مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه وكالة الأسوشيتد برس في 2/6/2009

كل شيء له حل في لبنان، وبالتالي لا يوجد لا أزمة رئيس حكومة سني ولا أزمة رئيس مجلس نيابي شيعي

- سماحة الشيخ، نحن ذاهبون إلى انتخابات يوم الأحد، هل تتوقعون الفوز لكم ولحلفائكم بالأكثرية؟ هل هناك نوع من (نقزة) من الحملة ضدكم ومحاولة الانقضاض على حليفكم الجنرال عون في عيون المسيحيين؟

لا زلنا نتوقع كحزب الله أن تفوز المعارضة بالأغلبية، وبالتالي كل التطورات التي حصلت في الأسابيع الأخيرة كانت تطورات إيجابية لمصلحة الفوز، ولعلَّ من رأى بعض الحشد الانتخابي في مناطق مختلفة في الشمال أو في البقاع أو في منطقة المتن أو في الكورة يرى أن حجم الحضور الشعبي حجم كبير ومهم جداً، وتفيد استطلاعات الرأي بأن مستوى التأييد للمعارضة مستوى مرتفع. أمَّا بالنسبة للجنرال عون فنحن نعتقد أن الزعيم المسيحي الأساسي اليوم على المستوى السياسي هو الجنرال عون، وبالتالي كل المناكفة التي تحصل لتخفيض شعبيته لم تستطع أن تخفض هذه الشعبية بل بالعكس هو ازداد ، وأعتقد أن العنوان الأساس هو انتخابات المتن الشمالية، هناك عندما نرى أن النتيجة بالحد الأدنى 7 من ثمانية لمصلحة المعارضة ولمصلحة العماد عون في نفهم تماماً مستوى التأييد الشعبي الموجود للجنرال عون، والتطور الموجود اليوم عند الموالاة في محاولة التصويب على الجنرال عون بكثافة دليل على شعورهم بأنهم في مأزق وأن الجمهور بأغلبه وخاصة على المستوى المسيحي قد حسم خياره باتجاه زعامة الجنرال عون الواسعة.

- في خسارة تحالف المعارضة في المناطق المسيحية، ما هي الرسالة التي ستنتجونها منها؟ وهل ستشعرون بأنها موجهة إلى حزب الله وإلى الطائفة الشيعية؟

لا أعتبر أنه يوجد خسارة في المناطق المسيحية، والسبب في ذلك أن لوائح تكتل الإصلاح والتغيير ستحصد عدداً كبيراً من النواب، يمكن أن يكون العدد 35 نائباً، ويمكن أن يكون 34 نائباً، فزيادة نائب أو نائبين ونقصان نائب أو نائبين لا يخل في التمثيل المسيحي، وبالتالي مهما كانت نتيجة الانتخابات سواءً أخذت المعارضة الأغلبية أو لم تأخذ الأغلبية بشكل واضح ستبقى الزعامة المسيحية معقودة للجنرال عون بسبب هذا التأييد الواسع.

- هناك من يقول بأن سلاح حزب الله هو الهدف من الحملات الانتخابية، هل هذا سيُشعر حزب الله والطائفة الشيعية أن وضعهم حرج؟

نلاحظ أن عنوان سلاح حزب الله، وتحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر هما العنوانان الرئيسيان اللذان يستخدمهما جماعة 14 آذار وخاصة الفريق المسيحي في جماعة 14 آذار، ظناً منهم أنهم يخيفون المسيحيين من سلاح المقاومة ومن هذا التحالف يكسبون أعضاء إضافيين لمصلحتهم، ولكن أعتبر أن حملة 14 آذار على سلاح المقاومة هي حملة فاشلة، بدليل أن ترسيخ ضرورة المقاومة والتطورات التي حصلت سواء بكشف شبكات التجسس على مستوى كل لبنان ومن كل الطوائف، أو المناورات الإسرائيلية الكثيفة والأكبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي، واستمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسم من بلدة الغجر، كل هذه الأمور مع الطلعات الجوية الإسرائيلية المتكررة في لبنان تدل على أن الحاجة إلى المقاومة حاجة فعلية، وهذا ما يقدره الشعب اللبناني، لذا أعتبر أن الحملة الانتخابية ضد المقاومة هي جزء من الأدوات الفاشلة التي يستخدمها الفريق الآخر، وفي نهاية المطاف عندما سننتقل ما بعد الانتخابات إلى المجلس النيابي الجديد ستنعقد طاولة الحوار مجدداً لكن ببعض التغييرات بحسب نتائج الانتخابات النيابية، وسنستمر في بحث الإستراتيجية الدفاعية، ونحن كحزب الله نتعاطى مع موضوع المقاومة كجزء من الإستراتيجية الدفاعية التي يجب أن نتفاهم عليها، لن نتصلب ولن نتراخى في مسألة المقاومة، وإنما سنتابع بما يستلزمه الوضع الوطني والدفاع المشروع، وبالتالي لن نرد على الأصوات المرتفعة بلا فائدة، بل سنعمل وفق الحاجة الميدانية، وسنناقش كل الأمور بحسب ما تسمح به الأنظمة المرعية الإجراء.

