مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه صحيفة البناء اللبنانية في 14/7/2010

بعض دول "الطوارئ" ترغب بإنجازات لاسترضاء "اسرائيل"

 أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حوار شامل مع "البناء" أن "إسرائيل" غير قادرة على تحقيق إنجاز نصر في أي عدوان محتمل على لبنان. وكشف أن استعدادات المقاومة آخذة بالاعتبار كل السيناريوهات المحتملة جوا وبرا ً وبحراً وعلى مساحة كل لبنان. ورأى أن "إسرائيل مرتدعة عن الحرب بسبب معرفتها بنمط الاستعدادات المتوفر عند المقاومة والقرار الحاسم بالمواجهة"، معتبراً أن "تجربة 2006 هي أقل بكثير من التجربة التي يمكن أن تنشأ في المستقبل بعد أن استفدنا من الدروس والعبر وبعد أن أخذنا بعين الاعتبار أن العدو سيطور إمكاناته". وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية كرّر قاسم، موقف الحزب بأن الحل للاستراتيجية الدفاعية يكمن في طاولة الحوار وأنه لا يوجد "موضوع اسمه السلاح بمعزل عن الاستراتيجية الدفاعية". وعن الخرق الأمني في مطار بيروت، وطلب رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير إعفاءه من مهامه، رفض نائب الأمين العام لحزب الله، أن يتخّذ هذا الحادث الطابع السياسي وأن يدخل في بازار نقاشات إقليمية دولية، داعياً الى وجوب أن يتابع الأمر لمعرفة الجهة المقصّرة ومن يجب أن يُحاسب و من يجب أن يُكافأ. وفيما لفت قاسم الى أن قوة المقاومة هي لمصلحة قوة لبنان، اعتبر أن ما حصل في الجنوب مؤخراً بين اليونيفيل والأهالي هو أن دولة بعينها مشاركة في قوات الطوارئ الدولية ترغب بتحقيق إنجازات من خلال وجود هذه القوات وتميل أكثر لاسترضاء "إسرائيل". وإذ رفض الشيخ قاسم الكشف عن تفاصيل الحوار الذي دار بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ورئيس الحكومة سعد الحريري، حول أن القرار الظني للمحكمة الدولية المتوقع صدوره في أيلول المقبل سيتّهم عناصر غير منضبطة في حزب الله باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، ذكّر قاسم في حديثه لـ"البناء" "أننا قررنا كحزب الله التعاطي مع مسألة المحكمة الدولية بدقة متناهية وبحسب تطوراتها، وبحسب طريقة المحكمة في العمل فإذا كانت مسيّسة في أدائها فلنا موقف، وإذا كانت قضائية مستندة الى الأدلة الحاسمة المادية المعترف بها فسيكون لنا موقف آخر". مشدّداُ على أننا غير متّهمين لا أفراداً ولا كحزب. الحديث عن حل سلمي مع "إسرائيل" وهم رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أننا أمام عدو قام وجوده في المنطقة على قاعدة العدوان والجرائم وارتكاب كل المحرمات ضد الانسانية، لم يقدم فكراً أو مشروعاً أو إنجازا بمعزل عن العدوان والاحتلال. إنطلاقاً من ذلك، أكّد الشيخ قاسم أن ً كل الاحاديث التي تجري على قاعدة أنه يوجد حل أو سلم أو تسوية عادلة مع "إسرائيل"، هي أحاديث فارغة من المضمون وغير قابلة للتطبيق، وأن الأصل هو أن "إسرائيل" ستستمر في عدوانها ما دامت موجودة بأساليب مختلفة، فإذا توقفت لسنوات أو لأشهر عن الاعتداء فالسبب أهو عجزها عنه لا إقلاعها عن هذا المستوى من الآداء. وأضاف: "من هنا يجب أن يتوقع اللبنانيون والعالم أن "إسرائيل" يمكن أن تخوض حروباً متكررة في المستقبل، وبالتالي لا هدوء معها لا لأننا لا نريد الهدوء والسلام والحل، بل لأن "إسرائيل" تريد حلولاً تأخذ بنتيجتها المزيد من أراضينا وتسيطر على المزيد منها". وعلى هذا الأساس، رأى الشيخ قاسم أن "التوقع بأن تعتدي "إسرائيل" وتشن حرباً في يوم من الأيام هو توقع دائم لا يمكن تطمين الناس حوله ولا يمكن خداع الناس بالقول إن "إسرائيل" توقفت عند هزيمتها الاخيرة في عدوان تموز سنة 2006، فهي تسعى دائماً لتعديل موازين القوى ولأخذ المزيد من الأراضي والمياه