نحن نحذِّر إسرائيل من أن المسّ بسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله ستكون له عواقب غير محسوبة وغير خاضعة للضوابط التي يفكِّرون بها/ المقابلة التي أجرتها معه قناة المنار وإذاعة النور في 24/1/2008
قال سماحة نائب الأمين العام لحزب الله في مقابلة مع قناة المنار وإذاعة النور رداًّ على سؤال حول تداعيات خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الوسط الاسرائيلي :
نحمد الله أولاً وأخيراً بأن هدف خطاب سماحة الأمين العام قد تحقَّق بالكامل في الكيان الاسرائيلي، لأن المطلوب هو إيصال مجموعة من الرسائل، وهذه الرسائل أدّت غرضها، فأولاً كشفت أن العدو الاسرائيلي يعاني من ثغرات كثيرة، وأن جيشه الذي يدَّعي القوة ما هو إلا جيش واهن، يكذب على أهل القتلى والمصابين في المعارك، وبالتالي هو لا يُعطي الصورة الحقيقية، وما يدَّعيه من بطولة تُعتبر فارغة، خاصة عندما انكشف أيضاً أن اليومين الأخيرين في مجزرة الدبابات في مواجهة الاسرائيليين لم تؤثر في مسار القرار 1701 كما كان يدَّعي أولمرت، إذاًَ تقاطع هذا الأمر مع خطاب سماحة الأمين العام، ليتبيّن بالدليل الملموس مستوى هذا العدو، فكان خطاب سماحة السيد كاشفاً لهذا الموضوع عند الاسرائيليين، الأمر الثاني أن هذا العدو لا يستطيع أن يدَّعي بأنه يعدّ نفسه من أجل أن يهوِّل علينا وعلى لبنان، لأن استعدادات المقاومة استعدادات مهمة، وبالتالي إذا قارنّا بين ما حصل في حرب تموز وبين ما يمكن أن يحصل فالمقارنة تكون غير سليمة، لأن هناك تداعيات كثيرة يمكن أن تحصل إذا فكَّر العدو بأيّ عدوان على لبنان، والأمر الثالث أن هناك صورة مشرقة جداً للمقاومة وشعب المقاومة وهي صورة متفاعلة وقوية، ولا بدّ أن تكون قد تظهَّرت بشكل واضح على الهلع الذي أصاب المسؤولين الاسرائيليين عندما رأوا هذا المشهد وسمعوا هذا الخطاب، فيمكننا القول أن خطاب سماحة الأمين العام وصل إلى أهدافه المطلوبة، ونتوقّع أن تزداد النتائج أكثر فأكثر، وهذا يُثبت مجدداً أننا في الموقع القوي وأننا في الموقع المؤثر حتى في مجريات السياسة الاسرائيلية بالتأثير على عقليته وطريقة تفكيره، ويجب أن يفهموا دائماً أننا في موقع القوة ولسنا في موقع الضعف مهما حصل من تطورات.
وأجاب على سؤال حول ردّات الفعل التي صدرت عن بعض القيادات اللبنانية قائلاً:
جاء الهلع اللبناني المنسجم مع الهلع الاسرائيلي سريعاً جداً، بل التعبير التي استخدمها الاسرائيلي بالتعبير عن الاشمئزاز هي التعابير نفسها التي استخدمها بعض جماعة 14 شباط في لبنان، وهذا التماهي أراد الأمريكي منه أن يخفِّف الوطأة عن الاسرائيليين، لكن في الحقيقة قد أصاب مقتلاً في جماعة 14 شباط، لأنهم انفضحوا أمام الرأي العام اللبناني لأنهم يكرِّرون العبارات الاسرائيلية ويتحدثون عن الأهداف الاسرائيلية وتعاطفون مع الرؤية الاسرائيلية، الأمر الآخر أن قوة المقاومة لا تزعج الاسرائيلين فقط وإنما تزعجهم أيضاً لأنها عصية على أخذ لبنان إلى الوصاية، وأيضاً أنهم في موقع الأدوات حيث أنهم مضطرون للإسراع في اتخاذ الموقف بسبب فشلهم المتكرر في مواقف متعددة، وعادة الفاشل يُكثر من الصراخ حتى يعوِّض عن فشله، وهم يفعلون هذا. نحن في الواقع سنترك التحليل للرأي العام، لأننا إذا تركنا الرأي العام يسمع ما يقولون وما يقول الاسرائيلي، سيوجد الربط الكافي، وسيأخذ الانطباعات الحقيقية، وهذا سيكون لمصلحة كشف زيف ما يدّعون أنهم يعملونه لمصلحة لبنان وسيادة لبنان.
كما قال رداً على سؤال حول كيفية بناء شراكة مع فريق تتقاطع أهدافه مع دولة عدوة هي إسرائيل :
نحن سنعمل جاهدين من أجل أن نكشف هذه الحقائق، وعلى كل حال هي تنكشف يوماً بعد يوم بالوسائل المختلفة من أجل ردع هؤلاء إذا أرادوا أن يبنوا وطناً، وإذا أرادوا أن يعملوا شعبهم، ونحن سنبقى بالمرصاد لمثل هذه الرؤى المنحرفة والخاطئة التي تصبّ في الوصاية الامريكية، وعلى العموم نحن نشعر بالألم الامريكي من الفشل المتكرّر، وبالألم الاسرائيلي من عدم القدرة على تجييش الواقع لمصلحتهم، وبالتالي سنكون واضحين وصريحين: أي تفكير إسرائيلي باعتداء على لبنان سيُقابل بالمقاومة وبردّ فعل يتناسب مع هذا العدوان، فالدفاع لا يحتاج إلى إذن أحد، حتى لو قال من قال، وصرخ من صرخ، فهذه مسألة لها علاقة بحماية النفس والأرض والعرض والكرامة، وليس لها علاقة بتسليم الامور لأولئك الذين أثبتوا أنهم غير جديرين بحفظ أمانة الأرض اللبنانية والشعب اللبناني والقضايا المتصلة بها في هذه المرحلة.
وختم في معرض ردِّه حول الدعوات لاغتيال الأمين العام لحزب الله فقال:
هم يعلمون تماماً أن المسّ بسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله ستكون له عواقب غير محسوبة وغير خاضعة للضوابط التي يفكِّرون بها، نحن نحذرهم ونحذر الأذناب الذين يروِّجون لمثل هذا الاتجاه، فالمسألة لا تتعلَّق بتهديد، وإنما تتعلَّق بنظرة خاطئة للأمور.
على كل حال نحن مطمئنون من رعاية الله لهذه المسيرة، وهذه المسيرة منصورة وعزيزة، وبالتالي نتفهّم موقف الخانعين هنا وفي أي مكان في المنطقة من الذين يعيشون حالة الهلع والارباك، بسبب إنجازات المقاومة وإرادة المقاومة في المنطقة، وهنا لا بدّ أن نوجِّه تحية لنساء غزة وشباب غزة الذين وقفوا موقفاً بطولياً في مواجهة الحصار، وكانوا أهلاً للمقاومة كما عوّدونا، ونقول لهم بأن المقاومة منصورة إن شاء الله في كل مكان، والأمر يحتاج إلى صبر، وكل هذه الادعاءات التي تأتي من إسرائيل وغيرها ما هي إلا فقاقيع، وستُثبت الأيام ذلك.