اكد في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الولايات المتحدة الاميركية قلقة ومحتارة تجاه الملف السوري وهي تراهن علي تقطيع الوقت من اجل تغيير المعطيات الميدانية.
واضاف الشيخ قاسم الي ان حزب الله مستعد لكل الاحتمالات بما فيها عدوان اسرائيلي كبير.
وفي الشأن الانتخابي تحدث قاسم عن هدفين يسعي اليهما حزب الله وهما توسيع نسبة المشاركة وادخال بعض الحلفاء الي الندوة البرلمانية واعتبر ان التحالفات الانتخابية لن تؤثر علي التحالفات السياسية خاصة بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
ارنا: يبدو من خلال التطورات الاخيرة ان الولايات المتحدة الاميركية لا تريد خوض حرب شاملة في سوريا ولكن ماذا عن اسرائيل وهل ترون انها يمكن ان تلجأ الي معارك شاملة ؟
الشيخ قاسم: اسرائيل تتمني ان لا تري حزب الله ولا ايران في سوريا وتعتقد ان الحل الافضل هو ان تشن الولايات المتحدة وحلفاؤها حربا علي سوريا لتوفر تل ابيب علي نفسها خوض معركة فاشلة، لا تستطيع القيام بها في هذه المرحلة .
الا ان لواشنطن حساباتها وتعلم ان اي حرب في سوريا يمكن ان تصبح عالمية لان في سوريا اطرافا دولية مثل روسيا وايران .
لذلك فان سياسة الولايات المتحدة الاميركية هي تقطيع الوقت وعدم المشاركة في الحل السياسي قبل تغيير المعطيات الميدانية . وهذا في الحقيقة يعكس قلقا وحيرة لدي واشنطن التي لا تدري اي طريق تسلكه من اجل الامساك بالقرار السوري .اسرائيل لا تستطيع القيام بعمل فردي لان هذا يعني حربا لا يمكن ان تنجح فيها ، لذلك تحاول ايجاد قواعد اشتباك تحاول تعطيل قدرة حزب الله وايران لمصلحة مشروع اسرائيل ولكن ايران والحزب يقظون ويمنعون اسرائيل من تعزيز قواعد اشتباك جديدة، امنيات اسرائيل غير قابلة للتحقق والوضع السوري سيأخذ وقتا ومجالا اوسع .
ارنا: كيف سيرد حزب الله وايران علي الغارات التي تتكرر علي سوريا ؟
الشيخ قاسم: في محطات مختلفة حصل عدوان اسرائيلي وحصلت ردود اما في الاونة الاخيرة فقد حصل اعتداء علي القوات الايرانية في مطار التي فور ، نرجح ان يحصل رد ايراني . لا نعرف متي وكيف وماهي حدوده . القرار تتخذه ايران في الوقت الذي تراه مناسبا.
ارنا: قلتم انكم ترجحون ردا ايرانيا هل الرد مرجح ام مؤكد ؟
الشيخ قاسم: لا استطيع ان احسم كيف ستتصرف ايران . هذا الامر هو شأن يعنيهم وهم يقدرون ما هو المناسب تجاه هذه المسألة .المعني هو ايران .
ارنا: ماذا عن الرد علي الغارات الاخري ؟
الشيخ قاسم: بالنسبة للغارات السابقة فهناك غارات حصل رد عليها وغارات لم يحصل رد . هذا الامر له علاقة بتقدير المصلحة وبحسب الوقائع علي الارض.
ارنا: قلتم ان المعني بالرد علي غارة التيفور هو ايران ولكن الا يعتبر حزب الله معنيا ايضا لان الرد الايراني في حال حصوله قد يؤدي الي حرب مفتوحة يجد حزب الله نفسه منخرطا بها ؟
الشيخ قاسم: لن اناقش في هذه التفاصيل لاننا لايمكن ان نكشف للعدو كيف سنتصرف . اعود واكرر ان المعني الاول هو ايران واي شيء يحصل في سوريا هو بنتائجه يؤثر علي كل القوي الموجودة في سوريا.
ارنا: هل ترجحون انتقال الاشتباك من سوريا الي لبنان خاصة بعد تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي؟
الشيخ قاسم: رئيس اركان العدو قال ان الحرب قد تحصل ولكنه لم يحسم هذا الامر وكلامه عن الحرب ورد في سياق كلامه عن تدحرج الامور ولم يتحدث عن قرار ابتدائي لان اسرائيل ليست مؤهلة للقيام بحرب وهي تعلم انها ستكون خاسرة ولكن احتمال تطور الامور باتجاه حرب امر وارد. مع اننا نعتبر ان اسرائيل مردوعة بنسبة عالية جدا وحزب الله جاهز لهذه الاحتمالات.
