- ما هي أسباب خسارة المعارضة الانتخابات؟
يجب أن نكون دقيقين ، ما حصل هو خسارة التوقع ولم يحصل خسارة ميدانية، لأن التوازن بين الأفرقاء السياسيين في البلد بقي كما هو، فقوة المعارضة على المستوى النيابي لم تتغير وقوة الموالاة على المستوى النيابي لم تتغير، وإنما استطعنا أن نجد من خلال هذه الانتخابات غلبة شعبية بحسب الإحصاءات للمعارضة وغلبة رسمية للموالاة من خلال الدوائر الانتخابية بحسب نظام الانتخابات، أستطيع أن أقول أننا لم ننجح ولم نخسر، وإنما بقينا حيث نحن، نعم كان هناك توقعات واستطلاعات رأي أشارة باحتمال فوز المعارضة بالأغلبية النيابية، ولكن هناك مجموعة من العوامل حصلت منها هذه الهجمة الدولية على المعارضة، والمال الانتخابي الكثيف الذي بُذل وشد العصب المذهبي الذي أثر في إعطاء بُعد معين في الانتخابات خارج دائرة الوضع السياسي، ولكن بالنسبة إلينا نحن نعتبر أنها مرحلة مرَّت، ولا يستطيع أي فريق أن ينهض بلبنان وحده بمعزل عن مطالب الفريق الآخر، وبالتالي سننتظر ما هي خطوات الأكثرية النيابية سواء في الحكومة أو في برنامجها السياسي القادم لنقرر ماذا سنفعل على أساس ما يعرضون وما يفعلون.
- ما هو موقف حزب الله من الاستحقاقات المقبلة وخاصة موضوع رئاسة الحكومة؟
قبل أن نعلن موقفنا من رئاسة الحكومة لا بدَّ أن نسمع من الأكثرية النيابية من الذي ستختاره، وبالتالي كيف سيتصرف رئيس الحكومة المقترح، وما الذي سيعرضه على المعارضة النيابية، وبالتالي هل سيكون صاحب برنامج لمرحلة جديدة يستطيع من خلاله أن ينتقل بلبنان إلى ضفة أخرى غير الواقع الذي كان موجود عليه سابقاً، لذا من المبكر أن نتحدث عن اسم رئيس الحكومة قبل أن نعرف هذه المعطيات.
- ما هو توجه حزب الله في المرحلة المقبلة؟ وهل تعتقدون أن مرحلة الانتخابات النيابية قد طوت صفحة السنوات الأربعة التي مضت وهي تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة والتعاون؟ أم تعتقدون بعودة الأكثرية وفوزها قد يؤدي إلى استكمالها لمشاريعها وما كانت تنوي القيام به في السابق؟
نحن كحزب الله قررنا أن نطوي المرحلة السابقة ونفتح صفحة جديدة للمرحلة القادمة، وأيضاً سنتصرف بإيجابية عالية وتعاون مع الطرف الآخر، وبالتالي سننتظر ما الذي سيبديه هذا الطرف إذا قرر برنامجاً ورؤية وطريقة أداء تختلف عن المرحلة السابقة وتفتح آفاق جديدة فسيجدنا إلى جانبه، أمَّا إذا كانت الأمور كما كانت في السابق في حال من التشنج والاستئثار فسيكون لنا موقفنا، بمعنى آخر نحن لن نتصرف بذهنية أن المرحلة السابقة مستمرة وإنما بذهنية أننا أمام مرحلة جديدة ولكن لا نعلم ما الذي سيطرح فيها، إلاَّ أننا سنكون إيجابيين مع أي طرح فيه إيجابية وفي حالة من التعاون والنهوض بلبنان بالصورة التي نراها تعزز استقلاله وعدم الوصاية وحماية المقاومة والتأكيد على النهضة الاجتماعية والاقتصادية المتوازنة.
