• الإجابة عن الأسئلة.
- موقف ترامب لم يكن مفاجئًا بالنسبة إلينا ، ونحن نعتبر أن إعلانه حول القدس يعني أنه يصرح بما كان الأمريكيون يخفونه دائمًا كمسؤولين في أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين في قاموسهم إنما توجد إسرائيل فقط، وأعتبر أن هذا الإعلان هو إعلان بانتهاء فكرة حل الدولتين، وانتهاء فكرة التسوية، وعلى كل الذين يرون هذه النتائج أن يلتفتوا بأن اللهاث وراء أمريكا من أجل الحل السياسي هو لهاث خاطئ، الحل الوحيد في هذه المرحلة وفي كل مرحلة هي أن نعزز المقاومة وأن ندعم الفلسطينيين من أجل تحرير أرضهم وأن نكون جميعًا معهم بالعمل وبالدعم المالي والعسكري والسياسي والإعلامي، ولا ينفع تلك الاعتذارات أو تلك الاستنكارات التي تطلق من هنا وهناك فهذه قد مرَّ عليها الزمن ولا فائدة منها. من كان مع فلسطين فليقل لنا ماذا يقدم لفلسطين؟ انتهت مرحلة الحديث عن حل سياسي بهذا الإعلان، يجب أن نفهم ما يقوله ترامب وما يصرح به.
- أعتقد أنهم ترجموا كلام ترامب باللغة العربية ليفهم العرب، وكل اللغات مترجمة عن كلام ترامب، هو يقول: لا تسوية، هو يقول: لا يوجد حل سياسي، هو يقول: أيها اللاهثون وراء التطبيع سنأخذ منكم كل شيء ولن نعطيكم شيئًا، هو يقول: إسرائيل هي الأساس ولا يوجد لفلسطين. ألا يفهمون ما يقوله ترامب! نحن قبل أن يقول ترامب هذا الكلام منذ البداية كنا نقول: المقاومة هي الحل، وعلى كل حال قدمنا تجربة وتبين أنها صحيحة. كانوا في لبنان يقولون: القرار 425 مدعوم دوليًا، وهو الحل السياسي منذ سنة 1978، تعالوا لنلجأ إليه، وإسرائيل كانت تضحك على العرب، تبحثون عن قرارٍ لا وجود له إلاَّ في أذهانكم، فقامت المقاومة الإسلامية وقام حزب الله وقاوم وأعلن أنه سيحرر عبر المقاومة، لم يقبلوا منه هذا الكلام بل حاربوه وضيقوا عليه وحاولوا أن يمنعوه عن العمل، ولكن ضحى واستمر وأعطى فكانت النتيجة أن حصل التحرير الكبير العظيم في سنة 2000 بعد 22 سنة من القرار 425 الذي لم يطبق منه حرف واحد، ولكن من خلال المقاومة تحرر الجنوب بكامله ما عدا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتبين أن هذا التحرير هو أنصع وأنجح وأعظم ما يحصل، وتبين أن إسرائيل يمكن أن تُهزم ، وأن إسرائيل يمكن أن تترك الأرض التي احتلتها. أين أنتم أيها الذين تقولون بأن الحل هو سياسي، الحل لا يمكن أن يكون إلاَّ بالمقاومة ونحن نصر على ذلك ونعتبر أن المستقبل للمقاومة، وها هي المقاومة تنجح في مواقع مختلفة، نجحت ضد الإرهاب التكفيري ونجحت ضد إسرائيل، وهي أيضًا بإمكانها أن تنجح في داخل فلسطين، من كان مع فلسطين يجب أن يكون مع المقاومة، أما الكلام والاستنكارات والعبارات فلا قيمة لها، نعم استطيع أن أقول اليوم: ترامب أعلن انتهاء الحل السياسي.
