مقابلات

المقابلة التي أجراها معه موقع الجزيرة أون لاين في 23/11/2007

إذا فكرت إسرائيل بالاعتداء فالمقاومة في أعلى جهوزيتها

- ما هو المزاج عند المعارضة لانتخاب الرئيس؟

المعارضة كانت تصر في السابق بشكل ملح على أن المشاركة في الوحدة الوطنية هي الأساس للنهضة بهذا البلد، في المقابل جماعة السلطة كانوا يصرون على الاستئثار وعدم رعاية مواد الدستور، وعدم الاهتمام بخروج طائفة بكاملها من الحكومة، وقد رأينا أن طريقة قوى السلطة أدَّت إلى أزمة مستفحلة لا زلنا نعاني من نتائجها بالحد الأدنى منذ سنة حتى الآن، ما زالت المعارضة على وجهة نظرها بأن التوافق هو المطلوب وهو الحل ونحن حاضرون له، وقد أعلنا أننا قد تراجعنا سابقاً عن حكومة الوحدة الوطنية قبل انتخابات الرئيس، لكن على قاعدة أن يتم انتخاب الرئيس وفق الدستور، والدستور يتطلب الثلثين ، وهو بذاته يحمي التوافق، إذاً هنا لا نتصرف بطريقة يعطي فيها طرف للطرف الآخر، إنما نكون منسجمين مع الحق الطبيعي الذي أعطاه الدستور للتوافق، والكرة الآن في ملعب السلطة.

- ألا تستطيع جماعة 14آذار انتخاب الرئيس الذي يريدونه؟

هم لا يستطيعون احضار المرشح كما يريدون، الدستور لا يسمح لهم، فهم يحتاجون إلى الثلثان، إذاً نحن شركاء ، وعليهم أن يجدوا قاسماً مشتركاً بين هؤلاء الشركاء، هم يفكرون بطريقة خاطئة، يعتقدون أنهم إذا كانوا أغلبية نيابية يعني أنهم يستطيعون احضار الرئيس منهم، هذا خطأ ، فهم كأكثرية نيابية يستطيعون أن يحضروا رئيس الوزراء ، أمَّا رئيس الجمهورية فيحتاج إلى توافق، وإذا أتى الرئيس بالتفاهم مع المعارضة على البرنامج الأساسي والرؤية الأساسية لا يعود اسم الرئيس مشكلة، وأقول بكل صراحة المعارضة تخشى من تفردهم، لأنهم مارسوا هذا التفرد لمدة سنة، وخربوا البلد.

- هل ستحصل جلسة الانتخاب الجمعة؟

لا أتوقع أن تحصل جلسة انتخاب غداً إذا لم يتم التوافق، وفرصة التوافق خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة تحتاج إلى مفاجأة، في رأيي تتطلب أيضاً جرأة من جماعة 14 شباط للموافقة على مسار الحل، فإذا وافقوا على المسار فالاسم يُحسم خلال دقائق، وأقول أكثر من هذا: عدم موافقتهم الآن لن يغير شيئاً في المستقبل، وفي نهاية المطاف سيكون الحل المستقبلي هو الحل الذي يمكن إنجازه الآن.

- ما سيكون موقفكم إذا لم يحصل توافق وانتخبوا بالنصف زائد واحد؟

الانتخاب بالنصف زائد واحد مخالف للدستور، وإذا فعلوا هذا فهذا يعني أنهم أخذوا البلد إلى المشكل، وعندها سينفتح على تعقيدات لا نعلم مداها، وأنا لا أنصحهم بذلك، وأعتقد أن قسماً منهم بدأوا يقتنعون بأن هذا الخيار خاطئ.

- وماذا لو تولت حكومة السنيورة مهام الرئيس الماروني؟

المطلوب أن نسعى إلى انتخاب رئيس وإذا تأخر الأمر لبضعة أيام من أجل الوصول إلى التفاهم فلا بأس، ولكن أن تمارس حكومة السنيورة غير الدستورية وغير الشرعية مهام رئيس الجمهورية والحكومة فهذا سيسبب مأزقاً في البلد، في نظرنا مع عدم انتخاب رئيس فالبلد في فراغ، يعني لا يوجد رئيس جمهورية ولا يوجد حكومة، وهذا ما يجب أن يدفع الجميع للإسراع بانتخاب الرئيس.

- إلى أي درجة أنتم قلقون من الوضع في الشارع إذا لم يتم الاتفاق خصوصاً مع كلام كثير عن ظاهرة التسلح؟

من حق الناس أن تعيش القلق، وهذا طبيعي في لبنان ولا أحد يستطيع أن يعطي ضمانات، لأننا لا نعلم من يدخل على الخط في ظل هذا التوتر الحاد، يجب أن نفكر بالحل لا أن نتعايش مع المشكلة، بدل أن نفتش كيف نلطِّف المشكلة ولا أحد يملك هذا الخيار يجب أن نسرِّع بالحل في انتخاب الرئيس، أنا أحمل جماعة السلطة مسؤولية التأخير في انتخاب الرئيس، هم ضيعوا فرصاً لمدة سنة، آمل أن يعتبروا مما فعلوه ولا يضيعوا علينا هذه الفرص.