عندما نفوز في الانتخابات النيابية بالأغلبية هذا يريحنا في التعبير عن أفكارنا وقناعاتنا وفي أن تصبح سلسة وسهلة أكثر في الأطر الرسمية، لكن باعتقادي لن يتغير المشهد السياسي بشكل عام، وهو حاجة لبنان إلى المقاومة وهذا ما أثبتته التجربة الحالية.

- يُتهم حزب الله بمحاولة إقامة دولة إسلامية في لبنان، وإدخال إيران الفارسية ومحاولة تغيير النظام السياسي، والبعض يتهمكم بأنكم تخططون لاضطرابات أمنية في حالة خسارة تحالفكم، ماذا تقولون في ذلك؟

تجربة حزب الله في لبنان ليست جديدة، هي موجودة منذ سنة 1982 حتى الآن، وبالتالي من يريد الإطلاع على هذه التجربة يعرف تماماً بأننا لم نطرح العمل من أجل إقامة حكومة إسلامية بسبب الظروف الخاصة بلبنان، وتوافقنا على كل الأطراف اللبنانية في أن نعمل وفق دستور الطائف كجامع مشترك، أي أننا في عقد اجتماعي سياسي نعمل من خلاله وفق الدستور اللبناني، وبالتالي هذه الإدعاءات هي محاولة لتخويف المذاهب الأخرى والطوائف الأخرى، وكذلك محاولة لمحاصرة حزب الله، لكن حزب الله استطاع أن يتجاوز هذا الأمر بالتحالف مع التيار الوطني الحر، وبالتحالف مع القوى والأحزاب القومية والوطنية والعلمانية الموجودة في لبنان فضلاً عن الأحزاب الإسلامية، يعني اليوم يوجد في المعارضة تشكيلة كبيرة متنوعة في الأفكار والقناعات لا يمكن لهذه التشكيلة أن تكون قائمة كمعارضة موحدة لو كان الحزب يريد أن يأخذ هؤلاء جميعاً إلى إقامة الدولة الإسلامية، إذاً هي مجرد محاولة من الآخرين لإضعاف حضورنا، ولكن أثبتنا بالتجربة أننا نريد ما نتفق عليه مع اللبنانيين.

أمَّا فيما يتعلق بنتائج الانتخابات، مهما كانت نتائج الانتخابات لم نلجأ سابقاً ولن نلجأ مستقبلاً لتحقيق أهدافنا السياسية لا من خلال القلاقل الأمنية ولا من خلال القوة العسكرية، نحن نعتمد الأطر السياسية والوضع النيابي، وكذلك الواقع الشعبي من أجل التعبير عن قناعاتنا وتحقيقها، نحن ننزل إلى صناديق الاقتراع، ولتكن النتيجة ما تكن، إذاً فكرة الاضطراب الأمني فكرة غير حقيقية ونحن أكثر المتضررين من أي اضطراب أمني داخلي لأننا نعتبر أن الاضطراب الأمني الداخلي يصرف النظر عن إسرائيل ويخدمها ويؤيد مشروع الفتنة ونحن ضد كل هذه الأمور، إذاً حزب الله ليس في موقع أي فتنة داخلية بل هو يحاربها ويدعو إلى الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية.