- تصرفات إسرائيل في سوريا تصرفات العاجز، تبحث عن أماكن فارغة وتحاول أن تقصفها لتقول بأنها حاضرة في الميدان وتؤثر في المعادلة، ولكن هذا الإجراء قامت به إسرائيل لست سنوات داخل سوريا، ورأينا كيف أن النصر سُجل لمحور المقاومة. أما بالنسبة لبعض العلماء وبعض السياسيين الذين بدأوا ينظِّرون للحل مع إسرائيل ولحرمة القتال، فأقول لك: أشكر الله تعالى لأنهم صرَّحوا بذلك، لأنهم بدل أن يدسوا المؤامرات تحت الأرض أصبحوا فوق الأرض، والأمة تنبذهم لأن الأمة مع التحرير ولأن الأمة مع فلسطين، لدينا أمل كبير بالشعوب العربية والإسلامية، ولدينا أمل كبير بمحور المقاومة، والأمل الأكبر بالشعب الفلسطيني المجاهد البطل الذي يقاوم ويتحمل، مثل هذا الشعب لا يمكن أن يُهزم. لا أنظر إلى هذه التصرفات سواء فكرة التطبيع أو ما شابه بأنها تصرفات تُبعد المقاومة، بالعكس هذه تصرفات تشجع على أن المقاومة هي الحل، وتحدد من هو مع تحرير فلسطين، ومن هو ضد فلسطين، وهذا أمر أصبح مكشوفًا للجميع. من أراد من الدول العربية أو الإسلامية أن يقول أنه مع فلسطين فليقدم عملًا، وأقترح عبر شاشتكم إذا أرادت السعودية أو بعض الدول الأخرى أن يقولوا بأنهم مع فلسطين فليوقفوا العدوان على اليمن وهذه أكبر ضربة لإسرائيل، لأن العدوان على اليمن هو ضرب لمشروع يواجه إسرائيل، إذا أرادت الدول الأخرى أن تقف موقفًا حقيقيًا فلتعلن بأنها تقطع العلاقات وأنها تواجه وتدعم المقاومة الفلسطينية بالمال وبالسلاح وبالمواقف، لا تكفي بيانات الاستنكار. على كل حال مراهنتنا على الشعب الفلسطيني وشعوب لمنطقة ومراهنتنا على المقاومة، وأثبتت التجربة أن المقاومة منتصرة، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "، صدَقَ معنا وهو الصادق دائمًا، وسيصدق معنا في المراحل القادمة، وعلى كل حال نحن لن نترك الميدان، وإسرائيل تعلم ذلك تمامًا، إذا كانت الآن تحسب حساب لقوة حزب الله فترتدع فلتعلم أن هذه القوة هي القوة المدخرة لمصلحة المشروع الكبير الذي هو المساهمة في تحرير فلسطين هذه هي البوصلة، لنكن واضحين ولنكشف كل أولئك الذين يدَّعون أنهم مع فلسطين. هذا الإعلان من ترامب هو محاولة لفصل المسارات حتى يُعرف الطيب من الخبيث وبالتالي يجب أن نستفيد من هذه المرحلة.
- أقول بوضوح: لم نخسر إلاَّ عندما تفرقنا ولم نربح إلاَّ عندما توحدنا، لم نخسر كأمة إلا عندما فكر كل فريق كيف يحصل على بعض المكتسبات الرخيصة، ولم نربح إلا عندما التفينا حول فلسطين وكانت هي القضية الأولى، اليوم ثبت أن الوحدة هي التي تحقق الإنجازات، عملوا كثيرًا من أجل إثارة الفتن المذهبية، ومن أجل إثارة الفتن القومية، ومن أجل إثارة الفتن بين البلدان المختلفة، وكانت النتيجة أننا عندما توحدنا استطعنا أن نضرب أكبر عصا يستخدمونها من أجل تذليل الأمة وهي عصا الإرهاب التكفيري إلى غير رجعة، وهذا أمر كبير جدًا، وكذلك هزمنا إسرائيل في لبنان وفي غزة بحروبٍ أربعة حصلت، وكانت النتيجة أن هذا الانتصار حصل