مقابلات

المقابلة التي أجراها معه الصحافي غسان بن جدو لقناة الجزيرة في 28/5/2009

أعتقد أن اللقاء بين سماحة السيد حسن نصر الله والسيد وليد جنبلاط ليس بعيداً

-كيف تنظرون إلى الانتخابات القادمة؟

في اعتقادنا أن الانتخابات النيابية القادمة هي انتخابات سياسية بامتياز، ونحن نوصِّفها بأنها انتخابات هامة وليست مصيرية، لأن كلمة مصيرية تعني الانتقال من حالة إلى حالة قد يكون فيها تغييرات جذرية، لكن الوضع في لبنان ليس فيه تغييرات جذرية لا في بنية النظام ولا في تأثيرات القوى السياسية، وأكثر من ذلك نحن نعتقد أن الوضع السياسي الآن له مسار، هذا المسار ستدعِّمه الانتخابات النيابية القادمة، لا يستطيع أي فريق سواء نجحت المعارضة أو الموالاة أن تعدِّل من المسار السياسي الذي نحن عليه اليوم، وهو مسار يؤكد على عدم الوصاية الأجنبية، على دور المقاومة وأهميتها، على ضرورة الإصلاح السياسي والإداري في البلد، وعلى المشاركة لدى القوى المختلفة. إذاً نحن أمام مسار سياسي، مهما كانت نتجة الانتخابات ستعدِّل من اصطفاف القوى، يعني لو نجحت المعارضة إن شاء الله ستُثبِّت هذا المسار السياسي، ولو نجحت الموالاة - ولا أعتقد ذلك - لن تستطيع أن تعدِّل من هذا المسار السياسي، إذاً نحن لسنا أمام انتخابات مصيرية وإنما أمام انتخابات سياسية.

- بعض الأطراف في 14 آذار تضع سلاح حزب الله كأولوية سياسية في المرحلة المقبلة، كيف ترَون ذلك؟

سلاح حزب الله ليس مادة انتخابية، رغم أنهم يحاولون وضعه في الإطار الانتخابي، وهناك مسار سياسي عام في البلد هذه هي المادة السياسية الانتخابية، وهم يعلمون أيضاً أن هذا السلاح مرتبط بالمقاومة والمقاومة مرتبطة بالحوار والحوار يتطلَّب اتفاق الأطراف، إذاًً هذا ليس أمراً مرتبطاً بنتائج الانتخابات النيابية، ثم أن حزب الله لم يطرح في يوم من الأيام أنه يريد أن يفرض حضوره أو وجوده، حزب الله يعلم تماماً حجمه السياسي في البلد، ويعلم أنه جزء من معارضة متكاملة متنوعة، وبالتالي ليس لديه طوحات لا لإقامة جمهورية خاصة ولا للحكم بشكل مستقل ولا لفرض أي شروط، نحن نعلن بشكل واضح أننا جزء من تركيبة سياسية موجودة في هذا البلد، من ضمن الطائف ودستور الطائف.

- بهذه الطريقة أقفلت الطريق أمام الفريق الآخر إذا فاز بالانتخابات؟

الآن الطرف الآخر هو الذي يحكم في هذا البلد، ولديه الأغلبية النيابية، لأربع سنوات متتالية وهو يحاول أن يصنع مساراً سياسياً مختلفاً عن المسار الذي يؤكد على المقاومة ويؤكد على استقلال لبنان عن الوصاية، فكيف إذا كنا أمام متغيِّرات إقليمية ومتغيِّرات دولية سقطت وفشلت في مشاريع عدة في المنطقة وليس في لبنان فقط، وأصبحت البوابة إلى لبنان محكومة بمعادلات سياسية واضحة أمام الجميع، كيف يمكن لهذا الفريق السياسية بعد أن يغيِّر في واقع الضعف الإقليمي والدولي. أنا أعتقد أن التغيير في اتجاه آخر غير ممكن، نعم عندما تنجح المعارضة تُثبِّت هذا الخيار السياسي بطريقة هادئة، يعني يهدأ البلد أكثر، والطرف الآخر أوجد توتر فننتهي من هذا التوتر.