- ما هو مشروعكم في حال الفوز؟ وكيف ستكون السياسة الخارجية للحكومة الجديدة في حال فوز المعارضة وحزب الله؟

في حال فوز المعارضة توجد دعامتان سنعمل عليهما: الدعامة الأولى، على المستوى السياسي سنحفظ خط المقاومة وسنعمل مع كل الدول العربية والأجنبية ليتقبلوا لبنان السيد الحر والمستقل القوي الذي لا يكون ساحة للآخرين، والذي له مطالب سياسية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وعلى رأسها تحرير الأرض اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها، والدعامة الثانية هي الوضع الإنمائي الداخلي، الذي يحتاج إلى "نفضة" كبيرة سواءً على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو خدمات المناطق وتثبيت اللامركزية الإدارية، ومحاولة إيجاد توازن في الإنماء الذي يشمل الحقول، وبالتالي نحن نعتبر أنفسنا في ورشة عمل من أجل الإصلاح الإداري والاقتصادي لننقذ هذا البلد من الانهيار الذي أصابه خلال الفترة السابقة. إذاً نحن نعمل ضمن دعامتان: دعامة سياسية عنوانها الأساس المقاومة والاستقلال، ودعامة تنموية عنوانها الأساس التوازن المناطقي والإصلاح الإداري.

- ترى إسرائيل أن فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات سيحول لبنان إلى دولة حزب الله، وأن كل الناس قد يكونون عرضة للاستهداف، ما هو ردكم على هذا الأمر؟

إسرائيل تريد لبنان الضعيف ولا تريد لبنان القوي، بوجود حزب الله وبوجود تأييد كبير وواسع للمقاومة اليوم دولة لبنان هي دولة مقاومة، وفي المستقبل دولة لبنان دولة مقاومة، وهذا ما يزعج إسرائيل لأنها لا تستطيع أن تفرض على لبنان شروطها التوسعية، ولا تستطيع أن تفرض التوطين، وبالتالي لا تتمكن من أن تأخذ من لبنان بالسياسة ما عجزت عنه في الحرب، إذاً من الطبيعي أن تبدي إسرائيل انزعاجها من فوز حزب الله والمعارضة في الانتخابات لأن مدخليتها على الساحة اللبنانية ستكون معقدة ولن تكون سهلة، خاصة أننا سنحافظ على استقلال لبنان وسنعمل على تحريره.

- تدخل السفارة الأمريكية في الانتخابات هل هناك من تدخل سعودي وغيره، وهل هناك شعور بأن التدخلات قد تغير النتيجة لصالحكم أو ضدكم؟

التدخل الأمريكي في الانتخابات النيابية اللبنانية لا يحتاج إلى دليل وآخر تدخل هو حضور نائب الرئيس الأمريكي "بايدن" الذي دعا بشكل واضح للترويج لـ 14 آذار واجتمع معهم في منزل النائبة معوَّض، وكان يناقش وإياهم ما يمكن أن تفعله أمريكا لمساعدتهم في الانتخابات النيابية، إذاً هذا التدخل إضافة إلى بعض التصريحات التي تحذر من نجاح المعارضة يدل على أن أمريكا تضع ثقلها في هذه الانتخابات النيابية، وبالتأكيد هناك جهات أخرى عربية وغير عربية تدفع أموال طائلة في هذه الانتخابات، ولكن في اعتقادنا أن الأمر لن يؤثر في ميزان الربح والخسارة، أصبحت الخيارات عند الشعب اللبناني واضحة، والاصطفافات محسومة، ولا أعتقد أن مثل هذا التدخل الأمريكي سيغير من نتائج الانتخابات.

- تحدثتم عن "بايدن" هل زيارته قد يكون لها مفعول عكسي بالنسبة لمساعدة الطرف الآخر؟

في الواقع أمريكا تعتمد على جماعة 14 آذار ليقدموا شيئاً وتستثمره، وهم يعتمدون عليها لتقدم شيئاً ويستثمرونه، المشكلة أن الفريقين: أمريكا و14 آذار لم يعودا قادرين على أن يصنعوا شيئاً في موازين القوى على الساحة السياسية في هذا الوقت القصير المتبقي للانتخابات النيابية، على هذا الأساس أعتقد أن الكلام الأمريكي والموقف الأمريكي وكذلك الموقف الإسرائيلي يضر جماعة 14 آذار أكثر مما ينفعهم، لأنه لن يقدِّم لهم شيئاً ولكنه سيبرز مستوى التدخل الخارجي والحرص على أن لا يختار لبنان بملء إرادته.