والنفط والمكتسبات المختلفة لمصلحة كيانها". وعلى هذا الأساس أيضاً قال الشيخ قاسم: "لجأنا كحزب الله الى نوع آخر من التطمين الذين ينفع ويفيد، وهو التطمين بالمزيد من امتلاك القوة لمواجهة "إسرائيل" إذ أننا عندما لا نستطيع إيقاف مشروعها كمشروع قائم بذاته لا بد أن نواجهه بمقاومة تستطيع وضع حد لهذا المشروع تمهيداً لإيجاد الخلل فيه وتمهيداً لإسقاطه في يوم من الأيام". ومن موقعه العارف بأدق تفاصيل الصراع مع العدو، أكّد قاسم أن "إسرائيل" اليوم غير قادرة على المبادرة الى حرب لظروف داخلية وإقليمية ودولية أبرزها أن "إسرائيل" تعتقد بوجود تفوق عسكري عند حزب الله في قدرة الردع لا يمكنها من أن تخوض معركة رابحة، بل هي معركة مُرجحة الخسارة "لإسرائيل" ومحتملة الربح بحسب تقييمهم لكنها غير مضمونة، فإذا تكررت تجربة تموز 2006 فإنها تكون صاعقة بالنسبة "لإسرائيل" ومقدمة لانهزام شديد لا تتحمله في هذه المرحلة، إضافة الى عوامل سياسية داخلية أبرزها الاهتمام باحتلال مزيد من الأراضي في القدس والضفة الغربية وكذلك السمعة السيئة التي تريد أن تلطفها "إسرائيل" على المستوى العالمي، فضلاً عن الصفقات والاتفاقات بينها وبين أميركا حول الأولويات". إذاً كل الظروف السياسية تُنبئ بأن احتمالات الحرب ليست قريبة، يضيف قاسم: "لكن لا نستطيع أن نقول إن الحرب لن تقع، بل دائماً يجب أن نبني بأن الحرب قد تقع في يوم من الأيام ولو مستقبلاً، وأن جهوزيتنا العالية كمقاومة هي السبيل الوحيد لتأجيل الحرب ولإمكانية منع حصولها في المستقبل". ويعتبر أن الحرب إن حصلت فإنها ستكون لمصلحة المواجهة وانتصار المقاومة، "ذلك إن جهوزيتنا على قدر كبير من الأهمية ونحن نتعاطى دائماً بخلاف ما نتعاطى في الاستعداد. في السياسة نقول أن الحرب يبدو "أنها مؤجلة، وفي الاستعداد نستعد الى أن الحرب يمكن أن تقع غداً، ما يبقينا في دائرة الاحتياط القسوى ولا يوقعنا في مأزق المفاجآت أو الاحتمالات غير المدروسة"، مطمئناً اللبنانيين الى أن "جهوزيتنا على مستوى المسؤولية وعلى قدر عال من قدرة مواجهة التحديات". أفق التسوية مسدود بالكامل في قراءته السياسية لأوضاع المنطقة ومسار الصراع، يرى الشيخ قاسم أن أفق التسوية مسدود بشكل كامل، بحيث لا يتوقّع أن تخرق ثغرة في الجدار، برغم الحركة الأميركية والضغوطات لتأمين شكل طاولة المفاوضات في الجلوس المباشر، لأن المطالب "الاسرائيلية " هي مطالب إملائية لا تعطي شيئا للفلسطينيين ولا يستطيع المفاوضون الفلسطينيون أن يحققوا من خلالها أدنى المكتسبات، وبالتالي يقول قاسم: "لسنا أمام مفاوضات قابلة لتحقيق إنجاز أو تقدم، إنما نحن أمام مفاوضات تشرع "لإسرائيل" المزيد من المكتسبات، وهذا أمر لا يؤدي الى حل ولا الى ثغرة ما فنحن متفقون أن التسوية ميتة وكل الحركة الإعلامية السياسية هي حركة شكلية وليست واقعية"، ويضيف: "في المقابل "إسرائيل" تحصل على الدعم المطلق أميركياً وأوروبياً ودولياً ولولا هذا الدعم لما بقيت "إسرائيل"، فهي ليست قائمة بقوتها ولا بمشروعها وإنما بالمشروع الدولي الذي يدعمها ويريدها أن تكون شوكة في خاصرة المنطقة الإسلامية والعربية لمشاريع استكبارية توسعية أقلها الشرق الأوسط الجديد في المنظور الأميركي". عندما تتخذ "إسرائيل" قراراً بالتعاون مع الأميركيين على تحقيق خطوات الى الأمام فهي ليست حرة في هذه الخطوات بمعزل عن معادلات المنطقة. ويرى أيضاً الشيخ قاسم أن "اليوم، أصبحت المقاومة في لبنان وفي فلسطين قادرة على أن تعيق المشروع "الإسرائيلي" وعلى أن تضع أمامه العقبات الكثيرة بحيث لا يستمر مستقراً أو على الشاكلة التي تريدها "إسرائيل". جهوزية المقاومة براً وبحراً وجواً في ما يتعلّق بسيناريوهات "إسرائيلية" لاجتياح لبنان من شماله حتى جنوبه، بواسطة 150 ألف جندي