- هل أنتم بعد أربع سنوات من حكم الأكثرية حقَّقتم انتصاراً سياسياً؟

بالتأكيد، وأنا أعلن أمام الملأ أن حزب الله والمعارضة حققوا انتصارات سياسية مهمة خلال الأربع سنوات الماضية، رغم الصعوبات التي نواجهها إقليمياً ودولياً ومحلياً، ذلك أن لدينا كتلة شعبية كبيرة، وعندنا حضور وازن على المستوى السياسي، ونطرح طروحات منطقية ومعقولة، نحن نريد استقلال لبنان، نريد تحرير أرض لبنان، نرفض الاحتلال الإسرائيلي، نريد الإصلاح الإداري، هذه العناوين نستطيع أن نكون معها أقوياء.

- هل ستبقى المعارضة كتلة موحَّدة بعد الانتخابات في إطار مشروع سياسي وما هو؟

أعتقد أن كتلة المعارضة الآن ستبقى موحدة بعد الانتخابات النيابية، لكن قد يُضاف إليها أطراف من فريق 14 آذار، بمعنى آخر سيكون هناك اصطفافات سياسية جديدة، لكن ليس هناك ما يؤشر إلى تعديل أي اصطفاف سياسي داخل تكتُّل المعارضة على قاعدة الخيارات السياسية وليس على قاعدة المناكفة ولا تقسيم اللبنانيين إلى قسمين، في الخيارات السياسية القادمة ستكون هناك قوى تجتمع مع بعضها حول هذه الخيارات، ولا أريد أن أحكم سلفاً الآن، لكن أنتم تسمعون الخطب والتصريحات والمواقف التي تبيِّن أن هناك مراجعات عند أطراف متعددة، أنا لا أقول أنهم سيأتون إلينا، لا أريد أن أتحدث بهذه اللغة، لكن أنا أقول أن هناك مساراً سياسياً في داخل البلد سيلتف حوله مجموعة من الأطراف، ولا يعني أن هذه الأطراف هي من المعارضة فقط، كلا فسيكون هناك أطراف أخرى، لأننا سنكون أمام صورة أخرى وموالاة جديدة داخل البلد.

- يعني هل أننا لن نكون أمام فريقين اسمهما 8 آذار و14 آذار بل أمام مصطلحات أخرى جديدة؟

الفرصة ستكون متاحة لإجراء تعديلات في الاصطفافات السياسية بناء على المشروع، ومرحلة الأربع سنوات الماضية ستكون مرحلة من السابق، ولن تكون هي المرحلة التي تفرض نفسها، لأننا أمام معطيات جديدة، محلياً بنتيجة الانتخابات، وإقليمياً ودولياً بالأجواء الموجودة، ستفرز اتفاقات جديدة ونتائج جديدة.

- الرئيس الإيراني نجاد صرح بأن فوز المعارضة في الانتخابات النيابية سيعزِّز محور المقاومة، أليس هذا تدخلاً في الانتخابات النيابية اللبنانية؟

الرئيس الإيراني يوصِّف ما يتوقعه من واقع سينشأ في لبنان وسينعكس على المنطقة، ولكن هو لا يمارس دوراً في هذا الاتجاه، الاتجاه منحصر بما يختاره اللبنانيون، ليس في كلام الرئيس نجاد ما يوحي لا بتدخل ولا بأوامر، وإنما هو يتحدث عن توقع، ومن حق كل إنسان أن يتوقع ما الذي سيحصل وسيكون، ولكن بالنسبة إلينا كحزب الله نحن نخوض معركتنا الانتخابية بقرار ذاتي وبرعاية لكل الواقع الموجودين فيه في لبنان، كما تعوَّد علينا الناس.

- أليس هذا تدخلاً مباشراً في الانتخابات اللبنانية كما تتَّهمون أمريكا بذلك؟

هذا ليس تدخلاً بالانتخابات النيابية، وإنما توصيف لما يتوقَّعه، في المقابل جاء بايدن إلى لبنان وجلس مع فريق 14 آذار، وناقش معهم كيف يمكن أن ينجحوا في الانتخابات، وقال لهم حسب ما وردنا من اجتماعهم أن كل الأدلة تقول أن المعارضة ستنجح، هل يمكننا أن نفعل شيئاً أو أن تفعلوا شيئاً لتعديل النتيجة؟ بعضهم اقترح عليه تأجيل الانتخابات، لكن هو ذكر بأنهم لا يستطيعون ذلك، لأن الرأي العالمي لن يقبل ولا الرأي الأمريكي، وأن فتِّشوا عن أفكار أخرى في هذا الشأن. هذا إضافة إلى تدخل سيسون في تشكيل لائحة كسروان، والتدخل المباشر مع الأشخاص، هذا هو التدخل.

