاجة للقاء وثمرة من اللقاء يتم الاتفاق على اللقاء.

س: من جهتكم لا ترون الآن حاجة لهذا اللقاء؟

ج: لا يوجد الآن شيء يستدعي عقد مثل هذا اللقاء لكن لا يوجد ممانعة فيما لو طلب الطرف الآخر وكان هناك تقدير لفائدة مثل هذا اللقاء فيحصل.

س: ولكن قيل ان اللقاء الأخير، يعني الصلة الأخيرة التي حصلت كانت على خلفيات خلافية وبحدة..

ج: بالتأكيد حزب الله مختلف مع الرئيس الحريري هو لا يريد المجلس العدلي ونحن نريد المجلس العدلي

س: في قضية شهود الزور

ج: في قضية شهود الزور، هو لا يريد ان يلتفت الى التطورات التي لها علاقة باتهام حزب الله ويصرّ على استمرار هذا المسار في المحكمة ونحن نعترض على هذا المسار ونعتبره مسارًا خطرًا إذًا هناك خلافات موجودة.

س: ولكن هل هذه الخلافات تصل الى حد انكم ستسعون الى تغيير سعد الحريري عن رئاسة الحكومة لو استطعتم؟ أم أنكم تتمسكون به رئيسًا للحكومة؟

ج: لم نطرح كحزب الله لا تعديل حكومي ولا تغيير حكومي في هذه المرحلة.

س: يعني ممكن قضية شهود الزور أن تفجّر الحكومة؟

ج: لا أعلم الى أين ستصل قضية شهود الزور لكن سنتخذ موقفنا المنسجم مع قناعاتنا الّا أنه مسألة الحكومة مسألة غير مطروحة في المرحلة الحالية.

س: الموقف المنسجم مع قناعتكم تأخذونه حتى لو وصل الى حد اعتكاف سعد الحريري أو انسحابه، يعني تعطيل عمل الحكومة لمنع وصول موضوع موضوع شهود الزور الى التصويت؟

ج: نحن معنيون كحزب الله أن نتخذ الموقف الملائم من قضية شهود الزور في مجلس الوزراء والآخرون يتحملون مسؤولية مواقفهم، لا يمكن أن نحاصر فنمنع من موقفنا تحت عنوان أن الآخرين يمكن أن يتخذوا بعض المواقف

س: منه الاستقالة أو الاعتكاف؟

ج: كل واحد مسؤول عن موقفه وبالتالي ليس مطروحًا لدينا أن نتحدث بغير موقفنا مهما كانت النتائج والأمر الآخر نحن نعتبر أن شهود الزور هي قضية مركزية، شهود الزور ووراءهم من صنعهم وبالتالي إذا وصلنا الى من صنّع شهود الزور سنفهم هذه المرحلة لمدة خمس سنوات ما الذي جرى فيها ولماذا انحرف التحقيق عن مساره وماذا يريدون من هذا الملف الذي ابتعد تمامًا عن الحقيقة وأصبح مسيسًا وبيد القرارت الدولية

س: ولكن هم يقولون إن القرار الظني لم يصدر لنرَى ما إذا كان استند الى شهود زور ام لا؟

ج: هناك مقدمات حصلت في البلد شوّهت الحقيقة وغيرت المعطيات ودخلت الى شبكة الاتصالات وهناك تجسس اسرائيلي عمل ليل نهار ومسؤولين دوليين دخلوا على الخط، أصبحنا أمام مقدمات فيها الكثير من الاشكالات، علينا في البداية أن ننقيها وأن نوضحها قبل أن نصل الى القرار الظني وهذا المسار هو مسار شهود الزور ومن صنعهم.