- أحد عناوين المرحلة السابقة في البلد هو موضوع المشاركة بالثلث الضامن، فهل موضوع الثلث لا زال قائماً لديكم لا سيما أن مواقف قوة الأكثرية واضحة في هذا الشأن بعدم إعطاء الثلث الضامن، هل هذا لا يزال يشكل لديكم الضمانة التي تريدونها في موضوعه السلاح؟
سنتعامل مع الأحاديث التي أطلقت والتصريحات التي قيلت أثناء الانتخابات عن شكل الحكومة وتشكيلها والموقف من الثلث الضامن وما شابه بأنها شعارات ودعايات انتخابية، ومع انتهاء الانتخابات نحن أمام مرحلة جديدة وسننتظر في هذه المرحلة الجدية الموقف السياسي الحقيقي لمن يريد أن يحكم في لبنان، وعلى هذا الأساس سنقيِّم كقوى معارضة وسنقرر أي موقف المعارضة يرتبط بما تعرضه القوى الأكثرية النيابية وبالتالي ليس لدينا موقف مسبق ونهائي، نعم لدينا خطوط عامة وضعناها ونناقشها مع حلفائنا لكن لم نحاسب قوى الأكثرية على شعارات انتخابية، سننتظر بما سيقومون به في هذه المرحلة وسنعطي إجابتنا على هذا أساس.
- هل من الممكن أن يشارك حزب الله والمعارضة في حكومة جديدة لا يوجد فيها ثلث ضامن؟
لن أدخل في افتراضات، سننتظر ما سيقولونه وكحزب الله مع الحلفاء سنعطي وجهة نظرنا.
- هل احتمال عدم مشاركتكم في المعارضة في الحكومة احتمال قائم فيما لو لم يعجبكم ما سيعرض عليكم؟
كل الاحتمالات واردة في كيفية التعاطي مع الحكومة، هذا الأمر مرتبط بما سيعرض لأننا لن نوافق كيفما كان على مشاركتنا.
- سعادة النائب محمد رعد منذ يومين صرَّح بأن حزب الله والمعارضة تطلب ضمانات في موضوع السلاح، هل هذا موقف حزب الله وما هي نوع الضمانات التي يمكن أن تكون خارج إطار الثلث الضامن؟
في رأينا كحزب الله أن السلاح وتفاصيل الاستراتيجية الدفاعية متروك لطاولة الحوار، وبالتالي هذه الحكومة الجديدة لن يكون أمامها نقاش اسمه "السلاح"، وإنما هذا أمر مرتبط بطاولة الحوار، ولا حاجة لأن يكون مادة نقاش وهذا ما سمعناه أيضاً من النائب الحريري، وبالتالي ليس موضوعاً مطروحاً للبحث خارج طاولة الحوار.
- تؤكدون إذاً ما ذُكر بأن النائب الحريري بدأ اتصالات مد اليد إلى حزب الله؟
الاتصالات مع النائب الحريري موجودة وبالتالي نحن من البداية وحتى أثناء الحملة الانتخابية كنا نقول أننا نمد اليد، ونرى في كلامه إيجابية وننتظر ما الذي سيترجمه عملياً في هذه المسألة.
- هل من اتصالات قائمة من أجل تدبير لقاء بين سماحة السيد حسن نصر الله والنائب الحريري؟
لا يوجد مانع من اللقاء مع النائب سعد الحريري وهذا مرتبط برغبة الطرفين في مناقشة بعض القضايا والخطوط مفتوحة، إذا وجدا أن الضرورة تقتضي بأن يحصل مثل هذا اللقاء خاصة أن التواصل لم ينقطع عبر المعاون للأمين العام لحزب الله مع النائب سعد الحريري.
- هل تعتقدون أن نتائج الانتخابات ستنعكس على موضوع السلاح؟
نتائج الانتخابات النيابية وقبول حزب الله بها وإعطاء شهادة من المراقبين الدوليين بأنها كانت معقولة وجيدة، والإقرار بما ثبتته من نواب للأكثرية أو للأقلية النيابية ثبت بأن السلاح لم يكن حاضراً في الانتخابات، ولم يكن فاعلاً ومؤثراً في الانتخابات، بل هذه شهادة على أن سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة ولا علاقة له بالتفاصيل السياسية وبالشأن الانتخابي وبحياة الناس اليومية، وهذا مخالف تماماً لكل من كان يخيف الآخرين بالسلاح أو يقول بأن لبنان لا يمكن أن ينتخب بسببه، إذاً الانتخابات قالت بشكل واضح : السلاح للمقاومة وليس له علاقة بالداخل، وبالتالي الحياة تجري بشكل طبيعي وهذه شهادة لمصلحة المقاومة.