ببركة الوحدة، في لبنان قلنا: الجيش والشعب والمقاومة يعني الوحدة، في فلسطين قلنا: مع كل الشعب الفلسطيني بكل فصائله المقاومة ولبنان معه وإيران معه وكل الأحرار مع هذا الشعب، وأقول اليوم: كلما اجتمعنا كدول إسلامية وشعوب إسلامية وكلما فتحنا أبواب للحوار، حتى الدول التي اختلفت فيما بينها هذه فرصة لأن تتحاور مع بعضها، عندما نكون أقوياء بالوحدة والله ستُذلُّ أمريكا وإسرائيل، وستأتي راضخة إليكم، قوتكم ليس بدعم أمريكا لكم على شعوبكم، قوتكم أن تكونوا مع شعوبكم والشعوب الأخرى حول القضية المركزية فلسطين. راجعوا كل التاريخ منذ بدأ الاحتلال الإسرائيلي لاحظنا أن المنطقة لم تهنأ يومًا واحدًا، إذًا المصيبة أين؟ إنَّها إسرائيل، كل المؤامرات التي حيكت علينا حيكت من أجل حماية إسرائيل، أين نجحنا وأين فشلنا؟ نجحنا عندما توحدنا وفشلنا عندما تفرقنا، إذًا الوحدة الإسلامية أساس، اليوم يعقد مؤتمر في طهران حول الوحدة الإسلامية، اجتمع فيه علماء من السنة والشيعة من سبعين بلدًا في العالم وكلهم يقولون بلهجة واحدة: الوحدة الإسلامية لا تعني فقط وحدة السنة والشيعة، لا، الوحدة الإسلامية أن تترجم بوحدتنا حول قضية عملية حقيقية هي قضية فلسطين، عندما نجتمع حول فلسطين لا يوجد خلاف مذهبي ولا توجد مشاكل ولا توجد تفرقة. أدعو كل الدول التي تشعر بأن هذه المرحلة هي مرحلة حساسة وأساسية أن تفتح حوارات وأن تتفاهم مع بعضها وأن نجتمع جميعًا حول فلسطين عندها سننجح وسنتخلص من كل مشاكلنا.
- الخطوات التي يجب القيام بها على نوعين:
خطوات يقوم بها كل طرف وهذا طبيعي ويجب أن يقوم بها، وخطوات تحتاج إلى تنسيق وتعاون، نحن جاهزون كحزب الله أن نقرِّب المسافات بين الدول وبين القوى والحركات وبين كل الجهات المستعدة لتقاوم من أجل مواجهة إسرائيل، مستعدون مهما كانت مقاومتهم قليلة، لأن المهم هو المشروع، والمهم عي البوصلة، نعم سندرس كيف يمكن أن نساهم في تقريب وجهات النظر لمن أعلن أنه مستعد لذلك، وندعو من لم يعلن بعد أن ينتهز الفرصة، قلوبنا مفتوحة مع كل المشاكل التي حصلت، لأن العودة إلى فلسطين تجُبُّ كل المشاكل والخلافات السابقة، وثقوا بأنكم تصبحون أقوياء بنا كما تتقوى فلسطين بكم، هذا هو المشروع وهذا الذي يجب أن نعمل له. هذه دعوة مفتوحة للجميع، نحن جماعة لا نكفِّر، نحن جماعة نتخذ مواقف وننتقد بناءً عليها، فإذا بدل الطرف الآخر فالحمد الله، الله يقبل التوبة، مَنْ نحن حتى لا نقبل هذه التوبة، لذا فإنَّ التوبة الآن من المواقف السياسية السيئة هي بالعودة إلى فلسطين، أما أن يتوب الإنسان على حجار الشيطان ويذهب إلى أمريكا ليترجاها ويطالبها بأن تغير بعض مواقفها فهذه ليست توبة وليست من أجل فلسطين، هذا إذلال لا نريده، نحن لا نريد مواقف تلجأ إلى أمريكا من أجل أن تحل المشكلة، المشكلة حلها الوحيد ببوصلة فلسطين، فلسطين تحتاج منا أن نكون معها بالمال والسلاح والموقف الإعلامي والموقف السياسي، قدموا ما تستطيعون فسترون أننا سنربح جميعًا.