- هذا كلام خطير؟

ما معنى أن يأتي ليجتمع مع فريق 14 آذار في ظل الانتخابات، كان يفترض أن يأتي لزيارة رئيس الجمهورية أو القوى الرسمية ولا يتصل بفريق، ثم نسمع تصريحات إسرائيلية لا تريد لحزب الله أن يربح مع المعارضة في الانتخابات، ثم نسمع بايدن يقول: سنرى كيف نعطي المساعدات في لبنان على ضوء نتيجة الانتخابات النيابية. طبعاً نحن نعتقد أن هذه التدخلات مضرَّة لفريق 14 آذار، يعني لن يؤدي إثراً إيجابياً، لأنه في النهاية الانتخابات خيار شعبي داخلي، ومن ليس لديه أغلبية لا يستطيع أن يخترعها أو أن يوجدها بمجرد تدخل أمريكا.

- هناك اتهام لسوريا بالتدخل في الانتخابات اللبنانية؟

نحن معلوماتنا أن سوريا لا تتدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية، وإذا كان أحد من الأطراف عنده أدلة فليعلنها للرأي العام.

- هناك زيارات لمرشحين من المعارضة إلى سوريا ولقاء اللبنانيين هناك وما إلى ذلك؟

من الطبيعي أن يذهب مرشح إلى سوريا ليلتقي بالناخبين اللبنانيين القاطنين في سوريا، ونحن سمعنا عن جماعة 14 آذار أنهم ذهبوا إلى كندا وأمريكا وفرنسا وغيرها، ذهب نواب من عندهم، وتواصلوا مع اللبنانيين هناك ليحثوهم على الانتخاب، حتى المخاتير الذين غادروا الأراضي اللبنانية وأخذوا التواقيع وخالفوا القانون من أجل الهويات وما شابه، هذا جزء من حركة إنتخابية طبيعية، فيذهب المرشحون للحديث مع الناخبين، وفي سوريا يوجد الآلاف من اللبنانيين الذين ينتخبون في لبنان.

- يعني ألا تتدخل سوريا في تشكيل اللوائح، ألا تريد أن يفوز حلفاؤها؟

سوريا تتمنى أن تنجح المعارضة في الانتخابات، هذا أمر طبيعي، لكن سوريا لا تستطيع أن تتدخل بسبب عدم وجودها التفصيلي والميداني، وهي لا تريد أن تتدخل بالأصل في الموضوع اللبناني وفي تشكيل اللوائح، وأنا الآن أتحدى أن يُعطوني لائحة واحدة في لبنان شكَّلتها سوريا، لأنه معلوم كيف تشكَّلت اللوائح، وكيف تحرك كل واحد من دعامات المعارضة ليختار، وحتى في ما بين المعارضة حصلت اختلافات في بعض الأماكن، وتمَّت معالجتها من داخل المعارضة، إذاً الموضوع موضوع داخلي وليس خارجياً.

- السيد وليد جنبلاط قال بأنه مستعد للقاء مع حزب الله ومستعد للقاء المباشر مع سماحة الامين العام لحزب الله، ما هو موقفكم كحزب الله؟

اللقاء المباشر بين سماحة الأمين العام والاستاذ وليد جنبلاط لا بدَّ أن يحصل في يوم من الأيام بعد الانتخابات النيابية، يبقى أن الأمر مرتبط بالتوقيت وببعض الظروف الخاصة، ولكن في نهاية المطاف في اعتقادي أن هذا اللقاء سيحصل. لا نستطيع أن نحدد التوقيت الدقيق لأن ذلك مرتبط بمجموعة ظروف ومعطيات، منها ما هو أمني ومنها استكمال بعض الخطوات، لكن نحن سائرون في هذا الاتجاه، يعني اليوم لا يوجد موانع قطعية في هذا الاتجاه، والتلاقي السياسي سيؤدي إلى التلاقي المباشر بين الرجلين وأعتقد أن الأمر ليس بعيداً.