- ذُكر أن هناك مجموعة من الأشخاص في آذربيجان أوقفوا بتهمة تفجير السفارة الإسرائيلية، وأن هناك عنصران من الذين يحاكمون لهم علاقة بحزب الله، ما هو تعليقكم على هذا الأمر؟
ليس لدي معلومات عن الأخبار الصحفية التي تحدثت عن هذا الموضوع.
- هل الثلث المعطل لا زال هو في صلب المعادلة لديكم، وما هو تعريف المشاركة لديكم؟
الانتخابات انتهت أمس ومن الطبيعي أن يجلس كل فريق مع فريقه ليقيم ويقرر كيف يتعامل، وفي النهاية انتهينا من مرحلة الشعارات النيابية وتحريض الناس على الانتخاب وعلى الاصطفاف ووصلنا إلى الاستحقاق الذي اسمه تشكيل الحكومة، هذا الاستحقاق يتطلب مناقشة على ضوء النتائج، ليس صحيحاً أن نطلق موقفاً ونضع حدود وضوابط قبل أن نتفق كمعارضة ، كما أنهم كموالاة يحتاجون إلى الاتفاق، لذا أفضل أن لا نضع عناوين مسبقة ستأتي الحكومة ونقاشها وموقع المعارضة خلال الأيام القادمة.
- هناك نظرية تقول أنها كما مرت الانتخابات بهذا الشكل هادئة ومفاجئة ، هل هذا مؤشر أن كل هذه المرحلة حتى مرحلة الحكومة لن تشهد مشاكل وتوترات كثيرة؟
الأكثرية النيابية الحالية وطريقة أدائها في الحكومة تشكل مفتاح الاستقرار السياسي أو عدمه، هذا أمر يرتبط بكيفية أداء هذه الحكومة واقتراحات رئيسها، والبرنامج الذي ستسير عليه، فالمسائل ليست مرتبطة بقواعد مسبقة بأن لبنان لا بدَّ أن يبقى غير مستقر، بل الأمور مرتبطة بالأمور السياسية، على سبيل المثال في المرحلة السابقة عندما اتخذت قرارات الاستئثار في داخل الحكومة وخرجت طائفة بكاملها كان جو عدم الاستقرار في البلد على المستوى السياسي قد انعكس على كل المستويات الأخرى، وعندما حصل اتفاق الدوحة مررنا بفترة استقرار سياسي أيضاً انعكس على كل الأوضاع الأخرى مما أدَّى إلى كشف شبكات أمنية كثيرة وضرب البنية الأمنية الإسرائيلية ضربة قاسية جداً لا تستطيع أن تنهض منها بخمس وعشر سنوات وأدَّت إلى انعكاسات في الداخل الإسرائيلي. نعم مررنا بفترة ثلاثة أو أربعة أشهر من الحمى الانتخابية التي لها مستلزماتها المشروعة والمحرمة في آنٍ معاً، ولكن الآن في هذه المرحلة الجديدة القرار يعود لكيفية تشكيل الحكومة والبرنامج الذي ستطرحه وهذا هو الذي يحدد إذا كنا أمام مرحلة استقرار أو غير استقرار.
- هل تخشون بعد الانتخابات النيابية أن تبرد الهمم في موضوع مكافحة شبكات التجسس أم لا ترون علاقة بينهما؟
مكافحة التجسس الإسرائيلي ملف انفتح ولا يمكن إغلاقه، وبالتالي له تداعيات واستمرار، وأعتقد أنه سيستمر لأن هناك عدة أجهزة أمنية تعمل في هذا الحقل، وبالتالي هناك معلومات موجودة بين أيديها لا بدَّ أن تستكملها وأن تقوم بما عليها.
- هناك من يقوم بأن نتيجة الانتخابات النيابية أضعف الغطاء المسيحي لحزب الله أي العماد عون، وبالتالي انعكاسه على حزب الله، أي ترون موقع العماد عون بعد الانتخابات؟
لا زال العماد عون هو الزعيم المسيحي الأول، وهو يستحوذ على أكبر كتلة نيابية مسيحية ووطنية من حيث عدد المسيحيين الذين يمثلهم في الدوائر المختلفة، بل زادت كتلته، وبالتالي نحن لا نرى انحداراً أو تراجعاً في موقع المعارضة بشكل عام، بل كما قلت في السابق : المعارضة لم تنجح ولم تفشل في الانتخابات النيابية وإنما حافظت على "الستاتستيك" والتوازن السياسي الموجود في البلد ولا زال العماد عون يمثل الزعامة المسيحية بشهادة صناديق الاقتراع.