وبمساعدة عملاء من الداخل، كما تروّج وسائل إعلامية "إسرائيلية" وعالمية وتلقى صدىً في بعض الإعلام اللبناني، يؤكّد نائب أمين عام حزب الله، أنه "بصرف النظر عن شكل الحرب "الاسرائيلية" وكذلك من يمكن أن يساعدها في الداخل اللبناني فإن "إسرائيل" غير قادرة على تحقيق إنجاز النصر في الحرب على لبنان لأن استعدادات المقاومة آخذة بالاعتبار كل السيناريوهات المحتملة جواً وبراً وبحراً وعلى امتداد مساحة لبنان"، ويوضح: "بالتالي نحن لسنا أمام حرب مجهولة الاستعدادات والاتجاهات وإنما أمام حرب إذا حصلت فإن خطوات الدفاع المتوفرة لدى حزب الله قد أخذت بعين الاعتبار أسوأ الاحتمالات من موقعنا كمقاومة، وعليه فإن "إسرائيل" مرتدعة عن الحرب بسبب معرفتها بنمط الاستعدادات المتوفر عند المقاومة والقرار الحاسم بالمواجهة ولعل تجربة 2006، ماثلة أمامهم بشكل واضح". واعتبر قاسم، أن تجربة 2006 هي أقل بكثير من التجربة التي يمكن أن تنشأ في المستقبل "بعد أن استفدنا من الدروس والعبر وبعد أن أخذنا بعين الاعتبار أن العدو سيطوّر إمكاناته، وهنا يكمن السباق بين الطرفين، ونحن نمتلك قدرة الردع الكافية والمناسبة لمواجهة أي تحد". لو كانت "إسرائيل" مطمئنة أو ترجّح بأنها تكسب حرباً على لبنان لما انتظرت يوماً واحداً ولقامت بالحرب اليوم قبل الغد، يقول قاسم، ويضيف: "لكن لأنها مرتدعة وتحسب حسابات كثيرة ولا تتحمل خسارة إضافية على ما حصل في تموز 2006، فهي لا تقدم ولا تبادر في هذه المرحلة". إذاً هناك فرق كبير بين ما ترغب به "إسرائيل" وما تستطيعه بالفعل، فهي ترغب بالحرب، لكن لا تقدر على الإقدام عليها، وهي ترغب بإنهاء المقاومة، لكن لا تمتلك قدرة القضاء عليها سواء في لبنان أو في فلسطين وحتى في غزة على صغرها وتعقيداتها. أشار الشيخ قاسم الى أن استبعاد الحرب ناشئ عن عجز "إسرائيل" عن القيام بالحرب بهذه المرحلة ووجود أولويات لديها في تحقيق بعض الإنجازات السياسية التي حتماً ستكون بغطاء أميركي. وقال: "لنكن واضحين منذ عدوان تموز 2006، المشروع "الإسرائيلي" أصيب بانتكاسة كبيرة، وبالتالي أصبح هناك لجم حقيقي للتوسع بحسب الرغبة الإسرائيلية". لا يرى قاسم ضرورة أن تهرب "إسرائيل" من مأزقها الى الحرب، وإنما يمكن أن يكون الهروب كما هو حاصل حالياً الى مزيد من إبراز التماسك "الإسرائيلي" الأميركي والى القيام بالتهديدات المتنوعة والمختلفة والى الاهتمام بتدعيم الإمساك "الإسرائيلي" بالداخل الفلسطيني. "فإسرائيل" تقدم على الحرب فقط عندما تعتقد أنها تستطيع أن تحقق إنجازا من خلالها، وقبل ذلك استبعد قاسم هذا الأمر. المقاومة... بين المبادرة إلى الحرب والدفاع احتلّت مسألة من يمسك بقرار الحرب والسلم في لبنان، ومطالبات البعض بضرورة أن تتخلى المقاومة عن سلاحها كي يتسنى للدولة وأجهزتها العسكرية أن تنفرد بقرار السلم والحرب حيزا مهما في النقاشات الداخلية، في هذا السياق، يوضح الشيخ قاسم أن أصل قيام المقاومة عنوانه دفاعي وليس هجوميا، إضافة الى أنها بتركيبتها العسكرية والسياسية تأخذ بعين الاعتبار توفير المناخات الملائمة سياسياً وميدانياً لامتلاك أعلى قدرة على الدفاع في ظروف، وبيئة سياسية ملائمة. ويضيف أنه "عندما تتحول المقاومة الى عنوان هجومي تفقد خصوصيتها وتفقد الكثير من بيئتها السياسية ومن قدرتها على التحرّك"، ويقول: "نحن لسنا جيشاً نظاميا وبالتالي لا بد من أن نحافظ على منهجية الدفاع، وعلى هذا الأساس، عندما نقول إن حزب الله ليس لديه مبادرة لحرب، فهذا منسجم مع رؤيتنا السياسية ومع تركيبتنا المقاومة، ورغم أن هناك أرضا ما زالت محتلة فإن تحرير الأرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والمساهمة في تحرير الأرض المحتلة في فلسطين يتطلبان متابعة ميدانية للظروف الميدانية لتحقيق