- سأكون صريحًا: نحن لا نعمل على طريقة "عليهم يا عرب"، يعني لا نعمل في الأزمات فنقول تعالوا نجتمع ونتجه جميعًا ونحمل البنادق ونذهب لنقاتل إسرائيل، هذا ليس حلًا، الحل : كل طرف وكل فريق وكل جهة وكل حركة وكل حزب وكل جمعية وكل قيادة ترى أنها مقتنعة بقضية فلسطين عليها هي أولًا أن تنظم صفوفها وأن تجمع شملها وأن تقوم بما عليها من أجل أن تصبح كينونة قادرة على أن تقدم شيئًا، ثم تجتمع هذه الكيانات مع بعضها لتتفق على قواسم مشتركة سواء في بلدانها أو مع البلدان الأخرى، هذا أمرٌ يحتاج إلى وقتٍ من الزمن، ولكن إذا أطلق كلٌ منا في محله الشرارة المطلوبة من أجل توجيه البوصلة نحو فلسطين سنلتقي مع البعض بعد شهر ومع البعض الآخر قد نلتقي بعد سنة، ولكن اختاروا الطريق الصحيح. نحن لا ندعو إلى تجميع مثل تجميع المساعدات فهذا لا يحل المشكلة، نحن ندعو إلى جمع الطاقات القادرة والعمل بتخطيط هادئ وهادف، وفي النهاية هذا الماء الذي ينزل على الصخر بطريقة مدروسة وفي مكان واحد لا بدَّ أن يفتته، ولا بدَّ للخير أن ينتصر ولا بدَّ للقدس أن تتحرر ولو بعد حين، بشرنا اليوم سماحة الإمام القائد الخامنئي(حفظه الله ورعاه) في كلمته في أسبوع الوحدة أن فلسطين ستتحرر ولو بعد حين، هذه الثقة الكبيرة مبنية على دلائل حقيقية، إسرائيل موجودٌ يحمل الفناء في وجوده لأنه باطل ومحتل، والفلسطينيون موجود حقٍ يحمل بذرة الأرض والحياة التي تنبت وتنمو بشكل دائم، الفلسطينيون هم الذين سينجحون، نحن نراهن على حقيقة وعلى سنة كونية وعلى سنة إلهية، وفي آنٍ معًا نعمل لأنه من غير العمل لا يمكن تطبيق السنن، إذًا أعتبر أن المستقبل لنا ولو بعد حين، لسنا مستعجلين فالتحرير آتٍ إن شاء الله تعالى، المهم أن تتحرر نفوسنا وأن نعمل مع بعضنا.
- يجب أن نميز بين العلماء، لأن العلماء الربانيين الحقيقيين المسلمين الذين جاهدوا وضحوا وأعلنوا بالموقف ودعموا بالمال وكانوا إلى جانب القضية الفلسطينية قولًا وعملًا وتحملوا كل التضحيات والصعوبات هؤلاء هم شرفاء الأمة، وهؤلاء هم المأجورون عند الله تعالى، وهؤلاء هم الذين فازوا حقيقة في الدنيا لأن آثارهم بقيت موجودة، كل هذا الذي نراه من حركة باتجاه فلسطين هو ببركة هؤلاء العلماء وعلى رأسهم الإمام القدس الإمام المقدس الخميني(قده) الذي أخرج قضية فلسطين من بطن الأرض ليجعلها علمًا مرفرفًا، وقدَّم الكثير هو والشعب الإيراني والعلماء الأبرار هناك، وكذلك علماء الأمة في مختلف أنحاء العالم، هم الطيف الخيِّر الذي نحتاجه ليستمر، من قضى منهم نحبه فقد أدَّى ما عليه ومن بقي منهم سيستمر إن شاء الله تعالى ونحن معهم في خطٍ واحد. أمَّا العلماء الذين ينظِّرون لإسرائيل وللاحتلال وينظرون للتطبيع أقول لهم: انتبهوا لدينكم وانتبهوا لآخرتكم، وانتبهوا لأن الواحد منكم لن يحمل وزره فقط يوم القيامة سيحمل وزره وأوزار الآلاف الذين ساروا معه من المضلَّلين المسلمين الذين استمعوا إليه، انتبهوا إلى ما حصَّلتم من إسرائيل؟ هل حصلتم إلاَّ على المذلة ومزيد من الإهانة، أقول لهؤلاء العلماء: لديكم فرصة أن تتوبوا إلى الله تعالى وأن تعودوا وأن توجهوا الأمة كما أمر الله تعالى، ألم يأمرنا رب العالمين: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"، أين تنصروهم أنتم؟ هل تنصرون أمريكا وإسرائيل حتى تتقووا بهم على أبناء جلدتكم وعلى الذين يحملون هذا الدين كما تحملونه وهم أصحاب أرض؟ هؤلاء العلماء علماء السلاطين المنحرفين الذين لا يدعون إلى الله تعالى وإنما يدعون إلى أمريكا وإسرائيل من خلال مسارهم ومن خلال تطبيقاتهم، لديهم فرصة أن يعودوا إلى الله تعالى، وقلوبنا مفتوحة لهم إنْ عادوا إلى الله تعالى، نحن نقول: نحن معكم إن كنتم مع الله تعالى وإذا كنتم مع الشعب الفلسطيني، ولكن لن نكون معكم، والشعوب تنظر وتفهم وتعي وتعرف أنكم تتصرفون بطريقة خاطئة، لكن ماذا ستقولون أمام الله يوم القيامة. أمَّا الصنف الثالث، وهم العلماء الحائرون الذين يقفون في الوسط، لا هم مع الخير ولا هم مع الشر، (يا أخي) في إيماننا وفي ديننا لا يوجد وسط بين الخير والشر، يوجد وسط في الإفراط والتفريط في داخل الخير، يعني إما أن تكون مع الخير وإما أن تكون مع الشر، إما أن تكون مع السلطان الجائر وإما أن تكون مع المؤمن المظلوم، إما أن تكون مع إسرائيل وإما أن تكون مع فلسطين، لا يوجد شيء اسمه مع فلسطين ومع إسرائيل، أبدًا، إما في هذه الجهة وإما في تلك الجهة، ألم نسمع قول رسول الله(ص): "إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، إذا كانت كلمة الحق عند السلطان الجائر لها قيمة كبيرة، فكيف إذا كان الموقف موقفًا عظيمًا وعزيزًا. نحن في زمن لا محل فيه "للإمَّعة" الذي يسير مع الناس كيفما داروا وكيفما كانوا والذي لا يسير لا مع الحق ولا مع الباطل، والبعض يفتخر أنه بحمد الله ليس مع إسرائيل ولا مع الفلسطينيين! يعني أنتم مع الشيطان، لأنه من لم يكن مع الحق هو مع الشيطان، أما أن يقول أنه ليس مع إسرائيل وليس مع الفلسطينيين فيحلُّ مشكلته فمشكلتك غير محلولة، قل لي أين أنت؟ ومع مَنْ؟ وإلى أين ستصل؟ ولذلك أقول لهم احسموا خياراتكم، واعلموا أن الخير كل الخير في فلسطين، نحن كحزب الله كنا ضعفاء وكنا قلة، وكان الناس ينظرون إلينا بعين الريبة، رفعنا الله تعالى، واليوم نحن أقوياء في العسكر وأقوياء في السياسة، وأعزاء في رفع رؤوسنا عاليًا، ونقول كلمة الحق ولا نخشى من أحد إلاَّ الله تعالى، هل يستطيع أحد أن يصنع معنا شيئًا؟ إذًا مع فلسطين أصبحنا أقوى وأصبحنا أعزة وحققنا إنجازات كثيرة، أدعوكم إلى حسم خياراتكم واعلموا أن الأمة كلها ستربح وأنكم ستخسرون إذا بقيتُم على هذا الحال.
- نحن لم نحد يومًا عن قتال إسرائيل، فعندما كنا نقاتل الإرهاب التكفيري كنا نقاتل يدًا إسرائيلية، لذلك لا زلنا في المشروع، فليعلم الجميع جيدًا: بعد قتال الإرهاب التكفيري أصبحنا أقوى عددًا وعدة واتساعًا وإمكانات معروفة وغير معروفة في كل الظروف الموضوعية والظروف الصعبة، في كل الأماكن التي كانت متفاوتة كنا مقاومة تعمل على الكر والفر، أصبحنا مقاومة تعمل على الكر والفر وعلى الكر من دون فر، لذلك احسبوا حسابات كما تريدون، إذا كان البعض يحصي عدد الشهداء يبدو أنه فاته أن يحصي عدد المتطوعين الجدد حيث أنه كلما يرتفع لنا شهيد ينضم إلينا العشرات والمئات بحيث أن أعدادنا وإمكاناتنا كثيرة بحمد الله، ولا أقول هذا من أجل أن أُبرز قوة وهمية، أقول هذا لأنه بالأصل نحن لا نعتمد على العدد والعدة كأساس بل نعتمد على الموقف وعلى الإيمان وعلى دعم الله تعالى لنا، هذا كله موجود بل أعطانا الله تعالى سلفة على الحساب، قال: قاتلتم بجدٍ إذن خذوا نصرًا على إسرائيل في لبنان، قاتلتم بجدٍ إذن خذوا نصرًا على الإرهاب التكفيري، كل العالم اجتمع من أجل أن يثبِّت الإرهاب التكفيري ولم يستطع إلاَّ ثلاث سنوات ولكن بعد ذلك سقط والمعركة واحدة ومستمرة.