ارنا: ننتقل الي ملف الانتخابات اللبنانية ، هناك انطباع ان هذه الانتخابات تبدو صعبة واكثر تعقيدا من سابقاتها .ها هذا صحيح ؟
الشيخ قاسم: لسنا امام تجربة انتخابية صعبة ولكن لها خصوصيتها بسبب القانون النسبي الذي يتطلب طريقة في الادارة تختلف عن الاكثري .اعلنا بأننا مرتاحون للقانون اكثر من كل القوانين السابقة ونأمل بنتائج ايجابية اكثر من السابق. نحن امام محطة تحمل ايجابيات اضافية. لحزب الله امتداد شعبي وحلفاء يساعدونه في تحقيق نتائج افضل وتعمل بحماس واهتمام. في هذه الانتخابات وضعنا هدفين : الاول ، اعلي نسبة من التصويت في انتخابات نعتبرها بمثابة استفتاء شعبي علي حجم حضور الحزب وحلفائه في الحياة السياسية. اما الهدف الثاني، فهو ان تتمثل بعض القوي التي لها حيثية مناطقية او محدودة ولكن لها حق ان تتمثل في المجلس وان تكسر احادية مصادرة القرار النيابي .علي كل الاحوال نحن نري ان هذين الهدفين من الممكن تحقيقهما. بشكل عام الانتخابات تتطلب جهدا ولكنها ليست صعبة .
ارنا: ما هو تفسيركم لظاهرة التحالفات الانتخابية المصلحية البعيدة عن التحالفات السياسية التي تشهدها هذه الانتخابات ؟
الشيخ قاسم: اكثر القوي السياسية لجأت الي عنوان الربح وتخطت الاعتبار السياسي بينما حزب الله وحركة امل التزما بالتحالفات الانتخابية في اطار التحالفات السياسية بحيث انه لا يوجد اي تحالف في اي دائرة الا مع افرقاء سياسيين منسجمين معنا في السياسة.
اما الاخرون فقد اختاروا ان يتحالفوا انتخابيا بصرف النظر عن الوضع السياسي . هذا المشهد برأينا غير مناسب ولا يعكس قوة لدي الاطراف ولكنه في المقابل لن يؤثر علي التحالفات السياسية بحسب ما يؤكد معظم الاطراف .وانا اصدق هذا الامر لان التركيبة اللبنانية لها خصوصيتها.
ارنا: كيف ترون مستقبل العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله خاصة اننا شاهدنا خلافا بين الطرفين حول عدد من الملفات خلال الفترة الماضية اضافة الي تصريحات الوزير جبران باسيل ضد الرئيس نبيه بري والاشتباك بين التيار الوطني الحر وحركة امل ؟
الشيخ قاسم: كنا نتمني ان يكون تحالفنا مع التيار في كل الدوائر انسجاما مع التحالف السياسي كما حصل بيننا وبين حركة امل ولكن في النهاية الطرف الاخر وجد لنفسه مصالح انتخابية ونحن قدرنا هذا الموقف ووجدنا ان من حقه اتخاذ هذا القرار .
ارنا: الا ترون ان عدم التحالف الانتخابي له نتائج سلبية علي العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر ؟
الشيخ قاسم: لا يمكن القول ان عدم التحالف الانتخابي لا يؤثر نهائيا علي القواعد الشعبية ولكن هذا التأثير يزول بعد الانتخابات خاصة ان اطراف التحالف يؤكدون علي ان الخيار السياسي مقدم وثابت وهذا ما برز من خلال التصريحات ونحن واثقون ان التحالف السياسي لن يتأثر.
ارنا: الم يساهم التيار الوطني الحر بتحقيق ما ترغبه اميركا من ابتعاد القوي اللبنانية عن حزب الله، عندما قرر عدم التحالف مع الحزب ؟
الشيخ قاسم: تحالفات التيار حصلت بناء علي مصالح انتخابية وليس بناء علي رغبة اميركية بدليل اننا متحالفون في دائرتي بعبدا وبيروت الثانية . تحالفات التيار تنطلق من حسابات انتخابية ولا اعتقد انها مرتبطة باي حسابات خارجية . الحسابات داخلية ومبنية علي عدد المقاعد الذي يطمح التيار للحصول اليه .