التحرير بأقل كلفة ممكنة وأعلى أداء ممكن عسكرياً وسياسياً. وعلى هذا الأساس، فإن "إسرائيل" هي التي تمتلك قرار السلم والحرب، يقول قاسم، ويضيف: "نحن ليس لدينا توجّه بالمباشرة بالحرب لاعتبارات ثقافية وفكرية، وأيضا لاعتبارات عملية ميدانية. أنا أقدّر بأن البعض يطمح بأن تكون المقاومة صاحبة مبادرة في أن تقرر هي متى تبدأ الحرب، لكن هذا أمر غير متوفر وغير ممكن وغير منسجم مع الظروف الموضوعية ومع وجود المقاومة كعمل دفاعي، على هذا الأساس دائما نتحدّث عن حرب "إسرائيلية" محتملة ولا نتحدث عن حرب تخوضها المقاومة". وللداخل لمن منه يتحدّث عن قرار السلم والحرب، قال قاسم: "قرار السلم والحرب ليس بيد حزب الله ولا بيد الحكومة اللبنانية ولا بيد العرب مجتمعين، إنه بيد "إسرائيل" لأنها هي التي تبادر وهي التي تحتل وتمتلك الامتداد الدولي والقدرة الدولية على أن تقوم بمشروعاتها، نحن في موقع الدفاع والتحرير و لن نغير هذا الموقع لأنه هو الموقع الصحيح بالنسبة إلينا". ما حصل في المطار لافت وكبير أما ما حصل في المطار، فهو حادث لافت وكبير ومن المفترض أن يُتابع أمنياً وإدارياً بالطريقة المناسبة، بحسب قاسم الذي رفض أن يأخذ هذا الحادث الطابع السياسي وأن يدخل في بازار نقاشات إقليمية دولية. فـ"هناك حادثة مؤثرة ولافتة حصلت ولا بد من متابعتها لمعرفة مكامن التقصير وما هي طبيعة المشكلة ومن يجب أن يُحاسب ومن يجب أن يُكافأ، وبالتالي هي حادثة محدودة في مدلولها وفي نتائجها وأدعو الى التعامل معها بهذه الطريقة". ونفى أن يكون لحزب الله أي علاقة بإقدام رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير على الطلب من وزير الداخلية إعفاءه من مهامه، وأكّد أن شقير يتصرّف بقراره الشخصي ولا يملي عليه أحد ما يجب أن يقوم به، وأن ما حصل في 5 أيار أمر مختلف تماماً، إذ لم يكن الاستهداف وقتها لشخص العميد شقير، إنما كان الاستهداف لمنظومة عمل المقاومة، وعندما اتخذنا الموقف الذي اتخذناه إنما كان من أجل منع الاعتداءات على شبكة اتصالات المقاومة وكيل التهم غير الصحيحة للحزب في ما يتعلق بشؤون المطار، وكان من الضروري في حينه أن نقف موقف الرافض لأي تصرّف مع العميد شقير أو مع شبكة الاتصالات لأن الاستهداف كان كبيراً على المستوى السياسي. أما الآن، فنحن أمام حادثة محدودة ومعروفة، كيف يمكن أن يتصرّف العميد شقير أو المسؤولون، هذا يمكن أن نراه في الأيام المقبلة وهذه ليست مسألة سياسية. وعن الاستراتيجية الدفاعية، قال :"منذ البداية نحن قلنا ان الحل للاستراتيجية الدفاعية يكمن على طاولة الحوار وبالتالي لا يوجد موضوع اسمه السلاح بمعزل عن الاستراتيجية الدفاعية، وكان البعض يصر على أن يأخذ الأمر الى الإعلام، أما إذا أرادوا إعادته الى طاولة الحوار، فهذا أكثر نفعاً ويخدم مصلحة لبنان وعلى كل إنسان مسؤول أمام الناس أن يقدم الموقف الذي ستسأله عنه الناس". نتعاطى مع المحكمة بحسب أدائها وعن موضوع المحكمة الدولية، وقرارها الظني المتوقع صدوره في أيلول المقبل، يقول قاسم: "قررنا كحزب الله التعاطي مع مسألة المحكمة الدولية بدقة متناهية وبحسب تطوراتها وألا نرد على تحقيقات أو إثارات إعلامية صحافية كي لا ندخل في متاهة النقاش السياسي حول المحكمة وكي لا نقع فريسة معلومات خاطئة أو التصدي لأمور لم يحن وقتها بعد. نحن بالانتظار وسنتابع قضية المحكمة بحسب معطياتها التي تتوفر عملياً ومادياً ولن نستبق الأمور الآن لنتخذ المواقف المختلفة، وقد كان سماحة الأمين العام واضحاً عندما رسم سقف التعاطي مع المحكمة بأنه سيكون بحسب طريقتها في العمل، فإذا كانت مسيّسة في طريقة ادائها فلنا موقف، وإذا كانت قضائية مستندة الى الأدلة الحاسمة المادية المعترف بها فسيكون لنا موقف آخر". وحول صحة ما كتب حول ما قاله الرئيس