- كيف تنظرون إلى خطاب السيد وليد جنبلاط في هذه المرحلة؟

الخطاب خطاب إيجابي وشجاع في هذه المرحلة، لأنه استطاع أن يقوم بقراءة تبيِّن وجهة نظر منسجمة مع التطورات التي حصلت، وهو صمَّم حسب ما هو واضح أن يختار المسار السياسي الذي ينسجم مع هذه التطورات، والذي يتلاقى بنسبة كبيرة مع رؤيتنا لموضوع المقاومة وبناء الدولة والمستقبل القادم، يعني كان هناك رهانات على وضع خارجي من كل فريق 14 آذار، هو وجد أن هذه الرهانات تحتاج إلى تعديل وتغيير بناء على تجربة وعلى رؤية.

- أنتم تنظرون إلى السيد جنبلاط أنه تقدم نحوكم بهذا الاتجاه لأنه أصبح يرفع هذه الشعارات، أنتم كيف ستتقدمون إليه ومن أي زاوية؟

نحن أيضاً تقدَّمنا إليه من خلال اللقاءات التي بدأ انعقادها منذ ما بعد 11 أيار من العام الماضي، وكانت ترتفع وتيرتها تدريجياً إلى أن حصل اللقاء بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة والسيد وليد جنبلاط، فعلى المستوى الميداني هناك لقاءات مكثفة حتى على مستوى القواعد لكلٍّ من الطرفين، أما على المستوى السياسي فنحن لدينا شعارات ومواقف، هذه المواقف تقاطعت مع المواقف التي يعلنها الآن السيد وليد جنبلاط، ليس المطلوب أن نفكر كيف نغيِّر فكرة طرحناها مقابل فكرة تغيَّرت عند الطرف الآخر، المطلوب أن نتلاقى على الشعار السياسي بصرف النظر عمَّن طرحه ومن يتبناه، فالصحيح صحيح.

- ماذا عن السيد سعد الحريري، هو كان يقول قبل أسبوعين أن الظروف غير مؤاتية للقاء بينه وبين السيد حسن نصر الله، ولكن البارحة قال أنه مستعد للقاء السيد ربما بعد الانتخابات؟

لم يكن في هذه المرحلة مطروحاً أن يحصل لقاء بين السيد حسن والسيد الحريري، يعني أننا نحن لم نطلب اللقاء وهو لم يطلب اللقاء، ولذلك عندما تكون هناك ضرورة يحصل تنسيق ويحصل اللقاء، ولا يوجد موانع في هذا الأمر، علماً أن التواصل بين السيد سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل يحصل دائماً، واللقاءات منذ لقاء سماحة السيد إلى الآن حصل أكثر من 5 أو 6 مرات تقريباً، وإذا حصلت حاجة عند أحد الطرفين، مباشرة يحصل التواصل الهاتفي ويحصل اللقاء، فالعلاقات تسير بشكل طبيعي. المصالحة انتهينا منها بعد اتفاق الدوحة واللقاء الذي حصل بين السيد الحريري وسماحة الأمين العام، وأصبحت اللقاءات مرتبطة بضرورة لمناقشة موضوعات معينة، لم نجد حتى الآن أنه يوجد ما يستدعي هذا الأمر، وعندما يستدعي في يوم من الأيام يتمُّ التنسيق ويلتقي الرجلان.

- الرئيس السنيورة مرشح عن صيدا، ويُفترض أنه سيكون من أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة، ماذا عن موقفكم؟

نحن نعتبر أن الناس هم الذين سيختارون، فإذا اختاره الناس عن صيدا يكون نائباً عن صيدا، وإذا لم يختاروه لا يكون نائباً عنها، أما في موضوع رئاسة الحكومة فهذا الأمر يختلف بين أن نكون نحن الأغلبية أو يكون غيرنا، فإذا كنا نحن الأغلبية عندها سيكون لنا رأي في شخصية رئيس الحكومة، ليس مطروحاً الآن من هي الشخصية التي يمكن أن تتولى رئاسة الحكومة، سننتظر حتى يتمَّ النقاش، لكن لا أعتقد أن الرئيس السنيورة شخصية مطروحة عند المعارضة لرئاسة الحكومة.