- كيف ترون ردة فعل الإسرائيلية على نتائج الانتخابات؟
الإسرائيليون ضائعون، لا يعرفون كيف يتعاطون مع الانتخابات النيابية، حاولوا التدخل فيها والتأثير عليها من خلال التحذير من نجاح حزب الله مع المعارضة بالأكثرية النيابية، والآن هم يتحدثون عن الحكومة الجديدة مطلوب منها أن تقوم بالتزامات تخدم إسرائيلية، وإلاَّ هذا يعني أن الواقع لم يتغير، هنا أقول بأن على اللبنانيين أن يكونوا حكماء وأن يضعوا حداً لهذه المطالب الإسرائيلية، وبالتالي كلما عملنا بعقلية استبعاد العامل الإسرائيلي كمؤثر في حياتنا السياسية وفي مطالبه السياسية كلما نجحنا أكثر، وكلما اقتربنا من مطالب العامل الإسرائيلي معنى ذلك أننا نُخضع لبنان للفتنة وللمشروع الإسرائيلي.
- هل ترون من مرور الانتخابات بالشكل الذي مر ومن نتائجها تأثير على الواقع العربي وتخفيف الاتصالات السعودية السورية ربما؟
حزب الله مرتاح بنتيجة الانتخابات وهو يقبل بها، أمَّا الشأن العربي العربي فهذا أمر خاضع لمجموعة عوامل أكثر بكثير من العامل الداخلي اللبناني، ربما يتحمس العرب للتفاهم فيما بينهم عندما يرون أداءً لبنانياً يؤدي إلى الاستقرار وهذا رهن بكيفية عمل الأكثرية النيابية، ولكن لا أتصور أنهم يستفيدون من توتير الساحة اللبنانية بل الفائدة للجميع بمحاولة الاصلاح الداخلي والتعاون بين الافرقاء.
- هل تتحملون خسارة الانتخابات؟
نحن حزب الله نجحنا في مواقعنا الانتخابية ، بحيث النواب الذين رشحناهم نجحوا مئة بالمائة، إذاً لم يكن هناك مشكلة في نجاح حزب الله بالانتخابات النيابية، نعم في موقع بعض الحلفاء كان هناك ضغوط غير عادية وأموال كثيرة وظروف معقدة كما حصل في زحلة، وهي التي أثرت على نتائج الانتخابات، فلو أضفنا أعداد زحلة إلى المعارضة لكانت هي الأغلبية، بمعنى آخر المسألة موضعية ولها علاقة ببعض حلفائنا في زحلة، ومع ذلك هذا واقع وصلنا إليه وسنتعاطى معه بواقعية طالما أن حشدنا الشعبي وتأييدنا لا زال واسعاً وكبيراً، وأؤكد أن الأكثرية الشعبية هي مع المعارضة، وهذا لا يعني أننا لا نسلم بحق الأغلبية النيابية بحسب القواعد القانونية ولكن هذا الأمر كأكثرية شعبية يؤخذ بعين الاعتبار، ما يعني أنه يوجد توازن دقيق جداً في لبنان بين المعارضة والموالاة، لا تستطيع الموالاة القول أن البلد معي أو أن الشعب معي، وبالتالي لا تستطيع أن تحكم وحدها من دون الأخذ بعين الاعتبار كيفية مد الجسور مع المعارضة والبحث عن خطوات عملية فيها تعاون وفيها مصلحة للبنان.
- هل تتوقعون أن يكون النائب سعد الحريري رئيس للحكومة؟
النائب الحريري هو أحد مرشحي رئاسة الحكومة وهو مرشح قوي، لكن لا نعلم ما الذي ستختاره هذه الأكثرية النيابية، وهل سيكون الوضع السياسي وبعض المعادلات مساعدة على هذا الأمر أم لا؟ سننتظر لنرى ما الذي سيختارونه.
- لا مشكلة لديكم على المرشح الذي سيختارونه لرئاسة الحكومة إنما سيكون لكم مراجعة للبرنامج وما سيطرحه هذا الرئيس؟
العبرة للبرنامج ولا لاسم رئيس الحكومة، وفي النهاية سننتظر لنرى ما هو البرنامج قبل أن نعطي رأينا بالأشخاص.