سعد الحريري للسيّد حسن نصر الله في اجتماعهما الأخير، حول موضوع أن القرار الظني سيصدر باتجاه عناصر غير منضبطة في حزب الله، قال قاسم: "لست في موقع يخوّلني أن أكشف تفاصيل الحوار الذي حصل ما بين سماحة الأمين العام والرئيس الحريري، وأنا أعتبر أن هذا الأمر جزء لا يتجزّأ من ملف المحكمة ككل، لكن بالنسبة إلينا كحزب الله، نحن لسنا متهمين لا كحزب ولا كأفراد، يبقى أن نرى ما ستكون عليه الصورة لنتعاطى بحسبها". التزام الـ 1701 والحفاظ على سيادة الدولة أعاد الشيخ نعيم قاسم التذكير "بأننا كحزب الله قبلنا بالقرار 1701 مع بعض التحفظات التي ذكرناها في حينه، بإشارة هذا القرار الى أننا نتحمل في لبنان مسؤولية ما حصل. ولكن في ما يتعلق بانتشار القوات الدولية ومهامها، فقد رحبنا وأعلنا أننا مع تنفيذ هذا القرار وعملنا خلال الأربع سنوات الماضية وحتى الآن ملتزمين ضوابط القرار 1701 وهذا ما تشهد به تصريحات المسؤولين في قوات الطوارئ الدولية عندما ينفون الخرق الذي تدعيه "اسرائيل" في نقل السلاح الى داخل المنطقة، وهذا يدل على أن دور هذه القوات في مراقبة عدم وجود مظاهر مسلحة وعدم نقل الأسلحة في المنطقة هو أمر محقق وبالتالي لم يحصل خرق ولا خلل من قبل حزب الله ولا في المنطقة للقرار 1701 بشكل عام. ما حصل هو أن هناك بعض الدول المشاركة في قوات الطوارئ الدولية ترغب في تحقيق إنجازات من خلال وجود هذه القوات وهي تميل أكثر لاسترضاء "إسرائيل" سواء بمزيد من الضغط على المنطقة أو لتوسعة دائرة المعلومات الاستخبارية التي تستفيد منها "إسرائيل" سواء بالتصوير أو بالمداهمات أو ما شابه ذلك، هذا أمر مرفوض لأنه توجد قواعد اشتباك مقررة ولبنان ملتزم بها وتوجد بنود للقرار 1701 تركز على أن الجيش اللبناني هو المسؤول الاول وقوات الطوارئ تساعده في تحقيق أهداف القرار 1701 في المنطقة. على هذا الأساس لو التزمت قوات الطوارئ بمضمون القرار 1701 وبقواعد الاشتباك الموجودة لما حصل هذا الاشكال مع الأهالي، والذي اخترق القرار 1701 هو بعض القوات الدولية وليس كل القوات الدولية اي بمعنى آخر، بعض الدول وليس كل الدول، وكأن قوات الطوارئ خارجة عن إدارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن. هنا عاش الأهالي القلق عندما رأوا الملالات والدبابات، والدخول الى قراهم بطريقة مكثفة مع وجود نقاط مراقبة ومحاولات تفتيش وحواجز في مشهد غير مألوف ومن دون تنسيق مع الجيش اللبناني، فاعترض الأهالي وفي النهاية اختتمت المشكلة باعتراف قائد قوات الطوارئ بأن هناك تجاوزات قد حصلت من قبل هذه القوات وأن هذا الأمر لن يتكرر، وبالتالي عقد اجتماع في تبنين ضم رؤساء البلديات والجيش اللبناني وقوات الطوارئ وتمت معالجة ذيول المشكلة. أعتقد أن الحوادث التي حصلت مع قوات الطوارئ هي حوادث طارئة وليست حوادث دائمة ولا تدل على وجود أزمة، وإنما هي نتيجة أخطاء حصلت، فعندما تعالج مثل هذه الأخطاء لا نرى مثل هذه المشاكل وتجربة الأربع سنوات ماثلة أمام الجميع. للأسف، هناك من يعمل على المستوى الدولي لخدمة "إسرائيل" بأي طريقة لكن بالنسبة إلينا أكرر أننا ملتزمون تطبيق القرار 1701 وليس لدينا شيء جديد نضيفه الى ما قلناه حول قوات الطوارئ الدولية ولا يصلح الجنوب لمشاريع أخرى يمكن للبعض أن يفكر فيها. دور قوات الطوارئ الدولية يجب أن يبقى محصوراً في تطبيق القرار 1701 ونقطة عالسطر". ماذا لو انسحبت القوات الدولية من الجنوب؟ ماذا يعني هذا الأمر لحزب الله؟ يجيب قاسم بالقول: "ليس مطروحاً من قبلنا انسحاب قوات الطوارئ وأنا أعتقد أن الأمر ليس مطروحاً من قبلهم أيضاً. في النهاية، وجود قوات الطوارئ هو حاجة للبنان وفلسطين وللمنطقة وبالتالي الكل يعيش حالة الرغبة في استمرار وجودها". وأضاف: "أنا لا أعلم كيف سيكون وضع قوات الطوارئ الدولية في ما لو شنّت "إسرائيل" عدواناً على لبنان هذا أمر لست أنا من يجيب عنه، قوات الطوارئ هي المعنية أن تجيب على هذا السؤال وعليها أن تعمل جاهدة كي لا تشن "إسرائيل" الحرب، وهذا جزء من القرار الدولي 1701، أن تتخذ إجراءات تمنع "إسرائيل" من الاعتداء على لبنان. هل سيكون هذا؟ وكيف سيكون؟ هذه أمور غامضة بالنسبة الي. ما أستطيع قوله كحزب الله هو أن قوات الطوارئ موجودة ومرحّب بها في إطار القرار 1701 ونحن ليس لدينا أي مشروع آخر ولا أعلم كيف سيتعاطون مع مشروعات "إسرائيل". وفي رد على سؤال حول ما يعنيه أن تكون قوات الطوارئ الدولية معزّزة، وسبب القبول بأن تكون معزّزة، في حين إنه قبل العام 2006 كان الوضع شبه طبيعي؟ قال: "ما دامت ان قوات الطوارئ في خدمة الجيش اللبناني وتسانده فلا فرق عندنا بين أن تكون معززة أو غير معززة، وبين أن يكون عديدها 10 آلاف أو 15 ألفا وبالتالي النقطة المركزية في القرار 1701 هي ألا يسلب لبنان إرادته، نحن لا نوافق على قوات انتداب ولا نوافق على تجريد منطقتنا من السلاح لمصلحة "إسرائيل" ولا نوافق على أن تكون منطقتنا عازلة بمعنى أنها هي المكان الذي لا نتواجد فيه كشعب وكحضور ما دام القرار 1701 ضمن ألا تكون هذه الأشكال المختلفة موجودة وركّز على دور قوات الطوارئ في تحقيق السلام في المنطقة ومساعدة الجيش اللبناني في بسط السلطة، فهذا أمر كان مقبولاً وما زال مقبولاً بالنسبة إلينا". وحول ربط ما حصل بين "اليونيفيل" والأهالي بالمحكمة الدولية، أجاب: "اسألوا من ربط هذا الامر بالمحكمة الدولية أو بالنووي الإيراني أو بمعادلات الشرق الأوسط، فهذا إن دل على شيء إنما يدل على رغباتهم وعلى ما يريدونه من هذا الإشكال الذي حصل. وأما في الواقع، فنحن نعتبر أن حدوده هي الخطأ الذي ارتكب وتم تجاوزه وليس هناك أي ربط بالمسائل الأخرى. وأما أن يربط البعض فهذا شأنه وعلى كل حال تبين من النتائج أن تحليلات البعض، في الداخل وآمالهم حول ما يمكن أن تصل إليه الامور قد سقطت بالكامل عندما تبيّن أن المشكلة ليست عند الأهالي وإنما هي عند بعض قوات الطوارئ ما يدل على تصرف حكيم من الأهالي ومن القوى السياسية الموجودة في المنطقة. نحن اليوم أمام مشهد لا بد من أن نقر به جميعا وهو مشهد إصابة أميركا بانتكاسات سياسية وعسكرية متعددة في المنطقة وهزيمة مشروعها في بعض جوانبه، وأبرزه تلك الجوانب هي سقوط فكرة الشرق الأوسط الجديد كما أبلغتنا إياها (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا) رايس إبّان عدوان تموز 2006، كما توجد انتكاسة "إسرائيلية" حقيقية بسبب عدوان تموز 2006 وبسبب العدوان على غزة، وبالتالي القدرة "الإسرائيلية" فيها خلل ما. في المقابل، برزت المقاومة كقوة أساسية وفاعلة ومؤثرة ومغيّرة، كما برزت قوى الممانعة كإيران وسورية لأنها صمدت أمام التحديات المختلفة واستعادت دورها ومكانتها ونحن نرى اليوم كيف أن العالم كله يقصد سورية للتعاون في شؤون المنطقة بينما كان يضيّق عليها ويحاصرها، وكيف أن إيران استطاعت أن تصمد رغم كل التحديات التي أصابتها. وقد ابتعد شبح الحرب الذي خاف الغرب من نتائجه. هذا كله يضعنا أمام معادلة جديدة في المنطقة اسمها قوة المقاومة وانصار المقاومة في مواجهة التهديدات "الإسرائيلية" والمشاريع الاستكبارية في منطقتنا. وعلى هذا الأساس قسم من القوى السياسية الذي كان يراهن على القوة الدولية المتماهية مع "إسرائيل" في تحقيق إنجازات معينة سقط رهانه ووجد نفسه أمام معادلة جديدة لا يريدها ولا يرغبها، لذا يخرج بين الحين والآخر بتصريحات ملتبسة وبربط غير موزون بين الأحداث، خلاصته أن فريق أميركا انهزم في مواقع متعددة و بالتالي عليه إما أن يعيد النظر بطريقة التفكير وإما أن يتلقى نتائج هذه الهزيمة بشكل مستمر". رغبة إحدى