- وإذا طرحها الطرف الآخر في حال شكلوا الأغلبية؟

إذا شكلوا هم الأغلبية فلكل حادث حديث، الآن هذا نقاش تفصيلي وليس آنياً.

- هناك أوساط في المعارضة تقول أنه إذا عاد الرئيس فؤاد السنيورة ستكون هناك مواجهة في المرحلة المقبلة؟

أنا لا أوافق على صنع معارك وهمية مسبقة، دعونا ننتظر الانتخابات، وسنرى مع من الأغلبية وعندها نعرف من الذي سيقترح.

- أنت واثق من فوز المعارضة؟

تقريباً المعطيات بشكل عام تشير إلى إمكانية نجاح المعارضة ببعض الأصوات، يعني ممكن بين 67 و70 صوت للمعارضة، المقصود زيادة عن النصف بعدة أصوات، ولكن لننتظر نتائج الانتخابات.

- هل ما يحصل في لبنان انتخابياً معركة داخلية أم أنها واجهة لصراح إقليمي مستمر؟

الانتخابات النيابية في هذه المرحلة هي انتخابات لبنانية بامتياز، وبالتالي التدخل الخارجي لا أثر حقيقي له، لا على المعارضة ولا على الموالاة، وإذا أردت أن أكون منصفاً أعتبر أنها ربما تكون الانتخابات الأولى في لبنان منذ فترة طويلة التي تجري باختيار اللبنانيين، فمحاولات التدخل الخارجية لا تؤثر على الرأي العام، فقد أصبح الرأي العام في لبنان أصبحت له اصطفافات واضحة، نعم هناك قسم صغير من الرأي العام يتأثر بالمال الانتخابي والعصبية المذهبية، لكن بشكل عام الاصطفافات السياسية شبه واضحة .

- في جزين اختلف الرئيس بري والجنرال عون، وأنتم صوت مؤثر هناك، وكلاهما حليف لكم، فماذا ستفعلون؟

نحن نتداول مع الطرفين خلال هذه الفترة، وربما لا نُعطي الجواب إلا قبل يومين أو ثلاثة من يوم الانتخاب، وسنحرص على أن نكون مع الطرفين، يعني لن نتبنى لائحة واحدة لأحد الطرفين، ولن ندخل في الخصومة المحدودة في هذه الدائرة، سنحاول أن نُبدع فكرة تكون مقبولة من الطرفين، نحن لسنا مع طرف ضد آخر بل نحن حريصون على الإلفة.

- هل نجح اتفاق الدوحة بعد عام من إقراره، وكيف هي علاقتكم مع الرئيس ميشال سليمان بعد عام من توليه سدة الرئاسة؟

أنا أستطيع أن أضع لتطبيق اتفاق الدوحة علامة جيدة جداً، لأن كل النقاط التي طُرحت في اتفاق الدوحة باستثناء التهدئة السياسية الإعلامية التي برزت كمشلكة في بعض التصرفات، لكن كل الإجراءات التي ترتبط برئاسة الجمهورية وحكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب والانتخابات التي ستجري في وقتها إن شاء الله، هذه كلها علامات لتطبيق اتفاق الدوحة. نحن راضون عن أن اتفاق الدوحة شكل مفصلاً مهماً في أنجاز ههذ التهدئة. أما بالنسبة لرئيس الجمهورية فعلاقتنا بالرئيس سليمان علاقة جيدة، ونحن نعتبر أن دوره دور إيجابي في إيجاد التوفيق بين اللبنانيين، نأمل أن يتوفَّق للمزيد في هذا الاتجاه، لأنه كلما كان حاضناً لهذه الخلافات الموجودة بتنسيق يتناسب مع عدم الميل لطرف دون الطرف الآخر كنا أمام تطبيق إيجابي، على كل حال هو رئيس توافقي، والرئيس التوافقي له دور مهم في تنظيم الخلاف في البلد وإدارته.