- بالنسبة للرئيس الأمريكي"أوباما" سيتوجه إلى القاهرة يوم الخميس ويلقي خطاب للشعوب الإسلامية، ماذا تنتظرون منه ؟ وما المطلوب منه بالنسبة للقضية الفلسطينية؟ وهل خطابه سيكون له تأثير بأي شكل من الأشكال على الانتخابات في لبنان وخيارات اللبنانيين؟

سمعنا خطابات عديدة من الرئيس "أوباما" منذ استلم الرئاسة حتى الآن تتحدث عن أجواء حوار وانفتاح، ولكن لم نرَ إلى الآن آليات وترجمة عملية لنتائج تهم منطقتنا بشكل خاص ولبنان بشكل أخص، لا يهم من الذي سيتحدث به في القاهرة وإنما المهم ما هي الترجمة العملية لأزمة الشرق الأوسط وللملفات العالقة في المنطقة، أعتقد أننا لا زلنا في مرحلة الكلام الإيجابي ولم نصل إلى مرحلة الفعل الإيجابي، نحن نريد الفعل ولا يكفينا الكلام، وبالتالي أبرز ما نريده أن يُوضع حد إسرائيل، وأن يسترد الفلسطينيون حقوقهم وأرضهم، وأن لا يُطردوا من هذه الأرض بعملية التوطين في المناطق المختلفة، وأن لا يكون الدعم مطلقاً لإسرائيل في عدوانها المستمر على المنطقة، إذا أعطت أمريكا مثل هذه الإشارات الإيجابية على المستوى العملي عندها يمكن أن نقول أن بعض التغيير بدأ يحصل في الإدارة الأمريكية، لكن ما سمعناه من "ميتشيل" وغيره في الفترة السابقة يُظهر أن التأييد لإسرائيل ومشروعها ومستلزمات هذا المشروع لا زال قائماً وأن البحث هو في القشور، وأن يتوقفوا عن التوسع في المستوطنات ولكن ماذا عن الحرمان الموجود في غزة، وماذا عن الحصار المستمر حتى الآن، وماذا عن إقامة الدولة الفلسطينية، هذه كلها عناوين غامضة حتى الآن، لذا نحن نريد أفعالاً وليس أقوالاً، ولا أعتقد أن خطاب "أوباما" سيؤثر لا من قريب ولا من بعيد على الانتخابات النيابية اللبنانية، من الآن أقول لك: الأمور أصبحت واضحة وخيارات الشعب اللبناني انتهت.

- هناك منافس لحزب الله في المجتمع الشيعي السيد أحمد الأسعد وهو يتهمكم بحملة تهويل وتهديد وحرق سيارات ومكاتب وتهديد لأعضاء حملته الانتخابية، هل يشكل تيار الانتماء اللبناني أي تهديد لتحالف أمل حزب الله على نتائج الانتخابات حتى يستأهل كل هذا الانتباه؟

نحن نعتقد أن الانتخابات في الجنوب اللبناني أو في البقاع انتخابات محسومة لمصلحة المعارضة وخاصة لحزب الله وحركة أمل، واللوائح المنافسة هي لوائح ضعيفة لا تمتلك التمثيل الشعبي الكافي، وعلى كل حال أمامنا عدة أيام يمكننا من خلالها أن نرى نتائج الانتخابات فنعلم عندها حجم وسعة كل فريق من الأفرقاء، نحن نعتبر أن الساحة الشيعية بشكل عام فيها تأييد يتجاوز التسعين في المائة(90٪) لحزب الله وحركة أمل.

حزب الله بعيد عن هذه الأساليب الرخيصة وليس بحاجة عنها، يجب أن نسأل القوى الأمنية لنعلم : هل أصحاب العلاقة يقومون بهذه الأعمال؟ أو أن بعض الأشخاص المتوترين يقومون بهذه الأعمال؟ أمَّا بالنسبة لنا كحزب الله نحن بعيدون تماماً عن مثل هذه السلوك، ونؤمن بالتنافس الشريف.

- إسرائيل تقوم بمناورات عسكرية هذا الأسبوع، هل هناك من تأثير على لبنان؟ وهل هناك من خوف من عدوان إسرائيل على لبنان؟

حزب الله اتخذ استعداداته الكاملة من أجل أن يكون في حالة جهوزية حتى إذا فكرت إسرائيل في أي مفاجأة عسكرية ضد لبنان تجد التصدي الكبير والمدوي في آنٍ معاً في مواجهة هذا الاعتداء، من حيث المبدأ لا نعتقد أن المرحلة مرحلة عدوان إسرائيل على لبنان، لكن من حيث الاستعداد والعمل نتصرف على أساس أسوأ الاحتمالات، إذاً حزب الله اليوم أثناء المناورات الإسرائيلية هو في حالة جهوزية كاملة لأي تطور استثنائي يمكن أن يحصل.