دول اليونيفيل بتقوية حضورها في لبنان عبر العلاقة مع "إسرائيل" لن تترك أميركا فرصة لتأكيد مشروعها والمشروع "الإسرائيلي" إلا وستستخدمها، وأشار قاسم الى أنه "يمكن ربط كل الأحداث بعضها ببعض وكأنها شبكة متواصلة لكن علينا أن نكون دقيقين عندما نربط حادثة بخطة كي تكون لدينا المعلومات الكافية كي لا نقع فريسة تحليل خاطئ". ورأى أن ما حصل بالنسبة لقوات اليونيفيل، "هو رغبة إحدى الدول في أن تعطي المزيد من القوة لحضورها لتوظف هذا الحضور في العلاقة مع "إسرائيل" وفي النهاية هذا يخدم المشروع "الإسرائيلي"، أما الأمور الاخرى فهي خارجة عن هذا العمل أو هذا الفعل، وبالتالي ليس كل حادث مربوطا بكل شيء وإنما توجد تفاصيل وتشكل عوامل مساعدة لهذا الأمر، فلبنان مثلاً لن يكون خارجاً عن المساعي الأميركية المستمرة للسيطرة عليه، ولكن عملياً هناك عجز أميركي عن السيطرة بسبب القوة السياسية الفاعلة التي ترفض الوصاية الأميركية وعجز القوى الأخرى التي بذلت أقصى ما عندها ولم تستطع أن تربّع أميركا على عرش لبنان فهذا الأمر موجود. أما بالنسبة للحكومة اللبنانية فكما هو معلوم هي حكومة وحدة وطنية ولا بد أن تعمل دائماً على القضايا الوفاقية، واذا حصل أي موضوع خلافي حاد وكبير سيحدث إرباكاً معيناً ولكن كل فريق من الأفرقاء سيحاول أن يدرس مدى تأثير الموقف على موقعه في تركيبة النظام وفي تركيبة حكومة الوحدة الوطنية، فالأمر ليس سهلاً بأن نأخذ الأمور دائماً نحو خراب حكومة الوحدة الوطنية. في النهاية كل الأطراف لهم مصلحة في استمرارها، وفي النهاية إذا كان استمرارها يُسقط بعض الأفكار والمشاريع فيمكن أن نلحظ سقوط تلك الأفكار والمشاريع في سبيل بقاء حكومة الوحدة الوطنية والى الآن عصفت بعض الامور بحكومة الوحدة الوطنية واستمرت لأنها في الواقع هي حاجة للجميع بنسب مختلفة لكن ليس هناك أي بديل الآن، لذا يوجد حرص من الأطراف المختلفة أن تبقى هذه الحكومة مع كل السلبيات التي يدّعونها حولها بتوافق الجميع". أساطيل الحرية ودور حزب الله واعتبر الشيخ نعيم قاسم، أن "عبور السفن لإيصال المواد التموينية ومواد البناء الى غزة الأبية المحاصرة، هو شكل من أشكال الدعم لقضية فلسطين وقد رأينا في حزب الله أن هذا الشكل من الدعم يتطلب خصوصية بابتعاد حزب الله عنه نظرا لطريقة عمل الحزب في المقاومة واختلاف هذا النمط من الناحية المدنية عن الطريقة المُقاوِمة، كي نترك الحرية الكاملة لمن يرغب في هذا الأسلوب من التعبير أن لا يحمل تبعات أسلوبنا المقاوم العسكري المباشر". وقال: "على هذا الأساس قلنا من اللحظة الأولى: سفن الحرية مشروعة وحق طبيعي لمن أراد أن يقرر ذلك، لكن نحن كحزب الله لا علاقة لنا وبالتالي لا نتدخل لا سلباً و لا إيجابا، أي لا نُشجّع و لا نمنع ولا نقدّم الدعم ولا نتصرف بأي تصرف لإبقاء أساطيل الحرية حرة في طريقة أدائها فهذا أنفع لخدمة نتائجها ولتحقيق الهدف بالمساهمة بفك جزئي للحصار تمهيداً لإنجاز أكبر إن شاء الله تعالى". أما لماذا لم تنطلق هذه السفن من لبنان حتى الآن، فأوضح أن "هذا أمر يُسأل عنه المبادرون لهذه الخطوة لعل لديهم تعقيدات لوجستية أو عملية. لا أعلم ما هو السبب الأساسي لعدم إنطلاقها لأننا لم ندخل في نقاش معهم حول هذا الموضوع ولم نتدخّل، لكن أقدّر أن تأجيل إيران لانطلاق السفن من عندها، بعد أن أعلنت ذلك، له علاقة بموقع إيران في الصراع مع "إسرائيل" وبالتالي هناك خطوات لا بد أن تكون محسوبة أكثر. وعليه، هذا التأجيل الإيراني له مبرراته عند إيران على المستوى الإقليمي والدولي. أما هل تنطلق سفن من تركيا أم لا بعد هذا التعقيد الذي حصل، فهذا أمر له علاقة بالحسابات التركية وبمتابعة في الواقع المتشنّج الموجود اليوم بينها وبين "إسرائيل". نعم يمكن أن تنطلق سفنا حرية أخرى وسمعت