ارنا: ما هو تصوركم لوضع المجلس النيابي القادم ؟
الشيخ قاسم: لا ارغب في استباق الامور لكن استطيع القول بان كتلتنا نحن وحركة امل والحلفاء ستكون وازنة وفيها سعة تمثيل ونحن دائما ننظر الي سعة التمثيل اما الاعداد فقلنا اننا لا نبحث عن ثلث معطل او اكثرية . برأينا ان سعة التمثيل ستحقق ووضعنا سيكون افضل في البرلمان القادم.
ارنا: انتم رفعتم شعار مكافحة الفساد فهل هذه المعركة قابلة للتحقيق وهل يمكن ان تؤثر علي تحالفاتكم ؟
الشيخ قاسم: عندما اعلنا في هذا للبرنامج اعطاء الاولوية لمحاربة الفساد فهذا لا يعني اننا لم نكن نحاربه سابقا ، ما اردناه هذه المرة جرعة اضافية ووضع اليات للتأثير اكثر في مواجهة الفساد .
نحن سنواجه الفساد بما هو فساد بصرف النظر عن الافراد سواء كانوا حلفاء وهذا له اليات خاصة . سنضع خطة تفصيلية للوصول الي اعلي درجة ممكنة ولا نقول اننا سننهيه بشكل كامل وما علينا ان نقوم به سنقوم به علي اكمل وجه .
ارنا: هل يمكن مكافحة الفساد في ظل الطائفية التي تشكل حماية للفاسدين ؟
الشيخ قاسم: نحن نفكر بالعمل بطريقة صحية ونعرف اننا سنواجه عقبات وسننجح في مجالات اخري . لا نستطيع ان نحسم اننا سننجح . التركيبة اللبنانية قد تعرقل اي مكافحة للفساد ولكن المهم ان يلمس الناس طريقة عملنا عندها يعذروننا اذا لم نوفق.
ارنا: هل سيكون لتركيبة البرلمان المقبلة تأثير علي المقاومة بشكل او بشكل اخر ؟
الشيخ قاسم: توقعاتنا اننا سنكون مع مجلس نيابي فيه قوي وازنة مؤيدة للمقاومة من مناطق مختلفة واحزاب حليفة وسيحمل هؤلاء لواء المقاومة .
ارنا: انتم تتحدثون عن حاجة لبنان لسلاح المقاومة لان الجيش اللبناني غير مسلح كفاية لحماية لبنان. متي برأيكم تتوقعون ان يترك الحزب سلاحه ؟
الشيخ قاسم: بعد زوال اسرائيل وانتهائها سنترك السلاح.
ارنا: رئيس الحكومة سعد الحريري تحدث عن مشروع ايراني في بيروت يهدد هوية بيروت. ما هو تعليقكم ؟
الشيخ قاسم: لم تكن قيادات المستقبل موفقة في تحفيز الناس انتخابيا لان هذه القيادات لجأت الي اتهامات ومواقف اقرب الي الشتائم منها الي البرنامج الانتخابي . اما عن هوية بيروت فالجميع يعلم ان هوية بيروت وطنية وتضم كل الطوائف والقوي وهذا ما سيترجم في الانتخابات النيابية. اما الحديث عن هوية اخري لبيروت فليس سوي دعاية انتخابية فاشلة. الكل يعلم ان حزب الله يفوز بشعبيته اللبنانية الوفية المجاهدة .
ارنا: يؤكد حزب الله ان مرشحه الوحيد لرئاسة مجلس النواب هو الرئيس نبيه بري فهل حدد مرشحه لرئاسة الحكومة ؟
الشيخ قاسم: بالنسبة لرئاسة مجلس النواب فقد تبين لنا من خلال التجربة والتحالف مع حركة امل اصبح واضحا ان الاجدر ليكون رئيس مجلس النواب هو الرئيس نبيه بري ولسنا محتاجين لوقت للتفكير. الامور واضحة كوضوح الشمس علي مستوي رئاسة مجلس النواب .
اما بالنسبة لرئاسة الحكومة فهو مؤجل لما بعد الانتخابات لانه ليس لدينا وضوح حول الشخص المناسب لموقع رئاسة الحكومة. بعد صدور نتائج الانتخابات تتضح الصورة.
