رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بالتدمير والقصف تزيد القناعة بأهمية وجود السلاح لدى المقاومة وأهمية تقويته لمواجهة الأخطار الإسرائيلية مؤكداً أن على باراك أن يعرف أن دمار إسرائيل سيكون أكبر وأعظم.
الشيخ قاسم وفي مقابلة خاصة مع إذاعة النور وضع هذا الكلام برسم قوى الموالاة متمنياً أن ترد على كلام باراك وتقطع الطريق عليه من أن يستثمر أي فريق من الأفرقاء الداخليين للمصلحة الإسرائيلية.
وقال الشيخ قاسم إن "الملفت في كلام باراك أنّه يهدّد من ناحية ويُمنّي النفس بمساعدة قوى الإعتدال في الداخل اللبناني للمشروع الإسرائيلي. أنا أتمنى أن نسمع من الموالاة ردّاً على كلام باراك حتّى نفهم كيف يقيمونه وحتّى يقطعوا الطريق عليه من أن يستثمر أيّ فريق من الأفرقاء الداخليين للمصلحة الإسرائيليّة. متسائلاً ماذا يعني كلام باراك أنّ نتائج الإنتخابات تعنيه إسرائيليّاًَ؟ ومن هو الفائز الذي يخدم المشروع الإسرائيلي؟ مضيفاً أنه من المفروض أن لا يكون في لبنان أحد من الذين يحققون هذا الإتجاه.
وتابع قاسم إنّنا ننتظر إجابة واضحة من كلّ الأطراف اللبنانيّة على هذا الموقف لأنّه تدخّل في الشؤون اللبنانيّة ومحاولة إبراز لنمط من الصلة والعلاقة تريدها "إسرائيل" مع بعض الأطراف اللبنانيّة. علينا جميعاً أن نقطع الطريق على إسرائيل ونقول لا يوجد في لبنان من يتعامل مع إسرائيل وهذا يبرز من خلال المواقف والتصريحات والأداء الميداني. أمّا تهديد باراك بالتدمير والقصف والبنى التحتيّة وكلّ ذلك فيزيدنا قناعة بأهميّة وجود السلاح لدى المقاومة بل وبأهميّة تقوية السلاح لمواجهة الأخطار التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب مغالاة إسرائيل في الإعتداد بنفسها وفي عودتها إلى نمطها في إستخدام القوّة والإعتداء لفرض ما تريد على منطقتنا وخاصة على لبنان.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّه بعد الإنتصار الإلهي الكبير في سنة ألفين وستّة لم يعد مقبولاً بأن نتراجع إلى الوراء ولم يعد مقبولاً بأن نضعف أمام المواجهة الإسرائيليّة، باراك يصرخ بأنّه يريد أن يدمّر لبنان عليه أن يسمع بأنّ دمار إسرائيل سيكون أكبر وأعظم وبالتالي لسنا ممّن يخافون لا من إستعدادات إسرائيل ولا من تهديدات إسرائيل، كمقاومة وجيش وشعب قاموا بعمل مميّز في إنتصار تموّز سنة ألفين وستّة لا يُمكن أن يخضعوا للإبتزاز الإسرائيلي. إذاً تهديدات باراك تزيدنا قناعة بأهميّة المقاومة ودورها وهذا برسم بعض أطراف الموالاة لتجيبنا كيف تواجه تهديدات باراك هل تواجهه بالشكوى إلى مجلس الأمن أم تواجهه بالإعتماد على أميركا المتآمرة المنحازة لمصلحة إسرائيل. نحن حدّدنا آليّة دفاعنا عن أنفسنا وعن لبنان ونعتقد أنّها ناجعة هي آليّة دفاع تعتمد على المقاومة القويّة إلى جانب الجيش والشعب.
وعن الإنتخابات النيابيّة المقبلة اعتبر الشيخ قاسم أنّ إجراء الإنتخابات مصلحة للجميع ولولا أنّ الطرفين في الموالاة والمعارضة يؤمنان بأنّهما سينجحان في الإنتخابات لربما قلنا بأنّ طرفاً ما لا يريد إجراء الإنتخابات. فلدى المعارضة إستطلاعات رأي تقول بأنّها ستفوز بالأغلبيّة وعند الموالاة إستطلاعات رأي أخرى تقول بأنّها ستفوز بالأغلبيّة وهذا يعطي الأمل للطرفين وهذه نقطة إيجابيّة من أجل أن يكون هناك تنافس حقيقي للوصول إلى الإنتخابات. لكن يبدو أنّ البعض يحتاط ويحاول أن يقرأ الأيام والساعات الأخيرة التي قد تكشف خلاف إستطلاعات الرأي عنده، أو قد تنكشف بعض صور الخلاف الداخلي داخل الفئة الواحدة، فيحاول أن يلوّح بهذا السيف ليستدرج عروضاً وإتفاقات من تحت الطاولة كي يضمن فوزه أو وجوده.