أن سفن دولية ستنطلق بعد فترة من الزمن فيها أوروبيون ومسلمون ومسيحيون أيضاً لا أعلم ما إذا كانت ستنطلق فعلاً أم لا. على كل حال هذا نمط من أنماط مساعدة الفلسطينيين لم نسلك نحن هذا النمط لخصوصية نمطنا المقاوم الذي له مستلزماته وله نتائجه ولا نريد أن نحمّل هذا النمط السلمي مسؤولية وتبعات نمطنا لذلك ابتعدنا عن هذه التفاصيل وأي أمر في هذا الموضوع لا بد أن يُسأل أصحابه عنه". نتصرف بروية والعدو غير قادر على جرّنا إلى حيث يريد يرفض الشيخ قاسم اعتبار أن "إسرائيل" حاولت جر حزب الله من خلال اعتدائها على سفن الحرية، الى حرب بحسب توقيتها ورزنامتها. ورأى أن "إسرائيل" بهجومها على سفينة مرمرة كانت تريد أن توجه رسالة قاسية لمنع هذا النمط من العمل لأنه يحرجها ويكشف بشاعة عملها، ففكرت أنه إذا قمنا بضربة لمرة واحدة سنمنع أحدا من أن يفكر بمثل هذه الخطوة وبالتالي تثار الضجة مرة واحدة وتنتهي". ويعتبر أنهم "أخطأوا لأن حجم ردود الفعل على هذه الخطوة كانت أكبر مما كانوا يتوقعون وأخذت بعداً عالمياً واسعاً وأيضاً هناك أساطيل حرية أخرى تُهيئ نفسها لتقوم بالخطوة ذاتها، مع كل الأخطار المحيطة، وهذا يفضح "إسرائيل" ويكشفها". وقال: "أنا لا أتصور أن الفكرة كانت جرّ حزب الله الى معركة ما، وفي النهاية حزب الله يتصرف بدراسة وروية وليست "إسرائيل" قادرة على أن تجرّه كما تريد. نحن لدينا مشروعنا وخطواتنا ونقرر متى نقوم بردة فعل ومتى لا نقوم بحسب طبيعة الأمور، وأعتقد أن ما حصل من ردات فعل على الاعتداء "الإسرائيلي" على سفينة مرمرة كان مهمّاً جداً وكان إنجازاً كبيراً لا ينسجم معه أي رد فعل عسكري فنتيجته أبلغ بالطريقة التي حصلت". حزب الله قوي لكنه ليس بديلاً من الدولة وأشار قاسم الى أن حزب الله حزب قوي ومتماسك وله حضور شعبي واسع هو الأول في لبنان من حيث المكانة والقدرة لكنه مصرّ على أن لا يكون بديلاً من الدولة ولا مسؤولاً كمسؤولياتها. ويوضح أن الحزب هو ضمن الأجهزة والمؤسسات الموجودة، "فهو جزء من مجلس النواب ومن مجلس الوزراء ومن الإدارة العامة في البلد ويقوم بدوره وواجبه، لكن لا يتدخل في الشؤون التي تعني الدولة بدءاً من الأمور الحياتية اليومية التي لها علاقة بالماء والكهرباء وتقاضي الرسوم، مروراً بالقضاء وفض النزاعات وأخذ الأحكام وانتهاء بمسؤولية الجيش اللبناني والقوى الأمنية عن الشؤون المختلفة الموجودة في البلد". ويضيف: "نعم يُزعج البعض أن يكون حزب الله بهذه القوة وهذا الحضور السياسي والشعبي الفاعل، ولكن نحن نعتقد أن هذه القوة لمصلحة قوة لبنان، والآن عندما يقولون في العالم حصل الانتصار في 2006، هم يقولون هذا انتصار للبنان لا انتصار لفئة لأن كل لبنان معني، وثمار هذا الانتصار للجميع ووجود حزب الله من ضمن تركيبة حكومة الوحدة الوطنية شكّل عاملاً مساعداً للديموقراطية التوافقية وللاستفادة من كل القوى في إدارة البلد، فإذاً ليست قوة حزب الله معارضة لقيام الدولة وقيامها وانتصارها، والمطلوب من المعنيين في الدولة أن يلتفتوا الى عوامل الضعف الموجودة فيها وأبرزها الفساد والرشى والعصبيات التي تحرم المناطق من توازنها الإنمائي أو انها لا تمكّن الدولة من اتخاذ قرارات وإجراءات جامعة على المستوى السياسي والاجتماعي، هذا هو الذي يجب معالجته وهو ليس عندنا، لأننا قدّمنا كل المساهمة وحاضرون لبناء الدولة القوية النظيفة وتجربة وزرائنا ونوابنا تجربة مشرفة. يستطيع الناس جميعاً ان يلاحظوا وأن يتحدثوا عن هذه التجربة فضلاً عن اننا كحزب نؤدي خدمات كثيرة على المستوى الاجتماعي والشعبي لإيماننا وقناعتنا أن هذا واجبنا. لا أعتقد أن المشكلة في قوة حزب الله، بل في الفساد وطريقة الإدارة السياسية التي تحاول أن تأخذ البلد الى التبعية الأجنبية وتقف حائرة أمام "إسرائيل".