- كشف شبكات التجسس في الأيام والأسابيع الماضية ذُعر المواطنون وشعروا أن البلد مكشوف أمنياً، كيف يؤثر ذلك على أن حزب الله؟ وهل كان هناك أي خروقات أمنية كبيرة خاصة أن بعض عناصر القوى الأمنية اللبنانية وبعض المقربين من الحزب وربما رجال دين قد يكونوا متورطين؟

كنا نقول دائماً إسرائيل تعمل في لبنان ولها شبكات أمنية ولبنان في دائرة الخطر الإسرائيلي، ولم يصدقوننا، وكانت الفتن المتنقلة في لبنان والتوتر الداخلي وعدم الاستقرار السياسي أسباب أن ينصرف الأغلب من القوى الأمنية والواقع اللبناني إلى الشؤون بعيداً عن الشأن الإسرائيلي، عندما حصل اتفاق الدوحة واستقر الوضع السياسي والأمني في لبنان، بدأت القوى الأمنية تهتم أكثر بمتابعة الأخطار على لبنان، فكان أن كشفت هذه الشبكات التي هي جزء من شبكات أكثر وأكثر، وأعتقد أنها ستكشف في الأسابيع القادمة، وكذلك تمَّ التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة مع المقاومة من أجل فضح هذه الشبكات وإبراز مستوى الخطر الموجود على لبنان، هذا يؤكد وجهة نظرنا بأن إسرائيل عدو لا يتوقف في عدوانه على لبنان ولن يتوقف بعدوانه على لبنان، وعلينا أن نبقى أقوياء وأن نعزز مقاومتنا لأن لا إمكانية لمواجهة هذا العدو إلاَّ بالتحام الجيش والمقاومة والشعب اللبناني بكل قوة وتفاعل، وعملياً نحن لم تؤثر علينا كحزب الله هذه الشبكات لأن تركيبتنا الداخلية وطريقة متابعتنا للأمور تأخذ أعلى الاحتياطات بمنع التجسس الداخلي على الحزب، ولكن المجتمع اللبناني مفتوح، وبالتالي يمكن لأي جهاز مخابرات دولي أن يصطاد بعض المنتفعين أو بعض ضعاف النفوس ببعض المال أو بعض الإغراءات أو بعض التسهيلات الدولية، هذا أمر حاصل ويحصل، نحن لم نتأثر في هذه الشبكات على مستوى حركتنا وقوتنا، نعم نحن مضطرون أن نأخذ الاحتياطات الإضافية، وكنا في الواقع في دائرة الاحتياطات المهمة لأننا نتحسب لعمل أمني إسرائيلي في أي وقت ضد قيادي من قيادات حزب الله أو في ساحتنا بشكل عام.

- هناك اتهامات لحزب الله في علاقة بمحاولة تفجير السفارة الإسرائيلية في آذربيجان بعملية انتقامية، هل هناك من تعليق على هذا الموضوع؟

ليس لدي أي معلومات عن هذا الموضوع، كل ما في الأمر قرأت بعض الأخبار الصحفية، ولكن ليس لدي معلومات عن هذا الشأن.

- هل حزب الله لا يقوم بأي عملية خارج لبنان ؟

حزب الله عمله بمواجهة إسرائيل، وبالتالي لا أستطيع أن أتابع كل خبر إعلامي وألاحقه من أجل أن أقول: نعم أو لا، خاصة أن هناك فبركات إعلامية كثيرة تحصل.

- هل هناك من جديد بالنسبة للعلاقة مع مصر بالنسبة للخلية؟ وهل طرأ تطور جديد؟

المسألة عند المصريين بما يتعلق بالأخ سامي شهاب ومن معه، ليس عندنا أي جديد، وكل التطورات مرتبطة بالموقف المصري.

