مقابلات

المقابلة التي أجراتها معه قناة المنار ضمن نشرة الاخبار 16/11/2007

إذا كان النائب سعد الحريري يحلم بالفصل بين العماد عون وحزب الله فهو مشتبه وواهم

- كيف قرأتم كلام النائب سعد الحريري عن تفاهم حزب الله والعماد عون ؟

اعتبرنا كلام النائب سعد الحريري في محاولة إبعاد العماد عون عن حزب الله ، وكأنها تعبير عن الرغبة في إيجاد شرخ في لحظة الوفاق كي لا يتم هذا الوفاق بالقواعد المعروفة بتفاهم المعارضة مع الموالاة ، خاصة أن تفاهم حزب الله مع العماد عون قد أضفى حالة وحدوية على الساحة اللبنانية كشف أولئك الذين يسعون إلى التفرقة وإبعاد المشاركة ، وقد تجلى هذا الامر واضحاً عند جماعة 14 شباط ، ومنهم السيد سعد الحريري الذي لم يقبل لا هو ولا من معه خلال الفترة السابقة بحكومة وحدة وطنية ولا بآلية مشاركة ولا بمناقشة المحكمة الدولية في داخل الاطر الدستورية ، ولا بالابتعاد عن الوصاية الامريكية وبالتالي صرّح عدد من هذا الفريق أنه جزء من المشروع الامريكي ، إذاً هو يحاول أن يُبعد التهمة عنه في محاولة إثارة بلبلة معينة في أوساط المعارضة ، لكن نحن نعلم أن أول من سعى إلى القاءات مع حزب الله هو سعد الحريري نفسه ، وأول من خرج من هذه اللقاءات هو نفسه ، والسبب في ذلك أن هناك مطالب أمريكية مطلوبة في لبنان لم يستطع تسويقها بالعلاقة مع حزب الله ، فكانت حالة المقاطعة والمواجهة هي السبيل الذي يعتقد أنه يقوم بدوره فيها ، والكل يعرفون تماما أن الحزب صادق في تحالفاته ، وهو لم يخرج من أي تحالف حصل ، بينما كان بعض الآخرين هم من يخرجون من هذه التحالفات ، ومن يتحالف مع الحزب فهو يتحالف مع الشرفاء ، وهذا يعبِّر عن تناغم بين أصحاب الخط الواحد والاتجاه الواحد في إعمار لبنان وسياسة لبنان ، وبالتأكيد حزب الله حزب مقاوم حرّر لبنان ويسعى لاستقلاله ، ونحن نعتبر أن النائب سعد الحريري بهذا الكلام يحاول أن يضع حواجز أمام اتفاق اللبنانيين ، ويُثير بلبلة في الايام الاخيرة ، وإذا كان يحلم بالفصل بين النائب العماد عون وحزب الله فهو مشتبه وواهم ، لأن طبيعة التفاهم طبيعة وطنية ، وتحمل إلى جانبها استدعاء للآخرين بأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من هذه الوحدة الوطنية ، ودائماً الانفتاح والوحدة ينتصران على الانغلاق والاستئثار ، في النهاية نحن نعمل على مشروع أن تكون السيادة في لبنان ، وأن نكون بعيدين عن الوصاية الامريكية، وآمل أن يلتفت السيد الحريري بأن مصلحته ومصلحة طائفته ومصلحة الوطن هو أن يكون في حالة تفاهم مع ركن أساسي في هذا البلد ، وهو حزب الله الذي لا يحتاج شهادة من أحد ، فالذي يكون مع حزب الله يكون قد حصل على موقع مهم وعلى إشارات إيجابية جيدة نظراً لدور حزب الله الايجابي ، بينما لم نرَ أدواراً إيجابياً من الكثيرين من الذين يتشدّقون بالحديث عن السيادة والاستقلال .

- ما هو تعليقكم على الردود على خطاب سماحة السيد حسن نصر الله ؟

الردّ على الخطاب ناشئ عن عدم قراءة الخطاب ، وبعض الذين قرأوه لم يفهموه بالاصل ، هذا الخطاب هو خطاب التوافق ، وكان واضحاً جداً أنه يخاطب اللبنانيين بالحقائق ، نعم أنا أفهم ما الذي آلم البعض ، لأنه كشف الحقائق بأن هناك فريقاً في لبنان يريد أن يأخذ الامور إلى غير التوافق ويطرح التوافق كشعار ظاهري ، لكنه يُهيّء للنصف زائد واحد أو للفراغ من خلال إبقاء حكومة السنيورة كي يستمر النهج الاستئثاري ، وبالتالي كانت تفاصيل ما ذكر سماحة الامين العام كاشفة وفاضحة للوضع القائم ، وتُحذر بأن الامور لا يمكن أن تكون كما كانت قبل الاستحقاق الرئاسي ، فقد سمعنا من فلتمان والحريري وآخرين بأنهم أخذوا المحكمة إلى الواقع الدولي ولم يحصل شيء رغم ما كان يحصل من تهويلات ، إذاً اليوم إذا حصل استحقاق رئاسي وأُلغيَت المعارضة التي تُمثّل الاغلبية الساحقة اللبنانية ، كذلك لن يحصل شيء ، هذا وهم ، لأن الاستحقاق الرئاسي له معنى مختلف عن غيره ، فهو محطة تاريخية للبنان ، وهو منعطف استراتيجي مهم جداً ، يتكوّن منه رؤية للبنان ومسار إذا كان لبنان سيكون تحت الوصاية الامريكية أو مستقلاً وإذا كان سيخضع للاستبداد والظلم والاستئثار أو سيكون فيه مشاركة ووحدة ، من هنا كل الامور ترتبط بهذا الاستحقاق لفتح الآفاق الايجابية أو السلبية ، نحن لن نذكر ما نتوقعه لكن أعتبر أن الاستحقاق الرئاسي أمر مختلف تماماً عما سبقه ، عليه أن يعرف تماماً أن الخطأ الكبير هو بالمغامرة بلبنان في هذه المحطة، وعلى الجميع أن يعملوا للوفاق فهذا أفضل للجميع.

- ماذا ترَون في هذه الايام القليلة التي تفصلنا عن نهاية وقت الاستحقاق الرئاسي؟

لا زلنا نؤمن بالتوافق ، وننتظر الخطوات العملية في هذا الاتجاه ، صحيح أن الامور معقدة تعقدها التصريحات الامريكية ، وكذلك بعض تصريحات جماعة 14 شباط، الذين يضعون العصي في الدواليب ، وكذلك عدم إعطاء هذا الاستحقاق حق التنفيذ الصحيح لمن يستطيع أن يكون جديراً بالرئاسة . على كل حال الايام القادمة ستكشف التفاصيل أكثر ، نأمل أن ينتج الوفاق ، لكن الوفاق ليس كيفما كان ، والوفاق لا يعني أن تُفرض شروط من فريق على الفريق الآخر، وإنما أن يحصل تفاهم . نحن كنا واضحين ، ما تُجمع عليه القيادات المسيحية برعاية البطريركية نوافق عليه ، وبالتالي ننتظر إذا كان سيحصل هذا التوافق أم لا، وستكون الخطوات العملية جارية في هذا الاتجاه .