وأكّد الشيخ قاسم: نحن نُصر كمعارضة أنّنا لن تكون لنا تحالفات مع الموالاة وهذا موقف سياسي وبالتالي سنخوض الإنتخابات كمعارضة موحّدين بصرف النظر عمّا سيحصل في طرف الموالاة من خلافات ومنازعات هذه مشكلتهم هم. ونُصر على إجراء الإنتخابات في وقتها ونرفض منطق التخويف وإثارة البلبلة والتهويل بالإغتيالات أو بتأجيل الإنتخابات ونعتبره منطقاً ضعيفاً من المفروض أن نواجهه بالإصرار على الإنتخابات في وقتها فليس هناك ما يمنع إجراء مثل هذه الإنتخابات.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ بعض الذين يروّجون للبلبلة أو الإشكالات أو الأخطاء إنّما يحتاطون لخسارتهم حتى إذا خسروا سيقولون أنّه كان هناك تزوير، وكانت هناك مشاكل، وكان هناك تعقيدات وكان نقول قبل ذلك. لا يوجد مبرّر آخر.
وأشار سماحته إلى أنّه لا يخفى أنّ هناك في لبنان من يُحرّك بين الحين والآخر فكرة الفدراليّة والتقسيم والكنتونات المتفرقة خاصةّ عندما يرى أنّ شعبيته ضعيفة وأنّ قدرته على أن يعيش في وطن قدرة غير أصيلة وكاملة. فيلجأ إلى إستفزاز المشاعر المذهبيّة والطائفيّة لإيجاد جو تحريض عصبي يؤدي إلى الترويج لفكرة التقسيم في لبنان وهذه الفكرة هي فكرة من لا يؤمنون بالتعايش مع الآخر ولا يتقبلون التفاعل الميداني بين فئات المجتمع المختلفة التي تُشكّل مكونات لبنان.
وأضاف الشيخ قاسم: نحن ندعو دائماً إلى وحدة اللبنانيين وإلى إنصافهم جميعاً في إطار منظومة التساوي في الحقوق والواجبات. وأعتقد أنّ الضوابط التي وضعت من خلال إتفاق الطائف تساعد على قيام لبنان الذي يأخذ منه أبناؤه ويعطونه في آن معاً ليستمر وطناً واحداً للجميع.
وقال سماحته: نحن نعارض أيّ فكر تقسيمي ونعتبره سبباً لضياع لبنان بل ربما يؤدي خدمة كبيرة لإسرائيل حتّى يتمزّق كلّ ما حولها ومن حولها. ولبنان بمساحته الصغيرة وعدد أبنائه القلّة لا يتحمّل تقسيمات إضافيّة. لو كان بالإمكان أن يكون هناك تفكير على طريقة الإتحاد الأوروبي وأن تتوحّد البلدان العربيّة ويجدوا قواسم مشتركة ليتوقّوا في إقتصادهم وإجتماعهم وسياستهم ويوجدوا التعاون بينهم فهذا أفضل. يجب أن نلجأ إلى توسيع دائرة التعاون مع الأشقاء لا أن نبحث عن تقسيم بلدنا تحت أي عنوان أو تسمية. كلمة فدراليّة هي تلطيف للتقسيم ونحن نعلم أنّه في الوظائف وفي المراكز الأساسيّة وفي عدد النوّاب وكلّ شيء يُؤخذ بعين الإعتبار حصص الطوائف فإذاً هي محميّة بتركيبة النظام وتوزيع الحصص الموجودة. وتساءل سماحته ما الداعي إلى هذا الإتجاه سوى الرغبة بالمزيد من الإمساك لبعض الذي لا يملكون المقوّمات الكافية لا شعبيّاً ولا القدرات المتاحة للسيطرة كما يرغبون. وأتمنى أن نُدقّق بأولئك الذين يطالبون بالفدراليّة من هم، نراهم أولئك الذين إنحسرت قدرتهم الشعبيّة ومستوى تأثيرهم على الناس، بينما الذين لهم قدرة شعبيّة واسعة يبحثون لأن يكونوا جزءاً لا يتجزّأ من لبنان ويرفضون إلاّ أن يكونوا موحدين مع الطوائف الأخرى.