- جرى اتصالات أجنبية معكم كما ذكرت حضرتك دبلوماسية وغير دبلوماسية، ونُشر في الصحف أن هناك وفد من البنك الدولي تباحث مع مسؤولين في حزب الله بموضوع المساعدات للبنان، أو جرى نوع من تشاور أو تطمين، هل لديكم شيء عن هذا الموضوع؟

ذكرت منذ حوالي شهرين بأن سفارات دول أجنبية وأوروبية خاصة اتصلت بنا وقال سفرائها أو بعض مندوبيها بأنهم سيتعاملون مع أي نتيجة للانتخابات النيابية، وهم لن يقفوا في حالة عداء مع حزب الله أو مع المعارضة في حال أخذت المعارضة الأغلبية النيابية، في حديثي وقتها كان الأمر سرياً أمَّا اليوم بعد أن صدرت تصريحات عن الخارجية الفرنسية والخارجية البريطانية والاسبان والسويد ودول مختلفة أصبح الأمر معروفاً لجميع الناس أن هذه الدول ستتعاطى مع نتيجة الانتخابات، بل بعضهم ذهب أبعد من هذا كما قال الفرنسيون واليونانيون بأن التصرف في فلسطين مع حماس كان تصرفاً خاطئاً رغم الاختلاف في طبيعة البلدين، أمَّا بالنسبة للبنك الدولي فقد طمأننا بأن نتيجة الانتخابات لا تعنيه وهو سيتعامل مع أي حكومة قادمة وهذا كل ما في الأمر، وحصل إجتماع وتحصل اجتماعات متكررة مع البنك الدولي، لدينا المركز الاستشاري الذي له اجتماعات منتظمة بين حين وآخر، ويناقشون قضايا اقتصادية مختلفة ويحضرون بعض الاجتماعات الذي يحضر فيها البنك الدولي هذا قبل أن نكون في هذه المرحلة، وأما في المستقبل فهم قالوا: سنتعامل مع أي حكومة قادمة.

- هل تتوقعون حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات إذا فازت المعارضة؟ وهل تتوقع حصولها إذا فاز الطرف الآخر؟

سنعمل كمعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أمَّا ما هو مقدار نجاحنا في هذا الأمر هذا يتطلب استجابة من الطرف الآخر ، ولكن بالحد الأدنى أعتقد أن قسم من فريق 14 آذار سيقبل بحكومة وحدة وطنية حتى ولو رفض القسم الآخر، وعليه سنكون أمام مشهد جديد في ما بعد 7 حزيران.

- هل تقصد بذلك السيد وليد جنبلاط؟

أقصد السيد وليد جنبلاط وآخرين من الذين يرغبون في إحداث مشاركة في الحياة السياسية اللبنانية، على كلٍ دعنا ننتظر نحن كمعارضة سنطرح المشاركة.

- كم عدد المقاعد التي تتوقعون أن تفوزوا بها؟

أتوقع أن تفوز المعارضة بين 67 و 70 نائباً، أي بفارق عن النصف بين ثلاثة أو ستة نواب، والطرف الآخر سيكون له قسم من الباقي، لأن ثلاثة أو أربعة قد يكون لهم عنوان المستقلين وبالتالي سيكون له القسم الآخر، بمعنى آخر مهما كان عدد مقاعد المعارضة ستكون أكثر من عدد مقاعد الموالاة، يمكن توقع أكثرية نيابية للمعارضة لكن لا يمكن توقع أكثرية نيابية لجماعة 14 آذار لوجود المستقلين الذين يقللون من احتمال وصولهم إلى النصف كمجموع.

- يُحكى أنه ستكون هناك أزمة حكم بعد الانتخابات؟

كل شيء له حل في لبنان، وبالتالي لا يوجد لا أزمة رئيس حكومة سني ولا أزمة رئيس مجلس نيابي شيعي، وأعتبر أن الأمور يمكن أن تسير بشكل معقول، المهم أن يحصل التزام بنتائج الانتخابات وأن يقبل كل طرف باختيار الناس، والناس سيحاسبون على هذا الأساس.

- هل تعتقدون أن تيار المستقبل سيدخل في حكومة وحدة وطنية في حال فوز المعارضة؟

أتوقع أن يشارك في حكومة وحدة وطنية ولكن لا أريد أن أتكلم نيابة عنه، وفي النهاية له من يتكلم عنه، ولننتظر 8 أيام ليست بعيدة.

- وفي حال الموالاة هل سيدخل حزب الله في الحكومة؟

من المبكر أن نتكلم في هذا الموضوع، لنترك تفاصيل الحكومة إلى وقتها حتى لا ندخل في 20 أو 30 احتمال حول الخيارات المختلفة.

ولا أعتقد أن هناك مشكلة في الحكم في لبنان إذا كانت الأطراف تتصرف بطريقة واقعية، ويعترفون بنتائج الانتخابات النيابية.

- هل لديكم مرشح لرئاسة الحكومة؟

هذا أمر مبكر وبالتالي نناقشه بعد نتائج الانتخابات