اكد نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان اغتيال احد قادة الحزب عماد مغنية "لم يؤثر، رغم قسوته، على جهوزية المقاومة، كما ان اغتيال الامين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي لم يمنع الحزب من اختيار قيادي جديد يدفع الاسرائيليين الى الندم على ما فعلوه". وعدَّ اتهامات اسرائيل للحزب ولرئيس الحكومة سعد الحريري "أوسمة"، محيياً الاخير على مواقفه من هذه الاتهامات.
كلام قاسم جاء في مقابلة مع "النهار"، هنا نصها:
• هل انعكس اغتيال مغنية سلباً على جهوزية المقاومة؟
- ان اطلاق الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تعبير قائد الانتصارين على الشهيد القائد الحاج عماد مغنية له دلالاته الواضحة في الدور الذي كان يؤديه، وبالتالي هناك تطورات عسكرية وجهادية حصلت داخل الحزب كانت مدينة للخطط والعقلية والطريقة التي تتم فيها متابعة الامور، ولو ان فقدان الحاج عماد هو خسارة، لكن عندما نتحدث عن حزب فتي ونشيط وفيه كوادر كثيرة فهذا يعني ان قيادة الحزب تتولى معالجة هذه الخسارة بتعيينات وآليات وخطط تجعلنا ننتقل من الاسى الى العقل، وهذا ما حصل حيث تم اتخاذ اجراءات بالنسبة الى الكوادر العسكرية ساعدت على متابعة المهمة بشكل فعّال واستمرت في منهجية الحزب لجهة تطوير وضعه وجهوزيته في المواجهات والتحديات. وقد برز للعام والخاص كيف ان الحزب يمكنه في المحطات الصعبة والمعقدة الانتقال الى حالة جديدة وفعالة كما حصل بعد اغتيال الامين العام السابق السيد عباس الموسوي (1992)، وكيف استطاع الحزب ان يتجاوز هذا الخطر باختيار قيادي جديد هو السيد حسن نصرالله، وقال الاسرائيليون انهم ندموا على ما فعلوه".
ويشير قاسم الى ان الاغتيال امر متوقع لقيادات المقاومة و"حزب الله" بعدما اصبح الحزب جهازاً ومؤسسة كبيرة لها هرميتها وتنظيمها.
ويلفت الى ان البرامج التي وضعها مغنية كانت قد شارفت نهايتها قبل اغتياله، وان الكوادر التي تقوم بالمهمة على المستوى التنفيذي لا تزال موجودة.
• توعدت قيادة "حزب الله" بالرد على عملية الاغتيال، فهل لا يزال هذا التوعد قائماً بعد مرور عامين؟
- هذا التزام منا وفاء للشهيد مغنية، واقل ما يمكن ان نقوم به كحزب يحترم مجاهديه ويؤمن بأن الردع مطلوب لمواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي. لكننا لسنا جهة غوغائية، وبالتالي لا نتصرف بطريقة غير مدروسة. الالتزام موجود ولكن الزمان والمواصفات متروكة لاوانها ولسنا "محشورين" باي شيء، وهذا التزام بيننا وبين الله تعالى، ولن نقدم بيانات او وثائق لاحد لأنه التزام خاص بنا.
ووصف التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان بأنها "لشد العصب الاسرائيلي"، واضاف: "ان التهديدات الاسرائيلية تفتقر في هذه المرحلة الى الجدية العملية لظروف وتعقيدات اسرائيلية ودولية واقليمية على رأسها حسابات اسرائيل من حيث عدم ضمان النتائج التي تريدها اذا ما أقدمت على حرب ضدّه، وبالتالي كل سياسة الذرائع التي يحاول البعض ان يسوقها هي سياسة غير واقعية مع اسرائيل لأن الاخيرة عندما تقرر الحرب تخترع السبب". ويضرب قاسم امثلة عدة في هذا المجال، منها اجتياح عام 1982 وغيره، ويؤكد ان القوة وحدها تحمي لبنان.
• ما هو تعليقكم على اتهام وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان "حزب الله" باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
- ليبرمان شخصية غير متوازنة ومتوترة وستأخذ اسرائيل الى الهاوية ان شاء الله. اما اتهاماته لـ"حزب الله" ولرئيس الحكومة سعد الحريري فهي اوسمة وليست ادانة. وهنا أحيي رئيس الحكومة على موقفه الذي يكفي لسدّ كل الابواب ويعبّر عن اهمية الوحدة الوطنية الداخلية في مواجهة الخطر والتهديد الاسرائيليين. وهذه الوحدة هي اكبر صفعة لاسرائيل، وهي التي تعوق احتمالات الحرب. كما احيي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يؤكد مجدداً وكما اعتدنا عليه حضانته الحقيقية للمقاومة، ولا ننسَ مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
اما عن موقف "حزب الله" من اجراء الانتخابات البلدية في موعدها، فيؤكد قاسم عدم ممانعة الحزب في اجراء الانتخابات في موعدها، كما انه لا يمانع في تأجيلها اذا ما حصل توافق في مجلس الوزراء على ذلك، ويقول: "الانتخابات هي لخدمة الشعب وليست عصا مرفوعة ضده، وتالياً علينا الا نعيش عقدة التأجيل ولا عقدة اجرائها في موعدها، فما يتوافق عليه مجلس الوزراء نحن نؤيده، واذا قدّر ان الظروف تتطلب التأجيل فليست لدينا مشكلة، وهذا الكلام بمعزل عن مضمون الاصلاحات في القانون، ولسنا مع التحايل الذي يطيل وقت النقاش، بهدف التأجيل".
ويشدد على ان "حزب الله" هو من الداعمين لخفض سن الاقتراع الى 18 سنة "واذا ما طرح الامر على التصويت في البرلمان فسنصوت مع هذا الاقتراح".
الطائرة الاثيوبية
ويصف قاسم حادث الطائرة الاثيوبية بـ"الكارثة الوطنية"، ويلفت الى ان "حزب الله" اشاد منذ اللحظات الاولى بالاهتمام الرسمي، ويضيف: "للاسف لم تشكل خلية ازمة لتوزيع الادوار واعطاء البيانات المسؤولة للناس ولوسائل الاعلام مما احدث ارتباكاً كبيراً في المعلومات المتضاربة وفي اثارة مشاعر اهالي الضحايا وفي الاخطاء الميدانية التي ارتكبت. وكان من المفترض ان تكون هناك جهة واحدة تجيب عن كل الاسئلة وتعالج ما يعترضها من عقبات وتعقيدات".
ويتمنى ان تنتهي المسألة بانتشال جميع جثث الضحايا ومعرفة اسباب سقوط الطائرة ومحاسبة المقصرين بالطرق المناسبة عند التأكد من ذلك، ويشير الى انه "من الصعب التحدث الآن عن ايقاف عمليات البحث ولا بد من بذل الجهود الاضافية، وفي ضوء النتائج تقرر الجهات المسؤولة ماذا ستفعل وتبين ذلك للرأي العام".
وعن اعتبار المفقودين أمواتاً يقول: "لا يزال البحث قائماً عن جثثهم، ومتابعة هذا الامر لا تخضع للاعتبار الاعلامي، وانما بمتابعة من المعنيين مع الجهات الدينية المختصة لأن لكل منها قواعد شرعية لتحديد المتوفى والمفقود، وهذا الامر يحتاج الى بعض الوقت لانجاز عملية البحث وربما تنتهي عملية البحث بانتشال جميع الجثث".