- سلاح حزب الله هل سيسلم إلى الجيش اللبناني، وما أنكم أنتم بشكل واضح ترفضون القرار 1559 و1701 أليس لهذا التاريخ شأن بالغ الأهمية في مستقبل حزب الله؟

مسألة استمرارية المقاومة في لبنان تابعة لنقاش سياسي حول استقلال لبنان وكيفية حمايته، وهذا أمر لا يعالج بالخطب السياسية والمواقف السياسية المتنافسة، هذا يتطلب حواراً ليقنع أحد الطرفين الآخر أو التوصل إلى قواسم مشتركة،والآن في هذه الظروف المتوفرة لا يصلح هذا البحث أصلاً وليس مطروحاً، إذاً فلننته أولاً من تكوين السلطة السياسية في البلد وهي تضع النقاط التي تريد بحثها وحسمها، أمَّا القرار 1559 ففي رأينا هو غير موجود ونحن غير معنيين به، هو يتحدث عن ميليشيات ونحن لسنا ميليشيا، ومنذ صدوره قلنا بأن هذا القرار غير صالح في لبنان، أمَّا القرار 1701 فقد أعطينا موافقة إجمالية عليه، وفي رأينا أننا طبقناه، لكن إسرائيل هي التي تخرق الأجواء اللبنانية وتشكل حالة خطرة على لبنان، وتحتل مزارع شبعا ولا تخرج من بلدة الغجر، وتعتقل الأسرى، وهذا كله مخالف للقرار 1701، ومن الطبيعي أن نهتم بشخص الرئيس الذي سيكون للبنان، لأن رؤيته تؤثر على إدارة الملفات اللبنانية، لذا نؤكد على أن يحمل هذا الرئيس قدرة التوافق بين اللبنانيين والرؤية التي تحافظ على التوافق والقدرة على استقلال لبنان، وهذا الأمر غير متوفر في الشخصيات المقترحة من قبل جماعة 14 شباط.

- هناك احتمال كبير أن يكون هناك فراغ، ما هي خطتكم ولاستعدادات التي تأخذونها إذا ما استغلت إسرائيل هذا الفراغ ؟

لا أعتقد أن إسرائيل ستقدم على عمل عسكري خلال هذه الفترة، لكن إذا فكرت وقامت بالاعتداء فالمقاومة في أعلى جهوزيتها وأعتقد أن تجربة تموز ستكون بسيطة أمام تجربتها المقبلة.

- ما الذي يفعله حزب الله لمنع التسلح أو الوصول إلى العراك في المخيمات؟

يخطئ من يتصور أن الحل في العلاقة مع المخيمات حل عسكري، أو وجود قوى مسلحة تحاصرها هذا لا يحل أي مشكلة، بينما الحل يجب أن يكون حلاً سياسياً، أن نفهم ما هي متطلبات الفلسطينيين، هم يريدون العودة إلى أرضهم، وموجودون مؤقتاً في لبنان، ولهم حماية داخلية ذاتية، علينا أن لا نخلط بين خصوصية قدسية قضيتهم وحسابات الداخل اللبناني، فالمخيمات قضيتهم وللبنانيين قضيتهم، صحيح أن هناك اشتراك معين بسبب العدو الواحد وهو إسرائيل، ولكن توجد خصوصيات يجب أن تحافظ عليها، ما حصل في مخيم البارد هو أن بعض من في السلطة في لبنان اعتقدوا أنهم يمكن أن يستغلوا الموضوع الفلسطيني لإدخاله في الحسابات اللبنانية لتعديل التوازن في القوى يستخدمونه كقضية سياسية وعسكرية في الحسابات الموجودة في لبنان، فانفجرت المشكلة وخرجت عن السيطرة لأنها بالأصل مدخلية خاطئة، من هنا أنا أؤكد أن معالجة مسألة المخيمات يجب أن تكون سياسية تعتمد بالدرجة الأولى على عدم استثمارها في المشكلة الداخلية وهذا ما نعمل عليه.

- هناك أخبار من صحفيين وباحثين يقولون بأن هناك تهديدات وخوف من هذا التوتر الحاصل بين الشيعة من 8 آذار والسنة 14 آذار أن يشتبكوا مع بعضهم البعض ، والمسيحيين أيضاً من كلا الطرفين، فهل ترون أن هناك احتمال لمثل هذه الأمور؟

إذا لم يحصل حل سياسي وننتهي من انتخاب الرئيس ، فالأجواء المتوترة في البلد قد تنتج بعض الأزمات، ومنها بعض الاحتكاكات العسكرية ، من يضمن هذا الأمر، ومن يعلم إذا لم يكن هناك أطراف أخرى تريد أن توقع مثل هذا الاشتباك، طبعاً الموضوع لا يُصنف في الخانة المذهبية، لأن المذاهب موجودة عند الطرفين، وبالتالي كل احتمالات الإشكال واردة بأشكال مختلفة، أكرر أن الحل بالإسراع في التوافق، ويجب أن نقول لأمريكا توقفي، وأن لا نسمح لها بالمزيد من العبث بواقعنا السياسي في لبنان، يجب أن نقول للطامحين للسلطة على حساب البلد توقفوا ، فالسلطة يجب أن تكون لمن له شأنية، لا للمنتفعين من فرص الآخرين، يجب أن نقول كفى تعطيلاً للدستور وانتهاكاً له، الحل واضح يجب أن نقدم بانتخاب رئيس توافقي .